ahmadbadla
03-Mar-2008, 02:07 PM
نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما الذي يجب علينا فعله ؟ تفعيل المقاطعة الاقتصادية أنموذجاً
قال الله تعالى في سورة الأحزاب إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً
أقوال المفسرين في هذه الآية وسبب نزولها
يقول العلامة ابن كثير في تفسيره :
قال العَوْفي، عن ابن عباس في قوله: { يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } :
نزلت في الذين طعنوا [على النبي صلى الله عليه وسلم] في تزويجه صفية بنت حُيَي بن أخطب.
والظاهر أن الآية عامة في كل من آذاه بشيء، ومن آذاه فقد آذى الله، ومن أطاعه فقد أطاع الله، كما قال الإمام أحمد:حدثنا يونس، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن عَبيدة بن أبي رائطة الحذاء التميمي، عن عبد الرحمن [بن زياد] ،
عن عبد الله بن المغفل المزني قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غَرَضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه". ا.هـ
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
وأما أذية رسوله صلى الله عليه وسلم فهي كل ما يؤذيه من الاقوال في غير معنى واحد، ومن الافعال أيضا.
أما قولهم: " فساحر.شاعر.كاهن مجنون.
وأما فعلهم: فكسر رباعيته وشج وجهه يوم أحد، وبمكة إلقاء السلى على ظهره وهو ساجد " إلى غير ذلك.
وقال ابن عباس: نزلت في الذين طعنوا عليه حين أتخذ صفية بنت حيي.
وأطلق إيذاء الله ورسوله وقيد إيذاء المؤمنين والمؤمنات، لان إيذاء الله ورسوله لا يكون إلا بغير حق أبدا.
لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف
في دلائل النبوة للإمام البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« من رجل ينظر ما فعل سعد بن الربيع ؟ » فنظر رجل فوجده جريحا في القتلى وبه رمق (1) ، فقلت له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات ، فقال : أنا في الأموات ، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام ،
وقل له : إن سعد بن الربيع يقول : جزاك الله عني خير ما يجزي نبيا عن أمته ، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم :
إن سعد بن الربيع يقول : لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف .
ثم لم أبرح (2) حتى مات ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبرته خبره
هل حدث مثل هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
في سنن الامام أبي داود
عن ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ
قَالَ فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا
فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ
فَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ
فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً
فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ
وفي رواية عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا
وفي رواية للإمام النسائي في سننه
عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ قَالَ كُنْتُ أَقُودُ رَجُلًا أَعْمَى فَانْتَهَيْتُ إِلَى عِكْرِمَةَ
فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ
أَنَّ أَعْمَى كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنَانِ
وَكَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَسُبُّهُ فَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي
فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَعَتْ فِيهِ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهَا
فَأَصْبَحَتْ قَتِيلًا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ
وَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا لِي عَلَيْهِ حَقٌّ فَعَلَ مَا فَعَلَ إِلَّا قَامَ فَأَقْبَلَ الْأَعْمَى يَتَدَلْدَلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ أُمَّ وَلَدِي وَكَانَتْ بِي لَطِيفَةً رَفِيقَةً
وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِيكَ وَتَشْتُمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ
فَلَمَّا كَانَتْ الْبَارِحَةُ ذَكَرْتُكَ فَوَقَعَتْ فِيكَ فَقُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ
شرح وفقه الحديث
قال صاحب عون المعبود عند شرحه لهذا الحديث
لَعَلَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِمَ بِالْوَحْيِ صِدْق قَوْله ،
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الذِّمِّيّ إِذَا لَمْ يَكُفّ لِسَانه عَنْ اللَّه وَرَسُوله فَلَا ذِمَّة لَهُ فَيَحِلّ قَتْله ، قَالَهُ السِّنْدِيُّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِيهِ أَنَّ سَابَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْتَل
وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَا خِلَاف فِي أَنَّ سَابَّهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَجِب قَتْله وَإِنَّمَا الْخِلَاف إِذَا كَانَ ذِمِّيًّا ،
فَقَالَ الشَّافِعِيّ يُقْتَل وَتَبْرَأ مِنْهُ الذِّمَّة ،
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة لَا يُقْتَل مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الشِّرْك أَعْظَم ،
وَقَالَ مَالِك مَنْ شَتَمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى قُتِلَ إِلَّا أَنْ يُسْلِم اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيّ .
وفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يُقْتَل مَنْ شَتَمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَدْ نَقَلَ ابْن الْمُنْذِر الِاتِّفَاق عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرِيحًا وَجَبَ قَتْله .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَا أَعْلَم خِلَافًا فِي وُجُوب قَتْله إِذَا كَانَ مُسْلِمًا .
وَقَالَ اِبْن بَطَّال : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي مَنْ سَبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَأَمَّا أَهْل الْعَهْد وَالذِّمَّة كَالْيَهُودِ
فَقَالَ اِبْن الْقَاسِم عَنْ مَالِك يُقْتَل مَنْ سَبَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُسْلِم ، وَأَمَّا الْمُسْلِم فَيُقْتَل بِغَيْرِ اِسْتِتَابَة ،
وَنَقَلَ اِبْن الْمُنْذِر عَنْ اللَّيْث وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق مِثْله فِي حَقّ الْيَهُودِيّ وَنَحْوه ،
وَرُوِيَ عَنْ الْأَوْزَاعِيّ وَمَالِك فِي الْمُسْلِم أَنَّهَا رِدَّة يُسْتَتَاب مِنْهَا .
وَعَنْ الْكُوفِيِّينَ إِنْ كَانَ ذِمِّيًّا عُزِّرَ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا فَهِيَ رِدَّة .
تفعيل المقاطعة الاقتصادية
أهم وسيلة نملكها جميعاً هو تفعيل دور المقاطعة الاقتصادية
وهذا يتوجب على كل إنسان منا يؤمن بالله ويؤمن برسول الله
ولا يقولن قائل:
ما الذي ستجديه هذه المقاطعة ؟
فهم بشهادتهم اعترفوا بالخسارة الكبرى التي سببتها هذه المقاطعة وحتى يكونوا أنموذجاً لغيرهم
إن المقاطعة هي أهم وسيلة نملكها لكف الرعاع عن الإساءة الدائمة والممنهجة على ديننا وقيمنا ورموزنا،
والدفاع عن ديننا واجب؛ فلتكن وسيلتنا هي التضحية ببضاعتنا من المال بهذه النية .
اعترافهم بالخسارة نقلت مفكرة الإسلام قائلة:
أكدت شركة "أرلا" الدانماركية السويدية لمنتجات الألبان أنها بدأت تتعرض لخسائر بسبب قيام الصحف الدانماركية
بإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم، صلى الله عليه وسلم.
وأشارت الشركة، إلى أنها ستخفض إنتاجها بعد أن أدى الغضب في الدول الإسلامية إلى الإضرار بالطلب.
والشرق الأوسط هو أهم سوق للمجموعة خارج أوروبا، والسعودية هي أكبر سوق منفردة.
وبحسب وكالة رويترز، قالت "أرلا فودز"، التي تشمل منتجاتها زبد لورباك وجبن ابيتينا:
إنها ستخفض إنتاجها بمقدار نحو 150 طنًا أسبوعيًا في مصنع بسليف لمنتجات الألبان في شمال غرب الدانمارك.
وينتج المصنع حاليًا ما بين 550 و650 طناً.
وقال فين هانسين مدير المبيعات بالشركة: بعض العملاء يجددون طلبياتهم،
والبعض الآخر يحجم عن تجديد طلبياته لأنه لا يعلم كيف سيتطور الوضع، إنها ليست مقاطعة حقيقية بل حالة تردد عامة.
وكانت التوترات قد تجددت بعد أن أعادت صحف دانماركية نشر صور مسيئة للنبي، صلى الله عليه وسلم.
وأعادت الصحف نشر واحدة من الصور احتجاجًا على ما زعمت الشرطة أنها مؤامرة لاغتيال رسام الكاريكاتير الذي رسمها.
وقد تضررت صناعة منتجات الألبان الدانماركية بشدة بعد نشر الرسوم لأول مرة
عندما اندلع الغضب في الدول الإسلامية في مختلف أرجاء العالم في عام 2006.
وقالت أرلا: إن خفض إنتاجها يعني التخلي عن ما بين ثمانية وعشرة بالمئة من الوظائف.
خطوات وأدوار يجب ان تُفعل :
أولاً: دور الجهات الرسمية
يتجلى الدور المؤسسي في هذه المرة مهماً أكثر من سابقتها, فإن افترضنا حسن النية في المرة الأولى، وعدم معرفة الدانماركيين ومن حولهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو افتراض مستبعد؛ إلا أن هذه المرة كانت مقصودة ومتعمد فيها الاستفزاز والإساءة, فقد مرّ على الدانماركيين بركان الغضب الذي تفجّر في وجوههم في المرة الأولى, واتجهت جهود الدعاة إلى هناك يعرّفونهم بالمساء إليه لإزالة الجهالة المدّعاة, إلا أن الأمر عاد بأشد مما كان.
فعلى الحكام والمؤسسات المجتمعية بمختلف أطيافها أن تتخذ موقفاً يرضي مجتمعاتها، ويكون على مستوى الحدث, وهذا هو أهم دور تُواجه به هذه الإساءة, فسحب السفراء, والمقاطعة الدبلوماسية، ومقاطعة البضائع بقرار سياسي؛وليكن أنموذجهم في ذلك السودان .
ثانياً: دور الأفراد:
لا نستطيع أن ننكر الدور البالغ للشعوب العربية والإسلامية في مواجهة التحديات التي تعتريها إزاء إهانة المقدسات والإساءة إليها,
فهم وحدهم الذين يستطيعون تحريك حكامهم ومؤسساتهم المختلفة, إلا أن السلاح الأقوى في هذه المرحلة هو سلاح مقاطعة المنتجات؛
تعبيراً عن الغضب وعدم الرضا عما تنتهجه صحف بلادهم من سوء أدب وعنجهية, فالاستمرار في المقاطعة باب عظيم من أبواب الانتصار.
ثالثاً: دور العلماء وأصحاب المنابر
ألا يتوقفوا عن دعوة غير المسلمين في الغرب, ونشر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما سنحت الفرصة لذلك,
وعليهم ألا يكتفوا برد الفعل تجاه الأحداث، وإنما عليهم أن يكونوا فاعلين, وهذا دورهم بجانب المؤسسات الدعوية العالمية.
رابعاً : القانونيون والمؤسسات العلمية
على رجال القانون المسلمين والمنظمات الإسلامية العالمية كمنظمة المؤتمر الإسلامي والمجامع الفقهية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرها محاولة التوصل إلى قانون دولي يضفي القداسة والاحترام على مقدسات المسلمين وعقائدهم, وهذا هو ما سعت إليه منظمة المؤتمر الإسلامي وقت الإساءة الأولى،
خامساً : التجار وأصحاب الأموال والبنوك والمؤسسات المالية
فليكن شعار التجار كما فعل سيدنا صهيب الرومي عندما ترك أمواله في مكة مهاجراً إلى الله ورسوله إلى المدينة المنورة
حيث تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : (( ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى ))
وأنزل الله تبارك وتعالى قوله (( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ))
وأيضاً يتوجب على البنوك الإسلامية أن تقطع علاقتها مع البنوك والمؤسسات المالية والمصانع والمعامل الدانماركية
وأن يصدر قرار من المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية وأن تصدر هيئة المعايير المحاسبية والشرعية
عدم التعامل مع المنتجات والسلع والأموال الدانماركية حتى يكونوا درساً لغيرهم وعبرة لمن يعتبر .
سادساً : دور أهل الأقلام والإعلام
أن يكثفوا من نشاطاتهم وأن يجعلوا محور وفلك ما يكتبون وما ينهجون في الإعلام
هو الحديث عن شخصية رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعن أخلاقه العظيمة
وأن لا يألو جهداً في إيصال هذه الشخصية العظيمة إلى كافة أرجاء العالم
سابعاً : دور الأسرة والمجتمع
أن تقوم الأسرة من أب وأم وزوج وزوجة وشباب هذا المجتمع في التوعية
وتفعيل قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على أولادهم وأهليهم وذويهم
حتى يعرفوا ويتعرفوا أكثر فأكثر على هذه الشخصية الفذة (( أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )
وأخيراً لتتذكر الأمة الإسلامية والأمة المحمدية قول سيدنا سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه وهو في الأنفاس الأخيرة من هذه الحياة
(( لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ))
بقلم الشيخ أحمد بدلة
المشرف العام لموقع فقه المصارف الإسلامية
وما الذي يجب علينا فعله ؟ تفعيل المقاطعة الاقتصادية أنموذجاً
قال الله تعالى في سورة الأحزاب إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً
أقوال المفسرين في هذه الآية وسبب نزولها
يقول العلامة ابن كثير في تفسيره :
قال العَوْفي، عن ابن عباس في قوله: { يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } :
نزلت في الذين طعنوا [على النبي صلى الله عليه وسلم] في تزويجه صفية بنت حُيَي بن أخطب.
والظاهر أن الآية عامة في كل من آذاه بشيء، ومن آذاه فقد آذى الله، ومن أطاعه فقد أطاع الله، كما قال الإمام أحمد:حدثنا يونس، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن عَبيدة بن أبي رائطة الحذاء التميمي، عن عبد الرحمن [بن زياد] ،
عن عبد الله بن المغفل المزني قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غَرَضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه". ا.هـ
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
وأما أذية رسوله صلى الله عليه وسلم فهي كل ما يؤذيه من الاقوال في غير معنى واحد، ومن الافعال أيضا.
أما قولهم: " فساحر.شاعر.كاهن مجنون.
وأما فعلهم: فكسر رباعيته وشج وجهه يوم أحد، وبمكة إلقاء السلى على ظهره وهو ساجد " إلى غير ذلك.
وقال ابن عباس: نزلت في الذين طعنوا عليه حين أتخذ صفية بنت حيي.
وأطلق إيذاء الله ورسوله وقيد إيذاء المؤمنين والمؤمنات، لان إيذاء الله ورسوله لا يكون إلا بغير حق أبدا.
لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف
في دلائل النبوة للإمام البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
« من رجل ينظر ما فعل سعد بن الربيع ؟ » فنظر رجل فوجده جريحا في القتلى وبه رمق (1) ، فقلت له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات ، فقال : أنا في الأموات ، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام ،
وقل له : إن سعد بن الربيع يقول : جزاك الله عني خير ما يجزي نبيا عن أمته ، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم :
إن سعد بن الربيع يقول : لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف .
ثم لم أبرح (2) حتى مات ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبرته خبره
هل حدث مثل هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟
في سنن الامام أبي داود
عن ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ
قَالَ فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا
فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ
فَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ
فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً
فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ
وفي رواية عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا
وفي رواية للإمام النسائي في سننه
عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ قَالَ كُنْتُ أَقُودُ رَجُلًا أَعْمَى فَانْتَهَيْتُ إِلَى عِكْرِمَةَ
فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ
أَنَّ أَعْمَى كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنَانِ
وَكَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَسُبُّهُ فَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي
فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَعَتْ فِيهِ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهَا
فَأَصْبَحَتْ قَتِيلًا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ
وَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا لِي عَلَيْهِ حَقٌّ فَعَلَ مَا فَعَلَ إِلَّا قَامَ فَأَقْبَلَ الْأَعْمَى يَتَدَلْدَلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ أُمَّ وَلَدِي وَكَانَتْ بِي لَطِيفَةً رَفِيقَةً
وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِيكَ وَتَشْتُمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ
فَلَمَّا كَانَتْ الْبَارِحَةُ ذَكَرْتُكَ فَوَقَعَتْ فِيكَ فَقُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ
شرح وفقه الحديث
قال صاحب عون المعبود عند شرحه لهذا الحديث
لَعَلَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِمَ بِالْوَحْيِ صِدْق قَوْله ،
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الذِّمِّيّ إِذَا لَمْ يَكُفّ لِسَانه عَنْ اللَّه وَرَسُوله فَلَا ذِمَّة لَهُ فَيَحِلّ قَتْله ، قَالَهُ السِّنْدِيُّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِيهِ أَنَّ سَابَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْتَل
وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَا خِلَاف فِي أَنَّ سَابَّهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَجِب قَتْله وَإِنَّمَا الْخِلَاف إِذَا كَانَ ذِمِّيًّا ،
فَقَالَ الشَّافِعِيّ يُقْتَل وَتَبْرَأ مِنْهُ الذِّمَّة ،
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة لَا يُقْتَل مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الشِّرْك أَعْظَم ،
وَقَالَ مَالِك مَنْ شَتَمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى قُتِلَ إِلَّا أَنْ يُسْلِم اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيّ .
وفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يُقْتَل مَنْ شَتَمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَدْ نَقَلَ ابْن الْمُنْذِر الِاتِّفَاق عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرِيحًا وَجَبَ قَتْله .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَا أَعْلَم خِلَافًا فِي وُجُوب قَتْله إِذَا كَانَ مُسْلِمًا .
وَقَالَ اِبْن بَطَّال : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي مَنْ سَبَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَأَمَّا أَهْل الْعَهْد وَالذِّمَّة كَالْيَهُودِ
فَقَالَ اِبْن الْقَاسِم عَنْ مَالِك يُقْتَل مَنْ سَبَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُسْلِم ، وَأَمَّا الْمُسْلِم فَيُقْتَل بِغَيْرِ اِسْتِتَابَة ،
وَنَقَلَ اِبْن الْمُنْذِر عَنْ اللَّيْث وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق مِثْله فِي حَقّ الْيَهُودِيّ وَنَحْوه ،
وَرُوِيَ عَنْ الْأَوْزَاعِيّ وَمَالِك فِي الْمُسْلِم أَنَّهَا رِدَّة يُسْتَتَاب مِنْهَا .
وَعَنْ الْكُوفِيِّينَ إِنْ كَانَ ذِمِّيًّا عُزِّرَ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا فَهِيَ رِدَّة .
تفعيل المقاطعة الاقتصادية
أهم وسيلة نملكها جميعاً هو تفعيل دور المقاطعة الاقتصادية
وهذا يتوجب على كل إنسان منا يؤمن بالله ويؤمن برسول الله
ولا يقولن قائل:
ما الذي ستجديه هذه المقاطعة ؟
فهم بشهادتهم اعترفوا بالخسارة الكبرى التي سببتها هذه المقاطعة وحتى يكونوا أنموذجاً لغيرهم
إن المقاطعة هي أهم وسيلة نملكها لكف الرعاع عن الإساءة الدائمة والممنهجة على ديننا وقيمنا ورموزنا،
والدفاع عن ديننا واجب؛ فلتكن وسيلتنا هي التضحية ببضاعتنا من المال بهذه النية .
اعترافهم بالخسارة نقلت مفكرة الإسلام قائلة:
أكدت شركة "أرلا" الدانماركية السويدية لمنتجات الألبان أنها بدأت تتعرض لخسائر بسبب قيام الصحف الدانماركية
بإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم، صلى الله عليه وسلم.
وأشارت الشركة، إلى أنها ستخفض إنتاجها بعد أن أدى الغضب في الدول الإسلامية إلى الإضرار بالطلب.
والشرق الأوسط هو أهم سوق للمجموعة خارج أوروبا، والسعودية هي أكبر سوق منفردة.
وبحسب وكالة رويترز، قالت "أرلا فودز"، التي تشمل منتجاتها زبد لورباك وجبن ابيتينا:
إنها ستخفض إنتاجها بمقدار نحو 150 طنًا أسبوعيًا في مصنع بسليف لمنتجات الألبان في شمال غرب الدانمارك.
وينتج المصنع حاليًا ما بين 550 و650 طناً.
وقال فين هانسين مدير المبيعات بالشركة: بعض العملاء يجددون طلبياتهم،
والبعض الآخر يحجم عن تجديد طلبياته لأنه لا يعلم كيف سيتطور الوضع، إنها ليست مقاطعة حقيقية بل حالة تردد عامة.
وكانت التوترات قد تجددت بعد أن أعادت صحف دانماركية نشر صور مسيئة للنبي، صلى الله عليه وسلم.
وأعادت الصحف نشر واحدة من الصور احتجاجًا على ما زعمت الشرطة أنها مؤامرة لاغتيال رسام الكاريكاتير الذي رسمها.
وقد تضررت صناعة منتجات الألبان الدانماركية بشدة بعد نشر الرسوم لأول مرة
عندما اندلع الغضب في الدول الإسلامية في مختلف أرجاء العالم في عام 2006.
وقالت أرلا: إن خفض إنتاجها يعني التخلي عن ما بين ثمانية وعشرة بالمئة من الوظائف.
خطوات وأدوار يجب ان تُفعل :
أولاً: دور الجهات الرسمية
يتجلى الدور المؤسسي في هذه المرة مهماً أكثر من سابقتها, فإن افترضنا حسن النية في المرة الأولى، وعدم معرفة الدانماركيين ومن حولهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو افتراض مستبعد؛ إلا أن هذه المرة كانت مقصودة ومتعمد فيها الاستفزاز والإساءة, فقد مرّ على الدانماركيين بركان الغضب الذي تفجّر في وجوههم في المرة الأولى, واتجهت جهود الدعاة إلى هناك يعرّفونهم بالمساء إليه لإزالة الجهالة المدّعاة, إلا أن الأمر عاد بأشد مما كان.
فعلى الحكام والمؤسسات المجتمعية بمختلف أطيافها أن تتخذ موقفاً يرضي مجتمعاتها، ويكون على مستوى الحدث, وهذا هو أهم دور تُواجه به هذه الإساءة, فسحب السفراء, والمقاطعة الدبلوماسية، ومقاطعة البضائع بقرار سياسي؛وليكن أنموذجهم في ذلك السودان .
ثانياً: دور الأفراد:
لا نستطيع أن ننكر الدور البالغ للشعوب العربية والإسلامية في مواجهة التحديات التي تعتريها إزاء إهانة المقدسات والإساءة إليها,
فهم وحدهم الذين يستطيعون تحريك حكامهم ومؤسساتهم المختلفة, إلا أن السلاح الأقوى في هذه المرحلة هو سلاح مقاطعة المنتجات؛
تعبيراً عن الغضب وعدم الرضا عما تنتهجه صحف بلادهم من سوء أدب وعنجهية, فالاستمرار في المقاطعة باب عظيم من أبواب الانتصار.
ثالثاً: دور العلماء وأصحاب المنابر
ألا يتوقفوا عن دعوة غير المسلمين في الغرب, ونشر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما سنحت الفرصة لذلك,
وعليهم ألا يكتفوا برد الفعل تجاه الأحداث، وإنما عليهم أن يكونوا فاعلين, وهذا دورهم بجانب المؤسسات الدعوية العالمية.
رابعاً : القانونيون والمؤسسات العلمية
على رجال القانون المسلمين والمنظمات الإسلامية العالمية كمنظمة المؤتمر الإسلامي والمجامع الفقهية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرها محاولة التوصل إلى قانون دولي يضفي القداسة والاحترام على مقدسات المسلمين وعقائدهم, وهذا هو ما سعت إليه منظمة المؤتمر الإسلامي وقت الإساءة الأولى،
خامساً : التجار وأصحاب الأموال والبنوك والمؤسسات المالية
فليكن شعار التجار كما فعل سيدنا صهيب الرومي عندما ترك أمواله في مكة مهاجراً إلى الله ورسوله إلى المدينة المنورة
حيث تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : (( ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى ))
وأنزل الله تبارك وتعالى قوله (( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ))
وأيضاً يتوجب على البنوك الإسلامية أن تقطع علاقتها مع البنوك والمؤسسات المالية والمصانع والمعامل الدانماركية
وأن يصدر قرار من المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية وأن تصدر هيئة المعايير المحاسبية والشرعية
عدم التعامل مع المنتجات والسلع والأموال الدانماركية حتى يكونوا درساً لغيرهم وعبرة لمن يعتبر .
سادساً : دور أهل الأقلام والإعلام
أن يكثفوا من نشاطاتهم وأن يجعلوا محور وفلك ما يكتبون وما ينهجون في الإعلام
هو الحديث عن شخصية رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعن أخلاقه العظيمة
وأن لا يألو جهداً في إيصال هذه الشخصية العظيمة إلى كافة أرجاء العالم
سابعاً : دور الأسرة والمجتمع
أن تقوم الأسرة من أب وأم وزوج وزوجة وشباب هذا المجتمع في التوعية
وتفعيل قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على أولادهم وأهليهم وذويهم
حتى يعرفوا ويتعرفوا أكثر فأكثر على هذه الشخصية الفذة (( أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )
وأخيراً لتتذكر الأمة الإسلامية والأمة المحمدية قول سيدنا سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه وهو في الأنفاس الأخيرة من هذه الحياة
(( لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ))
بقلم الشيخ أحمد بدلة
المشرف العام لموقع فقه المصارف الإسلامية