في أحد أحياء دمشق عام 1850م كان الوالـد فرحا بقدوم المولود الجديد، حتى أنه لم يترك شيخا أو عالما إلا وأخذ ابنه الصغير إليه ويقول له ( ادعُ لابني ) عسى أن تصيب دعوة مستجابة هذا المولود فيسعد بها في الدنيا والآخرة.
يقول الوالد: لقد أخبرني صديق لي أنّه يوجد رجل صالح ، بيته في باب سريجة فما أن عرفت مكانه حتى لففت مولودي الصغير أجوب الحارات والطرقات قاصدا ذاك الرجل الصالح، وكان البرد شديدا، وعلامات هطول المطر قد لاحت .
طرقت الباب ففتح لي الرجل فدخلنا إلى المضافة، وبعد أن أخذنا قسطا من الراحة وعاد إليَّ الدفء قلت له : ( ادع لابني ) فدعا له ، و سمعنا صوت الرعد والمطر الغزير، وكان الوقت بعد العشاء والليل حالك وتكاد الطرقات تخلو من سراج ، فدعاني لأبيت عنده ففعلت .
بعد نـوم عميق رأيت نفسي أمشي بولـدي إلى أن رأيت رجلا ً لا كالرجال ، جميع المحـامد موجودة فيه ، فعلمـت أنه رسول الله ﷺ فقلت له :
يارسول الله ( ادعُ لابني ) فقال لي : هذا المولود ابننا قبل أن يكون ابنك ، وأخذ تمرة ووضعهاﷺ في فمه الطاهر ثم وضعها في فم ولدي فانتبهت من منامي ، وتفقـدت ولدي ..
فإذا به يحرك فمه ، فتحت فمه فرأيت آثار التمرة بفمه وعندها طرت من الفرح وصرخت ، فانتبَهَ صاحب المنزل ، فقصصت علـيه القصة ..


أتــدرون من هذا الـطفل الصغير؟
إنه المحـدِّث الأكبر للـشام الحسيب النسيب العالم العلامة الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله وقدَّس سرَّه .