ولما رأيت الشيب حل مفارقي
نذيراً بترحال الشباب المفارق
رجعت الى نفسي فقلت لها انظري
الى ما أتى هذا ابتداء الحقائق
دعي دعوات اللهو قد فات وقتها
كما قد أفات الليل نور المشارق
دعي منزل اللذات ينزل أهله
وجدي لما ندعي إليه وسابقي
---
وددت بأن القلب شق بمديةٍ
وأدخلت فيه ثم أطبق في صدري
فأصبحت فيه لا تحلين غيره
إلى مقضي يوم القيامة والحشر
تعيشين فيه ما حييت فإن أمت
سكنت شغاف القلب في ظلم القبر

----
أقمت إلى أن جاءني الليل راجياً
لقاءك يا سؤلي ويا غاية الأمل
فأيأسني الاظلام عنك ولم أكن
لأيأس يوماً إن بدا الليل يتصل
وعندي دليل ليس يكذب خبره
بأمثاله في مشكل الأمر يستدل
لأنك لو رمت الزيارة لم يكن
ظلام ودام النور فينا ولم يزل



-----
رأيتك في نومي كأنك راحل
وقمنا الى التوديع والدمع هامل
وزال الكرى عني وأنت معانقي
وغمي إذا عاينت ذلك زائل
فجددت تعنيقاً وضماً كأنني
عليك من البين المفرق واجل