ماذا بعد الثانوية؟

بقلم عادل الراشد

أيام معدودات ويطوي العام الدراسي آخر فصوله، والخطوة المقبلة أمام خريجي الثانوية العامة هي الدراسة الجامعية، وأكثر شبابنا وبناتنا لا يعرفون ماذا يريدون بعد أن تطأ أقدامهم الحرم الجامعي، فكأن الهدف هو استكمال الدراسة والحصول على المؤهل الجامعي، أما التخصص والرغبة والميول وخطط ما بعد التخرج، فكلها ملتبسة عند معظم الشباب والبنات، وأمرها متروك للمستقبل، والمستقبل متروك للقسمة والنصيب.

ليس هذا فقط بل إن الكثير من الطلاب والطالبات مترددون ولا يعرفون كيف يحددون اختياراتهم، وهم على مقاعد الفصل الجامعي في السنة التمهيدية، فتنتهي السنة وتزداد الحيرة وينتهي الأمر بهم إلى التخبط والتنقل بين التخصصات، أو الاستمرار في دراسة تخصص يكتشف الواحد منهم بعد ذلك أنه بعيد عن رغبته وإمكاناته، فتكون النتيجة النهائية الحصول على الشهادة الجامعية من أجل التوظيف فقط لا من أجل التفوق والإبداع، ليسعد الخريج بتخصصه الوظيفي، وتستفيد الدولة من هذا الطالب بعد تخرجه. لماذا تغيب الرؤية الذاتية عن معظم أبنائنا وبناتنا؟ ولماذا يتلكأ الواحد منهم في الإجابة عندما يُسأل عن ما يرغب في أن يكون عندما يكبر؟ ولماذا يجهل أكثرهم كيف يعبر عن ملكات ومواهب داخل نفسه ويكتشفها في وقت متأخر بعد أن يُنهي حياته الدراسية في مجال لا يعلم ما الذي ساقه إليه؟ لاشك في أنها بيئة عامة على الرغم من تقدمها خطوات إلا أنها لاتزال غير قادرة على تحفيز الملكات الخاصة للفرد منذ صغره، ولكن صلب القضية يكمن في النظام التعليمي الذي لايزال يركز على التحصيل الدراسي، ويتجاهل إلى حد كبير تعليم المهارات وفتح الآفاق وإطلاق المجال للتفكير، وربما حكمة في قصة تُروى في وقت مستقطع من حصة تتجاوز في نتائجها علامة تسعينية مسجلة على شهادة الطالب في نهاية العام الدراسي.