المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بداية حياة أمة أوصاها رسول الله



علاء حسين اليوسف
16-Jan-2011, 07:06 PM
آخر يوم من الحياة

قبل وفاة الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم

"أيها الناس أبلغوا مني السلام كل من سيتبعني من أمتي إلى يوم القيامة"

" أما أحبابي فهم قوم سيأتون من بعدي يؤمنون بي و لم يروني، اشتقت لهم فبكيت "

( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ )

************************************************** *****************

حجة الوداع وبداية عالم المحبة
في السنة العاشرة كان سن الرسول r ثلاثا و ستين سنة، و قد كانت حجة الوداع قبل وفاته بثلاثة أشهر
و ثلاثة أيام . و سميت بحجة الوداع لأن رسول الله rودع فيها المسلمين و ودع فيها الأمة، و قد خرج معه للحج مائة ألف .
و في طريقه للحج تحدث إحدى البشائر الختامية، فقد جاء علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و معه وفد من
قبيلة همذان إحدى قبائل اليمن يريدون الحج معه بعد أن أسلموا بكل سهولة عندما عرض عليهم علي الإسلام، و رغبوا في الحج مع رسول الله r بعد أن عرض عليهم الحج و لما رآهم رسول الله r قال لهم "يأتيكم أهل اليمن أرق أفئدة، الإيمان يماني و الحكمة يمانية: و أشار بيده إلى اليمن و قال r " الإيمان هنا ".
و بدأ الحجيج يتحرك و بدأ الرسولr في التلبية أثناء الطريق و لم يتوقف لسانه عنها، و نزل سيدنا جبريل و قال لنبي الله r : "إن الله يقول لك مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فقال لهم ارفعوا أصواتكم " :
"لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك" و ظلوا يرددونها طيلة الطريق حتى اقتربوا من مكة و قد بحت أصواتهم.
و يصل الرسول r و يقرر أن يحج ماشيا من مكة إلى منى و من منى إلى عرفات و من عرفات إلى المزدلفة،
و عندما أحاط به الناس و ازدحموا عليه لم يستطع السير فركب ليراه كل الناس و قال لهم r :"خذوا عني مناسككم".
و يصل إلى عرفات و يخطب خطبته الشهيرة


خطبة الوداع (ولادة أمة) :
"أيها الناس اسمعوا عني و اعقلوا فإني لا أدري لعلي لا أراكم بعد عامي هذا" . فيصمت الناس، و يسير العباس و ابنه الفضل بين صفوف الناس ليحثهم على الاستماع و الإنصات لرسولهم.
فيقول r: " أتدرون أي شهر هذا أتدرون أي يوم هذا أتدرون أي بلد هذا؟ قالوا: "هذا الشهر الحرام هذا البلد الحرام هذا اليوم الحرام".
فقال النبي r: "فإن دمائكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم
هذا، كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه" .
هذه آخر كلمات النبي r ...
" أيها الناس اتقوا الله في النساء فإنهن أسيرات عندكم، أخذتهن بأمانة الله و استحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء . أيها الناس اسمعوا عني ما أقول و أعقلوه . أيها الناس إنما المسلمون إخوة إنما المسلمون إخوة و ظل يرددها حتى قلنا ليته يسكت فقد كنا خائفين أن نحاسب عليها"
هذه آخر كلمات النبي r ...
" أيها الناس إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، فلا تسودوا وجهي يوم القيامة"
"أيها الناس سآتي يوم القيامة أستنقذكم من النار فيقول الله تبارك و تعالى لي يا محمد دعهم فإنك لا تدري ماذا فعلوا
بعدك فأقول سحقا سحقا بعدا بعدا".
"أيها الناس إنكم ستسألون عني يوم القيامة بين يدي ربي فهل ستشهدون لي أني قد بلغت؟ "
فبدأت الأصوات ترتفع بالبكاء و تقول نشهد أنك قد بلغت الرسالة و أديت الأمانة و نصحت الأمة و جاهدت في سبيل الله، فصاح يا ربيعة
اصرخ بها كي يسمعوني أصواتهم، فظل ربيعة يسألهم أتشهدون لرسول الله يوم القيامة فقالوا نشهد أنك قد بلغت الرسالة و أديت الأمانة و نصحت الأمة و جاهدت في سبيل الله.
فقال r : "اللهم اشهد اللهم فاشهد".
و في آخر يوم عرفة نزلت الآية :" الْيَوْمَ أَكمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ
دِيناً "المائدة: 3.
ففرح سيدنا عمر رضي الله عنه و بكى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه. و قد كان يهودي يقول لسيدنا عمر
عندكم آية لو نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال له هذه الآية، فقاله له عمر : نعم والله هي نزلت يوم عيد :
يوم الجمعة و يوم عرفة . لقد فرح عمر لأن الإسلام اكتمل،
أما أبو بكر فلما سئل لم تبكي قال : "إن أي شيء يتم فلا بد له من نقصان و لكل شيء نهاية، و مادام الأمر قد اكتمل فهذا نعي رسول الله r ".
ثم نزل الرسول r إلى منى و جمع الناس و سألهم : "أي يوم هذا؟ فقالوا الله و رسوله أعلم فسكت طويلا
حتى قلنا: ربما سيغير اسمه فقال: أليس هذا يوم النحر؟ فقلنا: نعم.
ثم قال: أي بلد هذا؟ فقلنا: الله و رسوله أعلم فقال: أليس هذا البلد الحرام؟فقلنا: نعم.
ثم قال: أي شهر هذا؟ فقالوا: الله و رسوله أعلم، فقال: أليس هذا الشهر الحرام؟ فقلنا: نعم.
فقال r : فإن دمائكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا.
ثم نزل إلى مكة ليطوف طواف الوداع فطاف بالبيت و عندما وصل إلى الملتزم و هي المسافة الفاصلة بين باب الكعبة و الحجر الأسود ألصق بطنه الشريفة على الملتزم و ألصق خده الأيمن على ا لملتزم و رفع يديه إلى السماء و ظل يدعو و يبكي و كأنه يبكي شوقا للقاء الله أو يدعو للأمة أو ربما لألم الفراق، و بكى عمر بن الخطاب فقال له r :


"نعم ابك يا عمر هاهنا تسكب العبرات".
و عند خروجه من مكة يجمع الناس و يقول لهم : " إنما أنا بشر و يوشك أن يأتي رسول ربي فيقبض روحي
و إنكم سوف تسألون عني بين يدي ربي فماذا ستقولون لربي؟"
فقالوا : "سوف نقول بلغت و وفيت و أديت فجزاك الله خير ما جزى به نبيا عن أمته"
فقال الرسول r : "الحمد لله، الحمد لله".
و عندما وصلوا إلى المدينة دخل المسجد النبوي و جمع الناس ليقول لهم : " إني راض عن أبي بكر و عن
عمر بن الخطاب و عن عثمان بن عفان و عن علي بن أبي طالب و عن عبد الرحمن بن عوف و عن سعد فذكر العشرة المبشرين بالجنة و راض عن الأنصار و المهاجرين .
أيها الناس أذكركم بالله في أهل بيتي . أيها الناس احفظوني في أصحابي فلا يبلغني أن أيا منكم يظلم أحد أصحابي يوم القيامة. أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين "
ثم نظر إلى الناس و قال : "عرضت علي الأمم يوم القيامة فرأيت النبي و معه الرجل، و رأيت النبي يأتي و معه الرجلان، و رأيت النبي يأتي و معه الرهط، ثم رفع إلي سواد عظيم فقلت أمتي أمتي فقيل لا هذا موسى و معه قومه،
و لكن انظر إلى الأفق الآخر فإذا هو سواد أعظم فقيل لي تلك أمتك و معهم سبعمائة ألف يدخلون الجنة بلا حساب فاستزدت ربي يا رب زدهم، فزادني مع كل ألف سبعمائة ألف".
و قبل وفاة النبي r بخمسة عشرة يوما، رجع متعبا من الحج و بدأ يصلي السنن قاعدا فسألوه لم يا رسول الله فقال من همي بالناس؟
و يدخل عليه سيدنا عمر بن الخطاب فقال له شبت يا رسول الله ممازحا له، و قد كانت لرسول الله بضع شعرات بيض عند أذنيه، فقال نعم شيبتني هود . فقال عمر لم يا رسول الله؟ فقال فيها آية شيبتني :
" فَاسْتَقِمْ آَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "هود: 112
و كان جبريل قبل حجة الوداع يدارس الرسول r القرآن مرة آل سنة، و لكنه في السنة الأخيرة دارسه القرآن
مرتين، فقال لفاطمة :" يا فاطمة أرى أن الأجل قد اقترب فاصبري يا فاطمة، فإنه ليس هناك امرأة من المسلمين ستكون
أعظم مصيبة منك. يا فاطمة إذا كنت أعظمهم مصيبة فكوني أعظمهم صبرا، اصبري يا فاطمة" فقالت : "الله المستعان".
و قبل وفاته بثلاثة عشر يوما نزلت آخر آية من القرآن :" وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى آُلُّ
. نَفْسٍ مَّا آَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ". البقرة: 281
ثم قال لأصحابه : "أريد أن أزور شهداء أحد " كأنه يودع الأموات بعد أن ودع الأحياء،
و وقف يقول لهم :" السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون و أنا بكم لاحق".

و في طريق عودته بكى فقالوا : لم تبكي يا رسول الله؟ فقال : "اشتقت لأحبابي"، قالوا: "نحن معك يا رسول الله
أو لسنا أحبابك؟ " قال: "لا أنتم أصحابي،


أما أحبابي فهم قوم سيأتون من بعدي يؤمنون بي و لم يروني، اشتقت لهم فبكيت".
تبكي يا رسول الله شوقا لنا و نحن لا نبكي شوقا إليك؟
كيف سيكون لقاؤنا به يوم القيامة؟
و بينما هو راجع يقول لأحد الصحابة اسمه أبو مويهبة : " يا أبا مويهبة أريد أن أزور البقيع "
ثم استطرد : "لقد خيرت أن أملك مفاتيح خزائن الدينا و أخلد فيها ثم أدخل الجنة و بين أن ألقى ربي و أدخل الجنة " فقال له أبو مويهبة: "بأبي أنت و أمي اختر أن تملك خزائن الدنيا و تبقى مخلدا فيه ا"،
فقال له r:" لا يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي لقد اشتقت إلى ربي".
و بدأ يمرض النبي r مرضا شديدا، و لم يعد يستطيع الصلاة بالناس فقال :
" أمروا أبا بكر يصلي بكم "، و قبل أربعة أيام من وفاته استطاع أن يتحرك فدخل المسجد أثناء الصلاة فيراه أبو بكر فيريد أن يقوم فيشير له أن يبقى و يصلي،
فصلى بهم أبو بكر واقفا و الرسول جالس و بعد انتهاء الصلاة قال له r :
"إن الله تعالى يأبى أن يقبض روح أحد أنبيائه إلا بعد أن يؤم برجل من أمته".

و قبل ثلاثة أيام، و قد اشتد على الرسول r المرض نادى زوجاته و قال لهن "أتأذنون لي أن أمرض في بيت
عائشة؟" فقلن له : "نأذن لك يا رسول الله "، فأراد أن يقوم فلم يستطع فجاء علي بن أبي طالب و الفضل بن العباس وحملاه و ذهبوا به إلى بيت عائشة فرآه الناس محمولا فبدأ الناس يجزعون، و امتلأ المسجد النبوي بالناس و بدأ يقول r :
"لاإله إلا الله إن للموت لسكرات".
تقول عائشة : " أصبح النبيr يتصبب عرقا، فأخذت يده أمسح بها العرق لأن يده أكرم من يدي، فتذكرت أنه كان يدعو للمرضى و الضعفاء و يضع يده على رؤوسهم و يقول : "اللهم رب الناس أذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقم ا"، فأخذت يده و وضعتها على رأسه و ظللت أدعو بها فرفع يده و قال لي :
"لا يا عائشة لا ينفع الآن كان ذلك في المدة" أي عندما كان في العمر بقية، لكن الآن لا ينفع. تقول: "فعرفت أنه ميت".
و ظل على هذه الحال و المسجد مملوء بالناس فسمع أصواتهم فقال r :
"ما هذا؟ " قالت: الناس تخاف عليك يا
رسول الله، فقال :
"احملوني إليهم " فأراد أن يقوم فما استطاع فصبوا على وجهه سبع قرب من الماء و قام و حملوه على
المنبر و قال آخر كلماته r :
"أيها الناس كأنكم تخافون علي؟" فقالوا نعم يا رسول الله.
"أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض، و الله كأني أراه من هنا".
"و الله ما الفقر أخاف عليكم و لكن أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم".
"أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا و بين لقاء ربه فاختار لقاء الله".
و لم يفهم أحد من هو هذا العبد إلا شخصا واحدا هو أبو بكر الصديق الذي ارتفع صوته بالبكاء إلى درجة النحيب و قام و قال له :
" فديتك بأبي، فديتك بأمي، فديتك بأهلي، فديتك بمالي فديتك بكل ما أملك ". فنظر الناس لأبي بكر كيف
استطاع أن يقطع آلام النبي،
فقال لهم الرسول r : " دعوا أبا بكر فما من أحد منكم كان له علي فضل إلا كافأته به إلا أبا بكر لم أستطع مكافئته فتركت مكافئته لله عز وجل".
"أيها الناس من كنت قد جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليقتص مني، و من كنت أخذت منه مالا فهذا مالي فليأخذ منه، و من كنت قد شتمت له عرضا فهذا عرضي فليقتص مني فإني أحب أن ألقى الله نقيا، و لا يخشى الشحناء فإنها ليست من طبعي،
فقام رجل و قال له: " لك علي ثلاثة دراهم فقال له: "جزاك الله خيرا" و قال للعباس أعطه دراهمه.


ثم قال : "الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة أي حافظوا على الصلاة و ظل يرددها".
"أيها الناس الله الله في صلة الأرحام، الله الله في النساء، أوصيكم بالأنصار خيرا"
ثم بدأ يدعو : "آواكم الله، نصركم الله حفظكم الله، أيدكم الله، رفعكم الله.



"أيها الناس أبلغوا مني السلام كل من سيتبعني من أمتي إلى يوم القيامة.

و نزل و عاد إلى بيته، تقول عائشة : " دخلت عليه فاطمة فقال لها أدن مني يا فاطمة فأسرها كلمة في أذنها فبكت و لما رأى بكاءها ناداها أدن مني يا فاطمة فأسرها كلمة فضحكت".
و بعد وفاته سألوها: "ماذا قال لك؟" قالت: "قال لي في الأولى إني ميت الليلة فبكيت فلما وجدني أبكي قال لي إنك أول أهلي لحاقا بي فضحكت".
و يوم وفاته عند صلاة الفجر قام و فتح الباب الذي يطل على الروضة و كان خاصا به يخرج منه وحده، فوجد المسجد مليئا بالناس لأنهم كانوا يبيتون في المسجد منذ مرضه،


فتبسم النبي و كانت آخر ابتسامة له من أجل الصلاة.
فأحس الناس به و أنه ينظر إليهم فكانوا على وشك الخروج من الصلاة فرحا لخروجه عليهم إلا أنه أشار إليهم ليبقوا في مكانهم . و عندما كان ينظر إليهم شعروا كأن الشمس أشرقت عليهم مع أن الوقت ليل قالوا لم نر رسول الله أجمل ولا أضوى من هذا اليوم.
و جاءت الوفاة عند شروق الشمس يوم الاثنين...
ولد ساعة شروق الشمس و هذا يدل على أن ولادته بداية للرسالة ...
رسالة للإنسانية جمعاء،
و مات عند شروق الشمس لأن رسالته مازالت باقية
مات رسول الله r و هو في حضن عائشة، كان يتوقع أن تكون وفاته و هو يصلي أو يجاهد أو يقرأ القرآن، تقول عائشة : "مات رسول الله بين سحري و نحري".
ابتدأ الإسلام بحضن جبريل في غار حراء و ختم بوفاة الحبيب في حضن زوجته.
تحكي عائشة فتقول : دخل عليه جبريل و قال له "السلام عليك يا رسول الله " فيرد عليه : "و عليك السلام ".
فيقول له جبريل : "إن معي ملك الموت يستأذنك أن يدخل عليك و لن يستأذن على أحد من بعدك "، فيقول له : "ائذن له يا جبريل". فيدخل ملك الموت و يقول له:
"أرسلني ربي أن أخيرك بين البقاء في الدينا و بين لقاء الله".
و رفع النبي r أصبعه للسماء و هو يقول :


"بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى "،


تقول عائشة فعرفت أنه يخير، فقلت له خيرت فاخترت و الذي بعثك بالحق.
و يقول له ملك الموت : "يا محمد سل تعط بإذن الله ".
و يقول الحبيب r:


" أمتي أمتي أمتي ".

"يا ملك الموت زد علي من سكراتي وخففها عن أمتي"
و يأتي ملك الموت ليقف على رأس الحبيب rو يقول :
"أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله أخرجي إلى رضا من الله و رضوان و رب راض غير غضبان".


تقول عائشة رضي الله عنه ا: "فثقل رأسه و جسمه فعرفت أنه مات فلم أدر ما أفعل فما كان مني غير أني فتحت الباب المطل على الروضة و الذي كان الحبيب يخرج منه، فنظر إلي المسلمون بدهشة، فصرخت فيهم

مات رسول الله

مات رسول الله
فانفجر الناس بالبكاء.
أما علي فأقعد فلا يستطيع أن يقوم، و أما عثمان فكالطفل يأخذون بيده و أما فاطمة فتحاول الصبر و ظلت تردد :


يا أبتاه أجاب ربا دعاه...يا أبتاه جنة الفردوس مأواه...يا أبتاه إلى جبريل ننعاه.
أما عمر فقد رفع سيفه و قال : "من قال أن رسول الله قد مات قطعت رأسه، إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب
موسى و سيعود".
أما أثبت الناس فكان أبا بكر الذي دخل على النبي و احتضنه و تأكد أنه مات و ظل يقبله و يقول :
وآآآ خليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . ثم نظر في وجهه الجميل و هو ميت فقال :
"ما أجملك حيا و ما أجملك ميتا يا رسول الله طبت حيا و طبت ميتا".
ثم خرج من البيت و قال : "اسكت يا عمر، أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". و بدأ أبو بكر يقرأ هذه الآية :" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكرِين "
. فقال عمر: "كأني أسمعها لأول مرة فعرفت أنه مات، و خرجت أبحث عن مكان أظل فيه لوحدي و أبكي
فناداني أبو بكر و قال لي : رسالة النبي، علينا أن نعرف من سيحمل رسالة النبي قبل دفنه".
و يجتمعون في بيت النبي و يبايعون أبا بكر الصديق قبل دفن النبي .
و يبدأ غسل النبي فقال لهم علي بن أبي طالب أمرني الحبيب أن نغسله في ثيابه، و دخل أهل بيته


يغسلوه و هم علي و الفضل و العباس و أسامة بن زيد، و جاء واحد من الأنصار إسمه أوس وقال لهم : "أين نصيبي؟ أين نصيب الأنصار؟ دعوني أغسل معكم النبي".
ثم جاءت أفواج المسلمين لتصلي عليه يتقدمهم أبو بكر و عمر، و بعده أفواج النساء و الأطفال.
و جاء وقت الدفن، و الكل يتساءل كيف سنضع عليه التراب؟ ثم تذكروا قول النبي rلهم :
"حياتي خير لكم أهديكم إلى دين الحق و وفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما كان منها من خير حمدت الله و ماكان منها من شر استغفرت لكم الله "، فقالوا "أو تعرفنا يا رسول الله؟ " قال: "أعرفكم بأنسابكم و أسمائكم ". قالوا : "و كيف ستدعو لنا و الدود قد أكل منك؟" فقال: "لقد حرم الله الأرض على الأنبياء".

و وضعوا عليه التراب و دفن الحبيب .
تقول فاطمة سألت أنس : أطابت أنفسكم أن تضعوا التراب على وجهه؟
فبكى أنس وظل صامت . يقول أنس : "دخل النبي المدينة يوم الإثنين فأضاء منها كل شيء و مات يوم الإثنين فأظلم منها كل شيء" . و عاد الصحابة إلى بيوتهم يبكون و لا ينامون.
قي اليوم التالي صعد بلال ليؤذن للصلاة، و كلما حاول أن يقول أشهد أن محمدا رسول الله لا يستطيع أن يكمل فقد كانت أول مرة يؤذن فيها و الرسول غير موجود، و حاول و حاول و لم يستطع و هو يجهش بالبكاء، فنزل دون أن يكمل الآذان، و قال لأبي بكر : "إعفني من الآذان و الله لا أستطيع أعذرني ما عدت أستطيع أن أؤذن لأحد بعد رسول الله " . ..............................................

رسول الله
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: "لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ النَّفْسِ، قلْتُ: "يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ الله لِي
". قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَمَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ"،
فضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الضَّحِكِ، فَقَالَ: "أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟ " فَقَالَتْ: "وَمَا لِي لا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ يا رسول الله؟" فبكى النبي r و َقَالَ:


" يا عائشة وَاللهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلاة".
رسول الله
قرأ صلى الله عليه وسلم يوماً قول اللـه في إبراهيم: (( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
وقرأ قول اللـه في عيسى:(( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[ المائدة: 118]
فبكى صلى الله عليه وسلم فأنزل اللـه إليه جبريل عليه السلام وقال: ياجبريل سل محمد ما الذى يبكيك؟ - وهو أعلم-، فنزل جبريل وقال: ما يبكيك يا رسول اللـه؟ قال:


أمتي .. أمتي يا جبريل،
فصعد جبريل إلى الملك الجليل. وقال: يبكى على أمته واللـه أعلم، فقال لجبريل: انزل إلى محمد وقل له:
إنا سنرضيك في أمتك ... رواه مسلم.
رسول الله
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة رواه البخاري.

رسول الله
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم، عرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر. فإذا مطرت، سر به، وذهب عنه ذلك. قالت عائشة: فسألته. فقال: { إني خشيت أن يكون عذابا سلطا على أمتي } ويقول إذا رأى المطر: {رحمه} رواه مسلم.
رسول الله
- قال رسـول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: للأنبياء منابر من ذهب فيجلسون عليها , ويبقى منبري لا أجلس عليه ولا أقعد عليه، قائم بين يدي الله ربّي مخافة أنْ يبعث بي إلى الجنّة، وتبقى أمّتي بعدي


فأقول: يا ربّ أمّتي أمّتي.
فيقول الله عزّ وجلّ: يا محمّـد ما تريـد أن نصنع بأمّتـك؟ فيقـول:
يا ربّ عجّل حسابهم.
فيدعى بهم فيحاسبون،
فمنهم من يدخل الجنّة برحمة الله،
ومنهم من يدخل الجنّة بشفاعتي، فما أزال أشفع حتّى أعطى صكاكًا برجـال قد بعث بهم إلى النّار،
وحتّى أنّ مالكًا خازن النّار يقول:


يا محمّـد ما تركت للنّار لغضب ربّك في أمّتك من نقم .
رسول الله
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: إنّي لأوّل النّـاس تنشقّ الأرض عن جمجمته يوم القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخر، وأنا سيّد النّبيين يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة يوم القيامة ولا فخر،
سآتي باب الجنّة فيفتحون لي، فأسجد لله تعالى فيقول:
ارفع رأسك يا محمّد وتكلّمْ يسمعْ لك، وقلْ يقبلْ منك، واشفعْ تشفّعْ. فأرفع فأقول:
أمّتي أمّتي يا ربّ،
فيقول: اذهب إلى أمّتك فمن وجدْت في قلبه مثقال حبة من شعيرة من إيمان فأدخله الجنّة، فأقبل بمن وجدْت في قلبـه ذلك فأدخلهم الجنّة، وآتي الجبّار فأسجد له فيقول: ارفع رأسك يا محمّد، وتكلّم يسـمعْ منك وقلْ يقبلْ قولك، واشفعْ تشفّعْ. فأقول:
أمّتي أمّتي.
فيقول: اذهبْ إلى أمّتك فمن وجدْت في قلبه مثقال نصف حبّة من شعير من الإيمـان فأدخلْه الجنّة. فأذهب فمن وجدْت في قلبه مثقال ذلك فأدخله الجنّة، قـال: فآتي الجبّار فأسجد له، فيقـول: ارفعْ رأسـك يا محمّد، وتكلّم يسمعْ منك، واشفعْ تشفّعْ، فأرفع رأسي، فأقـول:


أمّتي أمّتي
أي ربّ. فيقـول: اذهبْ فمن وجدْت في قلبه مثقال حبّة من خرذل من إيمان، فأدخلْه الجنّة. فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك فأدخلهم، وفرغ من الحساب......


أوصلنا كل ذلك إلى نتيجة مهمة تتلخص في جملة واحدة تجمع كل المعاني و الدلالات :

" نحبك يا رسول الله ".

" نحبك يا رسول الله ".

" نحبك يا رسول الله ".

كان هذا ما أحسسناه و نحن نلخص سيرتك يا رسول الله...
و تنهال علينا مجموعة من الأسئلة يفترض لكل منا أن يطرحها على نفسه :
- هل أنت راض عنا يا رسول الله ؟
- هل ستشفع لنا يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ؟
- هل سنحمل المشعل و نعيش للنهضة آما عشت أنت و صحابتك لها ؟
- هل سنحظى بشربة هنيئة من يديك الكريمتين لا نظمأ بعدها أبدا ؟


اشتقنا إليك يا حبيب الله ... اشتقنا للقائك و لمقامك الكريم ... فلك منا أفضل الصلاة و السلام، أوفيت و استوفيت ..........



الله صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



اللهم إنا نسألك أن نحيى على خطى الحبيب

و نموت على خطى الحبيب

اللهم أحينا على سنة الحبيب

و أمتنا على سنة الحبيب

و احشرنا بصحبة الحبيب

اللهم صل عليه في الأولين و الآخرين

و في الملأ الأعلى إلى يوم الدين

اللهم ارزقنا من يده شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا

يا كريم يا مجيب

اللهم نسألك أن نخطط لنهضتنا كما خطط الحبيب

و أن ننفذها كما نفذ الحبيب

و أن نعيش للرسالة كما عاش الحبيب

و أن نلقاك بعد الموت لقاء الحبيب بالحبيب

يا مجيب يا قريب

اللهم إنا عليك نتوكل و بك نستنصر

و لك نلجأ و بك نستغيث

فأنت ولينا أنت المغيث

يا رب

مات الحبيب و ترك الرسالة

تركها لنا هما و مهمة و أمانة

و ليس لنا سواك

اللهم أعنا على أدائها

و ارزقنا الإخلاص في حملها

حتى نلقاك في جنتك

و أنت راض عنا

و قد بلغنا و استقمنا

على خطى الحبيب

الله صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



في الروضة الغراء



في الروضة الغراء قف متـــــــــــــوجها ‍
متوسلا بعظيم قــــــــــــــــــدر محمد ‍

مستغفرا من كل ذنــــــــب قد مضى ‍
واذرف دموعك نــــــــادما واعقد على ‍

فعسى إليك من الحبـيب بنـــــــظرة ‍
المصطفى بحر العطـاء ورحمــــــــــة ‍

خذني بجاهك يا حبيب فإننــــــــي ‍
أملي قبولي إن سـمحت تكرمــــــا ‍

فأتى هتاف من جنــاب المصطفى ‍
بشرى لمن أفنى الحياة بحبنــــــا ‍


للحضرة العظمى بغيـــــــر تلفت
عند الإله عســى تخص بـرحمة

متأدبا يغشاك نـــــــــــــور الهيبة
هجر الذنوب وترك ســــوء الرفقة

فيها تكون المجتبــــــى للحضرة
للعالمين ومن إليـــــــــه مودتي

عبد إلى الأعتاب أعلن نسبتي
يا ويح قلبي إن رددت بخيبــــــة

يعلوه طيب سماحة ومحبـــــــة
بجنان عدن داخل بمعيــــــــتي

فراج يعقوب
31-Dec-2015, 10:45 AM
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم

جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم