النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مقالات عن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للدكتور محمود الزين

  1. #1
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي مقالات عن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للدكتور محمود الزين

    [justify]


    هذه ثلاث مقالات عن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للدكتور محمود الزين ألقيت بمناسبة المولد النبوي الشريف لعام 1432هــ تم تفريغها من المادة الصوتية التي سأطرحها في هذه الصفحة قريبا


    من آفاق رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم


    د. محمود أحمد الزين


    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وأصحابه الأبرار المتقين ، وورثته الأخيار إلى يوم الدين أما بعد :


    فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه الكريم لحبيبه ومصطفاه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، وهذه الآية تعني أنه صلى الله عليه وسلم كان رحمة بأوسع مايمكن أن تكون معاني الرحمة ، رسالته رحمة أخلاقه رحمة ذاته رحمة ولكن هذه الرحمة يأخذ منها كل إنسان بقدر مايقبل عليها ، أما المعرضون عنها فنصيبهم منها الحرمان ورغم هذا الحرمان فإنه تصيبهم رحمته صلى الله عليه وسلم رغم أنوفهم
    حينما جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذا الوجود ودخل عالم الدنيا كانت ذاته الشريفة رحمة حتى إن المشركين لما كفروا به وعاندوه وطلبوا من الله أن يعذبهم قال لهم ربه عزوجل : وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، هل كانوا يستحقون هذه الرحمة ؟! هل كانوا مقبلين على هذه الرحمة ؟! إنها رحمة تصل إلى المخلوقات من أرادها ومن لم يردها ، ولكل نصيبه ، ثم هناك الذين لم يسعدوا بالوجود في عصره صلى الله عليه وسلم كان لهم من الرحمة ما أخذوه من أصحابه وأصحاب أصحابه ومن لم يكن من أمته أصلاً تناله رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالشفاعة العظمى الشفاعة التي لايحرم منها أحد على الإطلاق ، ذاته رحمة رسالته رحمة أخلاقه رحمة لكنك في كل باب من أبواب هذه الرحمة ترى بمقدارك ، الرحمة واسعة بلا حدود ، إنما أنا رحمة مهداة ، مهداة ممن ؟ مهداة من الله ، وهدية الله خيرها لاحدود له
    رسالته رحمة كتشريع يتعامل به الناس ولكن هذه الرسالة في مضمونها أسرار عظيمة غاية العظمة ، إنها تفتح لك أبواب الوجود حينما تتبع هداية هذه الرحمة فترى فيه مالا يرى الناس ، وتبصر فيه مالا يبصر الناس
    انظر إلى قوله سبحانه في هذه الآية الكريمة : وما أرسلناك إلارحمة للعالمين ثم صل هذا بقول الله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) فسرها بأي معنى شئت من التوقيت : إن قلت إن هذا يكون عند الموت فهذا اطلاع على عالم كله نور وخير وبركة بسبب اتباعك للشريعة شريعة الرحمة ، باستقامتك أعطاك الله هذا ، إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ، تتنزل بماذا ا ؟! ( ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا _ كنا نتولى أموركم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ماتدعون ) إذا قلت : إن هذا عند الموت أي قبيل الموت فقارن بين حال المؤمن حين يلقى الموت ويسمع مثل هذا وبين حال ذلك المحروم الذي لم يستقم أو الذي لم يؤمن أصلاً ستجد أن هناك فارقاً هائلاً كالفرق ما بين السماء والأرض ، وأنا قلت : إن هذا لو فسرناها على معنى أنه يكون عند الموت ولكنك إذا نظرت في الآية لن تجد هذا التوكيد ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ) والعلة والسبب الاستقامة فمتى وجدت الاستقامة التي هي السبب وجد المسبب الذي هو تنزل الملائكة ، تتنزل عليهم الملائكة الذي قيدها بساعة الموت لم يلحظ ماناله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من رؤية الملائكة في الدنيا ، هذا سيدنا أسيد بن حضير رضي الله تعالى عنه كان يقرأ القرآن وكان بجانبه ولده نائماً وكانت الفرس قائمة فرأى الفرس تجول تضطرب تذهب وتجيء فتلفت ثم نظر إلى أعلى فوجد مثل القناديل معلقة في السماء ، فتابع القراءة فدنت أكثر فتابع القراءة فدنت أكثر فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كان كلما ذكر متابعة القراءة يقول له النبي صلى الله عليه وسلم : اقرأ ابن حضير قال يارسول الله : خشيت أن تطأ الفرس يحيى ( يحيى ولده الذي كان نائماً ) فكففت عن القراءة فإذا هي ترتفع في السماء أمام عيني حتى ما أراها قال أتدري ماذاك يابن حضير ؟! تلك الملائكة دنت تسمع الذكر ، صلة بعالم الملائكة من خلال هذه الرسالة من خلال العمل بهذه الرسالة رسالة الرحمة التي تفتح لك قلبك على العوالم الأخرى عوالم النور عوالم الملائكة ، وأيضاً : تجد في العوالم الأخرى غير ماتجد حينما تكون مغلق القلب والعينين ، ( عالم الحيوان ) أنت تجد أن هذا حيوان يؤكل أو يركب أو يكون أي شيء ولكن هل تعرف الحيوان الذي له في قلبه تعلق بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهل خطر في بالك أن حيواناً أصم أعجم يأتي فيسجد عند قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنك تجد الجمل نفسه والغنمة نفسها والذئب نفسه وكل شيء على ماكان عليه ولكنك تجد منه معاني ماكنت تعرفها اتصلت بها عن طريق النور الذي قذفه الله في قلبك حينما آمنت بالله واستقمت ، ترى كل شيء على خلاف ماتعهده ، وهذه هي المعجزة المعجزة واحدة في أصغر الأشياء وفي أكبر الأشياء لأن هذا كله لاتتحكم فيه إلا إرادة الخلاق سبحانه فالتحكم بالكبير والصغير كلاهما شيء واحد ، كبر الشيء وصغره شموله وقلته شيء آخر ، أما المعجزة فهي أن يجري على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمور مالا يقدر عليه إلا رب السموات والأرض القادر على كل شيء ، ومن هنا تتوسع لديك هذه المشاعر أكثر فأكثر تخرج من عالم الحيوان إلى عالم أقرب إلى الجمود قليلاً فتجد الأمر نفسه هو ( عالم الشجر عالم النبات ) تجد الشجرة تسير حتى تأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسلم عليه بالرسالة ليرى الناس أنه رسول الله فيؤمنوا ، فتح لديك ههنا عالم صلة الخالق بالمخلوق كيف يدبر الله أمر المخلوقات وكيف يجعل فيها من العلاقة بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم علاقة الاحترام والإجلال والتعظيم والإيمان ، كل هذا تجده بعد أن تدخل عالم الرحمة الإلهية عالم ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) عالم ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة )
    وأنت إذا نظرت في هذا في أمر مشي الشجر أو حنين الجذع ستجد سراً عظيماً : كان إمامنا الشافعي رضي الله عنه يقول : ما أوتي نبي من الأنبياء آية إلا أوتي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثلها أو أعظم منها في بابها فقيل له : إن عيسى عليه السلام قد أحيى الموتى ؟! قال : وأوتي محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ذلك قالوا : كيف ؟ قال : إن إحياء الموتى هو أن ترد الحياة إلى شيء من شأنه الحياة أما أن تجعل فيما ليس من شأنه الحياة حياة تشبه حياة ذاك الإنسان فهذا أعظم من الأعظم قال : أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم حنين الجذع والجذع ليس في طبيعته الحنين ولامن طبيعته البكاء ، وانظر إلى هذه العلاقة علاقة الحنين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم علاقة الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم كأن هذه المخلوقات أو هي الحقيقة كذلك هذه المخلوقات ليست عوالم منفصلة متباعدة ، الإنسان الموصول بالله موصول بالمخلوقات كلها عن طريق علاقة هي أقرب ماتكون إلى مانسميه علاقة القلب بالقلب ، وخذ في نفس المنحى مسير الشجر ، الفرق مابين الحي والحيوان الحياة النباتية والحياة الحيوانية هي الحركة ولذلك عرفوا الحيوان في علم المنطق فقالوا : الحيوان جسم نام متحرك بالإرادة ، هذه الشجرة التي سارت بل اقتلعت جذورها من الأرض وسارت حتى أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه بالرسالة السلام عليك يارسول الله ، أليس هذا إحياء للموتى ؟! بل هو أعظم من إحياء الموتى ، إنه جعل الحياة والحركة التي هي خصيصة الحيوان في شيء ليس من شأنه أن يتحرك بإرادته
    والأمر أعظم من ذلك أيضاً : هذا الشجر ماجاء فقط مرة واحدة بل تكرر مجيئه وماجاء دائماً ليشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل تجده أحياناً قد مشى وسار لخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للخدمة ليس إلا
    كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في أرض صحراء شجرها قليل فقال لبعض أصحابه : انظر لي شجرة تواريني حتى أقضي حاجتي ، قال : فذهبت يميناً وشمالاً فلم أر إلا شجرتين صغيرتين لايمكن أن تستر الواحدة منهما نبي الله صلى الله عليه وسلم فعدت إليه فقلت يارسول الله : ما رأيت إلا شجرتين لاتسترك الواحدة منها وهما متباعدتان قال صلى الله عليه وسلم : فاذهب إليهما وقل لهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تلتئما فسارت الشجرتان حتى التأمتا وقضى النبي صلى الله عليه وسلم ورجع ثم قال للرجل : قل لهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن ترجع كل منكما إلى مكانها ، لخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت هذه المعجزة معجزة إنشاء الحيوانية فيما ليس من شأنه أن يكون حيواناً
    والمعجزات كلها لو نظرت إليها تصب في هذا الباب كما قلنا تصب في باب أن النبي صلى الله عليه وسلم بالمعجزة قد جرى على يديه مالا يجري إلا بيد الله القادر على كل شيء
    هذا شجر والشجر فيه حياة ولكن الصخور لاحياة فيها أصلاً قال النبي صلى الله عليه وسلم : إني سأعرف بمكة كان يسلم علي ليالي بعثت ، وسيدنا علي رضي الله تعالى عنه يروي في هذا الباب يقول : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج مكة فما مررنا بشجر ولاحجر إلا قال : الصلاة والسلام عليك يارسول الله ، الحجر الذي ليس فيه شيء من معاني الحياة يوجد فيه معنى أعلى من مجرد الحياة النباتية الحياة الحيوانية ثم فوق الحياة الحيوانية الخصائص الإنسانية أخص خصائص الإنسان النطق ، ولذلك عرفوا الإنسان بأنه حيوان ناطق ، جعل في هذا الحجر الحياة بل الحياة الحيوانية بل خصائص الحياة الإنسانية فصار الحجر يقول : السلام عليك يارسول الله ، وقد نبه سيدنا محمد النبهان جزاه الله عنا خيراً إلى أن المعجزة في قصة تسبيح الحصى المشهورة ليست في أن الحصى سبح لأنه وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن المعجزة أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما أخذه سمع الحاضرون تسبيحه ثم انتقل إلى سيدنا عمر فسمع الحاضرون تسبيحه ثم انتقل إلى يد سيدنا عثمان قال الراوي ثم خرسنا ، إنها إحياء وفوق الإحياء .
    كيف يكون إيمان سيدنا علي رضي الله تعالى عنه وهو يرى منذ الطفولة هذه الأشياء في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! أئذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني يذهب سيدنا علي ليفكر هل بعثه الله أو لم يبعثه ! هل هذا معقول أو غير معقول !
    هذه الأمور مذخورة في ذات سيدنا علي فكل ذرة من ذراته تشهد أنه لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك انظر إلى هؤلاء الذين كانوا قريبين منه صلى الله عليه وسلم ما أحد منهم طلب معجزة ولاأحد منهم طلب حجة منطقية هذه أشياء كانت مزروعة في ذواتهم بل تجري في دائهم ، السيدة خديجة سيدنا علي سيدنا أبو بكر كلهم من أول ماقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني نبياً على الفور : نشهد أن لاإله إلا الله ونشهد أنك رسول الله ، هذا الأمر كان عندهم ليس محفوظات علموها فحفظوها وتكررت على أذهانهم فقط إنما أصبحت عندهم بمنزلة الشيء المشهود الذي يرونهم عيناً ، ولذلك تجد السيدة خديجة رضي الله عنها حينما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم ورآها تبكي قال : مالك ياخديجة ؟! قالت: يارسول الله درت لبينة القاسم فقال صلى الله عليه وسلم :إن له ظئرين في الجنة أتريدين أن ترين ؟! قالت : بل أصدق الله ورسوله ، هذا وهذا سواء الرؤية لن تزيدها يقيناً وإيماناً ( بل أصدق الله ورسوله ) تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فصدقت كأنها رأت ذلك حقيقة ، ولذلك لايعجب المرء حينما يرى هذه الفئة من المقربين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبديه على كل شيء ، وتفسر لك كيف كان الصحابة يستشهدون بين يديه صلى الله عليه وسلم وهم في غاية السرور يقول له أحدهم : نحري دون نحرك يارسول الله ، يفعل هذا وهو في غاية السرور ، يجرح أحدهم كما ورد أنه بعض الصحابة في غزوة أحد وجدوا فيه ثمانين بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم فلما سألوه قال : كيف حال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ماهذا التعلق ؟! إنه النور المحمدي الذي دخل قلوبهم فملأ ذواتهم روحاً وعقلاً وجسماً فكان صلى الله عليه وسلم هو الحياة لديهم ، ولذلك لاتستغرب أن زيد بن حارثة رضي الله عنه وهو في مقتبل العمر يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أباك وعمك قد جاءا في فدائك وأنا من قد عرفت صحبتي لك ( انظر إلى ماذا ينبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أنت تعرفني فاخترني أو اخترهما قال : لا والله لاأختار عليك أحداً أبداً يقول أبوه وعمه : ويحك يازيد أتختار العبودية على الحرية ؟! والعربي عنده معنى الحرية كبير وعظيم ، ومعنى العبودية شيء في غاية الضعة والهوان هكذا نشؤوا في أيام الجاهلية ، العربي يفهم هذا والعربي نفسه يقول : والله ياأبويّ لقد رأيت من هذا الرجل ما يجعلني أختار العبودية عنده على الحرية بين أهلي وقومي وبلدي
    كما قدمنا قبل قليل : لكل شيء سببه وعلته ماالسبب ؟! أرواحهم تشربت التعرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتذوقت مافي هذه الذات العظيمة من معان كبيرة من معان سامية من معان عظيمة فلذلك تعلقت أرواحهم به صلى الله عليه وسلم فماذا يفعل المنطق وماذا يفعل العقل وماذا تفعل الحجج ؟! الذي عاش بعيداً عن النبي صلى الله عليه وسلم طلب الحجج ، هذا حقه لأنه يريد أن يفهم ، أما هؤلاء فقد تجاوزا مرحلة المنطق والفهم والتعمق والذوق وعاشت أرواحهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معيشة عرفوا فيها من شخصه صلى الله عليه وسلم معنى : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
    كله رحمة كما قلت حتى ذاته الشريفة الذات الحسية التي هي اللحم والدم هذه الذات كانت تبعث في نفوسهم معنى الشهود بأنه رحمة الله للعالمين ، المعهود المعتاد فيما يفعله هو صلى الله عليه وسلم أو يفعله الأنبياء الآخرون حينما يريدون حاجة من الله يدعون بها : اللهم أعطنا كذا اللهم أنزل علينا كذا إلى آخره إنما في حالة أن ترى النبي صلى الله عليه وسلم يتفل في عين فتبرأ من ساعتها فمعنى ذلك أن الاستغاثة بالله أصبحت جزءاً من هذه الذات الشريفة ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن كل ذرة فيه تقول يارب ، فلا يستغرب أن يتفل في العين فتبرأ ولايستغرب أن يضع يده الشريفة في الماء القليل فيسقي منه ألفاً وأربعمائة إنسان لايستغرب شيء من هذا ، إنها الذات المتعلقة بالله بل نظلم هذه الذات إذا قلنا إنها متعلقة بالله إنها كلها قائمة بالله ولله وإلى الله ، ذات خالصة لله تبارك وتعالى استحقت أن تقول عن نفسها : (إنما أنا رحمة مهداة) إنما كما يقول علماء العربية إنما تفيد الحصر بمعنى ما وإلا ما أنا إلا رحمة مهداة ، ليس هناك شيء آخر إنما أنا رحمة مهداة
    وصلى الله وسلم وبارك عليه وجزاه عن أمته خير الجزاء ورزقنا الاستقامة على طاعته صلى الله عليه وسلم ومحبته وإرضائه ومحبة أحبابه ولاسيما سيدنا محمد النبهان جزاه الله عنا كل خير
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



    إنما أنا رحمة مهداة


    الدكتور محمود أحمد الزين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وأصحابه الأبرار المتقين ، وورثته الأخيار إلى يوم الدين أما بعد :
    فإن الله تبارك وتعالى قال لحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، وقد سمعنا قبل قليل من المسجل من كلام سيدي محمد النبهان حفظنا الله به وجزاه عنا خير الجزاء أن معاني القرآن لاتتناهى وأن معاني رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتتناهى لأنه كان خلقه القرآن ، وقول الله تبارك وتعالى : وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين هذه الرحمة معانيها تتسع وتتزايد وتتعاظم إجمالاً وتفصيلاً ، أما إجمالاً فإن رسالته كانت رحمة وإن أخلاقه كانت رحمة وإن ذاته الشريفة كانت رحمة ، والرحمة كما قال الله تعالى ليست لناس دون ناس ولا لأمة دون أمة ولا لمؤمن دون كافر بل هي رحمة للعالمين .
    الرسالة رسالة رحمة ليست الرحمة فيها رحمةً تنظيرية قائمة على بيان المبادئ والقواعد وحدها ولكنها رحمة حقيقية عملية تشمل الخلق جميعاً في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فإن هذه الرسالة حققت للخلق من الخير والمنافع العاجلة والآجلة مالا يقع تحت حصر
    هذه الرسالة كانت إنقاذاً للإنسانية من شرور الابتعاد عن الله من شرور الكفر بالله من شرور معاصي الله التي كانت تملأ الأرض فساداً ، جاءت هذه الرسالة فلما طبقت عمت رحمة الله للعالمين وقد قلت إنها رحمة حتى للكافرين ، فالكافرون كانوا في الجاهلية يغير بعضهم على بعض ويأكل بعضهم بعضاً دون سابق إنذار ودون غاية إلا المرابح والمكاسب العاجلة ، والإسلام رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينه الحرب تماماً وإنما جعل هذه الحرب ذات غاية إنسانية عظيمة هي إقامة عدالة الله عزوجل في أرضه ، أقيمت عدالة الله حتى مع الكافرين فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شهد له أعداؤه إذا حارب لايغدر ، وكان صلى الله عليه وسلم يوصي جيوشه : لاتقتلوا طفلاً صغيراً ولاامرأة وشيخاً كبيراً ولاتقطعوا شجرة ( وقطع الشجر ربما وقع إذا كانت هناك مصلحة عسكرية أو كان العدو قد اتخذها لنفسه دريئة يمكن أن يقع هذا ولكن الشجر في نفسه له حقه في هذه الرسالة الربانية فيوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم جنده وهم يدخلون بلاد الأعداء لاتقطعوا شجرة )
    هذا الأمان فيما يتعلق بأهل الكفر في حين الحرب ، أما في حين السلام فكان الأمر أعظم من ذلك كثيراً :
    حين تقف أمة من الأمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من رسالته أو من جيوشه موقف المسالمة موقف الموادعة موقف الاتفاق موقف التسليم في هذه الحالة تكون لها حقوق عظيمة جداً ، صحيح أنهم تؤخذ منهم الجزية ولكن هذه الجزية كأنها حماية لهم يصانون بها ممن قصدهم من الأعداء حتى إن بعض قادة المسلمين أديت إليه الجزية ثم هاجم العدو تلك البلدة التي كانوا قد افتتحوها حديثاً فلما وجدوا أنفسهم لايقدرون على حمايتها ردوا إلى أصحاب البلد جزيتهم ، من يفعل هذا ؟! من يفعل هذا إلا الذين تقيدوا برسالة السماء رسالة رحمة الله للعالمين
    في المجتمع المسلم الأمر في الرحمة والتراحم أعظم ، العدالة تقام على أدق مايكون ، وقد ذكر العلماء في قول الله تبارك وتعالى فيما يتعلق بالقصاص بعد ذكر الآية : ولكم في القصاص حياة قالوا : إن القصاص حياة للقاتل وحياة للمقتول ، حياة للقاتل حين يهم بالقتل فإذا علم أن أمامه القصاص ارتدع وحياة للمقتول إذا ارتدع القاتل عاش المقتول ، ثم هذا القصاص كما أنه حياة للقاتل وحياة للمقتول هو حياة لأقوامهما ، كانت الثارات والحروب تأكل الأخضر واليابس فلما أقيم القصاص كان رجل برجل وامرأة بامرأة وهكذا العدالة تقوم على أتم الوجوه .
    لو رجعنا إلى ماهو أهم من ذلك وأعلى وجدنا في هذا القرآن في هذه الرسالة المحمدية أمراً في غاية العظم هو قول الله تبارك وتعالى : إنما المؤمنون إخوة ، الناس مستويات كثيرة فمنهم من يأخذ هذه الأخوة في أرقى مستوياتها ، ومنهم من يأخذ منها على المستوى المتوسط ، ومنهم من يأخذ على المستوى الأدنى ولكن هذا الإخاء قائم دائماً ، وانظر كيف وصف الله تعالى إخاء الأنصار للمهاجرين قال تبارك وتعالى : يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وفي حالة الخصاصة يكون الإنسان فقيراً تكون حاجاته ناقصة عما هو محتاج إليه ومع ذلك يؤثر بهذا القليل الذي لايكفيه يؤثر به أخاه ، وصور ذلك بين المهاجرين والأنصار كثيرة .
    إنها رسالة الرحمة وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
    أما أن أخلاقه صلى الله عليه وسلم رحمة فهذا باب تتحدث عنه فلا تنتهي كما تتحدث عن عظمة الرسالة فلا تنتهي ، الرسالة والرسول شيء واحد ، الرسالة كلام أنزله الله ، والرسول صورة تحيى بين الناس من هذه الرسالة الربانية فكيف تكون هذه الصورة ؟
    إنها الصورة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق : انتبه ! ( إنما بعثت لأتمم ) لحظة البعثة المحمدية هي لحظة القدوة في الأخلاق الإنسانية العظمى لأنه كان قدوة لأمته من حين مابعث ولايمكن أن يوجد إنسان وهو يمكن أن يقتدي به مهما ارتقى مستواه إذن كان صلى الله عليه وسلم عند بدء الرسالة في درجة من الخلق العظيم لاتحد ولاتتناهى ، وهذه الأخلاق هي جزء من هذه الرسالة أو هو الوجه العملي لهذه الرسالة
    تريد أن ترى عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم ! تريد أن ترى رحمته ! تريد أن ترى جوده ! تريد أن ترى شجاعته ! كلها تجدها في منتهى العظمة وتجد لها غاية في منتهى العظمة أيضاً
    وجد في العرب كرماء وكرماء كثيرون حتى إنه يروى عن حاتم أنه ذبح فرسه ليطعم الناس ولم يأكل من ذلك الطعام شيئاً مع أنه جائع نعم ولكن لماذا ؟! قال هذه الغاية لزوجته :
    أما إن المال غادٍ ورائح * ويبقى لنا من بعده الأحاديث والذكر
    ولكن أين هذا من جود رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يعطي الناس عطاء لايقارنه هذا المستوى الذي يروى عن حاتم وأضرابه وإنما هو الشيء الذي لاحدود له كما قال بعض الذين دخلوا في الإسلام يوم حنين : ( أشهد أن هذا عطاء ماجادت به إلا نفس نبي ) عطاء كثير هائل (واد من الغنم ) قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أيعجبك هذا ؟! قال : نعم قال خذه فهو لك قال : أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله والله ماجادت بهذا العطاء إلا نفس نبي
    ماالغاية ؟! الغاية أن يردهم إلى الله ، أن يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ، أن يخرجهم من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم ، أن يخرجهم من ظلمات الشقاق والاختلاف والقتال الذي لامعنى له إلى الإخاء ، إنما المؤمنون إخوة ، دخلوا في الإسلام فكان أحدهم يؤثر أخاه بجرعة الماء التي تتوقف عليها حياته
    كل هذا من تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجوع هو ويجوع الناس ولكن يجوعون يوماً فيجوع ثلاثة أيام ، إنها رسالة الرحمة ، وإنه رسول الرحمة ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : إنما أنا رحمة ، ماقال أرسلت رحمة ، هذا الحديث يشرح الآية أرسلناك رحمة قد يتوهم متوهم بغير برهان أن الرحمة في الرسالة وحدها ، الرحمة في الرسالة والرحمة في الرسول صلى الله عليه وسلم ، إنما أنا رحمة مهداة
    وذات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت مظهراً لهذه الرسالة العظمى هذه الذات الشريفة ظهرت فيها الأخلاق العظيمة التي هي روح هذه الرسالة بل كانت الذات المحمدية نفسها رحمة للعالمين لاللمؤمنين وحدهم ( الذات النبوية )
    انظر : المشركون آذوا رسول الله أشد الأذى وتحدوه غاية التحدي وأعلنوا الجحود كل الجحود : وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (الأنفال32)) المنصف يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق فاهدني إليه ، ولكن هؤلاء قالوا : اللهم إن كان هذا هو الحق ( حتى ولو كان من عندك ) إن كان هذا هو الحق ....( الآية ) من الذي دفع عنهم العذاب ؟! ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ( 33الأنفال)) ( أنت )كلمة تدل على الذات لاتدل على الرسالة التي يحملها وحدها ولا على الأخلاق التي تنبع من هذه الذات الشريفة ولكن أنت هنا تدل على الذات الشريفة نفسها (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) انظر ليست رحمة للمؤمنين وحدهم بل للكافرين أيضاً .
    إذا كان صلى الله عليه وسلم ذاته الشريفة رحمة للكافرين فماهو أثرها على المؤمنين ؟
    انظر إلى رحمة الذات المحمدية التي جعلها الله في هذه الذات ماذا أثرت على المؤمنين :
    قال صلى الله عليه وسلم : "يأْتِي زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُقَالُ نَعَمْ فَيُفْتَحُ عَلَيْهِ ( يعني أصبح هؤلاء هم رحمة لرؤيتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ فَيُقَالُ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُقَالُ نَعَمْ فَيُفْتَحُ ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ فَيُقَالُ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ صَاحِبَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُقَالُ نَعَمْ فَيُفْتَحُ. (البخاري 4/37 ط طوق الحمامة) ( مسلم 4/ 1962)
    الفتح نعمة إلهية جاءت متسلسلة من هذه الذات الشريفة إلى من شاهدها ثم انتقلت إلى من شاهد الذي شاهدها ثم انتقلت إلى الذي شاهد من شاهد من شاهدها ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) حتى لايتوهم متوهم أن الرحمة في الرسالة وحدها قال صلى الله عليه وسلم : إنما أنا رحمة مهداة
    ثم هذه الذات الشريفة كان أثرها عاماً شاملاً للأجيال الثلاثة كلها ، خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
    ثم ماذا ؟!
    حتى الأشياء الجامدة التي لامست تلك الذات الشريفة أصبحت رحمة لخلق الله ، هذه سيدتنا أسماء ابنة الصديق رضي الله عنها أخرجت لبعض التابعين جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالت : هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة حياتها فلما ماتت قبضتها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها ( مسلم 1641رقم 2069 ) ، جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء جامد لامس هذه الجسد الشريف فإذا هذا الشيء الجامد يغدو رحمة لخلق الله عزوجل
    إنما أنا رحمة مهداة ، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
    هذه نبذ يسيرة من كل باب من أبواب هذه الرحمة التي جعلها ربنا عزوجل في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفيمن لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيمن أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على امتداد الدنيا إلى يوم القيامة فأنت ترى هؤلاء الذين أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لايزالون إلى يومهم هذا أخلاقهم رحمة سيرتهم رحمة أعمالهم رحمة معاملتهم رحمة ذواتهم رحمة فيها من البركة مالايعلمه إلا الله
    والأمر في هذا الباب أكثر من أن يحصى لذلك ينبغي أن نتذكر دائماً حينما نقرأ قول الله عزوجل : وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو مظهر القرآن والقرآن لايتناهى لاتتناهى معانيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم لاتتناهى أخلاقه ولاتتناهى معاني الرحمة فيه ولامعاني العظمة وكل مافيه من خير لايتناهى أبداً منذ ألف وأربعمائة عام والناس يكتبون في شمائل هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنهم لم يصنعوا شيئاً وقد صنعوا الكثير الكثير الكثير ولكن الأمر يظل متجدداً كما أن القرآن الكريم يتجدد كما قال صلى الله عليه وسلم : ولايخلق على كثرة الرد ، مهما رددت القرآن لاتشعر بأنه أصبح قديماً ، وكمالات رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك مع استمرار الزمن كل يوم تفهم لها معنى جديداً ويتبدى لك منها معنى جديداً فإذا هو يعطيك معاني لاتخلق على كثرة الرد من معاني قول الله عزوجل : وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين
    والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين





    فاتبعوني يحببكم الله


    الدكتور محمود أحمد الزين

    الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين
    اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وفقهاً في الدين يارب العالمين اللهم افتح بخير واختم بخير واجعل عاقبة أمرنا إلى خير أما بعد :

    فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه الكريم : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ، لعل الإنسان لو نظر في آيات القرآن الكريم لم يجد آية تصرح بما يعتقده كل مسلم من أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم هو حبيب الله تعالى ولذلك تشكك بعض المتشككين وقال : إن وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه حبيب الله ليس بثابت
    هؤلاء قوم توقفوا عند صور معينة وكلمات خاصة اطلعوا عليها ولم يتعمقوا في فهما فصدرت عنهم هذه الأقوال ، الآية الكريمة التي ذكرت الآن تدل دلالة أقوى من الصريحة على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيب الله بل على أنه أحب أحباب الله إليه صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن الآية تبين لنا أن من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبه الله فهل يعقل أن يحب الله من يتبعه ولايحب المتبوع صلى الله عليه وسلم ، إن محبة الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم تتجلى في هذه الآية تجلياً عظيماً هو كما قلت فوق الصريح لأنها تصرح أنه صلى الله عليه وسلم اتباعه باب لدخول محبة الله للعبد ، فإذا كان اتباعه باباً يدخل العبد إلى حب الله فأين يكون هو صلى الله عليه وسلم ؟!
    هذه الآية : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) هي على صلة وثيقة تامة عظيمة بقول الله عزوجل : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين فمن جملة رحمة الله للعالمين برسول الله صلى الله عليه وسلم أن من اتبعه كان حبيباً لله تعالى ، وهذا الحب لو تفحصناه سنجد فيه أموراً عظيمة ، رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون من باب اتباعه رحمة لهذا التابع ولكنها ليست رحمة لهذا التابع وحده لأن هذا التابع إذا عامل الخلق بهذه الرحمة فسيكون هو حبيباً عند الله وسيكون من اتبعه واستفاد من هذا الاتباع حبيباً إلى الله وهكذا تتسلسل محبة الله تعالى بين الخلائق عن طريق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
    فهل سمعت بما يسمونه اليوم الانفجار الذري المتسلسل ههنا انفجار الحب المتسلسل ينطلق من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى قلوب العالمين فيجعلها قلوباً تفيض بالرحمة وتفيض بالحب إلى أن تملأ الدنيا كلها
    النبي صلى الله عليه وسلم يرحم هذا الإنسان وهذا الإنسان يكون بدوره محباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيرحم الناس ثم هؤلاء الناس تأخذهم الرحمة فيعاملون الناس بها وهكذا تتسلسل الرحمة ويتسلسل معها الحب بغير عد ولاحصر
    محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ينجذب الناس إليها برحمته عليه الصلاة والسلام وبأخلاقه وبكمالاته فكل أخلاقه وكمالاته هي باب من أبواب حب الخلق له صلى الله عليه وسلم وباب من أبواب حب الله تعالى لهؤلاء الخلق
    هذا ربما كان كلاماً نظرياً ولكن الرحمة المحمدية التي ملأت قلوب الخلق بالحب رحمة عملية ماكانت يوماً من الأيام نظرية فقط ، رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيئها حيث نظرت في حياته عليه الصلاة والسلام حتى في مواطن الحرب التي هي إراقة الدماء وقطع الأعناق هذه الحرب كانت مظهراً من مظاهر رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف كانت رحمة ؟!
    أكبر جيش أعدته العرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم حنين ولم تبلغ الجيوش العربية التي حاربت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من هذا العدد ، قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وكسرهم قتل منهم الكثير وأسر منهم الكثير ثم ماذا كانت النتيجة ؟! تبين لهم برحمته أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أول الأمر أنه صلى الله عليه وسلم بعد أن كسرهم كسر صلفهم وجبروتهم وتحديهم هذا الكسر إزالة لأمراض النفوس التي كادت تحول بينهم وبين الإيمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد ذلك لما كسرهم في الحرب أخذ أموالهم وأبناءهم ونساءهم أخذهم أسارى ، أول مافعله من أبواب الرحمة أنه لم يوزع من الغنائم شيئاً ولامن الإماء والعبيد شيئاً انتظرهم أن يرجعوا ويتوبوا أربعة عشر يوماً ، ملوك الدنيا لاينتظرون هذا الانتظار الغنيمة صارت في أيديهم يتناهبونها نهباً ، أما ملك القلوب عليه الصلاة والسلام فقد انتظرهم أربعة عشر يوماً ثم لما جاؤوه قال إني قد استأنيت بكم أربعة عشر يوماً فاختاروا إما أن أرد إليكم الأموال أو الأبناء والنساء فاختاروا أن يرد إليهم أبناءهم ونساءهم ، وهذا لايفعله ملك ، الأمر الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما أعلم للناس أن يردوا إليهم قال : أيها الناس ردوا إليهم نساءهم وأموالهم فمن تمسك بحقه من ذلك ( انظر إلى الاستقامة على الحق تمام الاستقامة ) من تمسك بحقه ( لأنه بعد أن صار في يده أصبح حقه ) فمن تمسك بحقه في ذلك فله علينا أن نعوضه من أول مايرزقنا الله ، وهذا باب آخر من أبواب الرحمة ثم بهذا العفو كله دخلوا كلهم في دين الله أفواجاً ، هنا الرحمة الأعظم اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب التي هي إراقة الدماء وضرب الأعناق اتخذها وسيلة لهدايتهم فرجعوا كلهم إلى الله تعالى
    قلت دائماً تجد أن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي جذبت القلوب إليه ، إذن : باب الرحمة هو الذي يجذب قلوب الخلق ، وباب الرحمة كما قلنا واسع ، ثبت أن أحد أحبار اليهود وكان يسمى زيد بن سعنة أو زيد سعية (اختلفوا في ضبطه ) جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مناسبة كان عنده جماعة ممن أسلم حديثاً فقالوا يارسول الله إنا دعونا قومنا إلى الإسلام وأجابونا وجاءتنا هذه السنة سنة عجفاء ( محل ) فنخشى أن يظنوا أن ذلك بسبب دخولهم في الإسلام فأعنا حتى نقدم لهم شيئاً يصرفهم عن أن يعتقدوا مثل هذا ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم شيء قال : ماعندي ماأعطيكم ، زيد بن سعنة كان موجوداً اغتنم الفرصة قال يا محمد إن شئت أقرضتك ماتريد ؟! قال نعم فاقترض منه النبي صلى الله عليه وسلم مقداراً كبيراً من التمر يقدمه لعشيرة وليس لفرد ولااثنين ولاثلاثة ، واتعد معه على أجل ، يقول زيد : فانتظرت حتى إذا دنا الأجل ( أي ماحال ) فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا محمد : أعطني حقي قال : إن الأجل لم يحن بعد ! فأخذ بثوب النبي صلى الله عليه وسلم وجذبه جذباً شديداً وقال : يا محمد أعطني حقي فإنكم يابني هاشم ما علمت لقوم مطل فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لسيدنا بلال : أعطه حقه ن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه كان شديد الغيرة شديد المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يارسول الله دعني أضرب عنق هذا الكافر فقد آذى الله ورسوله قال صلى الله عليه وسلم : ياعمر كنت أنا وهو أحوج إلى غير هذا ، كنت أحوج إلى ان تأمرني بحسن الأداء وكان أحوج إلى أن تأمره بحسن الطلب فقال زيد بن سعنة : أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ، والله يارسول الله مافعلت الذي فعلته إلا لأرى فيك علامة من علامات النبوة ، نظرت في التوراة فعرفت علاماتك ثم نظرت في شانك فرأيت كل العلامات التي عرفتها إلا علامة واحدة وهي أن النبي يسبق حلمه غضبه فأحببت أن أرى ذلك فقد رأيت : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله
    الخلق المحمدي جذبه إلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم جعله ممن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وباتباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح محبوباً إلى الله تعالى
    قلت إنك حيث نظرت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسوف تجد هذا وستجده أيضاً في أولئك الذين اتبعوه في أخلاقه صلى الله عليه وسلم فتخلقوا بها وأعطوها حقها
    هذا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصته المشهورة حينما احتكم مع يهودي إلى شريح القاضي ، وقف أمير المؤمنين في المحكمة بجانب اليهودي ( هذه عدالة دين الله وليست العدالة التي يتحدثون عنها ويتبجحون بها ) يقف أمير المؤمنين أمام القاضي موقفاً واحداً ثم تجري المحاكمة ، الخلاق كان على درع ، كان سيدنا علي قد أضاعها في معركة من المعارك ثم وجدت عند هذا اليهودي فادعى عليه عند القاضي فقال : شهودَك ياأمير المؤمنين ؟! قال : ماعندي إلا الحسن والحسين قال ياأمير المؤمنين : إن شهادة الولد لأبيه لاتمضى قال : ماعندي قال : خذ درعك يايهودي فهي لك ، فأخذ الدرع ، قال شريح لسيدنا علي رضي الله عنه : أعجبك حكمي ياأمير المؤمنين ؟! قال : لا قال : ولمَ ؟! قال : ماأنصفت قال : وكيف ذاك ؟! قال : إنك كنت إذا كلمتني قلت ياأمير المؤمنين وإذا كلمته قلت يايهودي أو يافلان ألا عدلت بيننا فناديتني باسمي وناديته باسمه ! فقال اليهودي : أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله
    هذه أخلاق الرحمة التي تجذب القلوب إلى محبة الراحم وإلى الدخول في هذا الدين دين الرحمة التي أرسلها الله تبارك وتعالى ، هي كما قلت رحمة متسلسلة تبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تستمر ولاتنتهي إلى أبد الآبدين لأن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم مستمرون قائمون على الحق لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على هذا .
    أقوى من هذا مظهراً ماحصل في زمن سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه حينما شكى إليه أهل سمرقند أن القائد المسلم الذي افتتح بلدهم غدر بهم وأخذ البلد فأرسل سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه إلى قاضي سمرقند ( قالوا كانت رسالة صغيرة وكان سيدنا عمر يضن بمال الأمة أن يضيع فيكتب على الورقة ثم يقص الورقة فتكون بحجم المكتوب ) اجمع بينهم وبين من حضر الفتح واستشهد من الفريقين فإن تبين لك أنهم غدر بهم فأخرج المسلمين ورد إليهم مدينتهم ثم ادعهم إلى الإسلام من جديد وأعطهم المهلة ثم إذا شئت أن تحاربهم بعد فافعل ، فجاء الكتاب إلى قاضي سمرقند فدعا القائد فلما جلس إليه مجلساً في مقابله زعماء البلد فأدلوا بدعواهم قال للقائد : أصحيح مايقولون ؟! قال : أصلح الله القاضي هذا شيء كان في الحرب ثم افتتح المسلمون البلد وعمروها وسكنوها وانتشروا فيها ودعوا فيها إلى الله قال : دع عنك هذا هل غدرت بهم ؟ قال : نعم قال : يخرج المسلمون من هذا البلد ويبعدون عنه مسافة تعطي الأمان لأهله ثم يدعونهم إلى الإسلام ويمهلونهم ثلاثة أيام ثم إذا شاؤوا أن يقاتلوهم بعد فعلوا
    هذه الحادثة أشبه مايكون بالخيالات والأساطير ولكنها واقع سجله التاريخ من رحمة هذه الرسالة المحمدية ومن أخلاق هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم التي ورثها عنه سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بينت للناس مافي هذا الدين من العدالة حتى في معاملة العدو فخرج المسلمون وابتعدوا عن المدينة ثم أرسلوا إليهم يدعونهم إلى الإسلام وحين انتهت المدة رأى المسلمون لاالجيش السمرقندي الذي يخرج لقتالهم ولكن رأوا أهل البلد يفتحون الأبواب ويعلنون أشهد أنه لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
    بهذا الحب فتحوا القلوب ، السيوف كانت أداة لكسر سطوة الطغيان الذي يمنع الناس أن يروا عظمة هذا الدين أن يروا عظمة مبادئه
    أن يروا عظمة أخلاقه أن يروا عظمة نبيه صلى الله عليه وسلم أما الدخول في الدين فكان على القاعدة التي وضعها الله عز وجل في كتابه الكريم : لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها
    والذي يؤكد لك هذا أن تقارن بين مايفعله أعداء الإسلام إذا دخلوا بلداً إسلامياً وبين مافعله المسلمون في البلاد التي افتتحوها عبر التاريخ كله ، الأندلس حينما أخذها الكفار لم تمض مائة سنة حتى نسخ منها كل شيء له صلة بالإسلام ، والمسلمون إما مقتول وإما محروق وإما متنصر إكراهاً وإما مطرود من البلد ، وأولادهم أخذوا منهم لتربيهم الكنيسة على النصرانية ، وصار من تبقى ممن كتم إسلامه تحت ستار الظلام وتحت ستار البيوت يلقنون أبناءهم شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، تدري كم استمر هذا ؟! بحسب الظاهر مااستمر إلا مائة عام فإذا كل شيء قد انتهى ولكن القلوب المتعلقة بالإسلام تأبى أن تنصاع لسطوة الكفر وإن كان كثيرون قد ذهبوا ، استمر هذا حتى رأيت بعيني واحداً من هذه السلالة المتخفية يقول : إن جدته قالت له في أنفاسها الأخيرة : يابني إن النصرانية ليسن ديننا فابحث عن دينك ، ماتجرأت أن تقول له نحن مسلمون ، وظل الرجل يبحث حتى عرف أن أسرته كان تدين بالإسلام فأعلن إسلامه بعد زوال هذا الكابوس الذي استمر مئات السنين .
    كما قلت : الأخلاق الإسلامية التي أبدت عظمة رسالة الرحمة الإلهية هي كانت مفتاح القلوب التي دخلت في الإسلام ، وأما السيف فما كان إلا حارساً ماكان إلا كاسراً لسطوة الطغاة الذين يمنعون شعوبهم عن أن تسمع قولة الحق ، والذي يدلك على هذا أن الأقطار كانت تدين بغير دين الإسلام لايزال كثير من أهلها إلى هذا اليوم متمسكين بدينهم دون أن يعدوَ عليهم أحد أو يجبرهم أحد على الدخول في دين الإسلام ، بل أنت تشاهد في مصر التي فتحت في العشرين سنة الأولى من الهجرة النبوية هذه مصر لاتزال تقود أقباط العالم من قلب العالم الإسلامي إلى هذه الساعة ، لو كان المسلمون قد أدخلوا الناس بالإكراه في دينهم كما فعل النصارى حينما سيطروا على بلاد المسلمين لكان الأمر يختلف عن هذا كل الاختلاف ، لذلك تجدهم الآن يشككون ولايصدقهم إلا الجاهلون الذين ماعرفوا دين الإسلام ولارسالة الرحمة الإلهية في القرآن ولارسالة الأخلاق المحمدية في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الأعمال التي قام بها المسلمون في البلاد التي افتتحوها أعمال العدالة أعمال الإنسانية أعمال الأخلاق العظيمة التي ملأت الدنيا خيراً .
    انطلقنا من أن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي صورة عملية للرسالة الإلهية ( القرآن الكريم ) كما قالت السيدة عائشة : كان خلقه القرآن ، هذه الرسالة كانت في القرآن الكريم مبادئ مكتوبة فإذا هي في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وورثته أعمالاً ومبادئاً وأخلاقاً مشهودة يعيش الناس في ظلالها أطيب الحياة وأسلم الحياة وأحسن الحياة

    والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



    [/justify]
    http://www.dralzain.com/
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوأيمن ; 05-Mar-2011 الساعة 02:57 PM

  2. #2
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 44
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: مقالات عن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للدكتور محمود الزين



    إنما أنا رحمة مهداة

    حفــــظ استمــــــاع

    من آفاق رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

    حفــــظ استمــــــاع

    فاتبعوني يحببكم الله

    حفــــظ استمــــــاع


  3. #3
    كلتاوي فضي
    الصورة الرمزية أبوابراهيـم

    الحاله : أبوابراهيـم غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Oct 2008
    رقم العضوية: 2841
    المشاركات: 726
    معدل تقييم المستوى : 116
    Array

    افتراضي رد: مقالات عن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للدكتور محمود الزين

    جهد طيب اخي ابا ايمن...
    جزيت كل خير على نقل هذي الدرر....

  4. #4
    كلتاوي مميز
    الصورة الرمزية منتهى

    الحاله : منتهى غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Sep 2009
    رقم العضوية: 5426
    المشاركات: 689
    معدل تقييم المستوى : 110
    Array

    افتراضي رد: مقالات عن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للدكتور محمود الزين




    ما أعظم رحمتك يا رسول الله
    شكراً جزيلاً لكم وجعله في ميزان حسناتكم
    موضوع نحتاجه في حياتنا و تعاملاتنا و كلمات فيها من الرحمة و الرأفة ما يعمر قلب الانسان المسلم .

    "رسالته رحمة كتشريع يتعامل به الناس ولكن هذه الرسالة في مضمونها أسرار عظيمة غاية العظمة ، إنها تفتح لك أبواب الوجود حينما تتبع هداية هذه الرحمة فترى فيه مالا يرى الناس ، وتبصر فيه مالا يبصر الناس "
    التعديل الأخير تم بواسطة منتهى ; 11-Mar-2011 الساعة 03:02 PM


    ما ضاق قلب
    قد
    احتوى معاني الرحمة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •