النداء في اللغة : معنى النداء :
هو طلب إقبال المنادى على المنادي بحرف ينوب مناب فعل ( أدعو ) أو ( أنادي ) . ويكون ل :
- توجيه الدعوة للمخاطب .
- تنبيهه للإصغاء وسماع ما يريد منه المتكلم .
- تلبية الدعوة بالمجيء إلى من يناديه .
- طلب العون والمساعدة – وهذه تكون في نداء رب العزة والجلال , كما في قول يا رب أو يا الله .
- للاستغاثة .
وحروفه هي : " يا " و " أيا " و " هيا " و " أي " و " وا " و " الهمزة " .
قال السيوطي :
وأصل النداء ب [ يا ] أن تكون للبعيد حقيقة أو حكما , وقد ينادى بها القريب لنكت منها :
- إظهار الحرص في وقوعه على إقبال المدعو . ودليله : ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين ) [ االقصص : 31] .
- كون الخطاب المتلو معتنى به , نحو : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ) [ البقرة : 21 ]
- قصد تعظيم المدعو , نحو : ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) [ الفرقان : 30]
- قصد انحطاطه , كقول فرعون : ( إني لأظنك يا موسى مسحورا ) [ الإسراء : 101]
فائدة :
قال الزمخشري وغيره : كثر في القرآن النداء ب [ يا أيها ] دون غيره , لأن فيه أوجها من التأكيد , وأسبابا من المبالغة , منها :
- ما في [ يا ] من التأكيد والتنبيه , وما في [ ها ] من التنبيه .
- ما في التدرج في [ أيَ ] من الإبهام إلى التوضيح .
والمقام يناسب المبالغة والتأكيد , لأن كل ما نادى له عباده , من أوامره ونواهيه , وعظاته وزواجره , ووعده ووعيده , ومن اقتصاص أخبار الأمم الماضية وغير ذلك , ومما أنطق به الله كتابه , أمور عظام , وخطوب جسام , ومعان واجب عليهم أن يتيقظوا لها , ويميلوا بقلوبهم وبصائرهم إليها وهم غافلون , فاقتضى الحال أن ينادوا بالآكد الأبلغ .

-بتصرف من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي