[justify]

كلمة بعد الإعتداء على ضريح السيد النبهان

الدكتور محمد فاروق النبهان


لم يكن السيد النبهان طيب الله ثراه ملكاً لأسرته ولا لإخوانه ولا لمحبيه ، إنه مُلك لكل الأجيال التي وجدت فيه رمزاً أصيلاً للشخصية الإسلامية في شموخها واعتزازها بأصالتها ، كان الشيخ بما كان يرمز إليه أقوى وأرسخ وأكبر من أن يطاله أحد بأذى إو إساءة في مكانته ، كان صاحب رسالة تربوية وأخلاقية ، ضريح العظماء رمز لعطائهم لمجتمعهم ، وهم في القلوب لا في القبور ولا سلطان لأحد عليهم ، الأمم تفخر برجالها تعبيراً عن رقي اهتمامها بتاريخها وقيمها وتراثها ، والعدوان على أضرحة العلماء هو اعتداء على العلم ورموزه وكرامة الشعوب التي أقامت تلك الأضرحة تعبيراً عن المحبة والاحترام ، وتهديم أضرحة العظماء والرموز هو محاولة لتحطيم خصوصيات تلك الشعوب وكرامتهم وشخصيتهم لتجريدهم من خصوصياتهم للتمكن من التغلب عليهم وإذلالهم ، وشعبنا لن يرضخ للتبعية مهما كان مصدرها ، ولا أحد يمكنه إلغاء خصوصيات بلاد الشام الحضارية أمام الحاقدين عليها والطامعين فيها ، بلاد الشام لأهل الشام لا لغيرهم الشام تعلّم الآخرين دينهم ولا تتعلم منهم ، والشام بلد الأصالة الاسلامية والقيم الروحية ولن ترضخ للعواصف العابرة والتطرف المتعصب والجاهلية الجديدة ، أعلام حلب مثل قلعة حلب التي كانت عصيّة على الحاقدين والغزاة العابرين وإن تهدمت جدرانها ، حلب التاريخ الحضاري التي قاومت العدوان عليها ستبقى صامدة أمام كل من اعتدى على كرامتها وخصوصياتها ، هكذا كانت حلب ، وستبقى حلب كما كانت على امتداد التاريخ ، لن تركع ولن تخضع ولن تستسلم ، وسيُعاد بناء ما تهدم من قلاعها وأسواقها ومآذنها وأضرحة عظمائها وأعلامها ، السيد النبهان كان علماً من أعلام الإسلام وركناً من أركانه وإماماً مجدداً لعصره ، ودعامة من أهم الدعائم التي أسهمت في بناء أصالة مدينة حلب وشخصيتها الإسلامية وشموخها الديني وكرامة المواطن ، ستكون كلتاوية السيد النبهان في كل بيت حلبي منبر اعتزاز ومظهر شموخ متحدية الجهل بالاسلام مثل شوكة في حلوق المعتدين على ثقافة المدينة وإسلامها ومساجدها ومآثرها ذات الخصوصيات الحضارية والاسلامية والثقافية ..[/justify]