ماذا عن مزرعة الكَرِم؟
على شمال الطريق المؤدية من حلب إلى دمشق تقع مزرعة مرتفعة، تُعرف بـ ( مزرعة الكرم ) تتوسطها عين للسقي، وتتخللها أشجار الفاكهة، وقد ابتلي المكان منذ زمن بمالكه وأصحابٍ له غافلين واشتهر باللهو والشرب، وكل ما هو منافٍ للأخلاق .
وحان الوقت لأن يقرر سيّدنا رضي الله عنه أمراً يمحو به ظلمة تلك الضاحية، فخرج إليها بجمع من أصحابه التجار، وجلس في المكان الّذي اعتاده الماجنون..ولم تمض إلا دقائق حتى جاءته امرأة تستأذنه لحديث، فأصغى رضي الله عنه وهي تهمس وتبكي من فِعْل زوجها مالك المكان، فأوعز رضي الله عنه لمن حوله أن اشتروا الكرم فشروه أربعة أسهم..ومنذ ذلك الوقت فضاحية الكرم أحد مراكز دعوته، وإلى يومنا هي مأوى للصالحين ونـزهة للمتقين، وانقلب الحال من دار للفسق والفجور إلى رحاب للهدى والنور.ثمّ أن مالكها الأول رمزي جزماتي قد تاب بعدها وأصبح من الصالحين توفي رحمه الله قبل أقل من سنة
انتهى من كتاب السيد النبهان للشيخ هشام الألوسي ط2