النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: حوار مع فضيلة الشيخ محمد مطيع الحافظ

  1. #1
    كلتاوي فضي

    الحاله : Omarofarabia غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    رقم العضوية: 448
    المشاركات: 706
    معدل تقييم المستوى : 123
    Array

    افتراضي حوار مع فضيلة الشيخ محمد مطيع الحافظ

    اجرى الحوار ماهر سقا اميني


    حوارمع فضيلة الشيخ الدكتور محمد مطيع الحافظ

    سيدي تعيش الامة الاسلامية اليوم حالا من التشرذم والانحلال وانحطاط الهمم واهتزاز القيم، ومن الواضح اننا كأمة اليوم مستباحون لغزو فكري وقيمي غربي كيف تشخصون الامر وانتم من جيل عرف باصالته وكمال هويته وانتمائه ؟


    الغزو الغربي الفكري للبلاد العربية والاسلامية بدا بعد انتهاء الحروب الصليبية مباشرة واستمر بشكل مخطط ومنظم ومدروس، فقد ادرك اعداء الامة انه لاجدوى من الصراع والعنف مع المسلمين وهم على دينهم والتزامهم، وانه مهما طال هذا النوع من الصراع فانه لن يؤتي ثماره، بل لعل ما ادهشهم هو ان المسلمين بعد الحروب الصليبية ظهروا وقد ازدادوا قوة وتماسكا وقدرة على الانجاز والعطاء ودعوة الى التمسك بهويتهم ونبذ الغرب و ما عنده، في حين انهم وهم اعداء الامة اخذوا كثيرا منها ومن حضارتها الانسانية والعلمية، هذه الهزيمة الحضارية جعلتهم يقررون انه لا بد من زرع الفتن والشكوك ونشر الشبهات لزعزعة الاسلام والقضاء على المسلمين، وقد كان ضمن ما استعانوا به التبشير والاستشراق واذا وقفنا عند المستشرقين راينا ان اكثرهم كانوا في خدمة اغراض معينة لجهات معينة لاتريد الخير للاسلام والمسلمين، ولم ينج منهم الا القليل الذي وقف على عظمة الاسلام وعطاءاته الحضارية وقوته الذاتية.
    كان لابد للمستشرقين الذين ارادوا خدمة اعداء الامة ان يدرسوا تاريخها ولغتها وتراثها وادبها ودينها وحضارتها، ثم انهم بداوا يشيعون انطباعا بان الدين هو سبب هذا التدهور الذي اصاب الامة في اواخر العهد العثماني وانه هو الذي حال بين الامة وبين العلم والتقدم لانه ينتج عقولا تعتمد الغيبيات بدلا عن التفكير العقلي والعلمي الصحيح، وقد وجد في الامة فئة اتصلت بالغرب وعادت بهذه الافكار وعملت على ترويجها.


    سيدي ولكن واقع الحال في اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين كان مناسبا جدا بل يكاد يكون مصدقا لهذه الدعوى، والغريب ان كثيرين من كتاب المسلمين ما يزالون مصرين على الدفاع عن تلك الفترة مع كل ما فيها من عزلة وانحطاط .


    تخلف المسلمين في هذه الفترة لايعود الى دينهم وانما يعود الى اسباب كثيرة وعوامل متشابكة، ثلاث هجمات للتتار لم تترك مكتبة او عالما، سياسة الدولة العثمانية التوسعية واثرها في الانصراف عن تحقيق شروط واسباب التقدم العلمي المادي، تدهور احوال السلطنة العثمانية وغرقها في البذخ والترف الملهيين في العقود الاخيرة.
    سيدي واين كان العلماء المسلمين في هذه الفترة ،حتى الازهر نفسه لم تكن احواله تسر، فقد وقف عند تفصيلات العلوم الشرعية في عزلة كاملة عن العالم وما فيه فضلا عن البيروقراطية التي انهكته وشلت قواه ،وهناك شهادات لعلماء ازهربين تثبت ما نقول .
    الازهر مؤسسة اسلامية عظيمة شكلت حصنا منيعا للعلوم الشرعية وعلوم العربية عبر عدة قرون، واكبر واوضح مثال على ذلك سليمان الحلبي الذي كان ازهريا وقد قتل كليبر بيده، علماء الاسلام قرروا ان العلوم الدنيوية فرض كفاية قبل قرون من هذا،و الازهريون كانوا واعين تماما لدورهم في صد هجمات العدو استعمارا وفكرا وشبهات وكانوا يعلمون ان من واجب الامة ان تاخذ باسباب التقدم العلمي، ولكن هل تريد لعالم في الشريعة او في علوم اللغة العربية ان يبدع نظرية في الفيزياء او ان يصمم معملا لانتاج الاسلحة ؟ السلطة الحاكمة عادة هي المسؤولة عن تنظيم التعليم المدني .
    سيدي وبالفعل فقد ارسل محمد علي الكبير طلابا على راسهم رفاعة الطهطاوي ليقوموا بهذا الدور.


    الامور ليست بهذه الصورة، فبعد هزيمة عكا اتفق نابليون وكليبر على ارسال مجموعات من الشباب الى باريس ليعودوا بافكار جديدة الى بلادهم، محمد علي كان اداة للغربيين لتنفيذ ما يريدون، ورفاعة الطهطاوي وزملاؤه بقوا في باريس


    5 سنوات ثم عادوا مبهورين بقشور الحضارة الغربية وما فيها من حريات مدمرة، لم ياتوا بعلم نافع ولم يدرسوا اختراعات القوم وعلومهم التقنية، وكل ما فعلوه انهم اسسوا ( دار الاندلس) لتعليم اللغات والجغرافيا والتاريخ ،ثم انهم مهدوا للدعوة الى البعد عن الدين والحجاب، اذن فان ما اراده محمد علي والطهطاوي وغيره من زملائه لم يكن تحويل الامة الى امة منتجة في علوم تنقصها وهي العلوم المادية وانما نقل قيم الغرب ونظرياته في الفلسفة والقوميات، وكل هذا قد ا ستثمر في الطعن في الدين ودفع الامة الى التغريب بدلا من الحفاظ على هوية الامة ودينها وانتمائها وتعويض ما ينقصها من اسباب التقدم العلمي المادي المنشود.


    سيدي اذن المسلمون لم يقصروا وعلماء المسلمين كانوا على احسن اداء وكل ما في الامر اننا غلبنا على امرنا وماكان في الامكان احسن مما كان.
    الهجمة كانت اعنف واقوى من ان يستطيع احد التصدي لها، لقد دب الضعف في الدولة العثمانية وظهرت مطامع الغرب في اسقاط الدولة والسيطرة على اراضيها، ثم جاء الاستعمار الغربي الذي تقاسم بلاد العرب حسب سايكس بيكو، جاءت الجيوش بعددها وعتادها وافكارها وخططها فمن ذا الذي كان قادرا على الوقوف في وجهها،لقد ظهر لدينا مفكرون عظام شعروا بحجم الخطر وطبيعة الصراع وراحوا ينبهون الناس الى ما هم مقبلون عليه، ومنهم شوقي وحافظ ابراهيم والمنفلوطي والرافعي وهؤلاء جميعا دعوا الى التمسك بالاسلام وبالهوية والاصالة مع الاستفادة من الغرب فيما ينقصنا من العلوم المادية.
    هذا يعني ياسيدي انهم جاؤونا بعلومهم وجيوشهم وسلاحهم وحتى بعلمائهم ومفكريهم ومستشرقيهم ونحن جئنا باشعارشوقي ومواعظ المنفلوطي وادبيات الرافعي! هل هذا الحل هو ما قدر عليه المسلمون؟
    اولا الامة لم تستسلم وقد قوبل الغزو الغربي على الارض بمقاومة ضحت بكل شئ وبفكر رافض للتهجين والالغاء، ثم لماذا لانعود الى ايام الحرب العالمية الاولى.. لنتذكر الفقر الذي كان الناس فيه، الم تسمع عن ايام( السفر برلك) وما فيها من جوع وحرمان، الناس كانوا يبحثون عن اللقمة التي تسد الجوع فهل نطالبهم بان يدرسوا اولادهم الطب والهندسة والصيدلة، كثيرة هي الاسر التي اضطرت لاخراج اولادها من المدارس من اجل ان يعينوا ذويهم في تحصيل الحد الادنى من الرزق، والناس كل الناس كانوا بين نارين: نار الفقر والحاجة ونار مقاومة المستعمر واستهتاره وسيطرته على كل شئ وابتلاعه لكل شئ.
    لكن سيدي اين كان علماء المسلمين ؟لنقل انهم من واقع تحصيلهم العلمي لم يكونوا قادرين على تدريس او نشر العلم المادي الضروري للنهضة، اين كانوا في مواجهة الغزو الثقافي والاباحي بل وحتى الغزو العسكري.
    لنبدا بالغزو العسكري ،اكثر حركات مقاومة المستعمر كان على راسها رجال من علماء المسلمين: بدر الدين الحسني وعلي الدقر في دمشق ،عبد القادر الجزائري في الجزائر، عمر المختار في ليبيا وغيرهم كثير، الغزو الثقافي والاباحي: الم يقف امثال محمود شاكر وانور الجندي ومحب الدين الخطيب وشكيب ارسلان ومحمد الخضر حسين في وجهه ؟الم يقف الازهر في وجه علمنة علي عبد الرزاق وتغريب طه حسين وتعميم العامية عند لطفي السيد . اما القيم وما اسميته بالغزو الاباحي فساذكر لك على سيبل المثال: في دمشق قامت ثلاث جمعيات لمحاربة الفساد: جمعية رئاسة العلماء للمحافظة على الاخلاق برئاسة سليم البخاري في اوائل العشرينيات، جمعية العلماء برئاسة الشيخ محمد كامل القصاب في الثلاثينيات، وقد اخذت على عاتقها التعليم و اسست المدرسة العثمانية التي كانت مشعل نور بعد مكتب عنبر المعروف ،وكانت هذه المدرسة تقوم بعرض المسرحيات التي تفضح المستعمر واغراضه كما كانت تدعو وتدرس العلوم المادية الحديثة وتطالب الدولة بايقاف وحظر الامور الشاذة، وجمعية رابطة العلماء برئاسة الشيخ ابي الخير الميداني وكان لها مواقف كثيرة في هذا الصدد، ماذا يملك العلماء ان يفعلوا اكثر من ذلك ؟
    اعود مرة اخرى لاقول ان هجمة الاستعمار بكل اسلحته كانت اقوى من ان يتصدى لها ،كان من جملة شروط غورو التي طالب بها السوريين الغاء التعامل بالذهب والفضة واستخدام العملة الورقية وهكذا سحبت الثروة الحقيقية من ايدي الناس وحل محلها مجرد ورق، ثم ان فرنسا بدات ترسل بعثات انتقائية من اشخاص لمست لديهم الاستعداد للعودة بافكار الغرب، وانصح هنا بقراءة كتاب ( اللغة العربية في بلاد الشام ) للاستاذ سعيد الافغاني والذي تحدث عن دور العلماء في المحافظة على الوطن والاخلاق والدين ورسالة ( الطريق الى ثقافتنا) لمحمود شاكر الذي فضح المخططات من ايام نابليون الى ايامه، وايضا كتاب ( دور مكتب عنبر) لظافر القاسمي وانت تعلم ان مكتب عنبر خرج كبار الشخصيات العلمية والادبية مثل علي الطنطاوي وشكري فيصل وغيرهما.
    سيدي اذا كانت الامور قاهرة بهذا الشكل ولم يكن بالامكان السيطرة عليها فهي الان اخطر بكثير بسبب الهيمنة الغربية وتطور الاتصال ووسائل الاعلام ووجود الانترنت وهذا قد اوصلنا الى اجيال فاقدة لهويتها لاتعيش الا للتسكع والترفيه والتسلية وقتل الوقت بينما الامة تعيش اخطارا حقيقة تهدد وجودها بالكامل.
    نعم واذكر لك مثالا على ذلك، عندما دخل التلفزيون الى سوريا عام 1960 كان صدمة لم يصمد امامها الا قلة . المراة كانت تخلع سوارها وتعطيه لزوجها ليبيعه ويشتري بثمنه جهازا، وانت تعرف ماذا كان في افلام الخمسينات و الستينيات وربما بعد ذلك من عري وافكار مريضة ومنحرفة، ثم تطورت الامور نحو الاسوا كما تقول، في رايي ان الفقر او القلة عندما اخرجا الاب والام بعد ذلك من البيت للعمل لتامين لقمة العيش غاب المربي الحقيقي،حتى المساجد مرت فترة كانت فيها لكبار السن فقط قبل ان يعود العلماء ويشتغلوا على الدعوة والتعليم الشرعي وربما في اسوا الظروف مما ساهم في الصحوة الاسلامية وعودة الشباب الى المساجد، الوضع اليوم قاتم ولكن لاياس لان قوة الاسلام ذاتية في نفسه والله قد تكفل بحفظه، وهذه العقيدة هي التي كانت دائما تنتشل المسلمين من كل حضيض وصلوا اليه عبر التاريخ لتصل بهم الى ذروة عالية من ذرى الحضارة.

    سيدي عزف اكثر الناس عن القراءة والكتاب والتاصيل العلمي والمعرفي وحل محل هذا ثقافة تعتمد الترفيه والتسليةوالاستهلاك وملاحقة الشهوات، الى اي حد يمثل هذا خطرا على الامة؟ وما هو الحد الادنى من العلوم والمعارف والثقافات اللتي يجب ان يمتلكها المسلم وهو يمارس حياته ويواجه صعوباتها ويمارس عباداته اللتي يجب ان تكون صحيحة .
    تحدثت عن التلفزيون وما احدثه من صدمة في بداية الستينات، ودعنا نقوم باحصاء ومسح لما عرض و يعرض عبر التلفزيون منذ تلك الفترة الى هذه الايام ومن زمن الاعلام الرسمي الواحد الى اعلام الفضائيات اليوم- وهو غير محدود ولايمكن السيطرة عليه- حوالي


    http://www.islamsyria.com/article.ph...tails&AID=1345
    التعديل الأخير تم بواسطة Omarofarabia ; 22-Jul-2010 الساعة 09:46 PM

المواضيع المتشابهه

  1. فتاوى الشيخ الدكتور محمود الزين
    بواسطة أبوأيمن في المنتدى فتاوى وحوارات
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 25-Apr-2011, 03:16 PM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-Oct-2010, 08:42 PM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-Apr-2010, 07:22 PM
  4. وفاة الشيخ الدكتور محمد عوض رحمه الله
    بواسطة فياض العبسو في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 26-Oct-2009, 07:39 AM
  5. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-Nov-2007, 04:32 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •