[justify]بيان الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي

حول هدم مقامات الأولياء

تقوم جماعات مسلحة متعددة في سورية باستغلال ثورة الشعب لفرض عقائد شاذة ومذاهب بعيدة عن اعتقاد أهل السنة تحمل تعصبا بغيضا وغلوّا مَقيتا.
وقد وصل الأمر إلى أن قامت بهدم المقامات التي يحمل أهل السنة في الشام والعراق لأصحابها من الأولياء والعلماءالمحبة والاحترام . لقد فعلوا ذلك بناء على رأي ابن تيمية الذي تتبناه جميع الجماعات السلفية ، وهم يحاولون فرض مذهبه في بلادنا بقوة السلاح ، رغم أن الخلاف بينه وبين علماء عصره من فقهاء المذاهب الأربعة ومن جاء بعدهم إلى يومنا هذا معروف مشهور ، وقد ألفت في الرد على آرائه عشرات المصنفات .
وقد سمعنا أخيرا بتفجير مقام الإمام الجليل محيي الدين يحيى بن شرف النووي صاحب المؤلفات العظيمة في الحديث والفقه الذي تعد مؤلفاته مرجعا لا لأهل الشام فحسب ، بل للمسلمين في كل مكان . وبلغنا قيام هذه الجماعات أمس بهدم ضريح الشيخ محمد النبهان ونبش قبره ، وهو شيخ شيوخ حلب ، وصاحب نهضة إسلامية خرجت العديد من العلماء والدعاة ، ووقفت سدا منيعا أمام الإلحاد ، وكانت أحد أهم دعائم الدعوة الإسلامية في حلب .
إننا ندعو جميع العلماء إلى استنكار هذه الجرائم وخصوصا أولئك الدعاة الذين يصفقون لهذه الجماعات ويفضلون الصمت في مثل هذه المواقف .
إننا نعلن بكل شموخ واعتزاز أننا في سورية نتبع في الفقه المذاهب الأربعة ، وخصوصا مذهب الإمام أبي حنيفة ومذهب الإمام الشافعي ، وفي الاعتقاد مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري ومذهب الإمام أبي منصور الماتريدي ، شأننا في ذلك شأن أكثر من مليار ونصف مليار مسلم من أهل السنة في العالم .
ونؤكد أن أهل الشام لا يشركون بالله تعالى شيئا ، ولا يعبدون القبور وإنما يعبدون الله تعالى ، وهم يرون استحباب زيارة القبور ، ويرون جواز التوسل بالأنبياء والأولياء ، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة . إننا في سورية نعتقد أن التصوف هو جزء لا يتجزأ من الإسلام وهو علم السلوك للوصول إلى مقام الإحسان بطريق تزكية النفس ، ونفتخر بأن الإمام الغزالي ابتدأ تأليف كتابه الجليل في التصوف (إحياء علوم الدين) وهو مقيم في الجامع الأموي بدمشق . ومما يميز أهل السنة في سورية هو أننا نعظم النبي عليه الصلاة والسلام ونتوسل به ونتبرك بآثاره ونحتفل بمولده الشريف ونقيم مجالس الصلاة والسلام عليه ، ونحب الأولياء والصالحين ونتقرب بهم إلى الله تعالى . وهذا ما استقر العمل به في مذاهب أهل السنة والجماعة وأئمة المسلمين على ذلك .
ونستنكر أي تغيير للدين أو تحريف أو تعصب أو غلو أو ونستنكر هدم المقامات ونشجب ما يجري على أئمة المساجد من اغتيال واعتقال وإساءات من قبل هذه الجماعات التي تدعي الانتساب للسلف زورا وبهتانا ، والسلف الصالحون منهم براء .
وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير
[/justify]