بسم الله الرحمن الرحيم
بلاغة (أو يزيدون)
قال الله تعالى في سورة الصافات
وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)
الكلام عن سيدنا يونس عليه السلام الذي أرسله الله تعالى إلى قوم عددهم مئة ألف حين الإرسال وقال – أو يزيدون - لكمال وتمام الصدق الإلهي في القول.، لأن هذا العدد متحول بالزيادة بسبب التكاثر السكاني بالولادات المتزايدة باستمرار. ولو قال ، "أو أكثر"، لكان القول فيه إبهام وشك بالعدد (حسب بعض التفاسير)، ومنهم من قال تفاوت العدد حسب ما يقدره الرائي... لكنَّ هذا القول في الحقيقة هو قول الله "المحصي" سبحانه وتعالى، ولم يقل فيما يقدره الرائي لكنه قال ، "أو يزيدون"، ليبين لنا في هذا القول سبب عدم إعطاء رقم ثابت لأن عددهم يزداد مع مرور الزمن، ومن هذه الصياغة (بالفعل المضارع يزيدون) نستنتج عدة حقائق علمية واجتماعية تنبئ عنها هذه الآية الكريمة منها وجود الاستقرار المدني لهؤلاء القوم ،وفي كل أمة مستقرة تكون الولادات أكثر من الوفيات كما يزداد عدد الوافدين إليها طلباً لرخاء المعيشة. ومنها الدرجة العالية لخصوبة وسرعة تكاثر قوم يونس فقد ورد في الزيادة روايات تذكر الزيادة عشرين ألفاً أو ثلاثين ألفاً أو سبعين ألفا وربما كلها صحيحة حسب زمن التقدير أثناء تبليغ الرسالة ...
وأما استعمال حرف العطف (أو) فهو بمعنى (الواو) أو (بل) حسب النحويين أي ( ويزيدون – بل يزيدون) وفي كلا المعنيين دعم لهذا التحليل العلمي ولا يتعارض معه... فلنتدبر صدق الكلام الإلهي المطلق . ولذلك لا يسع قارئ القرآن المتدبر له إلا أن يقول ( صدق الله العظيم).
*
الدكتور ضياء الدين الجماس