المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأصبح الحق حبرا على ورق



ابومحمد
29-Mar-2008, 01:01 AM
كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك رجلاً اسمه الحق، ورجلاً اسمه الباطل، تعرفا على بعضهما منذ أول خلقهما، ونشأت بينهما علاقة متميزة يسودها التضارب والتناحر والاختلاف، ثم أرادا أن يعيشا سوية بجوار بعضهما بسلام دون عداوة ، واتفقا على أن يقيما بينهما صلحاً والصلح خير، وبعد مشاورات ومفاوضات توصلا إلى هدنة طويلة تؤسس لمصالحة دائمة، ثم بدأت العلاقات تتحسن بينهما وبدأت الزيارات تتوالى، إلى أن اتفق الحق والباطل على رحلة في البر يستمتعا بها ويتناسيا أحقاد الماضي، وفعلاً بدأت الرحلة ومضى اليوم الأول والثاني، وفي اليوم الثالث تفاجأ الحق بأن الطعام الذي أتى به قد نفد، ووقت الرحلة لم ينته، فتشاور مع صاحبه الباطل على أن يستمرا في الرحلة بعد شراء الطعام من السوق، فنزل الحق إلى السوق ودخل حانوتاً للخضار فوجد صاحبه قد عبث بالخضار وبللها ماءً ليوهم الناس بنضارة بضاعته وجعل صالحها في الأعلى وفاسدها في الأسفل، فترك المحل وذهب إلى آخر فوجده حاسداً لئيماً طماعاً فنفر الحق منه وذهب إلى غيره وهكذا قضى يومه يتنقل من حانوت إلى حانوت إلى أن اقترب المساء فرجع الحق إلى صاحبه الباطل بخفي حنين،

نظر الباطل إليه بعيون جاحظة ووجه حائر: أين الطعام كدت أموت جوعاً؟!!

قال الحق: وهل تريدني أن آتيك بطعام حرام وبأساليب ملتوية، فأنا لا آكل الحرام، ولأن أموت جوعاً خير لي من لقمة حرام.

قال الباطل: دعني من مثالياتك وترهاتك أريد أن آكل لأعيش وأتمتع بحياتي ولا أحب حياة النكد والتقزم والتحجر هذه ارجع وإتنا بطعام مهما يكن.

قال الحق: لا والله لا آتيك إلا بالحلال وإن أردت غير ذلك فاذهب أنت وأتي بالطعام.

قام الباطل مغاضباً وذهب مسرعاً، وما هي إلا ساعة حتى قدم بأطايب الطعام والفواكه،..

نظر الحق إليه مستغرباً وقال: عجباً على سرعة عودتك محملاً بهذا كله وأنت لم تأخذ مني النقود، فمن أين لك هذا؟!

قال الباطل وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة: التجارة شطارة، ومن يملك الذكاء لا يحتاج إلى مال، وأنا لا تنقصني الحيلة، فهذا الخير كله من السرقة والاحتيال والكذب و..

قاطعه الحق قائلاً وقد احمر وجهه: يعني هو مكسب حرام..!!

قال الباطل: لا تقل حرام، وإنما بجهدي وذكائي فدعك من هذه الترهات وتعال كل معي حتى لا تموت جوعاً بمثالياتك هذه فإنها لا تسمن ولا تغني من جوع.

فأبى الحق أن يأكل بل وحاول منع الباطل من التمادي بغيه وأراد إقناعه بأن يعيد المال لأصحابه ويتق الله، فتعالت الأصوات ، ثم اشتد الخصام والجدال وتطور من سباب إلى ضرب ولا يوجد بينهما مخلص، وأخيراً حمل الباطل على الحق بضربة وقع فيها الحق صريعاً، ثم أتم الباطل عليه بسكين في قلبه فمات الحق.

جلس الباطل مستنداً بجدار جبل يلهث من تعبه وقد أرخى يديه من الكد، وما هي إلا لحظات حتى انتابه الخوف من فعلته، واشتدت الحيرة فيه، واضطرب تفكيره، ماذا سيفعل لو أتى أهل الحق يسألون عن حقهم، ماذا سيقول لهم، وإن علموا أنه قتل سينتقمون منه، وفجأة قام مسرعاً إلى غريمه الحق فأحرقه وصيره رماداً ثم دفنه وكتب على قبره: هنا يرقد الشهيد الحق بن الحق، الفاتحة.

ثم هرب الباطل يجر تاريخاً من العار وراءه، وبعد أيام وصل أهل الحق إلى قبر حقهم، بعدما وصلتهم أخبار بأنه قتل، فوقفوا فوق قبره يسألون من قتله، وكيف قتل، و..وتوالت الأسئلة حتى اتفقوا على نبش قبره وإخراجه ليدفن بقرب أهله ويحتفظوا بدمه ويثأروا له، ولكنهم وجدوا جثة حقهم قد صارت رماداً ويصعب نقلها، وعلموا من بشاعة الجريمة بأن غريمهم هو الباطل، فاتفقوا أن يأخذوا رماد جثته ويعجنوها ويصيروها حبراً، ويكتبوا بهذا الحبر اسم حقهم وتاريخ وفاته ومكان قبره وغريمه على ورقة لا تبلى، ويحتفظون بها لعله يأتي جيل من بعدهم يثأروا له.

وفعلوا، ثم جاء جيل وراء جيل وما زال الحق حبراً على ورق.

فهل ستبقى قضية فلسطين والمسجد الأقصى(حذف من قبل الإدارة )، هل ستظل حبراً على ورق!!؟؟....

الخنساء
30-Mar-2008, 04:23 AM
قصة جميلة بارك الله فيكم

هي حبرا على ورق والحبر جف والأوراق أصفرت وتساقطت وتناثرت وتبعثرت في الأرجاء حتى فقدت وضاعت ولم يعد لها أثر


يقول السناني

- إِذا جاعَ جَزارٌ فكلُّ ذبيحةٍ = حَلالٌ ولو أن الذريعةَ عابُ
- وإِن ثارَ حرٌّ منصِفاً لحقوقهِ = تحداهُ سوطٌ جامحٌ وعذابُ
- ولا ذَنْبَ للأحرارِ إِلا إِباؤُهُمْ=فأرواحهمْ جبارةٌ وصِلابُ
- هو الثأرُ لا تَقْدَى بنومٍ عيونُهُ .= له ثورةٌ مرهوبةٌ وحِسابُ
- فويلٌ لأعداءِ الشعوبِ إِذا انتحَتْ = وَجردَ بتارٌ وصُبَّ عِقابُ

علي الجارم
-
كتبَ اللّه أن يعيشَ غَريباً =كُلُّ ذي دَعْوَةٍ إِلى الحقِ نا بِهْ

ابوالفتح
31-Mar-2008, 03:23 AM
لا بد ان يأتي اليوم الذي يثأر فيه اهل الحق لحقهم