أبوأيمن
09-Mar-2008, 04:56 PM
ولادته صلى الله عليه وسلم عام الفيل :
قال ابن اسحاق : وكان مولده عليه الصلاة والسلام عام الفيل وهذا هو المشهور عن الجمهور
قال ابراهيم بن المنذر الخزامي :وهذا لايشك فيه أحد من علمائنا أنه ولد عام الفيل وبعث على رأس أربعين سنة من الفيل
وقد رواه البيهقي من حديث أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا نعيم يعني ابن ميسرة عن بعضهم عن سويد بن غفلة أنه قال أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت عام الفيل
وعن قيس ابن مخرمة: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل ضحاً فنحن لدتان،
قال الحافظ ابن حجر المحفوظ لفظ العام: أي بدل لفظ اليوم، وقد يراد باليوم مطلق الوقت فيصدق بالعام، كما يقال يوم الفتح ويوم بدر، وعليه فلدان معناه متقاربان في السن بالموحدة، وعلى أن المراد باليوم حقيقته يكون بالنون.
وفي تاريخ ابن حبان: ولد عام الفيل في اليوم الذي بعث الله تعالى الطير الأبابيل فيه على أصحاب الفيل.
وعند ابن سعد: ولد يوم الفيل يعني عام الفيل اهـ: أي لما تقدم عن ابن حجر، وعليه فيكون قول ابن حبان في اليوم تفسيراً للعام. على أن المراد باليوم مطلق الوقت الصادق بالعام.
وقيل ولد بعد الفيل بخمسين يوماً، كما ذهب إليه جمع منهم السهيلي. قال بعضهم: وهو المشهور. قال: وقيل بخمسة وخمسين يوماً. وقيل بأربعين يوماً، وقيل بشهر، وقيل بعشر سنين، وقيل بثلاث وعشرين سنة، وقيل بثلاثين سنة، وقيل بأربعين سنة، وقيل بسبعين سنة اهـ: أي وعلى أنه بعد الفيل بخمسة وخمسين يوماً اقتصر الحافظ الدمياطي رحمه الله. وعبارة المواهب: حكاه الدمياطي في آخرين، وكونه في عام الفيل قال الحافظ ابن كثير: هو المشهور عند الجمهور. وقال إبراهيم بن المنذر شيخ البخاري رحمه الله لا يشك فيه أحد من العلماء، ونقل غير واحد فيه الإجماع. وقال: كل قول يخالفه وهم: أي وقيل قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة. قال بعضهم: وهذا غريب منكر وضعيف أيضاً.
ولادته يوم الإثنين :
والثابت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين،
ولد صلوات الله عليه يوم الإثنين لمارواه مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن أعرابياً قال : ماتقول في صوم يوم اُالإثنين فقال : ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه
عن أبي قتادة الانصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين فقال: ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه أو أنزل على فيه. رواه مسلم..
والمشهور عن أهل السير أن مولده صلوات الله وسلامه عليه كان في ربيع الأول من عام الفيل.
قال ابن كثير في البداية والنهاية : وهذا مما لاخلاف فيه أنه ولد يوم الإثنين وأبعد بل أخطأ من قال : ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأول . نقله الحافظ ابن دحية فيماقرأه في كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى لبعض الشيعة ثم شرع ابن دحية في تضعيفه في تضعيفه وهو جدير بالتضعيف إذ هو خلاف النص
وقت الولادة :
وقد وقع الاختلاف في وقت ولادته : أي هل كان ليلاً أو نهاراً وعلى الثاني في أي وقت من ذلك النهار وفي شهره وفي عامه وفي محله؟ فقيل ولد يوم الاثنين، قال بعضهم: لا خلاف فيه والله، بل أخطأ من قال ولد يوم الجمعة: أي فعن قتادة رضي الله تعالى عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن يوم الإثنين، فقال ذلك يوم ولدت فيه» وذكر الزبير بن بكار والحافظ ابن عساكر أن ذلك كان حين طلوع الفجر ويدل له قول جده عبد المطلب: ولد لي الليلة مع الصبح مولود. وعن سعيد بن المسيب «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار» أي وسطه «وكان ذلك اليوم لمضي اثني عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول» أي وكان ذلك في فصل الربيع، وقد أشار إلى ذلك بعضهم بقوله:
يقول لنا لسان الحال منه وقول الحق يعذب للسميع
فوجهي والزمان وشهر وضعي ربيع في ربيع في ربيع
قال: وحكى الإجماع عليه وعليه العمل الآن، أي في الأمصار خصوصاً أهل مكة في زيارتهم موضع مولده ، وقيل لعشر ليال مضت من ربيع وصحح اهـ أي صححه الحافظ الدمياطي: أي لأن الأول قال فيه ابن دحية: ذكره ابن إسحاق مقطوعاً دون إسناد، وذلك لا يصح أصلاً، ولو أسنده ابن إسحاق لم يقبل منه لتجريح أهل العلم له فقد قال كل من ابن المديني وابن معين أن ابن إسحاق ليس بحجة ووصفه مالك رضي الله تعالى عنه بالكذب. قيل وإنما طعن فيه مالك لأنه بلغه عنه أنه قال: هاتوا حديث مالك فأنا طبيب بعلله، فعند ذلك قال مالك: وما ابن إسحاق إنما هو رجل من الدجاجلة أخرجناه من المدينة. قال بعضهم: وابن إسحاق من جملة من يروي عنه شيخ مالك يحيى بن سعيد. وقال بعضهم: ابن إسحاق فقيه ثقة لكنه مدلس وقيل ولد لسبع عشرة ليلة خلت منه. وقيل لثمان مضت منه. قال ابن دحية: وهو الذي لا يصح غيره وعليه أجمع أهل التاريخ.
وقال القطب القسطلاني: وهو اختيار أكثر أهل الحديث: أي كالحميدي وشيخه ابن حزم. وقيل لليلتين خلتا منه، وبه جزم ابن عبد البر. وقيل لثمان عشرة ليلة خلت منه، رواه ابن أبي شيبة، وهو حديث معلول. وقيل لاثنتي عشرة بقين منه. وقيل لاثني عشرة. وقيل لثمان ليال خلت من رمضان وصححه كثير من العلماء، وهذا هو الموافق لما تقدم من أن أمه حملت به في أيام التشريق أو في يوم عاشوراء وأنه مكث في بطنها تسعة أشهر كوامل، لكن قال بعضهم، إن هذا القول غريب جداً ومستند قائله أنه أوحى إليه في رمضان فيكون مولده في رمضان، وعلى أنها حملت به في أيام التشريق الذي لم يذكروا غيره يعلم ما في بقية الأقوال قال، وقيل ولد في صفر. وقيل في ربيع الآخر، وقيل في محرم، وقيل في عاشوراء أي كما ولد عيسى عليه السلام، وقيل لخمس بقين منه اهـ. أي وذكر الذهبي أن القول بأنه ولد في عاشوراء من الإفك: أي الكذب، وفيه إن كان ذلك لأنه لا يجامع أنها حملت به في أيام التشريق، وأنه مكث في بطنها تسعة أشهر كوامل لا يختص الإفك بهذا القول، بل يأتي فيما عدا القول بأنه ولد في رمضان، ثم رأيت بعضهم حكى أنه حمل في شهر رجب، وحينئذ يصح القول المشهور ولادته في ربيع الأول.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ولد يوم الإثنين في ربيع الأول، وأنزلت عليه النبوة يوم الاثنين في ربيع الأول، وهاجر إلى المدينة يوم الاثنين في ربيع الأول، وأنزلت عليه البقرة يوم الاثنين في ربيع الأول، وتوفي يوم الاثنين في ربيع الأول. قال بعضهم: وهذا غريب جداً.
وقيل لم يولد نهاراً، بل ولد ليلاً. فعن عثمان بن أبي العاص عن أمه رضي الله تعالى عنهما أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً، قالت: فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نوراً، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن علي. قال ابن دحية وهو حديث مقطوع. قال بعضهم: ولا يصح عندي بوجه أنه ولد ليلاً، لقوله الثابت عنه بنقل العدل عن العدل «أنه سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: فيه ولدت» واليوم إنما هو النهار بنص القرآن. وأيضاً الصوم لا يكون إلا نهاراً.
وأفاد البدر الزركشي أن هذا الحديث: أي المتقدم عن أم عثمان بن أبي العاص على تقدير صحته لا دلالة فيه على أنه ولد ليلاً، قال: فإن زمان النبوة صالح للخوارق. ويجوز أن تسقط النجوم نهاراً: أي فضلاً عن أن تكاد تسقط سيما إن قلنا ولد عند الفجر لأن ذلك ملحق بالليل، وإلى التردد في وقت ولادته هل هو في الليل أو النهار أشار صاحب الهمزية بقوله:
ليلة المولد الذي كان للد ين سرور بيومه وازدهاء
فهنيئاً به لآمنة الفـ ـضل الذي شرفت به حواء
من لحواء أنها حملت أحـ ـمد أو أنها به نفساء
يوم نالت بوضعه ابنة وهب من فخار ما لم تنله النساء
أي ليلة المولد الذي وجد فيه الفرح والافتخار للدين بيومه، وقد أضاف كلاً من الليل واليوم للولادة مراعاة للخلاف في ذلك، فهنيئاً لآمنة الفضل الذي حصل لها بسبب ولادتها له : أي لا يشوب ذلك الفضل كدر ولا مشقة الذي شرفت بذلك الفضل حواء التي هي أم البشر، ومن يشفع لحواء في أنها حملت به وأنه أصابها نفاس به يوم أعطيت آمنة بنت وهب بسبب وضعه من الفخار، وهو ما يتمدح به من الخصال العلية، والشيم المرضية، ما لم يعطها غيرها من النساء.
أي وقد أقسم الله بليلة مولده قوله تعالى {والضحى والليل} وقيل أراد بالليل ليلة الإسرى، ولا مانع أن يكون الإقسام وقع بهما، أي استعمل الليل فيهما. ويدل لكون ولادته كانت ليلاً قول بعض اليهود ممن عنده علم الكتاب لقريش هل ولد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: لا نعلم قال: ولد الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة، إلى آخر ما يأتي، وسيأتي ما يدل على ذلك، وهو وضعه تحت الجفنة.
ثم الجمهور على أن ذلك كان في شهر ربيع الأول فقيل : لليلتين خلتا منه . قاله ابن عبد البر في الإستيعاب
ورواه الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني
وقيل : لثمان خلون منه حكاه الحميدي عن ابن حزم ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم ونقل ابن عبد البر عن أصحاب الزيج أنهم صححوه وقطع به الحافظ الكبير محمد بن يونس الخوارزمي ورجحه الحافظ أبو الخطاب ابن دحية في كتابه التنوير في مولد البشير النذير
وقيل : لعشر خلون منه . نقله ابن دحية في كتابه ورواه ابن عساكر عن أبي جعفر الباقر ورواه مجالد عن الشعبي
وقيل لثنتي عشرة خلت منه . نص عليه ابن إسحاق ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عفان عن سعيد بن مينا عن جابر وابن عباس أنهما قالا ولد رسول الله عام الفيل يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات
وهذا هو المشهور عند الجمهور . والله أعلم
وقيل : لسبع عشرة خلت منه كمانقله ابن دحية عن بعض الشيعة وقيل : لثمان بقين منه .
المراجع :
البداية والنهاية
السيرة الحلبية [/color]
قال ابن اسحاق : وكان مولده عليه الصلاة والسلام عام الفيل وهذا هو المشهور عن الجمهور
قال ابراهيم بن المنذر الخزامي :وهذا لايشك فيه أحد من علمائنا أنه ولد عام الفيل وبعث على رأس أربعين سنة من الفيل
وقد رواه البيهقي من حديث أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا نعيم يعني ابن ميسرة عن بعضهم عن سويد بن غفلة أنه قال أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت عام الفيل
وعن قيس ابن مخرمة: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل ضحاً فنحن لدتان،
قال الحافظ ابن حجر المحفوظ لفظ العام: أي بدل لفظ اليوم، وقد يراد باليوم مطلق الوقت فيصدق بالعام، كما يقال يوم الفتح ويوم بدر، وعليه فلدان معناه متقاربان في السن بالموحدة، وعلى أن المراد باليوم حقيقته يكون بالنون.
وفي تاريخ ابن حبان: ولد عام الفيل في اليوم الذي بعث الله تعالى الطير الأبابيل فيه على أصحاب الفيل.
وعند ابن سعد: ولد يوم الفيل يعني عام الفيل اهـ: أي لما تقدم عن ابن حجر، وعليه فيكون قول ابن حبان في اليوم تفسيراً للعام. على أن المراد باليوم مطلق الوقت الصادق بالعام.
وقيل ولد بعد الفيل بخمسين يوماً، كما ذهب إليه جمع منهم السهيلي. قال بعضهم: وهو المشهور. قال: وقيل بخمسة وخمسين يوماً. وقيل بأربعين يوماً، وقيل بشهر، وقيل بعشر سنين، وقيل بثلاث وعشرين سنة، وقيل بثلاثين سنة، وقيل بأربعين سنة، وقيل بسبعين سنة اهـ: أي وعلى أنه بعد الفيل بخمسة وخمسين يوماً اقتصر الحافظ الدمياطي رحمه الله. وعبارة المواهب: حكاه الدمياطي في آخرين، وكونه في عام الفيل قال الحافظ ابن كثير: هو المشهور عند الجمهور. وقال إبراهيم بن المنذر شيخ البخاري رحمه الله لا يشك فيه أحد من العلماء، ونقل غير واحد فيه الإجماع. وقال: كل قول يخالفه وهم: أي وقيل قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة. قال بعضهم: وهذا غريب منكر وضعيف أيضاً.
ولادته يوم الإثنين :
والثابت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين،
ولد صلوات الله عليه يوم الإثنين لمارواه مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن أعرابياً قال : ماتقول في صوم يوم اُالإثنين فقال : ذاك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه
عن أبي قتادة الانصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين فقال: ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه أو أنزل على فيه. رواه مسلم..
والمشهور عن أهل السير أن مولده صلوات الله وسلامه عليه كان في ربيع الأول من عام الفيل.
قال ابن كثير في البداية والنهاية : وهذا مما لاخلاف فيه أنه ولد يوم الإثنين وأبعد بل أخطأ من قال : ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأول . نقله الحافظ ابن دحية فيماقرأه في كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى لبعض الشيعة ثم شرع ابن دحية في تضعيفه في تضعيفه وهو جدير بالتضعيف إذ هو خلاف النص
وقت الولادة :
وقد وقع الاختلاف في وقت ولادته : أي هل كان ليلاً أو نهاراً وعلى الثاني في أي وقت من ذلك النهار وفي شهره وفي عامه وفي محله؟ فقيل ولد يوم الاثنين، قال بعضهم: لا خلاف فيه والله، بل أخطأ من قال ولد يوم الجمعة: أي فعن قتادة رضي الله تعالى عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن يوم الإثنين، فقال ذلك يوم ولدت فيه» وذكر الزبير بن بكار والحافظ ابن عساكر أن ذلك كان حين طلوع الفجر ويدل له قول جده عبد المطلب: ولد لي الليلة مع الصبح مولود. وعن سعيد بن المسيب «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار» أي وسطه «وكان ذلك اليوم لمضي اثني عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول» أي وكان ذلك في فصل الربيع، وقد أشار إلى ذلك بعضهم بقوله:
يقول لنا لسان الحال منه وقول الحق يعذب للسميع
فوجهي والزمان وشهر وضعي ربيع في ربيع في ربيع
قال: وحكى الإجماع عليه وعليه العمل الآن، أي في الأمصار خصوصاً أهل مكة في زيارتهم موضع مولده ، وقيل لعشر ليال مضت من ربيع وصحح اهـ أي صححه الحافظ الدمياطي: أي لأن الأول قال فيه ابن دحية: ذكره ابن إسحاق مقطوعاً دون إسناد، وذلك لا يصح أصلاً، ولو أسنده ابن إسحاق لم يقبل منه لتجريح أهل العلم له فقد قال كل من ابن المديني وابن معين أن ابن إسحاق ليس بحجة ووصفه مالك رضي الله تعالى عنه بالكذب. قيل وإنما طعن فيه مالك لأنه بلغه عنه أنه قال: هاتوا حديث مالك فأنا طبيب بعلله، فعند ذلك قال مالك: وما ابن إسحاق إنما هو رجل من الدجاجلة أخرجناه من المدينة. قال بعضهم: وابن إسحاق من جملة من يروي عنه شيخ مالك يحيى بن سعيد. وقال بعضهم: ابن إسحاق فقيه ثقة لكنه مدلس وقيل ولد لسبع عشرة ليلة خلت منه. وقيل لثمان مضت منه. قال ابن دحية: وهو الذي لا يصح غيره وعليه أجمع أهل التاريخ.
وقال القطب القسطلاني: وهو اختيار أكثر أهل الحديث: أي كالحميدي وشيخه ابن حزم. وقيل لليلتين خلتا منه، وبه جزم ابن عبد البر. وقيل لثمان عشرة ليلة خلت منه، رواه ابن أبي شيبة، وهو حديث معلول. وقيل لاثنتي عشرة بقين منه. وقيل لاثني عشرة. وقيل لثمان ليال خلت من رمضان وصححه كثير من العلماء، وهذا هو الموافق لما تقدم من أن أمه حملت به في أيام التشريق أو في يوم عاشوراء وأنه مكث في بطنها تسعة أشهر كوامل، لكن قال بعضهم، إن هذا القول غريب جداً ومستند قائله أنه أوحى إليه في رمضان فيكون مولده في رمضان، وعلى أنها حملت به في أيام التشريق الذي لم يذكروا غيره يعلم ما في بقية الأقوال قال، وقيل ولد في صفر. وقيل في ربيع الآخر، وقيل في محرم، وقيل في عاشوراء أي كما ولد عيسى عليه السلام، وقيل لخمس بقين منه اهـ. أي وذكر الذهبي أن القول بأنه ولد في عاشوراء من الإفك: أي الكذب، وفيه إن كان ذلك لأنه لا يجامع أنها حملت به في أيام التشريق، وأنه مكث في بطنها تسعة أشهر كوامل لا يختص الإفك بهذا القول، بل يأتي فيما عدا القول بأنه ولد في رمضان، ثم رأيت بعضهم حكى أنه حمل في شهر رجب، وحينئذ يصح القول المشهور ولادته في ربيع الأول.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ولد يوم الإثنين في ربيع الأول، وأنزلت عليه النبوة يوم الاثنين في ربيع الأول، وهاجر إلى المدينة يوم الاثنين في ربيع الأول، وأنزلت عليه البقرة يوم الاثنين في ربيع الأول، وتوفي يوم الاثنين في ربيع الأول. قال بعضهم: وهذا غريب جداً.
وقيل لم يولد نهاراً، بل ولد ليلاً. فعن عثمان بن أبي العاص عن أمه رضي الله تعالى عنهما أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً، قالت: فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نوراً، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن علي. قال ابن دحية وهو حديث مقطوع. قال بعضهم: ولا يصح عندي بوجه أنه ولد ليلاً، لقوله الثابت عنه بنقل العدل عن العدل «أنه سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: فيه ولدت» واليوم إنما هو النهار بنص القرآن. وأيضاً الصوم لا يكون إلا نهاراً.
وأفاد البدر الزركشي أن هذا الحديث: أي المتقدم عن أم عثمان بن أبي العاص على تقدير صحته لا دلالة فيه على أنه ولد ليلاً، قال: فإن زمان النبوة صالح للخوارق. ويجوز أن تسقط النجوم نهاراً: أي فضلاً عن أن تكاد تسقط سيما إن قلنا ولد عند الفجر لأن ذلك ملحق بالليل، وإلى التردد في وقت ولادته هل هو في الليل أو النهار أشار صاحب الهمزية بقوله:
ليلة المولد الذي كان للد ين سرور بيومه وازدهاء
فهنيئاً به لآمنة الفـ ـضل الذي شرفت به حواء
من لحواء أنها حملت أحـ ـمد أو أنها به نفساء
يوم نالت بوضعه ابنة وهب من فخار ما لم تنله النساء
أي ليلة المولد الذي وجد فيه الفرح والافتخار للدين بيومه، وقد أضاف كلاً من الليل واليوم للولادة مراعاة للخلاف في ذلك، فهنيئاً لآمنة الفضل الذي حصل لها بسبب ولادتها له : أي لا يشوب ذلك الفضل كدر ولا مشقة الذي شرفت بذلك الفضل حواء التي هي أم البشر، ومن يشفع لحواء في أنها حملت به وأنه أصابها نفاس به يوم أعطيت آمنة بنت وهب بسبب وضعه من الفخار، وهو ما يتمدح به من الخصال العلية، والشيم المرضية، ما لم يعطها غيرها من النساء.
أي وقد أقسم الله بليلة مولده قوله تعالى {والضحى والليل} وقيل أراد بالليل ليلة الإسرى، ولا مانع أن يكون الإقسام وقع بهما، أي استعمل الليل فيهما. ويدل لكون ولادته كانت ليلاً قول بعض اليهود ممن عنده علم الكتاب لقريش هل ولد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: لا نعلم قال: ولد الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة، إلى آخر ما يأتي، وسيأتي ما يدل على ذلك، وهو وضعه تحت الجفنة.
ثم الجمهور على أن ذلك كان في شهر ربيع الأول فقيل : لليلتين خلتا منه . قاله ابن عبد البر في الإستيعاب
ورواه الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني
وقيل : لثمان خلون منه حكاه الحميدي عن ابن حزم ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم ونقل ابن عبد البر عن أصحاب الزيج أنهم صححوه وقطع به الحافظ الكبير محمد بن يونس الخوارزمي ورجحه الحافظ أبو الخطاب ابن دحية في كتابه التنوير في مولد البشير النذير
وقيل : لعشر خلون منه . نقله ابن دحية في كتابه ورواه ابن عساكر عن أبي جعفر الباقر ورواه مجالد عن الشعبي
وقيل لثنتي عشرة خلت منه . نص عليه ابن إسحاق ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن عفان عن سعيد بن مينا عن جابر وابن عباس أنهما قالا ولد رسول الله عام الفيل يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات
وهذا هو المشهور عند الجمهور . والله أعلم
وقيل : لسبع عشرة خلت منه كمانقله ابن دحية عن بعض الشيعة وقيل : لثمان بقين منه .
المراجع :
البداية والنهاية
السيرة الحلبية [/color]