وصف بعض البلغاء رجلاً فقال: فلان مرتضع ثدي المجد مفترش حجر الفضل له صدر تضيق به الدهناء وتفزع إليه الدهماء له في كل مكرمة غرة الإصباح وفي كل فضيلة قادمة الجناح له صورة تستنطق الأفواه بالتسبيح ويترقرق فيها ماء الكرم ويقرأ فيها صحيفة حسن البشر تحيى القلوب بلقائه قبل أن يموت الفقر بعطائه له خلق لو مزج به البحر لنفى ملوحته وكفى كدورته هو غذاء الحياة ونسيم العشق ومادة الفضل آراؤه سكاكين في مفاصل الخطوب له همة تعزل السماك الأعزل وتجر زيلها على المجرة هو راجح في موازين العقل سابق في ميادين الفضل يفترع أفكار المكارم ويرفع منار المحاسن ينابيع الجود تنفجر من أنامله وربيع السماك يضحك مع فواضله والفضل منه مبدوءٌ ومعاد
من كتاب تحفة العباد]
المفضلات