[frame="8 80"]اللهم ياذا المن ولايمن عليه ياذا الجلال والإكرام ياذا الطول والإنعام لاإله غلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأمان الخائفين . اللهم إن كنت كتبتني عند ك في أم الكتاب شقياً أو محروماً أو مطروداً أو مقتراً علي في الرزق فامح اللهم بفضلك شقفاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي واكتبني عندك في أم الكتاب سعيداً مرزوقاً . فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شعبان المكرم . التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم . أن تكشف عنا من البلاء مانعلم ومانعلم وما أنت به أعلم إنك أنت الأعز الأكرم .[/frame]
هناك موقف لبعضهم من الإجتماع في المساجد لقراءة الدعاء في ليلة النصف من شعبان واعتبروه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .واعتبروا أن الدعاء نفسه لاأصل له في الإسلام بل بعضه منكر يصادم نصوص الآيات القرآنية في جعله الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم هي ليلة النصف من شعبان . مع أنها - على زعمهم ليلة القدر فقط كما جاء في القرآن الكريم.
كما أن الدعاء يصادم القرآن في طلب المحو والإثبات في أم الكتاب مع أن الله أخبر - على زعمهم- أن المحو والإثبات لايكون في أم الكتاب .
وأما موقف أهل السنة والجماعة من ذلك فهو :
1- الإجتماع في المساجد للدعاء في ليلة النصف من شعبان من القربات في الإسلام . فالدعاء مطلوب في كل وقت
((ادعون أستجب لكم)) وخاصة في الليالي التي يتجلى فيها الرب بالرحمة والمغفرة على عباده والتي هي من نفحات ربنا لعباده مثل ليلة القدر وليالي عرفات .فالدعاء فيها أكثر قربة وأعظم أجراً .
2- الدعاء الذي ندعوه في نصف شعبان(( اللهم ياذا المن ولايمن عليه يا ذاالجلال والإكرام .... الخ))كله في المعنى هو يرجع إلى الإسلام بل بعض فقرات الدعاء ألفاظها ومعانيها مأثورة عن الصحابة
والدعاء لاتوجد فيه فقرة أو جملة أو كلمة منكرة في الإسلام أو تخالف ديناً
وعمر وابن مسعود كانوا يدعون ببعضه
3- الدعاء لايصادم نص الآيات القرآنية لإن الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم إنما هي ليلة القدر بينماهم حصروا إبرام الأمور الحكيمة في ليلة القدر فقط فالآيتا ن تدلان على أن القرآن أنزل في ليلة القدر وهذه الليلة يفرق فيها كل أمر حكيم والآيتان لم تحصرا على مواقف . والآيتنان لم تنفيا أن يكون في غير ليلة القدر لإبرامك أمور حكيم
ومن ذلك حديث عائشة أنه كان يصوم شعبان كله قال : قلت : يارسول الله أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان ؟ قال : إن الله يكتب فيه على كل نفس ميتة تلك السنة . رواه المنذري .
4- وأما المحو والإثبات الذي زعموه: فليس هو في أم الكتاب لإن أم الكتاب مصونة عن التحريف والمحو والإثبات كما قال سبحانه .
فالله تعالى لم يقل : إن أم الكتاب مصونة عن المحو أوالإثبات وإنما قال سبحانه : يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب
وهذه أقوال العلماء في تفسير هذه الآية:
1- ذهب ابن عباس ووكيع والثوري ومجاهد وغيرهم إلى أن الله تعالى يمحو مايشاء من الأمور ويثبت إلا الحياة والموت والشقاء والسعادة فإنها ثابتة لاتغيير ولاتبديل فيها . قال القرطبي معقباً :وفي هذا القول نوع تحكم ومثل هذا لايدرك بالرأي والإجتهاد وإنما يؤخذ توقيفاً . فإن صح فالقول به يجب ويوقف عنده وإلا فتكون الآية عامة في جميع الأشياء . وهو الأظهر والله أعلم
2- ذهب عمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي وائل وغيرهم:
إلى أن المحو والإثبات والتغيير والتبديل يكونان في كل شيء حتى السعادة والشقاء والآجال والموت حتى أن عمر كان يطوف بالبيت ويبكي ويقول : اللهم إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنباً فامحه فإنك تمحو ماتشاء وتثبت وعندك أم الكتاب واجعله سعادة ومغفرة .
وجاء مثله عن ابن مسعود أيضاً
قال ابن كثير : ومعنى ذلك أن الأقدار ينسخ الله منها مايشاء ويثبت منها مايشاء . وقد يستأنس لهذا القول : بمارواه أحمد والنسائي وابن ماجه عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب ولايرد القدر إلا الدعاء ولايزيد في العمر إلا البر .
وثبت أن صلة الرحم تزيد في العمر . انتهى كلام ابن كثير.
وبذلك نعلم أن عدداً من الصحابة ذهبوا إلى أن المحو والإثبات يجري حتى في السعادة والشقاء والآجال والرزق .
المقصود من أم الكتاب :
قال ابن عباس : وجملة ذلك من الناسخ ومايبدل ومايثبت عند الله في كتاب هو أم الكتاب .
ويكون المعنى العام لذلك إن الله تعالى يفعل مايشاء في الأقدار ويمحو فيها مايشاء ويثبت مايريد والمحو والإثبات والنص الماحي الناسخ والأمور الممحوة أو المثبتة موجود عنده في أم الكتاب الذي هو علم الله تعالى على الأصح أو الذي هو اللوح المحفوظ كماقال بعضهم . انظر تفسير القرطبي ج9ص329 333 وج16 ص 125- 126 وتفسير ابن كثير ج 2 ص 519- 52 وج4 ص 137
انتهى ذلك قليل من كتاب الميزان العادل للشيخ عبد القادر عيسى دياب رحمه الله تعالى ص 234- 241
المفضلات