[justify]اختلف العلماء في حديث التوسعة على العيال يوم عاشوراء فحكمَ جمعٌ بالوضع، ومنهم ابن الجوزي وابن تيمية والعقيلي والزركشي، وحسنه بعضهم بكثرة طرقه مع القول بضعف أفرادها. ومنهم البيهقي ومن حذا حذوه.
فقد أخرجه الطبراني عن ابن مسعود مرفوعاً " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " وفي سنده الهيضم بن شداخ مجهول وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان وقال تفرد به هيضم عن الأعمش وأخرجه ابن عدي عن أبي هريرة مرفوعا ((من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته)) وفي سنده سليمان بن أبي عبد الله الراوي عن أبي هريرة مجهول كذا ذكره ابن الجوزي في الموضوعات .
وقال المنذري في كتاب الترغيب والترهيب : ( رواه البيهقي من طرق عن جماعة من الصحابة وقال البيهقي هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها إلى بعض أخذت قوة ).
وقال زين الدين العراقي في أماليه ورد في هذا الحديث من طرق صحح بعضها الحافظ ابن ناصر وسليمان الذي قال فيه ابن الجوزي مجهول ، ذكره ابن حبان في الثقات فالحديث حسن على رأيه وقد روي من حديث أبي سعيد عند البيهقي في شعب الإيمان وابن عمر عند الدارقطني في الأفراد وجابر ورواه البيهقي من رواية ابن المنكدر عنه وقال إسناده ضعيف .
وقال إسحاق بن راهويه في مسنده أنبأنا عبد الله بن نافع حدثني أيوب بن سليمان بن ميناء عن رجل عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سنته " أخرجه البيهقي .
وقال الحافظ ابن حجر في أماليه لولا الرجل المتهم لكان إسناداً جيداً لكنه يقوى بما أخرجه الطبراني في الأوسط قال :حدثنا هاشم بن مرثد حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفري حدثنا عبد الله بن سلمة الربعي عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سنته كلها قال الحافظ ابن حجر في أماليه الجعفري ضعفه أبو حاتم وشيخه ضعفه أبو زرعة ورجال الإسناد كلهم مدنيون معروفون .
وجاء في كتاب شرح الزرقانى على المواهب اللدنية للقسطلانى "ج 8 ص 123 " أن الحديث الذى يقول : "من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه السنة كلها" رواه الطبرانى والبيهقى وأبو الشيخ ، وقال البيهقي إن أسانيده كلها ضعيفة ، ولكن إذا ضم بعضها إلى بعض أفاد قوة ، قال العراقي فى أماليه : لحديث أبي هريرة طرق صحح بعضها ابن ناصر الحافظ ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات .
وذلك لأن سليمان بن أبى عبد الله الراوى عن أبى هريرة مجهول ، لكن جزم الحافظ في تقريبه بأنه مقبول ، وذكره ابن حبان في الثقات والحديث حسن على رأيه . قال العراقى : وله طرق عن جابر على شرط مسلم أخرجها ابن عبد البر في "الاستيعاب " وهى أصح طرقه .
رواه ابن عبد البر والدارقطني بسند جيد عن عمر رضي الله عنه موقوفاً عليه .
وقد ورد في فتاوى الأزهر قولهم :
قد يقال : إذا كان الصوم شعيرة عاشوراء ، وهو يقوم على الزهد والتقشف فكيف يتفق ذلك مع التوسعة على العيال والأهل ؟ لئن كانت هناك توسعة فلتكن على الفقراء كالبر في رمضان ، ومهما يكن من شيء فإن التوسعة مندوبة وأفضل دينار ينفقه الإنسان بعد نفسه هو على أهله ، وكل ذلك فى حدود الوسع ، ورأى بعض المفكرين أن " العيال " المذكورين فى هذا الحديث هم عيال الله وهم الفقراء ، وهنا تظهر الحكمة فى التوسعة مع الصيام . وجاء في الزرقاني أيضاً أن ما يذكر من فضيلة الاغتسال فيه والخضاب والادهان والاكتحال ونحو ذلك فبدعة ابتدعها قتلة الحسين كما صرح به غير واحد .
وقد ورد فيه حديث ولكنه مختلف فيه، فأكثر أهل العلم على تضعيفه وهو عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم : منكر الحديث.
وقال المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير: قال جابر الصحابي : جربناه فوجدناه صحيحاً، وقال ابن عيينة : جربناه خمسين أو ستين سنة، وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية :
[poem=font="simplified arabic,6,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لا تنس ينسك الرحمن عاشورا = واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا
قال الرسول صلاة الله تشمله = قولا وجدنا عليه الحق والنورا
من بات في ليل عاشوراء ذا سعة =يكن بعيشته في الحول مجبورا
فارغب فديتك فيما فيه رغبنا= خير الورى كلهم حيا ومقبورا [/poem]
خلاصة البحث : الحديث قد ورد بأسانيد ضعيفة ، ولكن يقوي بعضها بعضاً ، فيعمل به . والله أعلم .
هذا ما استطعت الوصول إليه على قلة من العلم وضيق في الوقت ، وكثرة المشاغل والأعباء ، فالمعذرة من القراء الكرام ، ومن أحب أن يفيدنا بفوائد عن هذا الموضوع فله الشكر . وأسأل الله سبحانه أن يفقهنا في الدين أجمعين .
مراجع البحث :
مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ـ اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ـ مجموعة فتاوى الأزهر ـ الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة .[/justify]
المفضلات