[justify]إن دور المعلمة في المدرسة مهم في العملية التربوية ، بل لها تأثيرها العميق على نمو شخصية الأطفال ، وتطورهم في المستقبل .
فكم من أشخاص يكرهون مادة ما بسبب معلمة محبطة وغير متفهمة ، وكم من أهل اضطروا لتغيير المدرسة لأبنائهم بسبب إدارة سيئة داعمة لمعلمة جائرة .كم من أطفال متفوقين فقدوا اندفاعهم بسبب معلمة لم تلتفت لطاقاتهم المميزة ، كم من أطفال خجولين عبروا كل مرحلة الدراسة الابتدائية من دون أي صديق ولم تسع أي معلمة لمساعدتهم على كسر حاجز الخجل لإقامة علاقات اجتماعية مع أصدقائهم .
وكم معلمة فضلت من دون أي تحفظ ولداً على الآخرين في الصف ، لأنها تعرف أهله ، أو لجنسيته ، أو لجماله .....
إن كل ما ورد ليس من نسيج الخيال ، بل هو من صميم الواقع المؤلم الذي نشهده ، مما يجعل الطفل يتخبط في مشاكل سلوكية أو تعلُّمية، ينتج عنها عقد نفسية .
إن مما لا شك فيه أن المعلمة تستطيع أن تشارك بشكل فعال جداً في تقويم الطفل وتحسين أدائه ، لتصبح " المعلمة المعالجة " .
ولكي تكون كذلك ، لا بد من الالتفات إلى النقاط المهمة الآتية :
1ـ الكفاءة المهنية والالتزام التام بالمبادئ الإنسانية للعملية التربوية.
2ـ حب الأطفال وحده لا يكفي ، بل لا بد من تفهم حاجة الطفل ، وأن تضع نفسها مكانه وتعرف احتياجاته .
3ـ حثه على المشاركة و الإصغاء إليه .
4ـ طرح الأسئلة بطريقة ذكية ، مما يساعد على تفتق مواهب الطفل ، وتفتح مداركه .
5ـ التعرف على الخصائص الفردية لكل طفل ، ودعمها بالحكمة.
6ـ الابتعاد عن مقارنة الأطفال بعضهم ببعض ، بل تنظر إلى درجة تطور الطفل بالنسبة لإنجازاته السابقة .
7ـ المعلمة الناجحة هي التي تكون كالأم الصديقة للطفل بآن واحد .
8ـ استعمال المكافأة أكثر من العقاب ، فأولاد اليوم مختلفون عن أولاد الماضي ، وبالتالي فإن الأساليب التربوية التي كانت معتمدة بنجاح سابقاً ، لم تعد صالحة اليوم ، نظراً للتغيرات الكبيرة التي نلمسها في شخصيات أطفالنا .
فهم لا يخشون التمرد ضد مصدر أي سلطة ، كما كنا نخشى في طفولتنا ، لذلك فإن الأسلوب التربوي المبني على التخويف والتهديد غير صالح اليوم لأنه يضعف السلطة بدلاً من تعزيزها.
9ـ إن المدرسة هي مرتع خصب للدعم المعنوي والأخلاقي بقدر ما هي منبع للعلم والمعرفة .
من كتاب " أولادنا " باختصار وتصرف .[/justify]
المفضلات