عذِّبْ بما شئتَ -غيرَ البعدِ عنك- َ تجدْ
أوفى مُحِبٍ،.. بما يُرْضيكَ ..مُبْتَهِجِ

وخذْ بقيَّة َ ما أبقيتَ منْ رمقٍ
لا خيرَ في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ

لِلّهِ أجفانُ عينٍ، فيكَ، ساهِرَة ٍ،
شَوْقاً إليكَ، وقَلْبٌ، بالغَرامِ، شَجِ

وأضْلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها، مِنَ الجَوى
، كبِدي الحرّى ، مِنَ العَوَجِ

أصبحتُ فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً
ولَمْ أقُلْ جَزَعاً:يا أزْمَة ُ انْفَرِجي

ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ،
أنا القَتيلُ بلا إثْمٍ ولا حَرَجِ

ودَّعْتُ، قبلَ الهَوى ، رُوحي، لما نَظَرَتْ
عيناي منْ حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ

أعوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ
ويومُ إعراضهِ في الطّولِ كالحججِ

فإنْ نأى سائراً يا مهجتي ارتحلي
وإنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي

تراهُ إنْ غابَ عنِّي كلُّ جارحة ٍ
في كلّ مَعنى ً لطيفٍ، رائقٍ، بهِجِ

لم أدرِ ما غُربَة ُ الأوطانِ، وهو معي،
وخاطِري، أينَ كَنّا، غَيرُ مُنْزَعِجِ

منْ لي باتلافِ روحي في هوى رشأ
حلوِ الشَّمائلِ بالأرواحِ ممتزجِ

منْ ماتَ فيهِ غراماً عاشَ مرتقياً
ما بينَ أهلِ الهوى في أرفعِ الدَّرجِ