د.محمد نور العلي
06-Nov-2009, 12:51 PM
لغة العيون
استراحة الجمعة
يقول الشاعر :
أشارت بطرف العين خِيفَةَ أهلِها * إشارة محزون ولم تتكَلَّمِ
فأيقَنْتُ أن الطرفَ قد قال مرحبا * وأهلا وسهلا بالحبيب المتَيَّمِ
,,,
وقد افرد ابن حزم في كتابه (طوق الحمامة في الأُلْفة والأُلاف) للإشارة بالعين بابا من أبوابه الثلاثين وهو الباب التاسع وعنوانه : (باب الإشارة بالعين) تحت عنوان الإشارة بلحظ العين ، وقوة تأثيرها
مفردات الإشارة باللحظ ومفرداتها :
لكل واحدة من هذه المعاني ضرب من "هيئة اللحظ" لا يُوقَف على تحديده إلا بالرؤية ، ولا يمكن تصويره ، ولا وصفه إلا بالأقل منه .
وإليكم ما تيسر من هذه المعاني :
فالإشارة بمؤخر العين الواحد :نهي عن الأمر .
وتفتيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة النظر :دليل على التوجع والأسف .
وكسر نظرها : آية الفرح !
والإشارة إلى إطباقها : دليل التهديد .
وقلبُ الحدقة إلى جهة ما ، ثم صرفها بسرعة : تنبيه على مُشارٍ إليه .
والإشارة الخفية بمؤخر العينين كلتيهما : سؤال .
وقلب الحدقتين من وسط العين إلى الموق * بسرعة : شاهد المنع .
وترعيد الحدقتين من وسط العينين : نهي عام .
وسائر ذلك لا يدرك إلا بالمشاهدة .
القراءة الأولى للعيون والحواجب عند أهل الفراسة !
سبحان من أبدع العيون ، وجعلها مختلفة الألوان والأشكال ! فهناك العيون السمراء ، والسوداء ، والرمادية القاتمة . وهناك العيون الزرقاء والشهلاء .
فالعيون السمراء : يغلب على صاحبتها سيطرة العواطف الرقيقة على العقل . وكلما اشتدَّ اسمرار الحدقة دل ذلك على التفكير السليم ، وحسن تصريف الأمور .
أما العيون السوداء : فإن كانت صغيرة براقة صاحَبَها إعجاب بالذات . وإن كانت غائرة متوقدة صاحَبَها إخلاص ، وأصحاب العيون السوداء مِزاجيون غَيورون .
أما أصحاب العيون الخضراء فماكرون ساخرون من غيرهم .
وأصحاب العيون الزرقاء ذوو إحساس مرهف .
وأصحاب العيون الواسعة على جانب من الذكاء والخبرة .
وأصحاب العيون العميقة ينطوون على نفس قلقة كئيبة .
وأصحاب العيون اللوزية فيهم رقة وحنان .
وأصحاب العيون المستديرة فيهم هدوء ويغلب عليهم الكسل .
واصحاب العيون الكبيرة يتمتعون بصفاء نفسي .
كما أن اصحاب العيون الصغيرة فيهم نشاط موفور وحدة عاطفة .
وأصحاب العيون العسلية أذكياء أصحاب عزم .
وقد يقرأ أحد المحبين في عيون من يحب مالا يقرؤه الآخرون ، فالحب - كما يقال - أعمى !
وقد عبر أحد المحبين عن هذا المعنى بقوله :
(قالت : ألست تبصر من حَوْلي) ، فقلت لها : "غطَّى هواك وما ألقى على بَصري" .
وصية خبير بالعيون عليم !
ذكر بعض أهل الفراسة من العرب أن أجمل العيون : ما اجتمعت فيها الصفات الآتية :
أن تكون متوسطة الحجم . ساكنة في مآقيها .صافية من الكدر, نقية من النقط ,حسنة البريق كامنة العروق . معتدلة الطرف بالجفن ,نجلاء يخالطها السرور والمهابة . نقية البياض والسواد . لا عظيمة ولا صغيرة لا جاحظة ولا غائرة . لا شاخصة جامدة .
ولا سريعة التقلب كالزئبق . لا شاخصة الحدقة ، ولا صغيرتها .
ولا كبيرتها ولا واسعتها . ولا مختلفة الوضع في البياض والسواد . رطبة المنظر من غير ضعف أو علة . شهلاء أو خفيفة الشهولة . ** أو كحلاء أو شعلاء خفيفة الشعولة . *** شحيمة الجفنين .
ومن اجتمعت فيه من النساء معظم هذه الصفات دليل على كمال المروءة والاستقامة ، والفطنة وحب الخير ، وكمال العقل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,
الشهلاء : هي التي شاب إنسان عينها حمرة
الشعلاء : من كانت في عينها حمرة خِلْقَة
والكحلاء : شديدة سواد العين ، أو التي كأنها مكحولة وقد قالوا :
ليس التكحل في العينين كالكَحَل
والتكحل : وضع الكحل في العين : فهذا صناعي ، وذاك طبيعي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : كتاب (حديث العيون وهمس الجفون) بتصرف واختصار
لمؤلفه / محمد إبراهيم الدسوقي - دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير - القاهرة
استراحة الجمعة
يقول الشاعر :
أشارت بطرف العين خِيفَةَ أهلِها * إشارة محزون ولم تتكَلَّمِ
فأيقَنْتُ أن الطرفَ قد قال مرحبا * وأهلا وسهلا بالحبيب المتَيَّمِ
,,,
وقد افرد ابن حزم في كتابه (طوق الحمامة في الأُلْفة والأُلاف) للإشارة بالعين بابا من أبوابه الثلاثين وهو الباب التاسع وعنوانه : (باب الإشارة بالعين) تحت عنوان الإشارة بلحظ العين ، وقوة تأثيرها
مفردات الإشارة باللحظ ومفرداتها :
لكل واحدة من هذه المعاني ضرب من "هيئة اللحظ" لا يُوقَف على تحديده إلا بالرؤية ، ولا يمكن تصويره ، ولا وصفه إلا بالأقل منه .
وإليكم ما تيسر من هذه المعاني :
فالإشارة بمؤخر العين الواحد :نهي عن الأمر .
وتفتيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة النظر :دليل على التوجع والأسف .
وكسر نظرها : آية الفرح !
والإشارة إلى إطباقها : دليل التهديد .
وقلبُ الحدقة إلى جهة ما ، ثم صرفها بسرعة : تنبيه على مُشارٍ إليه .
والإشارة الخفية بمؤخر العينين كلتيهما : سؤال .
وقلب الحدقتين من وسط العين إلى الموق * بسرعة : شاهد المنع .
وترعيد الحدقتين من وسط العينين : نهي عام .
وسائر ذلك لا يدرك إلا بالمشاهدة .
القراءة الأولى للعيون والحواجب عند أهل الفراسة !
سبحان من أبدع العيون ، وجعلها مختلفة الألوان والأشكال ! فهناك العيون السمراء ، والسوداء ، والرمادية القاتمة . وهناك العيون الزرقاء والشهلاء .
فالعيون السمراء : يغلب على صاحبتها سيطرة العواطف الرقيقة على العقل . وكلما اشتدَّ اسمرار الحدقة دل ذلك على التفكير السليم ، وحسن تصريف الأمور .
أما العيون السوداء : فإن كانت صغيرة براقة صاحَبَها إعجاب بالذات . وإن كانت غائرة متوقدة صاحَبَها إخلاص ، وأصحاب العيون السوداء مِزاجيون غَيورون .
أما أصحاب العيون الخضراء فماكرون ساخرون من غيرهم .
وأصحاب العيون الزرقاء ذوو إحساس مرهف .
وأصحاب العيون الواسعة على جانب من الذكاء والخبرة .
وأصحاب العيون العميقة ينطوون على نفس قلقة كئيبة .
وأصحاب العيون اللوزية فيهم رقة وحنان .
وأصحاب العيون المستديرة فيهم هدوء ويغلب عليهم الكسل .
واصحاب العيون الكبيرة يتمتعون بصفاء نفسي .
كما أن اصحاب العيون الصغيرة فيهم نشاط موفور وحدة عاطفة .
وأصحاب العيون العسلية أذكياء أصحاب عزم .
وقد يقرأ أحد المحبين في عيون من يحب مالا يقرؤه الآخرون ، فالحب - كما يقال - أعمى !
وقد عبر أحد المحبين عن هذا المعنى بقوله :
(قالت : ألست تبصر من حَوْلي) ، فقلت لها : "غطَّى هواك وما ألقى على بَصري" .
وصية خبير بالعيون عليم !
ذكر بعض أهل الفراسة من العرب أن أجمل العيون : ما اجتمعت فيها الصفات الآتية :
أن تكون متوسطة الحجم . ساكنة في مآقيها .صافية من الكدر, نقية من النقط ,حسنة البريق كامنة العروق . معتدلة الطرف بالجفن ,نجلاء يخالطها السرور والمهابة . نقية البياض والسواد . لا عظيمة ولا صغيرة لا جاحظة ولا غائرة . لا شاخصة جامدة .
ولا سريعة التقلب كالزئبق . لا شاخصة الحدقة ، ولا صغيرتها .
ولا كبيرتها ولا واسعتها . ولا مختلفة الوضع في البياض والسواد . رطبة المنظر من غير ضعف أو علة . شهلاء أو خفيفة الشهولة . ** أو كحلاء أو شعلاء خفيفة الشعولة . *** شحيمة الجفنين .
ومن اجتمعت فيه من النساء معظم هذه الصفات دليل على كمال المروءة والاستقامة ، والفطنة وحب الخير ، وكمال العقل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,
الشهلاء : هي التي شاب إنسان عينها حمرة
الشعلاء : من كانت في عينها حمرة خِلْقَة
والكحلاء : شديدة سواد العين ، أو التي كأنها مكحولة وقد قالوا :
ليس التكحل في العينين كالكَحَل
والتكحل : وضع الكحل في العين : فهذا صناعي ، وذاك طبيعي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : كتاب (حديث العيون وهمس الجفون) بتصرف واختصار
لمؤلفه / محمد إبراهيم الدسوقي - دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير - القاهرة