من ديوان ترجمان الاشواق محي الدين بن عربي

ناحتْ مطوقة ٌ فحنَّ حزينُ


ناحتْ مطوقة ٌ فحنَّ حزينُ * وشجاهُ ترجيعٌ لها وحنينُ
جرتِ الدُّموعُ منَ العيونِ * تفجُّعاً لحنينها فكأنهنَّ عيونُ
طارحتهما ثكلاً بفقدِ وحيدها * والثُّكلُ منْ فقدِ الوحيدِ يكونُ
بي لاعجٌ منْ حبِّ رملة َ عالجٌ *حيثُ الخيامُ بها وحيثُ العينُ
من كلِّ فاتكة ِ اللِّحاظِ مريضة ٍ* أجفانُها لِظُبا اللِّحاظِ جفونُ
ما زلتُ أجرعُ دمعتي من غلَّتي * أُخفي الهوى عن عاذلي وأصونُ
حتّى إذا صاح الغُرابُ بِبَيْنهم * فضحَ الفراقُ صبابة المحزون
وصلوا السُّرى ، قطعوا البُرى * فلعسيهم تحتَ الْمَحامل رَنَّة ٌ وأنينُ
عاينتُ أسبابَ المنيَّة ِ * عندما أرخَوا أزمَّتَها وشُدَّ وضِينُ
إنَّ الفراقَ معَ الغرامِ لقاتلي * صعبُ الغرامِ مع اللِّقاءِ يَهونُ
مالي عَذُولٌ في هواها إنَّها * معشوقة ٌ حسناءُ حيث تكونُ