هي بعنوان الحصان الطائر
يتحدث الناس كثيرا عن حصان يطير وهم لم يروا حصانا حقيقيا يطير لكنهم تخيلوه وحكوا عنه
أما الحصان الحقيقي الذي يطير فهو البراق الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم فما هو هذا البراق؟
لقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه أكبر من الحمار وأصغر من الحصان له جناحان ينظر أما مه ويقفز القفزة من مكانه فيصل إلى أبعد مكان رأته عينه وهو حصان مارآه الناس ولكن رآه الأنبياء وركبوه
وركبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء والمعراج بعد العشاء من عند الكعبة في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس بفلسطين
وجمع الله تعالى له في المسجد الأقصى جميع الأنبياء السابقين فصلى بهم إماما ثم رجع إلى مكة المكرمة قبل الصبح وكان ذلك معجزة عظيمة لأنه لم يكن في ذلك الزمان طيارات ولا سيارات ولا قطارات كان الناس يركبون الجمال في السفر وكانت الجمال تمشي شهرا في الذهاب من مكة إلى القدس وشهرا في الرجوع إلى مكة
لذلك أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يخبر الكفار برحلته إلى القدس ليلا ليعرفوا هذه المعجزة ويعرفوا أنه رسول الله حقا فيؤمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وحين أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم سرخو وتصايحوا من شدة التعجب والإستغراب وقال له نحن نهلك في الطريق إلى القدس شهرا ذهابا وشهرا رجوعا وأنت تذهب وترجع في ليلة واحدة ما هذا إلا الكذب الواضح
وذهب جماعة منهم إلى صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق وقالوا له إن صاحبك محمد ا جاءنا اليوم بخبر لا يصدق
قال أبو بكر ماهذا الخبر ؟
قالوا لقد زعم أنه ذهب إلى القدس ولرجع في هذه الليلة
قال أبو بكر إن كان قال ذلك لقد صدق
قالوا أتصدقه بهذا يا أبا بكر
قال نعم إني أصدقه على أكثر من ذلك أصدقه على خبر الله يأتيه من السماء بين ساعة وساعة والسماء أبعد من القدس كثيرا ألا أصدقه على هذا ؟!
ولما جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يارسول الله إن هؤلاء أخبروني أنك ذهبت إلى القدس ورجعت في هذه الليلة أأنت قلت ذلك لهم
قال نعم
قال أبو بكر صدقت فداك أبي وأمي
وأراد أبو بكر رضي الله عنه أن يري الناس البرهان على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم
اسألوه عن وصف المسجد الأقصى فإن وصفه لكم كما تعرفونه فهو صادق لأنكم ذهبتم إليه وما ذهب هو إليه قيل اليوم
قالوا نعم هذا والله كلام صحيح
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى في المسجد لم ينظر إليه بتأكيد تام فخاف أن لا يعرف وصفه فجلاه الله تعالى له يعني كشفه له حتى رآه وهو واقف في مكانه وصار يصفه لهم بابا بابا ونافذة نافذة وعمودا عمودا وكلما وصف شيئا منه قال له أبو بكر صدقت صدقت فلقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالصديق من ذلك اليوم
أما الكفار فسمعوا وهم مندهشون وقالوا نعم لقد وصفه وصفا صحيحا
ولو كانوا منصفين لآمنوا كلهم بأنه رسول الله لأن هذا العمل لايقدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه والله تعالى وحده هو الذي يقدر عليه وهو الذي أعان النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق حتى ذهب إلى القدس ورجع في ليلة واحدة
لكن أكثرهم عاندوا وكذبوا النبي صلى الله عليه وسلم مع أنهم يعرفونه صادق تماما وهم لقبوه لصدقه وأمانته من صغره
أما العقلاء المنصفون منهم فقد ظهر لهم أنه صادق في هذه القصة وفي كل خبر يقوله فقالوا له : نشهدى أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .
...............................يتبع
المفضلات