صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 52

الموضوع: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

  1. #1
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    7 فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :

    هذه الصفحة خصصتها لفتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين ، سيعرض المهم منها عرضاً وبقية الفتاوى بأقسامها سأضعها لكم للتحميل قريباً إن شاء الله ليتم نشرها في منتديات أهل السنة والجماعة مع الإشارة أن جميعها مما نشر في موقع الدكتور محمود الزين ، وسيم وضع جميع الفتاوى المنشورة للتحميل والإضافة على الشاملة قريباً هنا إن شاء الله

    تحميــــــل هذه المجموعة من هنــــــــــا

    نبدأ بإذن الله وعونه

    1- لماذا تكتب في الخلافيات؟
    2-مامعنى : قال أين الله قالت في السماء ؟
    3- تشويه صورة الصوفية وحكم الاجتماع للذكر عند القبور والبناء عليها
    4-من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
    5- الاستغاثة الشرعية
    6- زيارة القبور في أوقات معينة هل هي ممنوعة ؟!
    7-قراءة قل هو الله أحد في استراحات التراويح
    8- هل هذه العبارة صحيحة اعتقاداً ؟لا تصف الله إلا بما وصف به نفسه ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا ننفي عنه إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم .
    9- ما قولكم فيمن يقول : " إن الله لا بد أن يكون في مكان ومن نفى المكان عنه كمن ينفي وجوده لأن ما لا مكان له لا وجود له
    10-هل تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين ؟
    11-هل يجوز اتباع غير المعصوم؟
    12-مامعنى قول العلماء : (( العبادة لاتبنى إلا على التوقيف)) ؟؟
    13- عصمة الأنبياء
    14- غلق باب الاجتهاد
    14-حكم الشرع في ستر الوجه والكفين
    15-ترجمة القرآن
    16- مامعنى الدين للجميع ؟
    17- عمل الأئمة بحديث : ( أصحابي كالنجوم..))
    18-إيمان أبي طالب
    19- هل فضيلتكم قابلتم سيدنا محمد النبهان رضي الله عنه؟هل هناك شخص يخلفه و يقوم بارشاد السالكين علي طريقته؟
    20- مسألة تأويل الصفات
    21-قراءة القرآن على الميت
    22-الشيخ محيي الدين بن عربي
    23- هل صحيح أن من الشرك الأكبر المخرج عن دائرة الإسلام أن يصرف العبد نوعاً أو فرداً من أفراد العبادة لغير الله وكذلك ما كان قولاً أو اعتقاداً أو عملاً أمر به الشرع فصرفه لغير الله شرك ؟
    34-علماء العقيدة يقولون في الاستدلال على وجود الله: العالم متغير وكل متغير حادث.ماهو التغير المقصود في قولهم هذا؟
    25-ما هو الدليل على ما يقال من أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم كل الغيب وهل هو صحيح أن يوم عرفة إذا صادف يوم الجمعة فإنه يسمى حجًا أكبر ؟
    26- هل صحيح ما سمعته من بعض الناس أن الأشعرية لا يؤمنون بأسماء الله الحسنى كلها بل يؤمنون بسبعة منها فقط ؟ ثم ماهي هذه السبعة ؟
    27- ما معنى أن للأولياء التصرف أحياء وأمواتاً ؟ وما معنى التصرف من قبلهم وما دليله من الشرع ؟
    28- ماهو الدليل العقلي على وجود الله ؟
    29- ما حكم الذكر بلفظ الجلالة وما حكم لفظها في بعض المجالس ناقصة كـ أه ؟
    30- هل القرآن حجة على اللغة أم العكس ؟
    31- مامعنى أقسمت بالقمر المنشق ..........هل يجوزللإنسان القسم بمخلوقات الله ؟وعن قوله:لم نخف بعدك الضلال وفينا ... وارثو نور هديك العلماء من هم العلماء الذين يقصدهم؟
    32- هل سيدي الشيخ محمدالنبهان رحمه الله من الوارثين أو هو الوارث المحمدي وما الفرق بينهما . 2- لماذا اختلف تلاميذ سيدنا النبهان حول خلافته ، فقد صرح لنا البعض بأن الخليفة الحقيقي للشيخ النبهان هو الشيخ أديب حسون ؟ 3- ما حقيقة الخلاف بين الشيخ النبهان مع الشيخ عبد القادر عيسى
    33- إذا صح الحديث فهو مذهبي واضربوا بقولي عرض الحائط
    34- ماهو حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهل فعله رسول الله ؟
    35-ما هي الصوفية الحقة و من هم أعلامها؟ و تبيان موافقتها للسنة النبوية والسلف الصالح والرد على من يقول البدعة هي بدعة سيئة فقط
    36- ما معنى قول الغوث الأعظم سيدي أبي مدين الغوث في بعض القصائد
    فلا تلم السكران في حال سكره فقد رفع التكليف في سكرنا عنا
    ما المراد برفع التكليف هنا؟
    37- المذهبية بين الحق والباطل هل يمكن أن تكون المذهبية في الفقه حقاً ؟
    38- سؤال يطرحه بعض الناس : لو كان باب الدعاء صحيحاً ودالاً على الله تعالى فلماذا لايستجيب الله لكم فيغير لكم الأسباب فتصنعون كل شيء وتستغنون عن غيركم
    39- هل أهل السنة والجماعة لاسيما الأشعرية والماتريدية يقولون إن الله تعالى ليس له مكان ؟
    40- سمعت من بعض الناس أن كلمة المدينة المنورة بدعة لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أن يقال المدينة النبوية فهل هذا صحيح ؟
    41- نريد منكم معرفة حكم صيام السابع و العشرين من رجب الذي تعودنا على صيامه في بلدنا .و لكن أصبحنا نسمع عن الفتاوى التي تحرم تخصيص صيام يوم لم يرد فيه نص .أفيدونا بارك الله بكم
    42- جادلني أحدهم بقوله : إن أبا الحسن الأشعري رضي الله عنه قد تنازل عن عقيدته في كتابه الإبانة لذا أصبحت العقيدة الأشعرية باطلة ردكم أدامكم الله وبارك الله فيكم
    43- سمعنا من بعض المتحدثين في القنوات الفضائية أن تسمية المساجد بأسماء الأشخاص شرك بالله لأن الله تعالى قال : وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا
    44- ما قولكم فى الاستخارة بالسبحة, رأيت فى "فتح العلام" للجرداني, ان بعض العلماء قالوا بجوازه, و علماؤنا فى داغستان يقولون كذلك
    45- هل صحيح من نهج التربية النبوية ماسمعته أن سيدنا محمد النبهان كان ينهى أصحابه عن أن يدافعوا عنه ؟!
    46- قرر الفقهاء (المذاهب الأربعة)أن زكاة الفطر لا ينتهي وقتها بصلاة العيد بل يمتد إلى ما بعدها عدا ابن حزم.. السؤال: أليس في هذا مخالفة ظاهرة لحديث (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات)؟ إذا ثبت أن الفقهاء لم يأخذوا بهذا الحديث ولم يؤولوه تأويلا صحيحا فهل نأخذ بالحديث أم بأقوالهم؟ وجزاكم الله خيرا
    47- أريد أن أسألكم عن بعض الممارسات التي يفعلها أناس ممن يلبسون العمائم، وذلك أن الولي الصالح إذا مات، بنى "أتباعه" كما يعبرون عن أنفسهم ـ وكأنهم أمة لوحدهم ـ قبة فوق قبره، وعلقوا ثيابه, وآثاره، ثم راح الناس من العامة يتمسحون بقبره و يقبلونه، كل ذلك على مشهد ومسمع من أصحاب العمائم، دون أن ترى منهم نصحا، أو منبها، أو مذكرا، بل لقد امتد الأمر إلى أن أصبح اسم هذا الشيخ الفاضل يذكر في خطبة الجمعة بعد اسم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُلقى خطب الجمعة في الحديث عن مناقب الشيخ وخصاله. فهل هذه التصرفات مرضية في شريعتنا؟ وهل يرضى هذا الشيخ لو كان حيا بهذه "الطقوس" التي تمارس حوله؟ وهل المبالغة، وإغداق الألقاب هي التي ستبقي اسم شيخٍ ما؟ وتخيل معي لو أن كل من يعتقد بشيخه الولاية يفعل الشيء نفسه؟ مع العلم بأن مقام سادتنا العلماء الربانيين محفوظ على الرأس والعين، لكن ألا ترون أن وجود أناس مفرطين يمنعون التبرك وغيره ليس إلى ثمرة زرعتها أيدي الجهال المفرطين الذين غلوا في أشياخهم حتى خرجوا عن حد الأدب الذي قرره السادة العلماء. ولكم جزيل الشكر.
    48-هل ابن تيمية كان صوفياً ؟
    49-ماالفرق بين المتبع والمقلد ؟
    50-كلام الله تعالى
    51-رؤية الولي بصورة النبي
    52-حكم البناء على القبور وهل يجب هدمها؟



    نبدأ بسؤال وجه ويوجه كثيراً

    لماذا تكتب في الخلافيات ؟


    بقلم الدكتور محمود الزين

    سؤال وجه إلي مراراً مع اختلاف مقاصد السائلين


    فبعضهم يقول لي : إن هذه الكتابات تثير الفتن ( رغم أنهم لا يكفون عن الكلام في هذه المسائل ) وواضح أن هؤلاء لا يريدون الكف عن إثارة الفتن ولكنهم يريدون الكف عن نقض أقوالهم فإذا عجزوا عن رد هذا النقض وأبوا أن يقبلوا غير رأيهم لجؤوا إلى القول بوجوب الإعراض عن هذه المسائل درءاً للفتنة بزعمهم ، ولو صدقوا لكفوا أنفسهم عن بحثها ولكن واقعهم خلاف ذلك.

    وبعضهم يقول لي : لا داعي لبحثها لأنها خلافات قديمة ، ولا ضرر في اختلاف الاجتهادات في الأحكام ، وما من باب من الفقه إلا وفيه اختلاف ، وهذا صحيح ولكن ينبغي أن يلاحظ أصحاب هذا الرأي أننا لانستنكر على مخالفينا أن يختاروا من وجهات النظر الفقهية غير مانختاره ، وإنما نستنكر منهم أن يبنوا على هذا الخلاف التبديع والتفسيق اللّذين يرمون بهما مخالفيهم ، فمثلاً مسألة تهذيب اللحية أو ترك اللحية على إطلاقها مسألة قديمة منذ عصر الصحابة يختار ناس استحباب التهذيب ويمنعه آخرون ولكن دون أن يبدّع الطرف الآخر أو يفسق ، أما المعاصرون ممن يوجبون الإعفاء المطلق وترك التهذيب فيبدعون من يقول باستحباب التهذيب ويصرحون بفسقهم مع أن البخاري روى فعل التهذيب عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وقل مثل ذلك في كل مسائل الخلاف ، وهذا النهج الذي انتهجوه مخالف لأحاديث الاجتهاد مخالفة صريحة ، وهو الذي يثير الاختلاف بين المسلمين ويوقع الفتنة بينهم فهو جدير بالرد والنقض لأجل ذلك .

    وبعض الإخوة المعترضين على كتابتي في المسائل الخلافية قال لي بعد ماسمع كلامي الذي ذكرته الآن في تبرير الردود :
    هذا حق ولكن هل تظن أن هؤلاء الذين ترد عليهم سيتركون نهجهم إذا قرؤوا كلامك ؟
    قلت : أما أصل ما أريده من هذه الكتابات فهو الناس الذين يوافقون على وجهة نظري وليس لهم معرفة بالأدلة فإذا جاءهم أولئك المخالفون ضعفوا أمامهم وظنوا أن الحق مع أولئك المخالفين فإما أن ينتقلوا إليهم وإما أن يظلوا حيارى غير مطمئنين إلى ماهم عليه

    وقد قال بعضهم عن أولئك المخالفين : الحق معنا والدليل معهم ، وهو كلام متناقض إذ كيف يكون الدليل معهم وهم على باطل ، فهؤلاء المحتيرون هم المقصود الأول مما أكتبه في الخلافيات ، ثم بعد ذلك أريد غيرهم وأعني بغيرهم المخالفين لي دون عصبية عمياء لأن هؤلاء يرجى لهم قبول الحق من مخالفهم

    وأما المتعصبون الذين لايقبلون الحق إذا ظهر مع مخالفهم ويوصون أصحابهم ألا يقرؤوا إلا ماصدر عنهم ويصرون على وصم مخالفهم بالابتداع والفسق والضلال والتضليل فهؤلاء لاأكتب من أجلهم ولاأفكر في أنهم ربما يقرؤون ما أكتبه إلا على سبيل الاستنكار والتشنيع ورد الحجج بأوهى الأدلة ،
    وهؤلاء لايصعب عليهم أن يزعموا في قول ما أنه هو مذهب السلف وأهل السنة والجماعة مع أن مذهب السلف وأهل السنة والجماعة هو خلاف مايزعمون

    وأذكر من ذلك أني قلت لأحدهم : إن صاحب سيدنا سليمان أتى بعرش بلقيس بأقل من لمح البصر ، وهذا من كرامات الأولياء ، فقال لي : إن الذي أتى بالعرش هو سليمان نفسه عليه السلام ، وهو المراد بالذي عنده علم من الكتاب ، ورجعت إلى كتب التفاسير فوجدت أن هذا قول المعتزلة تأولوا الآية على هذا الوجه لأنهم ينكرون كرامات الأولياء

    وهؤلاء المتعصبون لامانع لديهم أن تختار من أقوال شيوخهم إذا اختلف الشيوخ أي قول تشاء فالكل على هدى وفي الأمر سعة مع أن كلاً من الطرفين يزعم أن مايقوله الآخر بدعة ضلالة ، أما أن تزعم أنت أن كل ماقاله الأئمة السابقون هدى فلا يجوز أبداً وهم يسرعون إليك فيقولون : وكيف يصح أن تكون الأقوال المتناقضة كلها هدى ، وهم بذلك يعرضون عما دلت عليه الأدلة من أن المجتهد المخطئ في العبادة مثلاً يقبل الله عبادته رخصة من الله تعالى ، وهذا معنى الهدى في الخطأ الاجتهادي لاأن كلاً من المجتهدين أصاب مراد الله تعالى من الدليل الشرعي الذي اختلف العلماء في فهمه

    وهؤلاء المتعصبون تدفعهم شدة العصبية إلى أن يحرموا على موافقيهم أو مقلديهم أي قراءة في كتب مخالفيهم ويلقنونهم أن هذه كتب البدع ، وكتب البدع تحرم قراءتها مع أنهم يقولون دائماً : لاتقلد واتبع الأدلة ، ونهجهم هذا يعني ألا يقرأ إلا أدلتهم ، ولايفهم إلا فهمهم ، وإلا فهو فاسق مبتدع ضال

    وهم ينشرون هذه الكلمة : ( لاتقلد واتبع الأدلة ) حتى بين الذين ليس لديهم أي شيء من معرفة الأدلة وأهمها معرفة الترجيح والتوفيق بين الأحاديث المختلفة ، ومعرفة اللغة العربية صرفها ونحوها وبلاغتها ،
    كما ينشرون بين أتباعهم هؤلاء أن (( كل محدث فقيه ) وليس ( كل فقيه محدثاً ) مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نص على أن المحدث قد لايكون فقيهاً أصلاً فقال صلى الله عليه وسلم (( رب حامل فقه ليس بفقيه )) وفسره العلماء منذ قديم بأن حافظ الحديث قد لايفقهه أي فليس كل محدث فقيهاً

    فهذا النهج هو الذي يدعو إلى الرد على هؤلاء في الخلافيات لأن هذا النهج يدعو إلى العبث في الأدلة لا إلى فهمها والعمل بما تدل عليه وترشد إليه إذ كيف يفهم الأدلة من لايملك أدوات فهمها من اللغة القرآنية وقواعد الاستنباط التي قعدها كبار فقهاء السنة ، فماذا يصنع هذا ؟؟ إنه ليس أمامه إلا التخبط أو التعصب لما حفظ عن شيوخه ، والزعم بأنه مراد الله من الدليل ولايمكن أن يكون غيره حقاً، وليس هذا اتباعاً للدليل إنما هو عصبية تتخفى وراء اتباع الدليل
    ويستدل هؤلاء على صحة زعمهم بقول الله تعالى : (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) وهو استدلال يضع الآية في غير موضعها وذلك بسببين :

    أولهما : أنه لاأحد يستطيع أن يستيقن في مسألة اجتهادية أن اجتهاده هو الحق ، وهذا ماصرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (( إنك لاتدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا )) ؟.

    ثانيهما : هذا الرأي يزعم صاحبه أن اجتهاد مخالفه ضلال فيقال له : أرأيت من اجتهد في مسألة من فرائض الصلاة فأخطأ في اجتهاده أيقبل الله صلاته أم لا ، فإن قال يقبلها قيل له هذا حق ولكن كيف يقبل الله عملاً هو ضلال ، وإن قال : لايقبلها قيل له : كيف يأجره على اجتهاده ولايقبل نتيجة هذا الاجتهاد ومَن من أئمة السلف قال قبلك إن صلاة المجتهد المخطئ لايقبلها الله .

    لاتقل في دين الله مالا تعلم ، واعلم أن المجتهدين المختلفين كلهم على هدى وحق لكن لابمعنى أن كلاً منهم عرف مايريده الله من الدليل ولكن بمعنى أن المصيب اهتدى إلى مراد الله من الدليل وأن من أخطأ في اجتهاده قد عمل بما أوجب الله عليه من الاجتهاد في طلب معرفة مراد الله تعالى وإن أخطأ معرفة هذا المراد
    وقد كانت مسائل الخلاف في الصلاة والطهارة موجودة من أيام الصحابة ، وكان بعضهم يصلي وراء بعض ، ولم يقل أحدهم للآخر إن صلاتك باطلة ، ولو كانت باطلة ماقال الله تعالى لهم : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس ))



    مامعنى : قال أين الله قالت في السماء ؟

    الإجابة على السؤال بقلم الدكتور محمود الزين :

    هذا الحديث اختلفت الرواية فيه فجاء في بعض الروايات أين الله وفي بعضها أتشهدين أن لا اله الاالله وعلى كل حال فإن مايؤخذ من قولها ( أن الله في السماء ) موجود في الآية القرآنية أأمنتم من في السماء ولكن ليس المعنى أن الله سبحانه في جهة من الجهات لإن الجهات أمر حسي وقد كان الله تبارك وتعالى ولامكان فالقول بأنه في السماء بمعنى أنها ظرف له يعني أن الله سبحانه خلق هذا المخلوق ثم حل فيه كما أن القول بأن إحاطته بالكون على المعنى الظرفي الحسي يجعل الكون حالاً في الله سبحانه وتعالى وهذا ينافي قول الإمام أحمد وغيره من السلف إن الله تعالى خلق الخلق ولم يحلّ فيهم ولم يحلوا فيه ، وهذه الألفاظ لايراد بها المعنى الظاهر الحسي الذي سبق بيانه لاعند السلف ولاعند الخلف أما السلف فكانوا يمسكون عن تفسيرها أصلاً كما قال الإمام أحمد بن حنبل لاكيف ولامعنى وأما المتأخرون فيفسرونها بالأمور المعنوية كتفسيرهم الفوقية بأنها فوقية قهر وقدرة على العقوبة فالفريقان متفقان على عدم إرادة المعنى الحسي الظاهر

    وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لها على كلمة في السماء ليس إقراراً للمعنى الحسي ولو كان للمعنى الحسي لما أمسك السلف عن تفسيره ولما احتاجوا إلى قولهم آمنا بكلام الله على مراد الله وبكلام رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك فإن الجهات إنما تقال في حق المخلوقات ووجود المخلوقات حادث فإذا قلنا إن لله جهة فقد جعلنا له صفة حادثة وصفات الله تعالى قديمة بإجماع السلف

    ووجود الله تبارك وتعالى ليس يشبه وجود المخلوقات التي لها طول وعرض وسمك وتحتاج إلى مكان تحل فيه ووجودها لايؤثر على وجود الله سبحانه وتعالى كما قال فقيه الحنابلة وقاضيهم أبو يعلى الفراء إن الله سبحانه استوى على العرش بلا مماسة ولامباينة والمماسة هي الملامسة والمقاربة والمباينة نفي لها وهما نقيضان إذا وجد أحدهما انتفى الآخر في حق الموجودات الحسية ونفيهما عن الله عزوجل في مسألة استوائه يعني أنه ليس استواء حسياً ويؤكد ذلك المعنى حديث النزول إذا كان ثلث الليل الآخر ينزل ربنا عزوجل إلى السماء الدنيا فهذا الحديث إذا قارناه بقولها صلى الله عليه وسلم أطت السماء وحق لها أن تئط مافيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته سجوداً لله سبحانه فلوكان النزول إلى السماء الدنيا حسياً ووجود الله سبحانه فيها حسي في ذلك الوقت لزم من ذلك أن يكون الملائكة حالين في الله تعالى أو متحدين به وقد أجمع الصحابة والتابعون على أنه ليس بين الله عزوجل وبين الخلق حلول ولااتحاد وأما المخلوقات فيما بينها إذا وجدت مع بعضها فلابد لها من المماسة أو المباينة أو الحلول والاتحاد والله تعالى منزه عن ذلك كله سبحانه وتعالى

    وانظر بحث ( تنزيه الرحمن عن الجهة والمكان ) الموجود في الموقع[/justify]
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوأيمن ; 25-Apr-2011 الساعة 03:19 PM

  2. #2
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    تشويه صورة الصوفية وحكم الاجتماع للذكر عند القبور والبناء عليها

    بقلم الدكتور محمود الزين

    بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه هدانا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه: وبعد:

    تشويه صورة الصوفية أصبح هو الشغل الشاغل لهذه الفئة من الناس ، وهذا عمل يخالف الأكثرية الساحقة من العلماء السابقين فابن تيمية له رسالة الفقراء فيها ثناء على الصوفية كثير وذكرهم في مواضع متعددة في الثناء في فتاواه ، وابن قيم الجوزية له كذلك كتاب في التصوف وهو كتاب مدارج السالكين

    والمنكرون في زماننا للتصوف يزعمون أن ابن تيمية وابن القيم وأمثالهما قد تابوا عن التصوف وهذه دعوى بلامستند ولو كانت صحيحة لذكرها الذين ترجموا لابن تيمية وابن القيم ولكانوا يعينون تاريخ هذه التوبة
    وأما انتقادهما لبعض الصوفية وبعض أمور التصوف فهذا يقع في كل علم من العلوم وفي كل فئة من فئات العلماء وقد كان جماعة من كبار المحدثين صوفية فلم ينزع أهل الحديث عنهم التوثيق بسبب تصوفهم لاقديماً ولاحديثاً ومنهم أبو نعيم الأصبهاني والحاكم النيسابوري صاحب كتاب المستدرك وغيرهما ، وليقرأ هؤلاء ترجمة الذهبي ليعرفوا أنه كان صوفياً كما هو في ترجمته في مقدمة التحقيق من سير أعلام النبلاء
    وبعد هؤلاء بأزمان كثيرة جاء محمد بن عبد الوهاب فذكر في رسائله ثناء على التصوف حيث ذكر أن الله تعالى بعث رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق وقد تكفل علم الفقه ببيان دين الحق وتكفل علم التصوف ببيان الهدى، ولينظر المنصف كتاب موقف أئمة الحركة السلفية من التصوف والصوفية لفضيلة شيخنا عبد الحفيظ ملك عبد الحق تلميذ المحدث الكبير الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي

    أما مسألة الاجتماع على الذكر مطلقاً : فقد سبق الحديث عنها في كتابي الموجود في الموقع : مجالس الذكرفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على ضوء قواعد الاستدلال

    وأما مسألة الذكر عند القبور : فهي ظاهرة الجواز سواء نظرنا إلى الأدلة أو نظرنا إلى حال السلف رضي الله عنهم فمن الأدلة ماجاء في صحيح مسلم : أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ، والاستغفار من الذكر ، وقد ظلت السيدة عائشة رضي الله عنها في بيتها بعد وجود القبور الثلاثة فيه تصلي ولاريب أنها مع صلاتها تذكر الله كما هو مشروع بعد الصلوات ، ظلت تقيم في بيتها وتصلي فيه زماناً طويلاً بعد وجود القبور الثلاثة وذلك بعلم من الخلفاء والصحابة عموماً ، وقد ثبت في رواية مسلم عن عروة بن الزبير أنها قالت له ألم تر إلى أبي هريرة جاء فجلس عند حجرتي يحدث ويقول اسمعي ياربة الحجرة وأنا أصلي سبحة الضحى وفي أحد الألفاظ وأنا أسبح فإن كان هذا التسبيح هو المعتاد من قول سبحان الله فهو من الذكر ، وإن كانت تريد من التسبيح الصلاة فالصلاة من أعظم الذكر، وهي مشتملة على القرآن والتسبيح ، فإذا جازت الصلاة عند القبر فجواز الذكر أولى بلا شك . ولايعقل أن تكون السيدة عائشة تركت ذكر الله في بيتها بعد وجود القبور الثلاثة وذلك لما تقدم من أنها كانت تصلي في بيتها ، وقد قال الإمام مالك في المدونة لابأس بالصلاة في المقبرة ، وقد قلنا إن الصلاة ذكر وهي مشتملة على الذكر فإذا صحت الصلاة عندها صح الذكر عندها بلاريب والحمد لله رب العالمين

    وأما البناء على القبور :

    فمن المعلوم عند كل العلماء أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين أدخل الحجرة الشريفة في المسجد النبوي بنى حول القبور بناء جديداً بعلم من الصحابة الباقين في ذلك الحين ومن كبار التابعين فمن بعدهم ممن كان موجوداً في ذلك الزمن ، ولم يعلم من أحد إنكار عليه في هذا البناء لامن الصحابة ولامن التابعين وهذا غير البناء الذي كان موجوداً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن عائشة رضي الله عنها وكلاهما بناء على القبر أحدهما كان مبنياً قبل الدفن والآخر بني بعد الدفن بزمن طويل ، وإذا لم يعلم مخالف لعمر بن عبد العزيز ومن معه في هذا البناء فذلك أقرب شيء يكون إلى الإجماع إن لم يكن إجماعاً حقيقة

    وحديث النهي عن البناء على القبور ينبغي أن يفهم في ضوء هذا الاتفاق من السلف الصالح وكذلك حديث الأمر بهدم القبور المشرفة وأقرب شيء للتوفيق بين هذه الأدلة هو أن البناء على القبر إن كان للمفاخرة والتميز على الآخرين فهو المنهي عنه ، وإن كان لمقصد شرعي أو مقصد مباح فلا يدخل في النهي ، والمقصد الشرعي قد يكون لحفظ القبر من النباشين إن كان في بلد يحصل فيه ذلك ، وقد يبنى على القبر بناء واسع يصلح لأن يدفن فيه معه ميت آخر من أسرته أو من يشاركه في حق الدفن في ذلك الموضع ، والمهم ألا يكون مقصوداً به المفاخرة وما أشبهها مما يدخل في المقاصد الدنيوية التي حرمها الشرع أو كرهها كراهة التنزيه ،
    وأما من فهم من الأحاديث أن النهي لمنع عبادة القبور فهذا فهم يباعد الأدلة الشرعية وليس في الأدلة الشرعية مايدل على أن النهي معلل بمنع العبادة ممن أرادها ولو أن إنساناً أراد أن يعبدها وهي غير مبني عليها لكان ترك البناء أقرب لمراده ، والمقابر كانت في عصر الإمام مالك لايبنى فيها على القبور وقد أجاز الإمام مالك كما نص في المدونة على أنه لابأس بالصلاة في المقبرة ، واستدل على ذلك بأن بعض الصحابة كان يصلي في المقبرة ، أي فهم حديث الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمّام في نطاق فعل الصحابة هؤلاء ولو كان المقصود بالنهي عن الصلاة في المقبرة المنع من عبادتها لما صلى هؤلاء الصحابة في المقابر ولما اختلف الأئمة في حكم الصلاة في المقبرة ، وقد نص الإمام الشافعي في الأم على أن النهي عن الصلاة في المقبرة إنما كان بسبب أن ترابها يغلب أن يكون مختلطاً بصديد الموتى فالمصلي فيها يمكن أن يكون مصلياً على تربة نجسة
    وقال جماعة من أئمة المذهب الحنبلي أن النهي عن الصلاة في المقبرة تعبدي ( أي لاتعرف علته وسببه) كماذ كرابن قدامة في المغني

    هدانا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه [/justify]

  3. #3
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في اليقظة

    من رآني في المنام فسيراني في اليقظة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    له الحمد وبه المستعان وعلى حبيبه سيدنا محمد وأحبابه أفضل الصلاة والسلام



    السؤال : كنت في مجلس وجرى فيه الحوار عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة حيث ذكر أحد الحاضرين أن شيخه يرى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فاختلف الحاضرون وطال الحوار ، ولم يصل الحاضرون إلى جواب ، أحببت أن أرسل إليكم هذا لعلي أسمع من الجواب مايقنعني وينفعني إن شاء الله


    الجواب : بقلم الدكتور محمود الزين


    أخي السائل هذه المسألة لها جوانب متعددة يختلف الجواب بحسب الجانب الذي يراد الحديث عنه
    هل السؤال عن موقف الشرع وثبوت إمكان هذه الرؤية في أدلة الشريعة ؟ أو السؤال عن المراد بهذه الرؤية ومتى تكون ؟ أو السؤال عمن يكون مؤهلاً لهذه الرؤية إن كانت ممكنة شرعاً ؟ فقد سمعنا أن بعض الشيوخ كان يقول للحاضرين عنده وهو يشير إلى مكان معين : لاتجلسوا هنا فهذا المكان يجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، بينما كان غير هذا الشيخ يقول : إن هذه الرؤية مجرد تركيز التخيل على صورة يتخيلها صاحبها على الوصف النبوي الذي جاء في كتب الشمائل المحمدية على صاحبها أكمل الصلاة والسلام ، أو هي تركيز على تخيل صورة النبي صلى الله عليه وسلم كما رآها هذا الإنسان في منامه قبل ذلك ، وليس هناك رؤية حقيقية تكون في اليقظة تشبه مايراه الإنسان في منامه

    ولعل الله تعالى ييسر الإجابة المفصلة بعض الشيء عن هذه الجوانب كلها بفضله ، وأرجو أن يكون ذلك بياناً للحقيقة لايراد منه جدل ورد على جدل ، والله تعالى هو الموفق للصواب بفضله

    وبعد

    فإن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة جاء فيها حديث في صحيح البخاري في باب مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ ) فاختلف العلماء فيه من حيث ترجيح اللفظ الأثبت و اختلفوا في معناه ولاسيما الخلاف في معنى الرواية التي تقول من رآني في المنام فسيراني في اليقظة .

    ومعرفة إمكانية الرؤية شرعاً لاتتوقف على هذا الحديث ، وإن كان يمكن تقوية ثبوتها به ،

    وبيان ذلك هو أنه ثبت بالأحاديث الصحيحة القريبة من التواتر – إن لم تكن متواترة حقيقة - إمكان رؤية الأرواح مجردة عن أجسادها كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء ثم في المعراج وأنها رؤيت في صورة تشبه صورة أجسادها التي كانت عليها في الدنيا – وهذا بغض النظر عن شخص الرائي صلى الله عليه وسلم بل بالنظر إلى إمكان حصول الرؤية في نفسها – وهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم المشهور ثبوتها .
    ثم قد علم أن مذهب أهل السنة والجماعة في كرامات الأولياء هو أن كل ماصح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي إلا أن يقوم دليل على الخصوصية ، ذكر ذلك جماعة من الأئمة كالنووي في شرح مسلم ، وذلك لإن الكرامة والمعجزة كلاهما أمر خارق للعادة ، وكلاهما يكون بفضل الله عزوجل ، والفارق بينهما ليس في إمكان الوقوع وإنما الفارق في كون المعجزة للتحدي وإثبات النبوة ، والكرامة ليست لذلك ، إنما هي تفضل وإكرام لمن أجراها الله على يده ، والكرامات الكثيرة التي ثبتت في القرآن والسنة للأولياء ليس لها ضابط إلا إمكان الوقوع بقدرة الله تعالى مع افتراق طبيعة كل نوع منها عن غيره كرؤية السيدة مريم لجبريل وكلامها معه ، وكإحضار الذي عنده علم من الكتاب عرش بلقيس بلمح البصر ، وغير ذلك .

    وبناء على ثبوت رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء في الإسراء وفي المعراج وهي معجزة له يقال : إنه يصح أن ترى الأرواح كلها يقظة لأي ولي بطريق خرق العادة إكراماً من الله تعالى ، والقول بأن كل الأرواح يمكن أن ترى يقظة مبني على أن مارؤي منها في الإسراء والمعراج لم تكن رؤيته لخصوصية له فيكون ذلك عاماً

    والقول بأن ماصح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي مبني على أدلة قوية ، وذلك أن البحث في وقوع أي أمر يحتاج على دليلين : الأول : الإمكان عقلاً أي ألا يكون ممتنعاً عقلاً ، وهو ماليس فيه تناقض كالقول بأن هذا الشيء المعين مضيء مظلم في آن واحد من جهة واحدة لإن الظلمة معنى ينفي النور والنور معنى ينفي الظلمة ، ولذلك يقال في تعريف المستحيل عقلاً إنه مالا يتصور في العقل وجوده أو هو ماكان تعريفه متناقضاً ، فالإنسان لايمكنه أن يتخيل النور والظلمة في شيء واحد ولو مجرد تخيل .
    ومعجزات الأنبياء وكرامات الأولياء كلها من هذا القبيل ، والمستحيل عقلاً لايمكن وقوعه حتى في الخيال ، وإحياء الموتى ثبت في القرآن الكريم لسيدنا عيسى عليه السلام ، وهذا هو جانب إثبات الوقوع ، وإحياء الموتى من أعظم المعجزات ، ولكن عدم الرواية بوقوعه لغيره لايدل على أنه ممتنع وقوعه من غيره ، فهناك فرق بين مايمكن وقوعه ومالم يثبت وقوعه ، ولم تأت روايات صحيحة السند عند المحدثين أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أحيى الموتى وهو أقرب إلى الله من سيدنا عيسى عليه السلام وأعلى منزلة عنده ، و لكن الإمام الشافعي رضي الله عنه كان يقول : ما أعطي نبي معجزة إلا أعطي نبينا صلى الله عليه وسلم من جنسها ماهو أعظم منها فلما سئل عن إحياء سيدنا عيسى الموتى قال : حنين جذع النخلة في هذا الباب أقوى )
    فإحياء الموتى هو رد الحياة لشيء من شأنه الحياة ، أما حنين الجذع فهو منح الحياة – الشبيهة – بحياة الإنسان لشيء ليست الحياة الإنسانية من شأنه ، وقد روى بعض العلماء عن عدد من الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا هذه معجزات لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكل كرامة لولي هي معجزة لنبيه لإنه نالها باتباعه له فيكون ماحصل من هؤلاء الصالحين معجزات لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو في نفس الوقت مؤيد يقوي ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من إحياء الموتى بأسانيد غير قوية
    فالمعجزة تحتاج إلى الإمكان العقلي وإلى الثبوت النقلي ، وكذلك الكرامة إلا أن الفرق هو دعوى النبوة في الأولى دون الثانية ، ومعجزات الأنبياء الثابتة يجب الايمان بكل منها في نفسه ، أما كرامات الأولياء فالواجب الايمان بها إجمالاً لا الايمان بكل واحدة منها إلا التي ثبتت في القرآن الكريم والحديث الشريف

    وفيما يتعلق برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة يقال : إنه ممكن شرعاً وعقلاً
    أما العقل فقد تقدم بيانه ، وأما الشرع فقاعدة (( ماصح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي )) وعلى ذلك اعتمد ابن أبي جمرة في شرح مختصر البخاري كما نقل ابن حجر 16/191 ثم إن النقل الشرعي في حديث البخاري مثبت للوقوع كقاعدة لكل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب ( التعبير ) : (( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولايتمثل الشيطان بي )) وذكر البخاري بعد هذه الرواية مباشرة رواية أخرى عن أنس رضي الله عنه : (( من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لايتخيل بي ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)) .

    وقد تناول ابن حجر رحمه الله هذا الحديث بشرح مفصل ونقل متعدد لآراء العلماء 16/188 وما بعدها من فتح الباري وذكر وجوهاً سبعة عن العلماء في معناه ، وإذا كان إبداء هذه الأقوال وعرضها أمراً مشروعاً مع مافي بعضها من التأويل البعيد فلا شك أن ذكر القول الموافق لظاهر الحديث مع إثبات عدم الحاجة إلى تأويله أكثر مشروعية وأحق ذكراً ، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله عند ذكر دليله .


    الوجه الأول :


    (( أن المراد بالرواية الأولى التشبيه كما في الرواية الثانية )) وكأن مرادهم بذلك أنه من رآه صلى الله عليه وسلم مناماً في الدنيا فسيراه في الآخرة كذلك لإن الشيطان لايتمثل به ، وهذا التأويل خلاف الظاهر ، وإنما دعا قائل هذا إلى مخالفة الظاهر أنه استبعد أن ترى روح النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن متعددة بآن واحد إذا تعدد الراؤون - وهذا افتراض مجرد لايصلح أن يكون دافعاً للمعنى الظاهر محوجاً للتأويل – ولو سلم لكان الممتنع هو اتحاد وقت رؤية الجميع لا امتناع الرؤية أصلاً .
    ولأن رؤيتهم له إنما تكون بأن يقوي الله الرؤية في أرواحهم فيرونه صلى الله عليه وسلم حيث كان ، ولقوة هذه الرؤية يشعرون أنه في مكانهم الذي هم فيه أو هم في مكانه ، ثم مستند المنع غير صحيح بعد ثبوت الإمكان عقلاً وشرعاً .


    الوجه الثاني


    (( أنه سيراه أي يرى تأويل رؤياه ))

    وهذا لايصح لإن كل رؤيا حق يرى الإنسان تأويلها فلا يكون في رؤياه صلى الله عليه وسلم خصوصية ، ويكون الإخبار به من باب الإخبار بجزء من المعنى الشامل لكل رؤية ، وهي فائدة مخالفة للظاهر مبنية على عدم إمكان الرؤية حقيقة ، وقد ثبت أنه ممكن شرعاً وعقلاً ، فالمانع وهمي


    الوجه الثالث :


    أنه خاص بأهل عصره على معنى أن من رآه منهم في منامه قبل أن يراه في يقظته فلا بد أن يراه في الواقع ، وهذا تخصيص بلا دليل مع أن لفظه العموم (( من رآني في المنام فسيراني في اليقظة )) فتخصيص هذا اللفظ العام بمن عاصره صلى الله عليه وسلم تخصيص بدليل ضعيف لايرقى عن أن يكون شبهة دليل


    الوجه الرابع :


    أنه يراه في المرآة يقظة إن أمكنه ذلك ، قال ابن حجر 16/191 وهذا من أبعد المحامل ) قلت : وأظن أن ضعفه من جهتين جهة تخصيصه بالمرآة ولفظه عام (( في اليقظة )) وكذا تخصيصه بمن يمكنه ذلك ، واللفظ عام في كل من رآه مناماً صلى الله عليه وسلم .


    الوجه الخامس :


    أنه يراه يوم القيامة أي من رآه في الدنيا مناماً فسيراه في الآخرة يقظة ، ويجاب عن هذا أيضاً بأن رؤيته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة عامة لكل مسلم يدخل الجنة وهو يخالف تعليق رؤيته في اليقظة برؤيته في المنام ، ولذلك حاول بعض من قال هذا القول أن يقرب ذلك بأنه يراه رؤية خاصة يوم القيامة من مزيد قرب ورضا ونحو ذلك أي فسيراني في اليقظة يوم القيامة رؤية أتم وأكمل من رؤية الذين لم يروني في الدنيا مناماً )


    وهذه الأقوال كلها تأويل بلا داع وتخصيص بلا مخصص إلا شبهة امتناع المعنى الظاهر للحديث دون مستند شرعي صحيح


    الوجه السادس :


    أنه يراه في الدنيا حقيقة ويخاطبه ، وفيه إشكال ، قلت : بل الإشكال شبهة مجرد عن صحة الاستدلال ، بل الاستدلال يؤيد الوقوع وهذه الاشتباه مدفوع كما تقدم


    الوجه السابع :


    ونقل ابن حجر عن القرطبي قولاً آخر هو أن رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام رؤية لمعنى الشريعة لإنه كانت الشريعة صفته فإذا رآه يأمره بأمر أو ينهاه فمعناه أن شرعه كذلك كذا قال القرطبي ، فماذا يقال لو رأى صورته صلى الله عليه وسلم دون كلام ونحوه ؟ وهذا الذي قاله احتمال ليس أكثر لايؤخذ به إلا عند اجتماع الظاهر لإن الظاهر راجح بنفسه كما هو معلوم من قواعد الأصول
    وقد تقدم الجواب عن دعوى القرطبي في الرد على الوجه الأول حيث زعم أن حمل الحديث على ظاهره يؤدي إلى محال هو أن يرى جماعة متفرقون النبي صلى الله عليه وسلم في آن واحد في أماكن متعددة وسبق أنها لو سلمت هذه الدعوى فليس فيها إلا امتناع أن تراه الجماعة في آن واحد ، ولاتقتضي منع أصل الرؤيا فثبوتها في أوقات متعددة كاف في صحة حمل الحديث على ظاهره ومانع من التأويل ، والله تعالى أعلم .


    وكان ابن حجر قبل ذكر هذه الأقوال نقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فسألوه عن أشياء فأخبرهم فكان الأمر كذلك .

    ثم استشكله جداً من جهة أنه يجعلهم صحابة وأن الصحبة تكون باقية ، وهو استشكال منقوض بأن هذا يثبت صحبة روحية لاجسدية والممنوع هو الثاني ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رأى أمته كلها ورأى أمة موسى عليه السلام كما رواه البخاري ، ولم يقل أحد إنهم صحابة لإن الصحبة المعروفة في اصطلاح المحدثين وغيرهم هي الصحبة التي تكون باللقاء جسداً وروحاً في حال الحياة الطبيعية
    ثم قال : ويعكر على القول بأنهم يرونه في الدنيا يقظة رؤية حقيقية أن جماعة أخبروا بأنهم رأوه في المنام ولم يخبر أحد منهم أنه رآه بعد ذلك في اليقظة وإخباره لايمكن أن يتخلف وقوعه .

    وهذا أيضاً منقوض من ثلاثة وجوه :

    أحدها : أنه ليس بلازم أن يخبروا برؤيتهم له في اليقظة بل يتوقع غالباً ألا يخبروا مباعدة للرياء كما هو شأنهم

    ثانيها : أن جماعة منهم أخبروا بذلك كما نقله ابن حجر نفسه قبل ذكر هذه الوجوه السبعة حيث نقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فسألوه عن أشياء فأخبرهم فكان الأمر كذلك ، ولا تلازم بين الإخبار بالرؤيا في اليقظة وبالرؤيا في المنام فقد يخبرون بهذه دون تلك أو العكس وإذا كان هؤلاء قليلين فلا يضر ، وهذا أمر معروف مشهور لدى كبار الأئمة الصوفيين مذكور في كتبهم ، ولايصح أن يقال إن في ذلك رياء لإن العلماء نصوا على جواز أن يخبر الإنسان عن نفسه بالخير إذا تجنب قصد الرياء ، وهي مسألة مشهورة يذكرونها عادة عند تفسير قول سيدنا يوسف عليه السلام : قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ، ويذكرونها في شروح الحديث عند الروايات التي تذكر مدح بعض الصحابة أنفسهم ، ومثل ذلك مايجري على أيدي الصالحين من الكرامات حيث يقصدون تأييد دين الله بإظهار الكرامة كما جرى لجماعة من الصحابة لا الرياء فمن قصد بإخباره الناس أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة تأييداً لظاهر هذا الحديث لامراءاة بما وهبه الله فقصده التأييد محمود في الدين مأجور عليه ، ومن كان كذلك كان في أخلاقه ومعاملته الخالق والخلق مايشهد لصحة نيته تلك

    الثالث من الوجوه في الجواب عن قول ابن حجر السابق أنهم لم يخبروا لإن الرؤية قد تحصل لهم في آخر الحياة عند بشائر الخير في القدوم على الله تعالى قبل الغرغرة وقبل خروج الروح
    ثم لابد أن ينتبه المنصف إلى أن كثرة الأقوال وتعددها يعني أن القضية عند هؤلاء المختلفين اجتهادية ، وما كان كذلك يقول فيه كل ذي قول : قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب اتباعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه في مسألة التحكيم : (( فإنك لاتدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا )) والاجتهاديات لاتنتج اليقين القاطع إنما تنتج الرجحان عند قائلها نفسه فلو افترضنا رجحان تأويل الحديث لم يكن ذلك إبطالاً لحمله على ظاهره


    ثم أقول : والمعول في ذلك على ما أخبر به الأكابر من رجال التقى والصلاح – ولاسيما أهل التصوف – فهم أهل الاختصاص عند من يعرفهم ويؤمن بكلامهم وهم الأكابر من علماء الأمة ، أما من لا يؤمن بكلامهم فليس هذا الموضع هو مجال الرد عليه

    وقد خص الشيخ عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه هذا الموضوع بكلام مفصل أبان فيه عن هذه الرؤية وشروط الأهلية لمن تكمل عنده الرؤية ، وذكر شروطاً عظيمة من محبة النبي صلى الله عليه وسلم وكمال متابعته ، وذكر عمن يدعونها باطلاً أنهم يسألون عن تفصيل أحواله صلى الله عليه وسلم فيعرفون لإن الفرق بين من يخبر عما سمع وبين من يخبر عما رأى هو فرق كبير لايلتبس على عاقل وبذلك يرد على كل صاحب ادعاء باطل ، ولا سيما أولئك الذين يقولون : افسحوا مجالاً ليجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأرواح لاتحتاج إلى مكان ومساحة كاحتياج الأجسام فقولهم هذا ناقض لدعواهم

    وأما الذين يزعمون أن هذا مجرد تخيل فيقال لهم : إن كنتم من منكري التصوف فليس هذا هو مكان الرد عليكم ، وإن كنتم ممن يعتقد بما يقوله رجال التصوف فهذا كلامهم ، وإن كان قصدكم الرد على شخص معين فلا تلجؤوا إلى رد الفكرة لأجله من أصلها فالخطأ لايرد بالخطأ ولا بالتأويل الضعيف ، ولكن إن قدرتم أن تثبتوا عدم أهليته بإظهار بعده عن الشروط المؤهلة لهذه الكرامة السامية فصرحوا وبينوا وإلا فأنتم لا تنفون هذه الرؤية الكريمة إلا عن أنفسكم وأمثالكم وعمن رأيتموه من العلماء والصالحين الذين لم يبلغوا هذه المنزلة أو بلغوها ولم يخبروكم بذلك فليس بواجب عليهم أن يخبروا بكل ماوهبهم الله من الكرامات

    والله تعالى أعلم بالصواب وهو المرجو أن يوفق الجميع إلى ما هو خير[/justify]

  4. #4
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]


    المدد يارسول الله أو ياسيدي عبد القادر

    هل يجوز للإنسان المسلم أن يقول : المدد يارسول الله أو ياعبد القادر ونحو ذلك ؟؟؟

    الجواب بقلم الدكتور محمود أحمد الزين :

    هذه المسألة متفرعة عن مسألة الاستغاثة بالمخلوق ، وقد كتبت عنها في رسالتي (( التوسل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه )) لإن الأدلة الشرعية دلت على أن الاستغاثة نوع من التوسل ، كما يظهر من عرض هذه الأدلة إن شاء الله تعالى .

    ولايمكن معالجة هذه المسألة إلا بعد تفهم لفظ الاستغاثة واستعمالاته الشرعية ،

    أما في اللغة فيأتي لفظ الاستغاثة بمعنى طلب الإعانة وبناء على ذلك فإن الاستغاثة بالمخلوف فيما يقدر عليه متفق على جوازها كما جاء في القرآن الكريم في بعض أخبار سيدنا موسى عليه السلام : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ (15القصص)

    ومن جملة مايقدر عليه : المخلوق الدعاء والشفاعة ،، وقد جاء في حديث الشفاعة يوم القيامة رواية عند البخاري لفظ : (( استغاثوا بآدم )) (البخاري بَاب مَنْ سَأَلَ النَّاسَ تَكَثُّرًا 5/324) أي طلبوا الشفاعة
    وتكرر هذا اللفظ مع ذكر جماعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والاستغاثة هنا بمعنى طلب الإعانة ، وصورة الإعانة : أن يطلب الأنبياء من الله تعالى نهاية موقف الحشر وبدء الحساب ، وهذا هو معنى الشفاعة ومعنى الدعاء لغيرهم إذ إن الطلب من الخالق هو حقيقة الدعاء .

    ولفظ وفعل الاستغاثة هذا جائز ولا يمكن أن يقول ذو علم إنه محرم فضلاً عن أن يقول : إنه من الشرك بالله تعالى بعدما ثبت في صحيح البخاري

    فالاستغاثة بمعنى طلب الشفاعة والدعاء لاغبار عليه ولكن يقع الإشكال في غير ذلك فهل يمكن مثلاً أن يقول أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : اغفر لي أو أدخلني الجنة أو نجني من النار أو اشفني من مرضي أو نحو ذلك من الأمور التي لايقدر عليها إلا الله بمعنى اسأل الله لي أن يفعل ذلك أي أن يقصد بهذا الكلام طلب الدعاء بقضاء حاجته وهل هذا أمر جائز ؟؟؟

    الواقع أن أمثال هذا الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت بروايات صحيحة ، ولابد من تفسيرها بمعنى صحيح يوافق مراد الشرع لإنها مروية في السنة النبوية ، وبذلك يعرف المسلم مايجوز ومالايجوز ، وفي هذا يقول الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي للنبي صلى الله عليه وسلم : (( أسألك مرافقتك في الجنة )) كما جاء في ( صحيح مسلم باب فضل السجود والحث عليه 3/40) 754 ودخوله هو بيد الله عزوجل لايقدر عليه إلا هو سبحانه ، ومادام هذا القول ثبت وهو في السنة فهو جائز حتماً وليس محرماً ولاشركاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم لايقر أحداً على الكلام المحرم وإن كان شركاً فهو أولى بالإنكار. وإذا كان جائزاً بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي الاعتراض عليه حتى ولابالقول أنه ترك الأفضل لإنه لو كان فيه أي مخالفة شرعية مهما قلّت لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه قائله على ذلم كأن يقول له : دع هذا وإن كان صحيحاً لإنه يوهم غير الصواب

    ولهذا الحديث حسب مايدل لفظه معنيان صحيحان ويحتمل معنى ثالثاً وهو باطل وإن احتمله اللفظ لإنه لايوافق الشرع

    المعنى الأول وهو الأقرب إلى المقصود هو أنه يعني بهذا الكلام (( أسألك أن تدعو الله لي أن يجعلني رفيقك في الجنة )) أي هو توسل بطريق طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التوسل متفق على مشروعيته .

    والمعنى الثاني _وهو أقرب إلى ظاهر اللفظ _ هو أن يدخله النبي صلى الله عليه وسلم الجنة برفقته لكن بإذن الله تعالى ، وإذا جاز أن يحيي نبي الله عيسى الموتى بإذن الله ، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ولايكون ذلك شركاً ولامحرماً فأيسر منه في الجواز أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرداً من أمته الجنة بإذن الله كماجاء في عدد من أحاديث الشفاعة يوم القيامة ، كقوله تعالى له صلى الله عليه وسلم : (( أدخل من أمتك الجنة من لاحساب عليهم من الباب الأيمن)) ( البخاري : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا 4343) فهذا الدخول إلى الجنة أيضاً بطلب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من الله تعالى لهذا الصحابي أو يكون ذلك بإذن سابق من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم

    والمعنى الثالث مما يحتمله لفظ حديث (( أسألك مرافقتك في الجنة )) وهو باطل ولايخطر في بال مسلم أن يريده هو : أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بدون إذن الله تعالى ، فكل مسلم يعلم ضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء لايشفعون عند الله إلا بإذنه ولايفعلون شيئاً في ملكه إلا بإذنه سبحانه وتعالى ، ومن اتهم أحداً من المسلمين بأنه يقصد هذا المعنى يقال له :" هلا شققت عن قلبه " كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه حين زعم أن رجلاً كافراً قال لاإله إلا الله إنه قال ذلك لينجو من القتل ، وإذا كان هذا الاحتمال باطلاً ولايخطر في بال المسلمين فلا ينبغي أن يقال لأحد منهم إنك تقصد معنى الكفر وأنت بسبب هذا القول كافر بل لاينبغي لأحد أن يزعم أن الأولى أن نتجنب هذه الألفاظ لإنها توهم معنى باطلاً ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص منا على التوحيد ولم يقل لمن تكلموا بها اتركوها .

    وكما جاء هذا اللفظ وأقره النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ثبت عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه قوله للنبي صلى الله عليه وسلم (( أشترط أن تَغْفر لي ما أوضعت من صد عن سبيل الله ) (مسند أحمد 36-178-17109) رواه الإمام أحمد في مسنده بالتاء أي أنت تغفر لي ، ورواه الإمام مسلم في بَاب كَوْنِ الْإِسْلَامِ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ وَكَذَا الْهِجْرَةِ وَالْحَجِّ بلفظ (( أن يغفر لي )) بصيغة البناء للمجهول وليست رواية مسلم أو ثق من الإمام أحمد بل العكس هو الصحيح ، وقد قال العلماء : معناهما واحد ، ولم يقولوا نرجح رواية مسلم ونترك رواية أحمد ، ولاشك أن مغفرة الذنوب من خصائص الله تعالى لا يقدر عليها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بطلبها من الله أو بإذن من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن جاءت الكلمة على هذا الوجه وهو أسلوب معروف لغة وشرعاً .

    وقد شرح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في حديث أصحاب الأخدود وهو في صحيح مسلم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلام الذي آمن على يد الراهب فجعله الله تعالى مستجاب الدعوة : (( فأصبح الغلام يشفي من العمى والبرص وسائر الأدواء ))صحيح مسلم : بَاب قِصَّةِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ وَالسَّاحِرِ وَالرَّاهِبِ وَالْغُلَامِ 14- 292) فنسب الشفاء إلى الغلام ، ثم روى عن الغلام مايشرح مراده صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال جليس الملك حين عمي : (( يابني لك ماههنا إن أنت شفيتني ) فقال الغلام : (( ياعم أنا لاأشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى فإن أنت آمنت به دعوته فشفاك )) فأوضح له أن الشافي الحقيقي هو الله تعالى ، وأن مايفعله الغلام ماهو إلا دعاء الله تعالى فتبين بذلك أن نسبة الشفاء إلى الغلام في أول كلام النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي بمعنى أنه سبب الشفاء بواسطة دعاء الله تعالى فإذا قارن الإنسان هذا الحديث بحديث ربيعة بن كعب (( أسألك مرافقتك في الجنة )) وبحديث عمرو بن العاص : (( أشترط أن تغفر لي ماأوضعت من صد عن سبيل الله ) تبين له أن طلب الحاجة التي لايقدر عليها إلا الله معناه طلبها من الله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم وهو جائز كما دلت هذه الأحاديث

    ولو جاء إليه صلى الله عليه وسلم صحابي فقال له ( المدد يارسول الله )) وأراد به معنى العون بواسطة الدعاء كان ذلك صحيحاً لغة وشرعاً كما يفهم من هذه الأحاديث ، لإن هذا هو الذي يقدر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأسلوب أي : نسبة فعل الخالق إلى المخلوق المتسبب ثابتة في القرآن حتى في الكلمة الواحدة كقول جبريل عليه السلام ( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً)) وفي قراءة من القراءات السبع (( ليهب )) وقد بينته في رسالتي ( التوسل ) .

    فإذا قال قائل : هذا جائز في حياته أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ؟!

    فجوابه من وجهين :

    الأول : هو أن يقال له : إن مسائل الشرك لافرق فيها بين حي وميت فكما لايجوز أن يقول أحد للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أنت ربي لايجوز أن يقوله في حياته صلى الله عليه وسلم .

    الثاني : أنه مادام هذا القول (( أسألك مرافقتك في الجنة وأشترط أن تغفر لي ، والمدد يارسول الله )) مادام بمعنى طلب الدعاء فهذا ليس شركاً لإنه يخاطب به المخلوق كأنك قلت له : ادع لي بكذا ، ولايصح أن تقول لله تعالى : ادع لي . ولو اعتمدنا على القول بأن الموتى لايسمعون فلا يكون هذا شركاً لإنك تخاطبه صلى الله عليه وسلم بطلب الدعاء وهو من خصائص المخلوق وليس من خصائص الخالق سبحانه ، ولكن إذا اعتمدت على رأي من يقول (( إن الموتى لايسمعون )) نقول له: إن قولك لايفيد لإنه لايسمعك أو تزعم أن الميت لايدعو وهذا زعم يخالف صريح الأدلة
    ثم إنك تبني هذا على القول بأن الموتى لايسمعون ، وأكثر الأئمة على أنهم يسمعون حتى قال ابن القيم : (( تواترت الأخبار عن السلف بذلك)) ، وقد شرح المسألة صاحب تفسير أضواء البيان شرحاً مفصلاً ، وذكرت الأدلة في رسالتي : (( التوسل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه )) بإيجاز كما ذكرت في هذه الرسالة الأدلة على أن الموتى يدعون لأنفسهم ولغيرهم
    وعلى كل حال فليس من حق أحد إذا ترجح عنده قول أن يلزم الناس ويتهمهم إذا لم يقنعوا بدليله أنهم مبتدعون أو مشركون ، فإن أصر على ذلك فيقال له : إذن فاحكم بالفسق والضلال على من قال ذلك من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم الناس هذا ، والمسائل الاجتهادية لو أن الإنسان فسّق مخالفه فيها لفسق كل العلماء .
    وماذا يقول عن نفسه إذا تبين له أنه أخطأ في اجتهاده سابقاً ، فإن قال أنا لاأبدع أولئك لإنهم قالوا ذلك عن اجتهاد ، والذين يقولونه اليوم يقولونه عن جهل وعصبية ، وجواب هذا الكلام أن يقال له : من كان دون أهلية الإجتهاد فقد قلد العلماء الذين أجازوا ذلك ، ومن كان من أهل الاجتهاد قاله بقناعته ، أما زعمك أنهم قالوه عصبية فيقال لك ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلاّ شققت عن قلبه



    ومسألة أخرى تحتاج إلى الإيضاح في هذا الموضوع وهي : أن بعض الناس يقول : (( إن الصحابة حين انقطع عنهم المطر لم يطلبوا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أن ذلك لا يجوز )) وجواب هؤلاء من وجهين :

    أولهما : أن بعضهم طلب الدعاء منه صلى الله عليه وسلم ، وقد بينت ذلك في رسالة التوسل

    وثانيهما : أنه لو افترضنا أنهم لم يطلبوا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم فلا يدل على منعه لإن فعل أحد الأمرين المشروعين لايدل على منع الآخر كما أن التوسل بالأسماء الحسنى لايدل على منع التوسل بطلب الدعاء من الصالحين الأحياء . وقد وضحت ذلك بالأدلة في رسالة التوسل

    ثم إن هذا الشرط _ وهو ادعاء أن الحديث لايعمل به حتى يروى عمل الصحابة به شرط باطل ماقال به أحمد _ ولو كان واجباً لكان كل حديث لايعمل به حتى يثبت عمل الصحابة به ، واشتراط ذلك يجعل السنة تابعة لعمل الصحابة ، والمطلوب هو العكس ، ثم هذا خلط بين مسالتين عدم رواية فعلٍ عن الصحابة فهذا لايدل على تركهم الحديث وبين مسألة مخالفتهم للحديث أي أن يفعلوا أويقولوا كلهم خلافه فهذا إجماع أما ذاك فهو عدم علم بقبولهم إنما هو سكوت والسكوت لايعارض به قول عالم فكيف يرد به الحديث الشريف .
    ومن الجوانب المهمة في هذه المسألة _ ولم أذكرها في رسالة التوسل_ أن بعض المعترضين يقولون : لوسلمنا لكم أن الموتى يسمعون فهم يسمعون من الأماكن القريبة ، أما السماع من الأماكن البعيدة فلا دليل عليه فلا يجوز أن يقال للنبي أو الرجل الصالح بعد الموت ومن مسافة بعيدة : المدد أو أن يقال له : اقض حاجتي في الأمر الفلاني .

    وجواب هذا هو أن التأمل في الأدلة يدل على أن المسافة البعيدة كمثل القريبة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يأتي البقيع فيسلم على أهله يوجه سلامه إلى جميعهم من كان قريباً ومن كان بعيداً ولو صح أن يقاس على حال الحياة الدنيا لم يصح ذلك ، بل لو وقف الإنسان عند القبر وسلم فإن حاجز التراب الكثير مانع _ لو كان الأمر على ماكان عليه في الدنيا _ فلما كان يسمع رغم وجود هذا الحاجز الغليظ جداً دل على أن الحواجز المادية لاتمنعهم من السماع ( وهذا كله على قول الأكثرين بأن الموتى يسمعون )

    وكذلك نداء هود وشعيب عليهما السلام لقومهما بعد الهلاك بقولهما : يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (الأعراف79)

    وكل منهما يخاطب قوماً كثيرين متناثرين في أماكن كثيرة متباعدة أو قريبه في بلديهما ، وكل ذلك يدل على أن المسافة البعيدة لاتحجب الصوت عن الأموات.

    وهذا شيء واضح ولكن الذين ينكرون على الناس في هذه المسألة يريدون من الناس كلهم ألا يفهموا إلا مثل فهمهم ويضللونهم بناء على ذلك ، والناس يرونهم أحياناً كثيرة يغيرون فهمهم وأحكامهم حتى في صحة الأحاديث وضعفها ، فهل يحكمون على أنفسهم فيما فهموه سابقاً بالضلال وهل يوجبون على الناس أن يتابعوهم في الفهم الثاني وإلا فهم ضلال ، ومعنى ذلك أنهم هم ميزان الدين من خالفهم خالف الدين فأي زعم هذا ؟؟؟؟؟!!!! [/justify]

  5. #5
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    زيارة القبور في أوقات معينة هل هي ممنوعة ؟!

    بقلم الدكتور محمود الزين

    تخصيص اللفظ العام لايجوز إلا بدليل على التخصيص كحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة )) خصص حديث ( ماسقت السماء ففيه العشر )) وكذلك لايجوز تقييد اللفظ المطلق إلا بدليل يدل على التقييد كآية الظهار (( فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا )) قيدها جماعة من الأئمة الرقبة بصفة الإيمان المذكورة في كفارة القتل الخطأ في قوله تعالى : (( ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله )) مع اختلافهم في كيفية الاستدلال بالآية هل هو بطريق القياس عليها أو بغير ذلك ، وأبقاها بعض الأئمة مطلقة لإنهم لم يروا الأدلة كافية لتقييد هذا الإطلاق فيجوز عندهم في الظهار إعتاق رقبة أياً كانت كافرة أو مسلمة ولكن هذا يختلف من جهة ثانية بين التقييد العملي والتقييد العلمي ، والتقييد العلمي كما في هذه الآية يترتب عليه أن لايجوز في كفارة الظهار إلا رقبة مؤمنة ولذلك لابد له من دليل

    أما التقييد العملي فيختلف عن ذلك فإذا أبقيت الآية على إطلاقها جاز إعتاق الرقبة المؤمنة أو الكافرة لكن الواقع العملي هو أن الإنسان لابد عند العمل أن تكون الرقبة إما مؤمنة وإما كافرة وليس المطلوب كلاهما فإذا أعتق مؤمنة فليس على سبيل الوجوب وإذا أعتق كافرة فليس على سبيل الوجوب

    وقد اتفقوا على أن إعتاق المؤمنة أفضل أي قيدوا الرقبة بصفة الإيمان استحباباً لاإيجاباً لدليل آخر هو أن الإعتاق إحسان إلى الرقبة التي تعتق والإحسان إلى المؤمن أفضل من الإحسان إلى الكافر ، ولدليل آخر هو أن الإعتاق فيه تقرب إلى الله تعالى يراد منه تكفير سيئة الظهار ، والتقرب إلى الله بماهو أفضل أحب إليه سبحانه وأحرى بالقبول كما أن الأضحية يجوز أن تكون ماعزاً أو ضأناً والضأن أفضل لإنه أرغب عند الناس وأطيب ، فالتفضيل كان لسبب آخر غير فعل المأمور به

    بعد هذا التوضيح ينظر في مسألة زيارة القبور في أوقات معينة هل هي ممنوعة لإنها تقييد لإطلاق قوله صلى الله عليه وسلم : (( زوروا القبور ))؟!

    لقد تسرع بعض الناس فزعموا أن تعيين وقت للزيارة بدعة ضلالة كتعيين يوم العيد ونحوه ، والقضية تحتاج إلى تفصيل كالذي سبق في إعتاق الرقبة وفي الأضحية

    أما التوقيت الذي لاسبب له سوى الأشياء التي تعرض في الأمور من حيث الواقع كمن يزور يوم الأربعاء مثلاً لإنه لافراغ عنده إلا ذلك اليوم فهذا توقيت لايحتاج إلى دليل لايقصد بسبب الزيارة نفسها إنما يقصد لفراغ الذي يقوم بها ، وهو توقيت لايقصد به التقرب إلى الله فهو أمر عادي ، والعادات الأصل فيها الإباحة فلا تحتاج إلى دليل وليس مقصوداً للتقرب حتى يحتاج إثباته إلى دليل بل الذي يمنعه هو المحتاج إلى دليل ، وكل ماأمر الله تعالى به أمراً مطلقاً لابد أن يفعل في وقت أو حال أو صفة وذلك تقييد لكنه غير مقصود وهو لايحتاج إلى دليل
    أما التوقيت الذي يقصد به التقرب إلى الله تعالى بوقوع العبادة فيه أو إعطاء صفة للزيارة تزيد أجر الزائر فيحتاج إلى دليل

    فمن جعل لزيارته وقتاً معيناً بسبب شرعي كان عمله جائزاً كم خصص زيارته بأوقات إجابة الدعاء بقصد أن يكون دعاؤه عند الزيارة أقرب إلى الإجابة كزيارة القبور ليلة القدر أو يوم الجمعة رجاء أن يكون دعاؤه مجاباً
    فإن قيل : إن السلف لم يثبت عنهم تخصيص زيارة القبور بليلة القدر أو غيرها من أوقات استجابة الدعاء ؟ فالجواب : أنه إذا وجد الدليل الشرعي للفضائل فهو العمدة ولاحاجة إلى ثبوت عمل السلف كما أن العبادات التي استدل العلماء على مشروعيتها بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لم يقولوا :هذا لم يعمل به النبي صلى الله عليه وسلم كحديث الرجل الذي كان يقرأ قل هو الله أحد مع غيرها في كل ركعة من الفريضة ، فإذا لم تتوقف مشروعية العبادة على فعله صلى الله عليه وسلم لها - مع وجود دليل الإقرار - كذلك لاتتوقف مشروعية الزيارة في أوقات الإجابة على عمله صلى الله عليه وسلم ولاعلى عمل السلف بالأولى إذ يكفي ثبوت استحباب تحري أوقات الإجابة بالدعاء عموماً وهذا من جملة العموم ، ويكفي أن الله تعالى يضاعف أجور العبادة ليلة القدر ، والزيارة من جملة العبادة

    فإن قالوا : ( لو كان خيراً ماسبقونا إليه ) فالجواب : أنه إذا ثبت في كلام الله فهو خير ولايتوقف كونه خيراً على عمل أحد بعد ثبوت أنه خير في كتاب الله تعالى .

    ومن توقف فليقل : أين وجد وعمن روى التوقف في العمل بكتاب الله حتى يثبت العمل عن السلف ؟!
    وكذلك يكفي الاستدلال على تعيين وقت الزيارة بحديث ضعيف لأن هذا من قبيل فضائل الأعمال ، والجمهور الأعظم من المحدثين والفقهاء يرون العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ، والإمام أحمد وأبو حنيفة عندهما : أنه يستدل بالحديث الضعيف في الأحكام إذا لم يوجد مخالف أثبت منه ، ولاأهمية لموافقة المانعين المخالفين له بعد ثبوت ذلك عنهما

    ومن الأدلة العامة على تعيين وقت زارة القبور الأوقات التي يستحب فيها الإحسان إلى الآخرين لأن زيارة الموتى أكثرها إحسان إلى الميت بالدعاء ونحوه كمن يزور القبور بعد توبته من الذنوب لأن الإحسان مما يكفر الذنوب فهذا توقيت بسبب مشروع وإن لم يكن توقيتاً ثابتاً

    ويقال مثل ذلك في زيارة القبور في العيدين لأن أيامهما أيام إحسان فكما يتصدق عن الميت بالمال يتصدق عنه بالأعمال كما في حديث مسلم (( من مات وعليه صيام صام عنه وليه )) وحديث ( حجي عن أبيك )) وزيارة القبور فيها الدعاء للميت والسلام عليه وهما من قبيل الإحسان ، وأيام العيدين أيام إحسان فقصد القبور بالزيارة أيام العيدين هو من التخصص بواسطة الأدلة الشرعية لاحرج فيه ، وباب الفضائل واسع لايشترط لكل فضيلة ثبوت العمل بها في عصر السلف

    ثم إنه لابد من التأكيد على أن العلماء إذا ثبت دليل على أمر معين عملوا به ولم يشترطوا ثبوت العمل به لأن الأدلة كافية لكن المهم ألا يثبت عن السلف الإنكار لاغير ، والله تعالى أعلم [/justify]

  6. #6
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    قراءة قل هو الله أحد في استراحات التراويح

    بقلم الدكتور محمود الزين

    هل صحيح مايقال من أن قراءة (( قل هو الله أحد )) ثلاث مرات في استراحات التراويح بين الركعات بدعة لإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يفعلوه ، والعبادة مبناها على التوقيف وهذا لاتوقيف فيه ؟؟؟
    أولاً : ليس التوقيف هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وحده أو فعل الصحابة وحده ، بل كل دليل شرعي هو توقيف .

    ثانياً : إذا كانت هذه المسألة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولاأصحابه فهي مما تنطبق عليها آيات الأمر بتلاوة القرآن كقوله تعالى :: (( فاقرؤوا ماتيسر من القرآن)) وهذا لفظ عام يشمل كل شيء من القرآن وهو عام في الأوقات فمن قيد الجواز بوقت دون آخر فهو يرد على كلام الله تعالى
    والآية نزلت في قيام الليل كما هو مصرح في سياقها فهي تشمل تلاوة القرآن في الصلاة وفي غيرها
    وقراءتها في الاستراحات بين جلسات التراويح داخل ضمن عموم أحوال تلاوة القرآن فالمعترض على فاعله معترض على كلام الله
    وكذلك القراءة بصوت واحد داخلة في عموم الكيفيات التي تستفاد من الآية فالاعتراض عليها اعتراض على كلام الله تعالى ، ولذلك قال الفقهاء إنها جائزة ونص على ذلك ابن تيمية كماجاء في كتاب الأخبار العلمية من الاختيارات الفقهية ص 98 حيث قال : وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد )
    وأما تخصيص القراءة بقل هو الله أحد ثلاث مرات فلإنه جاء في الحديث أنها تعدل ثلث القرآن فكل ثلاث منها تعدل ختمة
    فالذين يفعلون ذلك يجمعون بين القيام بالصلاة والقيام بتلاوة القرآن في رمضان
    ولامانع من أن يكون مع ذلك شيء من ذكر الله كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لإن الذكر مأمور به في كل الأحوال بنص القرآن والسنة كقوله تعالى : (( اذكروا الله ذكراً كثيراً )) ومن منع شيئاً منه أو حالة أو كيفية بلا دليل فقد خالف الكتاب والسنة[/justify]

  7. #7
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    هل هذه العبارة صحيحة اعتقاداً ؟

    لا تصف الله إلا بما وصف به نفسه ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا ننفي عنه إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم .



    الجواب : بقلم الدكتور محمود الزين

    هذه العبارة تستعمل اليوم استعمالاً غير صحيح وهي في أصلها صحيحة لا غبار عليها لأن الاعتقاد يؤخذ عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
    وإنما قلت إن استعمالها اليوم غير صحيح لأن أكثر الناس ترديداً لها يفسرونها عملياً بما يناسب مفاهيمهم فهم مثلاً يقولون في آية الاستواء : " ثم استوى على العرش " إنها مقصود بها ظاهرها بلا تأويل بل قال بعض شيوخهم القدامى وهو أبو عبدالله الحسن بن حامد معناها : ( جلس على العرش ولامسه ) كما هو موجود في نقل تلميذه أبي يعلى عنه في موضع آخر ولم يذكر الملامسة أحد من الصحابة ولا التابعين ولم تر في الكتاب ولا السنة فكيف يمكن أن يقبل هذا القول على قاعدة لا تصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه نبيه صلى الله عليه وسلم ، فهذا يدل على أنه جعل تفسيره الذي فسر به الآية هو نفس الآية وهو نفس قول الله تعالى .
    وحتى التأويل الذي يصرون عليه مثل تأويل قوله تعالى : " وهو معكم أينما كنتم " بأن الذي معكم هو علمه يقولون ( إن هذا هو ما وصف الله به نفسه) مع أنه تأويل ، وليس هو المعنى الظاهر للآية .
    وإذا كانوا يطلقون على تأويلاتهم أنها مما وصف به الله تعالى نفسه فهذا يستطيعه كل من يؤول آية أو حديثاً فيقول : ( إن هذا التأويل مراد الله من الآية فهو مما وصف الله به نفسه ) ويقول أني نفيت المعنى الظاهر اعتماداً على آيات وأحاديث أخرى فأنا لا أنفي عن الله إلا ما نفاه هو عن نفسه سبحانه وتعالى .
    فهذه العبارة : " لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه نبيه ولا ننفي عنه إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم " إن استعملها الإنسان قاصداً بها أننا لا نثبت إلا ما أثبته الدليل من القرآن أو السنة بفهم سليم كما فهمه الأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم فهذا معنى صحيح واستعمال صحيح وأما إذا قالها وهو يعني بها ظواهر العبارات الموهمة للتشبيه والتجسيم من عبارة هي ( حق أريد بها باطل ) وقد زعم بعض شيوخهم أن التشبيه والتجسيم لم يرد عن أحد من السلف ذمها في حين أنه قد ذهما كثير من السلف الصالح أي الصحابة والتابعين وتابعيهم ولاسيما الإمام أحمد بن حنبل وقد قال أبو يعلى الفراء فيما نقله عنه ابنه في طبقات الحنابلة 20 / 210 : ( وما ذكرناه من الإيمان بأخبار الصفات من غير تعطيل ولا تشبيه ولا تفسير ولا تأويل هو قول السلف ) .
    وفي ص 212 ( فمن اعتقد أن الله تعالى جسم من الأجسام وأعطاه حقيقة الجسم من التأليف والانتقال فهو كافر ) وكذا نقل نحوه الإمام التميمي رزق الله بن عبد الوهاب في طبقات الحنابلة 2 /270 .
    فالصواب هو القول بأن لا نصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم ولا ننفي عنه إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم حسب ما دلت عليه الأدلة المحكمة من الكتاب والسنة ورضي به الصحابة والتابعون وتابعوهم رضي الله عنهم أجمعين . والله تعالى أعلم . [/justify]

  8. #8
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    ما قولكم فيمن يقول : " إن الله لا بد أن يكون في مكان ومن نفى المكان عنه كمن ينفي وجوده لأن ما لا مكان له لا وجود له " .

    الجواب بقلم الدكتور محمود الزين

    هذا القائل يخالف بقوله هذا صريح النقل والعقل ، فإن الله تعالى قال : " الله خالق كل شيء " والأماكن من جملة خلق الله ، ووجود الخالق سبحانه ثابت قبل وجود كل المخلوقات الأماكن وغيرها فإذا كان موجوداً قبل وجود الأماكن فلا بد أن يكون موجوداً بلا مكان فهو غني عن المكان .
    وهذا الدليل صريح النقل وصريح العقل ، وإن كان بعض الناس يقول : إني لا أستطيع أن أتصور شيئاً بلا مكان فيقال له : إن التصور الذي هو بمعنى الخيال لا يبنى عليه حكم عقلي ، وكما لا يمكنك أن تتصور ذات الله تعالى مع أنها موجودة قطعاً كذلك لا تستطيع أن تتصور شيئاً بلا مكان مع أن الله تعالى كان بلا مكان قطعاً لأنه لا يحتاج لمكان أصلاً فهو غني عن كل شيء .
    ومن زعم أنه كان بلا مكان ثم صار له مكان بعد أن خلق الأماكن ، فقد زعم أن الله تغير من الاستغناء عن المكان إلى الحلول في مكان وهذا أيضاً مخالف للعقل والنقل ، فالله تعالى لا يتغير إطلاقاً وقد جاء في الحديث الصحيح : " اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس تحتك شيء " .
    قال الإمام البيهقي : ( إذا لم يكن فوقه شيء ولا تحته شيء فليس في مكان ) وذلك لأن الموجود في مكان إما أن يكون المكان تحته أوفوقه ضرورة .[/justify]

  9. #9
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    وردنا السؤال التالي: هل تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة وهي بنت تسع سنين ؟

    الجواب بقلم الدكتور محمود الزين

    هذا أمر ثابت ثبوتاً قوياً كما جاء في صحيح مسلم ، وإذا وجدت رواية أخرى تخالف هذا كالرواية التي تقول إنه تزوجها وهي بنت ثمانية عشرة فهي شاذة أومنكرة
    ولاينبغي لذي علم أن يضعف رواية مسلم تحت ضغط هجوم الكافرين أوأذيالهم من بيننا ، فهؤلاء قوم لايصدقون في قولهم عن فهم للطبيعة العربية في قلب الجزيرة حيث تبلغ الفتاة سن النكاح وهي بنت تسع سنين ، وهم يجعلون طبيعة المرأة التي في بلادهم الباردة ميزاناً لكل الدنيا ، وهو جهل معه عصبية ، فلو أنه تزوجها وهي في الخامسة عشرة من عمرها أو السابعة عشرة لقالوا : إنها طفلة ، لإن البنت لاتعتبر ناضجة إلا في الثامنة عشرة عندهم ، ومازعمه بعضهم من أنها تعد طفلة وإن كانت بالغة لإن طبيعتها الجسمية طفولية ، وكذلك طبيعتها النفسية فهذا كلام يصدر عن جهل .

    أما من الناحية الجسمية فالبلوغ علامة نضج جسمي واضح ، وهي كانت بين ضراتها طويلة ذات قوام جيد ، ومشاركتها في خدمة الجرحى يوم أحد وهي في الثانية عشرة من عمرها دليل واضح على ذلك .

    وأما من الناحية النفسية فقد كان النضج فيها أوضح ، فقد كانت بين ضراتها أقواهن ويظهر ذلك حين انقسمن في التنافس إلى فريقين فكانت تقود هي الفريق الأقوى مع أن الجميع من أفراد الفريقين أكبر منها سناً ، ومواقفها في كل المناسبات تدل على نضج كامل كما هو ظاهر في قصة الإفك، وعمرها يوم ذاك لايجاوز خمس عشرة سنة وهي حين ذاك طفلة حسب موازين الغربيين ، ثم هي قد شهدت عن قرب شديد منذ كانت عند أبيها أحداث تنزل القرآن ، وأحداث تبليغ الرسالة ، وما نشأ عن ذلك من أحداث ، ثم شاهدت الصراع عن قرب ، وكل ذلك يمنحها نضجاً خاصة كما نشاهد اليوم من جرأة الطفل الفلسطيني وهو في حدود العاشرة من عمره فنراه يتصدى بالحجارة للدبابة ،وكذلك يعطي هذا الظرف الذي عاشت به السيدة عائشة رضي الله عنها نضجاً اجتماعياً لإن هذا الصراع الاعتقادي والاجتماعي كانت له آثاره الكبيرة جداً ، وكانت هي إحدى المتأثرات بذلك حيث كانت مخطوبة لرجل آخر هو من أقارب أبيها فطلقها أو ترك خطوبتها من أجل اختلاف دينها وأبيها عنه ، وهذه الخطوبة لها دلالة خاصة في قضية اعتياد الزواج بالصغيرة في المجتمع العربي فليس النبي صلى الله عليه وسلم في زواجه هذا خارج عن عرف مجتمعه ولاهو مخالف للطبيعة البشرية نفسية كانت أو جسمانية
    وقد تزوج السيدة صفية بنت حيي وعمرها سبع عشرة سنة بعدما كانت متزوجة قبله ومات عنها زوجها ، والسابعة عشرة عند الغربيين من سن الطفولة مع أن صفية كانت متزوجة من قبل ومات عنها زوجها .
    ومشكلة هؤلاء الغربيين أنهم يجعلون واقعهم ميزاناً لكل الناس وكل الأمم وكل الأماكن مهما اختلفت الأوطان والأزمان ، وأتباعهم من بيننا يتقبلون منهم كل شيء دون تفكر، ومشكلة بعض الذين يتصدون للرد على هذه الاعتداءات الدينية والثقافية أنهم يتقبلون الأساس الذي بنيت عليه الشبهة _وهو باطل _ ثم بعد ذلك يحاولون أن يردوا العدوان فيأتي ردهم وكأنه تمحل وكأنه في مضمونه إقرار لهذا الأمر ، الذين يتقبلون أن سن السيدة عائشة ( التاسعة ) سن طفولة يصعب عليهم أن يردوا عليه رداً علمياً ، والطريق الحق هو ماتقدم بيانه من أن سن التاسعة في جزيرة العرب ولاسيما في ذلك الزمان ليس سن طفولة وإنما هو سن نضج كماهو معلوم من دراسة الطبيعة العربية [/justify]

  10. #10
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين

    [justify]

    هل يجوز اتباع غير المعصوم؟


    الجواب بقلم الدكتور محمود الزين

    هل يجوز اتباع غير المعصوم عبارة تداولها الناس حتى صارت عند بعضهم من المسلّمات يحتج بها كأنما هي آية أو حديث أو حقيقة عقلية متفق عليها .

    والواقع أنها تخالف صريح القرآن والسنة والعقل :

    أما القرآن ففيه قول الله تعالى : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه "

    وأما الحديث ففيه قوله صلى الله عليه وسلم : " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر "

    وأما العقل فإن كل إنسان لا بد له من أن يتبع في كل قضية من هو عالم بها إذا كان الأول لا يعلمها كما يتبع الناس قول الطبيب والطبيب يتبع الفقيه والفقيه يتبع المهندس وهكذا
    وبعض الناس يقول : إن اتباع الخلفاء الراشدين الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " ليس اتباعاً مطلقاً ولكنه مقيد بما أخذوه من السنة لأنهم غير معصومين .

    وهذا كلام فيه صواب وفيه خطأ :

    أما الصواب فهو أنا لسنا مأمورين أن نتبعهم بإطلاق بل فيما وافقوا فيه السنة ، فهل يظن هؤلاء أننا ندعي وجوب اتباعهم فيما خالفوا فيه السنة إنما أمرنا باتباعهم لعلمهم بالسنة وهي مصدرهم الذي يبنون عليه أقوالهم ؟ ولكن على هؤلاء أن يسألوا أنفسهم وهل يقول الخلفاء الراشدون قولاً في الدين دون الرجوع إلى القرآن والسنة ؟!
    ويقول بعض هؤلاء ك إن الخلفاء الراشدين يخطؤون لأنهم غير معصومين فلا يجوز اتباعهم فيما أخطؤوا فيه لأنه خلاف السنة .

    والجواب : نعم ولكن من يعرف هذا الخطأ ؟ هل هم الذين أخذوا من العلم ما لا يكفي لمعرفة الخطأ من الصواب في مسائل الدين الاجتهادية ؟؟
    فكيف يزعم من لم يتأهل للاجتهاد أنه يكتشف خطأهم ؟!
    بل إن المجتهد المتأهل أتم الأهلية إذا خالفهم فإنما يخالفهم بناءً على اجتهاده ـ وله الحق في ذلك ـ ولكن من يستطيع أن يجزم أن الحق معه لا معهم ؟
    ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه : " وإن أرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أ م لا " ؟؟
    وهذا يدعو إلى العودة للكلام في الاتباع هل أمرنا أن نتبعهم بإطلاق ؟
    والجواب عن ذلك هو: أن ننظر أولاً فيما نتفق عليه هل يجب على المجتهد المؤهل تأهلاً تاماً أن يتبع ما يؤديه إليه اجتهاده ؟
    أظن أن كل عالم وطالب علم وعاقل يقول نعم ، فيقال له : هل اجتهاده معصوم من الخطأ ؟ ولا بد أن يقول : لا ولكنه معذور مأجور ، فيقال له : كذلك من لم يتأهل للاجتهاد واجبه أن يتبع المجتهد وإن أمكن أن يخطئ المجتهد وهو معذور لأن الله أمره أن يتبع المجتهد بقوله : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " غهذا هو مقدار وسعه ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
    فإن قال أحد يجب عليه أن يسألهم عن الدليل ثم يتبع الدليل ، فالجواب عن ذلك : أن هذا يقبل فيمن يفقه الدليل إذا عرفه فماذا يفعل من لا يفقه الدليل ممن ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " رب حامل فقه ليس بفقيه " وكيف يمكنه أن يتبع الدليل وهو لا يفقهه ؟!
    وقد زعم بعض الناس أنه ما دام المجتهد غير معصوم فلا يجوز لأحد أن يلتزم اتباع مجتهد واحد دائماً وإن كان هو غير قادر على الاجتهاد .
    فيقال لهذا : ما الهدف من هذا التنقل الذي تقترحه ؟؟
    فإن قال : حتى لا يتبع دائماً من ليس بمعصوم فيقال له : وهل يضمن أن يكون الآخر الذي ينتقل إليه غير مخطئ مع أنه غير معصوم ؟!
    وبهذا يتبين لمن هو منصف أن غير المجتهد يتبع المجتهد من الصحابة وغيرهم بإطلاق لا لأنهم معصومون بل لأنه لا يقدر أن يعرف ما أصابوا فيه وما أخطؤوا فيـه ، ولا فرق بين التزام مجتهد واحد وبين الانتقال بين المجتهدين ، ولكن الالتزام أسهل تعلماً لأنه لا بد له حين ينبع الأول أن يعلم ما هو قوله في المسألة التي يبحث عنها فإذا أراد الانتقال فلا بد له أن يتعلم ما هو قوله وهكذا ، وهي حالة تصعب على طلبة العلم المبتدئين فضلاً عن العامة . والله تعالى أعلم .
    ومن أحب أن يستزيد تفصيلاً ففي هذا الموقع رسالة لي بعنوان :" بين يدي رسالة اللامذهبية [/justify]

صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ترجمة الشيخ المحدث المجاور محمد العوامه حفظه الله
    بواسطة حمزة في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-Apr-2017, 03:02 AM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-Apr-2010, 07:22 PM
  3. وفاة الشيخ الدكتور محمد عوض رحمه الله
    بواسطة فياض العبسو في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 26-Oct-2009, 07:39 AM
  4. العلامة الشيخ توفيق الشيرازي الصباغ
    بواسطة Omarofarabia في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-Oct-2009, 01:46 AM
  5. العلامة الشيخ أبو الخير الميداني
    بواسطة Omarofarabia في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-Oct-2009, 05:40 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •