العــين والحـســــد
في قوله تعالى: (ومن شر حاسد إذا حسد) الفلق:5.
معنى (حسد): تمني زوال النعمة عن غيره مطلقاً، أو لتكون له.
أخرج الإمام النووي في كتابه "الأذكار":
عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه اللَّه حكمة فهو يقضي بها ويعلمها) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
وفي صحيح البخاري رحمه اللّه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال:
"كان رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين: أُعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّةِ، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لامَّةٍ ويقول: إنَّ أباكُما كان يُعَوِّذُ بِها إسْماعِيلَ وَإسْحاقَ" صلى اللّه عليهم أجمعين وسلم.
قلتُ: قال العلماء: الهامَّة بتشديد الميم: وهي كلّ ذات سمّ يقتل كالحيّة وغيرها، والجمع الهوامّ، قالوا: وقد يقع الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات. ومنه حديث كعب بن عجرة رضي اللّه عنه "أيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رأسِكَ؟" أي القمل. وأما العين اللامّة بتشديد الميم: وهي التي تُصيب ما نظرت إليه بسوء.
(342) البخاري (3371) ، ورواه النسائي في "اليوم والليلة" (1006) ، وابن ماجه (3525) وغيرهم.
وروينا في صحيحيهما، عن أُمّ سلمة رضي اللّه عنها:
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم رأى في بيتها جاريةً في وجهها سفعة فقال: "اسْتَرْقُوا لَهَا، فإنَّ بِهَا النَّظْرَةَ".
قلتُ: السَّفعة بفتح السين المهملة وإسكان الفاء: هي تغيّر وصفرة. وأما النظرة فهي العين، يُقال صبيّ منظور: أي أصابته العين.
وأخرج مسلم في صحيحه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان يأمر أن نسترقي من العين). وقال السيوطي: صحيح.
وفي صحيح مسلم، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛
أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: (العَيْنُ حَقٌ، وَلَوْ كانَ شَيْءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وَ إِذَا اسْتُغْسلْتم فاغْسِلُوا (
قلتُ: قال العلماء: الاستغسال أن يُقال للعائن، وهو الصائب بعينه الناظر بها بالاستحسان: اغسلْ داخلَ إِزارك مما يلي الجلد بماء، ثم يُصبّ على العين، وهو المنظور إليه. وثبت عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كان يُؤمر العائن أن يَتوضأ ثم يغتسل منه المعين. رواه أبو داود (أبو داود (3880) ، و"المَعِين": المصاب بعين غيره) بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم (العين حق). أحمد في مسنده ومتفق عليه [البخاري ومسلم] وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة- ابن ماجة عن عامر بن ربيعة وقال السيوطي: صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم (استعيذوا بالله من العين؛ فإن العين حق) ابن ماجة والحاكم في المستدرك عن عائشة.
قال صلى الله عليه وسلم (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق) أبو يعلى في مسنده والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن عامر بن ربيعة وقال السيوطي: صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم (إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقا، ثم يتردى منه).
"لتولع": أي تعلق. "حالقا": جبلا عاليا ."يتردى": يسقط.
أحمد في مسنده وأبو يعلى في مسنده عن أبي ذر وقال السيوطي: صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم (العين حق، تستنزل الحالق).
"الحالق": أي الجبل العالي. أحمد في مسنده والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن ابن عباس وقال السيوطي: صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغتسلوا). أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن ابن عباس وقال السيوطي: صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم (العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر). ابن عدي في الكامل وأبو نعيم في الحلية عن جابر ابن عدي في الكامل عن أبي ذر وقال السيوطي: صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم (نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين). الطبراني في الكبير عن أسماء بنت عميس.
وقال صلى الله عليه وسلم (أفلا استرقيتم له؛ فإن ثلث منايا أمتي من العين) الحكيم عن أنس.
وقال صلى الله عليه وسلم (ما لصبيكم هذا يبكي هلا استرقيتم له من العين). (حم) عن عائشة.
وقال صلى الله عليه وسلم (ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل؟ تقول: "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يأتيك، من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد" ترقى بها ثلاث مرات). ابن ماجة والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة وقال السيوطي: صحيح.
وأخرج مسلم في صحيحه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان إذا اشتكى ورقاه جبريل قال: باسم الله يبريك، من كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، ومن شر كل ذي عين). وقال السيوطي: صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم (ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة، ولا أنا منه). الطبراني في الكبير عن عبد الله بن بسر
وقال السيوطي: حسن.
وقال صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله عز وجل حكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس، ورجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الخير). متفق عليه من حديث ابن مسعود.
موقع السيد يوسف السيد هاشم الرفاعي
المفضلات