بماذا تنصحون مَنْ أدرك العشر من ذي الحجة؟

الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ

ورد في فضائل العشر نصوص كثيرة، تحث على الإكثار من العمل الصالح فيها، ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحب إلى الله من عشرِ ذي الحجة، قالوا: ولا الجهادُ في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه الترمذي. وفي رواية عند الطبراني قال عليه الصلاة والسلام: ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وهذا تشتمله الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإن أضاف إليها الحوقلة فذلك كنزٌ من كنوز الجنة، فليكن من أوراد الإنسان في هذه الأيام العشر، وأن يأتي بنصيب من هذا التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير لله تبارك وتعالى ما بين ثلاثمائة إلى سبعمائة إلى ألف إلى ثلاثة آلاف إلى حسب ما يتسع له وقته وفراغه.

والقصد حضور القلب في ذلك، فينبغي أن يقرن هذا الذكر بالصلاة على مَنْ علَّمه هذا الذكر، وعلى مَنْ فتح له باب المعرفة بالعشر، وما فيها من الخير والأجر رسول الله محمد صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم.

ولكثير من صلحاء الأئمة إكثارٌ من التهليل بذكرِ الأعداد: لا إله إلا الله عدد الليالي والدهور، لا إله إلا الله عدد الأيام والشهور، لا إله إلا الله عدد أمواج البحور، لا إله إلا الله عدد أضعاف الأجور إلى آخر ما يذكرونه في ذلك أخذاً من سنَّته عليه الصَّلاة والسَّلام أنه علَّم أن يقول: سبحان الله عدد ما خلق في الأرض، سبحان الله عدد ما خلق في السماء، سبحانه الله عدد ما بين ذلك، سبحانه الله عدد ما هو خالق. وسبحان الله عدد خلقه، وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، فعلى ذلك صاروا يكبرون ويهللون بالأعداد التي يرجون الله سبحانه وتعالى أن يثيبهم عليها ويقبلهم بها.

ومن أهم ما يكون في أيام العشر حُسن المواصلة لذي الرحم وتفقُّد الأقارب والجيران وإدخال السرور على قلوبهم، وأكبر وأهم مَنْ يلزم معه ذلك الوالدان إن بقي مع الإنسان أب أو أم، فيدخل عليهما السرور في هذه الأيام المباركة ويفرحهما بما يكون سبباً لرضا الحق تبارك وتعالى عنه