الكريمية
17-Apr-2012, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جامع الكريمية : مسجد قديم يعود تاريخه لزمن أحد العمرين عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما ، واشتُهِر الجامع في العهد المملوكي عام 855هـ -1452م .
موقعه : داخل باب قنسرين ، تجاه حمام الجوهري .
كان يعرف سابقاً بمسجد المحصب ، نزل فيه الشيخ عبد الكريم الصوفي الخوافي سنة 855هـ - 1452م فاجتمع عليه الناس وأحبوه ، ثم أخذ في توسعة المسجد بعد نقض الحوانيت التي كانت إلى جانبه من جهة الغرب ووسعه من شرقيه أيضاً ، وفتح للمسجد باباً آخر قبلي بابه القديم (الشمالي) ، وفتح نوافذ من جهة الغرب ، وأقام فيه الجمعة ، ورتب له إماماً وخطيباً ومؤذنين ، وحفاظاً يختمون القرآن كل يوم ، وقارئاً للحديث ولإحياء علوم الدين والمصابيح وغير ذلك ، وفرض لهم رواتباً جيدةً ، وبقي الشيخ إماماً فيه إلى وفاته سنة 884هـ - 1479م ، ودفن فيه ، واشتُهر المسجد بعده رحمه الله تعالى بجامع الكريمية نسبة إليه ، وقبره لا زال موجوداً في حجرة شرقي القبلية لها نافذة مطلة على الرواق الشرقي للجامع مكتوب عليها :
" أنشأ هذا المكان بعون الله وحسن توفيقه العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه مؤملاً فضله العميم ، السالك على المسلك القويم ، أبو الخير الشيخ عبد الكريم بن عبد العزيز بن عبد الله الحنفي مذهباً الخوافي مقتدىًً ، أمتعنا الله ببركته ونفعنا والمسلمن بصالح أدعيته في الدارين في سنة 855 " .
وكتب على الباب الشمالي الموجه غرباً : " بسم الله الرحمن الرحيم جددت هذه البنية المباركة في دولة مولانا السلطان الأعظم والملك المعظم مالك ركاب الأمم سيد ملوك العرب والعجم العالم العادل المجاهد المرابط المظفر المنصور الملك الناصر صلاح الدين والدنيا حافظ بلاد الله ناصر عباد الله معين خليفة الله يوسف بن المظفر محمد خليل أمير المؤمنين خلد الله ملكه وأعز أنصاره بمحمد وآله وبتولي مملوكه العبد الفقير إلى رحمة الله عبد الرحيم بن عبد الرحيم بن العجمي الشافعي في شهور سنة 654 من الهجرة النبوية " .
وأما أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم التي على الحجر الأصفر الموجود في القبلية فقد أحضرها شخص من مكة المكرمة قاصداً تركيا ، ولكن الأقدار الإلهية ساقته للجامع فوضعت فيه، ولذلك قصة طويلة ذكرها الشيخ كامل الغزي رحمه الله تعالى كاملة في كتابه نهر الذهب في تاريخ حلب، ثم قال في نهايتها: هذا ما اشتُهِر عندنا في قصة هذا القدم والله أعلم (2 /79 ).
ويؤيد صحتها والله أعلم أمور ثلاثة: المعجزة النبوية الواردة في كتب السيرة من أنه صلى الله عليه وسلم كان في بعض الأحيان إذا وطئ على الصخر يؤثر فيه ، وإذا وطئ على الرمل لا يؤثر فيه ، وإقرار العلماء الكرام الذين وردوا على المسجد من وقت بنائه إلى الآن ، وكرم الله تعالى بالشفاء لكل من شرب من مائه المبارك، وبخاصة للنساء بعد الولادة لزيادة حليب الرضع .
والجامع إلى الآن بفضل الله تعالى عامر تقام فيه الدروس العلمية وحلقات الذكر والقرآن بجهود كريمة من فضيلة الشيخ بكري الحياني الذي عُيِّن إماماً به سنة: 1960م وخطيباً عام: 1970 م
ونسأل الله سبحانه أن يوفقنا للاستقامة مع الإخلاص إنه سميع مجيب .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .
جامع الكريمية : مسجد قديم يعود تاريخه لزمن أحد العمرين عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما ، واشتُهِر الجامع في العهد المملوكي عام 855هـ -1452م .
موقعه : داخل باب قنسرين ، تجاه حمام الجوهري .
كان يعرف سابقاً بمسجد المحصب ، نزل فيه الشيخ عبد الكريم الصوفي الخوافي سنة 855هـ - 1452م فاجتمع عليه الناس وأحبوه ، ثم أخذ في توسعة المسجد بعد نقض الحوانيت التي كانت إلى جانبه من جهة الغرب ووسعه من شرقيه أيضاً ، وفتح للمسجد باباً آخر قبلي بابه القديم (الشمالي) ، وفتح نوافذ من جهة الغرب ، وأقام فيه الجمعة ، ورتب له إماماً وخطيباً ومؤذنين ، وحفاظاً يختمون القرآن كل يوم ، وقارئاً للحديث ولإحياء علوم الدين والمصابيح وغير ذلك ، وفرض لهم رواتباً جيدةً ، وبقي الشيخ إماماً فيه إلى وفاته سنة 884هـ - 1479م ، ودفن فيه ، واشتُهر المسجد بعده رحمه الله تعالى بجامع الكريمية نسبة إليه ، وقبره لا زال موجوداً في حجرة شرقي القبلية لها نافذة مطلة على الرواق الشرقي للجامع مكتوب عليها :
" أنشأ هذا المكان بعون الله وحسن توفيقه العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه مؤملاً فضله العميم ، السالك على المسلك القويم ، أبو الخير الشيخ عبد الكريم بن عبد العزيز بن عبد الله الحنفي مذهباً الخوافي مقتدىًً ، أمتعنا الله ببركته ونفعنا والمسلمن بصالح أدعيته في الدارين في سنة 855 " .
وكتب على الباب الشمالي الموجه غرباً : " بسم الله الرحمن الرحيم جددت هذه البنية المباركة في دولة مولانا السلطان الأعظم والملك المعظم مالك ركاب الأمم سيد ملوك العرب والعجم العالم العادل المجاهد المرابط المظفر المنصور الملك الناصر صلاح الدين والدنيا حافظ بلاد الله ناصر عباد الله معين خليفة الله يوسف بن المظفر محمد خليل أمير المؤمنين خلد الله ملكه وأعز أنصاره بمحمد وآله وبتولي مملوكه العبد الفقير إلى رحمة الله عبد الرحيم بن عبد الرحيم بن العجمي الشافعي في شهور سنة 654 من الهجرة النبوية " .
وأما أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم التي على الحجر الأصفر الموجود في القبلية فقد أحضرها شخص من مكة المكرمة قاصداً تركيا ، ولكن الأقدار الإلهية ساقته للجامع فوضعت فيه، ولذلك قصة طويلة ذكرها الشيخ كامل الغزي رحمه الله تعالى كاملة في كتابه نهر الذهب في تاريخ حلب، ثم قال في نهايتها: هذا ما اشتُهِر عندنا في قصة هذا القدم والله أعلم (2 /79 ).
ويؤيد صحتها والله أعلم أمور ثلاثة: المعجزة النبوية الواردة في كتب السيرة من أنه صلى الله عليه وسلم كان في بعض الأحيان إذا وطئ على الصخر يؤثر فيه ، وإذا وطئ على الرمل لا يؤثر فيه ، وإقرار العلماء الكرام الذين وردوا على المسجد من وقت بنائه إلى الآن ، وكرم الله تعالى بالشفاء لكل من شرب من مائه المبارك، وبخاصة للنساء بعد الولادة لزيادة حليب الرضع .
والجامع إلى الآن بفضل الله تعالى عامر تقام فيه الدروس العلمية وحلقات الذكر والقرآن بجهود كريمة من فضيلة الشيخ بكري الحياني الذي عُيِّن إماماً به سنة: 1960م وخطيباً عام: 1970 م
ونسأل الله سبحانه أن يوفقنا للاستقامة مع الإخلاص إنه سميع مجيب .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .