قبل اختراع التلفون واللاسلكي هل كان أحد يستطيع نقل الأخبار بسرعة البرق من مئات الكيلو مترات ؟
لا تعجب إنها معجزة من عند الله فاسمعها
التقى جيش سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع جيش كفار قريش في غزوة بدر ونصر الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جيش الكفار فانهزم الكفار بعدما سقط منهم سبعون قتيلا وسبعون أسيرا ورجعوا إلى مكة وقلوبهم تحترق حسرة وحزنا وكانوا كلما تذكروا أقاربهم الذين قتلوا في غزوة بدر يزدادون حسرة وحزنا .
وفي يوم من الأيام جلس اثنان منهم عند الكعبة يتذاكران مصائب غزوة بدر ولم يكن معهم أحد وهذان الرجلان هما :صفوان ابن أمية وعمير بن وهب وطال بهما الحديث حتى امتلأت قلوبهما غيظا وحقدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته
ثم قال عمير بن وهب من شدة الغضب والحقد :
والله لولا أن عليا دينا ليس عندي مال أوفيه ولولا أن عندي عيال أخشى إذا مت أن يعيشوا فقراء ليس عندهم طعام ولا لباس لولا ذلك لذهبت وحدي إلى محمد وقتلته بين أصحابه فإن قتلوني فإني حينئذ أموات وقلبي مسرور لأني أكون انتقمت منه وارحت الناس منه
قال صفوان بن أمية أنا أوفي لك دينك وإذا قتلوك جمعت عيالك مع عيالي يعيشون معنا كأننا أسرة واحدة فاذهب إلى محمد فاقتله
قال عمير بن وهب نعم سأفعل ذلك لكن يجب أن يبقى هذا الخبر سرا لا يعلمه أحد غيري وغيرك حتى لا ينكشف أمرنا ويعرفه محمد وأصحابه .
قال صفوان لعمير فكيف ستذهب.
قال عمير أسم سيفي وآخذه معي وأذهب إليهم بحجة أني سأفدي ابني الذي أسروه في غزوة بدر وأتظاهر أما م محمد أني أكلمه من أجل ابني ثم اضربه بسيفي حتى يموت
قال صفوان هذه حيلة عظيمة فلاتخبر بها أحدا حتى تنفذها .
قال عمير وأنت لا تخبر بها أحدا
ثم افترقا وتعا هدا على إخفاء هذا السر وسافر عمير بن وهب إلى المدينة النورة وحينما وصل رآه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لرجال كانوا معه :
هذا الخبيث عمير بن وهب والله ما جاء إلا لشر
وقام إليه سيدنا عمر رضي الله عنه فأمسك به من علاقة سيفه عند صدره وساقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال :له النبي صلى الله عليه وسلم اتركه ياعمر .
فتركه سيدنا عمر رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمير بن وهب لماذا جئت ياعمير ؟
قال جئت لأفدي ابني الأسير عندكم بمالي .
قال له النبي صلى الله عليه وسلم اصدقني ياعمير
قال عمير ما أخبرتك إلا بالصدق
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لم تخبرني بالصدق ولكن اتفقت مع صفوان بن أمية على أن تقتلني وإذا قتلك أصحابي تكفل صفوان بأولادك ووفى ديونك .
حينئذ انتبه عمير إلى أ ن هذا الخبر لم يعلمه أحد إلا الله وأنه لا يمكن أن يكون أحد أخبر به سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم إلا الله تعالى وحده إذن فلا بد أنه رسول من عند الله حقا فقال :
يا محمد لقد كذبناك كثيرا حين كنت تخبرنا أنك رسول الله ولكني علمت الآن أنك رسول الله حقا لأن هذا الخبر لم يعلم به أحد إلا أنا وصفوان ولم يخبرك به إلا الله تعالى فأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد ا رسول الله
ثم قال والله يارسول الله سوف انصر دينك كما حاربته وسوف أؤذي أعداءك كما آذيتك حتى يغفر الله لي .
فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه علموا أخاكم دينه .
..............................يتبع
المفضلات