الخنساء
18-Jan-2008, 02:32 AM
حسن عشرته و أدبه و بسط خلقه صلى الله عليه و سلم مع أصناف الخلق
قال علي رضي الله عنه في و صفه 2@((: : كان أوسع الناس صدرا و أصدق الناس لهجة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشرة
عن قيس بن سعد قال زارنا رسول الله 2@((ـ و ذكر قصة في آخرها : فلما أراد الإنصراف قرب له سعد حمارا و طأ عليه بقطيفة فركب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال سعد : يا قيس اصحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال قيس : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اركب فأبيت فقال : إما أن تركب و إما أن تنصرف فانصرفت ]
[ و في رواية أخرى : اركب أمامي فصاحب الدابة أولى بمقدمها ]
و كان رسول الله 2@(( يؤلفهم و لا ينفرهم و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره و لا خلقه يتفقدأصحابه و يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاربه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه و من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس بسطه و خلقه فصار لهم أبا و صاروا عنده في الحق سواء
بهذا وصفه ابن أبي هالة قال : و كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب و لا فحاش و لا عياب و لا مداح يتغافل عما لا يشتهي و لا يؤنس منه
و قال الله تعالى : { فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } [ سورة آل عمران / 3 ، الآية : 159 ]
و قال تعالى : { ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون }
و كان يجيب من دعاه و يقبل الهدية و لو كانت كراعا و يكافيء عليها
قال أنس : خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أف قط و ما قال لشيء صنعته : لم صنعته ؟ و لا لشيء تركته : لم تركته ؟
و عن عائشة رضي الله عنها : ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله 2@((ما دعاه أحد من أصحابه أو أهل بيته إلا قال : لبيكو قال جرير بن عبد الله : ما حجبني رسول الله 2@((منذ أسلمت و لا رآني إلا تبسم
و كان يمازح أصحابه و يخالطهم و يحادثهم و يداعب صبيانهم و يجلسهم في حجره و يجيب دعوة الحر و العبد و الأمة و المسكين و يعود المرضى في أقضى المدينة و يقبل عذر المعتذر
قال أنس : ما التقم أحد أذن رسول الله 2@((فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه و ما أخذ أحد بيده فيرسل يد حتى يرسلها الآخر و لم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له
و كان يبدأ من لقيه بالسلام و يبدأ أصحابه بالمصافحة و لم ير قط مادا رجليه بين أصحابه حتى يضيق بهما على أحد يكرم من يدخل عليه و ربما بسط له ثوبه و يؤثره بالوسادة التي تحته و يعزم عليه في الجلوس عليها إن أبى و يكني أصحابه و يدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم و لا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوز فيقطعه بنهي أو قيام ـ و يروي : بانتهاء أو قيام
و يروى أنه كان لا يجلس إليه أحد و هو يصلي إلا خفف صلاته و سأله عن حاجته فإذا فرغ عاد إلى صلاته
و كان أكثر الناس تبسما و أطيبهم نفسا ما لم ينزل عليه قرآن أو يعظ أو يخطب
قال عبد الله بن الحارث : ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله 2@((و عن أنس : خدم المدينة يأتون رسول الله 2@((إذا صلى الغداة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بآنية إلا غمس يده فيها و ربما كان ذلك في الغداة الباردة ـ يريدون به التبرك
الشفقة و الرأفة و الرحمة لجميع الخلق
فقد قال الله تعالى فيه : { عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } [ سورة التوبة / 9 ، الآية : 128 ]
و قال تعالى : { و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [ سورة الأنبياء / 21 ، الآية : 107 ]
قال بعضهم : من فضله 2@((أن الله تعالى أعطاه اسمين من أسمائه فقال : { بالمؤمنين رؤوف رحيم }
عن ابن شهاب قال : غزا رسول الله 2@((غزوة و ذكر حنينا قال : فأعطى رسول الله 2@((صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائةقال ابن شهاب حدثنا سعيد بن المسيب أن صفوان قال : و الله لقد أعطاني ما أعطاني و إنه لأبغض الخلق إلي فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الخلق إلي
و روي أن أعرابيا جاءه يطلب منه شيئا فأعطاه ثم قال : [ أحسنت إليك ؟ ] قال الأعرابي : لا و لا أجملت
فغضب المسلمون و قاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا ثم قام و دخل منزله و أرسل إليه و زاده شيئا ثم قال : [ أحسنت إليك ؟ ] قال : نعم فجزاك الله من أهل و عشيرة خيرا
فقال له النبي 2@((: [ إنك قلت ما قلت و في أنفس أصحابي من ذلك شيء فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك ]
قال : نعم فلما كان الغد أو العشي جاء فقال صلى الله عليه و سلم : [ إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه أنه رضي أكذلك ؟ ] قال : نعم فجزاك الله من أهل و عشيرة خيرا
فقال 2@((: [ مثلي و مثل هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فناداهم صاحبها : خلوا بيني و بين ناقتي فإني أرفق بها منكم و أعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها حتى جاءت و استناخت و شد عليها رحلها و استوى و إني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار ]
و روي عنه أنه 2@((قال : [ لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر ]
و من شفقته على أمته عليه السلام تخفيفه و تسهيله عليهم و كراهته أشياء مخافة أن تفرض عليهم كقوله : [ لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ]
و خير صلاة الليل
و نهيهم عن الوصال
و كراهته دخول الكعبة لئلا يعنت أمته
و رغبته لربه أن يجعل سبه و لعنه لهم رحمة بهم
و أنه كان يسمع بكاء الصبي فيتجوز في صلاته
و من شفقته صلى الله 2@((أن دعا ربه و عاهده فقال : [ أيما رجل سببته أو لعنته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة و صلاة و طهورا و قربة تقربه بها إليك يوم القيامة ]
و لما كذبه قومه أتاه جبريل عليه السلام فقال له : إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك و ما ردوا عليك و قد أمر ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداه ملك الجبال و سلم عليه و قال : مرني بما شئت و إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبينقال النبي 2@((: [ بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده و لا يشرك به شيئا ]
و روى أبن المنكدر أن جبريل عليه السلام قال النبي 2@((: إن الله تعالى أمر السماء و الأرض و الجبال أن تطيعك فقال : [ أؤخر عن أمتي لعل الله أن يتوب عليهم ]
قالت عائشة : ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما
و قال ابن مسعود رضي الله عنه : كان رسول الله 2@((يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا
و عن عائشة أنها ركبت بعيرا و فيه صعوبة فجعلت تردده فقال رسول الله 2@((: [ عليك بالرفق
من كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله
قال علي رضي الله عنه في و صفه 2@((: : كان أوسع الناس صدرا و أصدق الناس لهجة و ألينهم عريكة و أكرمهم عشرة
عن قيس بن سعد قال زارنا رسول الله 2@((ـ و ذكر قصة في آخرها : فلما أراد الإنصراف قرب له سعد حمارا و طأ عليه بقطيفة فركب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال سعد : يا قيس اصحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال قيس : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اركب فأبيت فقال : إما أن تركب و إما أن تنصرف فانصرفت ]
[ و في رواية أخرى : اركب أمامي فصاحب الدابة أولى بمقدمها ]
و كان رسول الله 2@(( يؤلفهم و لا ينفرهم و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره و لا خلقه يتفقدأصحابه و يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاربه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه و من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس بسطه و خلقه فصار لهم أبا و صاروا عنده في الحق سواء
بهذا وصفه ابن أبي هالة قال : و كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب و لا فحاش و لا عياب و لا مداح يتغافل عما لا يشتهي و لا يؤنس منه
و قال الله تعالى : { فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } [ سورة آل عمران / 3 ، الآية : 159 ]
و قال تعالى : { ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون }
و كان يجيب من دعاه و يقبل الهدية و لو كانت كراعا و يكافيء عليها
قال أنس : خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أف قط و ما قال لشيء صنعته : لم صنعته ؟ و لا لشيء تركته : لم تركته ؟
و عن عائشة رضي الله عنها : ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله 2@((ما دعاه أحد من أصحابه أو أهل بيته إلا قال : لبيكو قال جرير بن عبد الله : ما حجبني رسول الله 2@((منذ أسلمت و لا رآني إلا تبسم
و كان يمازح أصحابه و يخالطهم و يحادثهم و يداعب صبيانهم و يجلسهم في حجره و يجيب دعوة الحر و العبد و الأمة و المسكين و يعود المرضى في أقضى المدينة و يقبل عذر المعتذر
قال أنس : ما التقم أحد أذن رسول الله 2@((فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه و ما أخذ أحد بيده فيرسل يد حتى يرسلها الآخر و لم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له
و كان يبدأ من لقيه بالسلام و يبدأ أصحابه بالمصافحة و لم ير قط مادا رجليه بين أصحابه حتى يضيق بهما على أحد يكرم من يدخل عليه و ربما بسط له ثوبه و يؤثره بالوسادة التي تحته و يعزم عليه في الجلوس عليها إن أبى و يكني أصحابه و يدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم و لا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوز فيقطعه بنهي أو قيام ـ و يروي : بانتهاء أو قيام
و يروى أنه كان لا يجلس إليه أحد و هو يصلي إلا خفف صلاته و سأله عن حاجته فإذا فرغ عاد إلى صلاته
و كان أكثر الناس تبسما و أطيبهم نفسا ما لم ينزل عليه قرآن أو يعظ أو يخطب
قال عبد الله بن الحارث : ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله 2@((و عن أنس : خدم المدينة يأتون رسول الله 2@((إذا صلى الغداة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بآنية إلا غمس يده فيها و ربما كان ذلك في الغداة الباردة ـ يريدون به التبرك
الشفقة و الرأفة و الرحمة لجميع الخلق
فقد قال الله تعالى فيه : { عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } [ سورة التوبة / 9 ، الآية : 128 ]
و قال تعالى : { و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [ سورة الأنبياء / 21 ، الآية : 107 ]
قال بعضهم : من فضله 2@((أن الله تعالى أعطاه اسمين من أسمائه فقال : { بالمؤمنين رؤوف رحيم }
عن ابن شهاب قال : غزا رسول الله 2@((غزوة و ذكر حنينا قال : فأعطى رسول الله 2@((صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائةقال ابن شهاب حدثنا سعيد بن المسيب أن صفوان قال : و الله لقد أعطاني ما أعطاني و إنه لأبغض الخلق إلي فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الخلق إلي
و روي أن أعرابيا جاءه يطلب منه شيئا فأعطاه ثم قال : [ أحسنت إليك ؟ ] قال الأعرابي : لا و لا أجملت
فغضب المسلمون و قاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا ثم قام و دخل منزله و أرسل إليه و زاده شيئا ثم قال : [ أحسنت إليك ؟ ] قال : نعم فجزاك الله من أهل و عشيرة خيرا
فقال له النبي 2@((: [ إنك قلت ما قلت و في أنفس أصحابي من ذلك شيء فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك ]
قال : نعم فلما كان الغد أو العشي جاء فقال صلى الله عليه و سلم : [ إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه أنه رضي أكذلك ؟ ] قال : نعم فجزاك الله من أهل و عشيرة خيرا
فقال 2@((: [ مثلي و مثل هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فناداهم صاحبها : خلوا بيني و بين ناقتي فإني أرفق بها منكم و أعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها حتى جاءت و استناخت و شد عليها رحلها و استوى و إني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار ]
و روي عنه أنه 2@((قال : [ لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر ]
و من شفقته على أمته عليه السلام تخفيفه و تسهيله عليهم و كراهته أشياء مخافة أن تفرض عليهم كقوله : [ لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ]
و خير صلاة الليل
و نهيهم عن الوصال
و كراهته دخول الكعبة لئلا يعنت أمته
و رغبته لربه أن يجعل سبه و لعنه لهم رحمة بهم
و أنه كان يسمع بكاء الصبي فيتجوز في صلاته
و من شفقته صلى الله 2@((أن دعا ربه و عاهده فقال : [ أيما رجل سببته أو لعنته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة و صلاة و طهورا و قربة تقربه بها إليك يوم القيامة ]
و لما كذبه قومه أتاه جبريل عليه السلام فقال له : إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك و ما ردوا عليك و قد أمر ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداه ملك الجبال و سلم عليه و قال : مرني بما شئت و إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبينقال النبي 2@((: [ بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده و لا يشرك به شيئا ]
و روى أبن المنكدر أن جبريل عليه السلام قال النبي 2@((: إن الله تعالى أمر السماء و الأرض و الجبال أن تطيعك فقال : [ أؤخر عن أمتي لعل الله أن يتوب عليهم ]
قالت عائشة : ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما
و قال ابن مسعود رضي الله عنه : كان رسول الله 2@((يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا
و عن عائشة أنها ركبت بعيرا و فيه صعوبة فجعلت تردده فقال رسول الله 2@((: [ عليك بالرفق
من كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله