[align=center]قال الله تعالى : ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ) (الحج : 2)
القاعدة في الوصف الخاص بالمؤنث أن لا تلحقه علامة التأنيث، فلا يقال: امرأة حائضة، ولا امرأة مطلقة وهكذا ...
يقول السيوطي في ( الهمع 3/291 ): "والغالب ألا تلحق الوصف الخاص بالمؤنث كحائض و طالق وطامث ومرضع، لعدم الحاجة إليها بأمن اللبس".اهـ
في اللغة : فائدة تاء التأنيث التفريق بين المؤنث والمذكر ولذلك لا نجد تاء التأنيث في كل ما تنفرد فيه المرأة عن الرجل مثل ( طالق – حامل – طامث – مرضع .. ) إلا نادراً ولا يكون ذلك إلا لحكمة وفائدة .
فتاء التأنيث زائدة على بنية الكلمة لفائدة غالباً ما تكون التفريق المذكر والمؤنث ، فإذا كانت مما يخص النساء فالأصل أن لا توجد إلا إذا أردنا التفريق بين مؤنثتين .
والدليل أننا نقول عن الكلمات التالية : ( مسلمات ، مؤمنات ، قانتات ، تائبات ، .... إلخ ) جمع مؤنث سالم ولا يقدح في ذلك سقوط تاء مسلمة أو مؤمنة أو قانتة أو تائبة ،..... إلخ لأنها ليست من بنية الكلمة لأن أصلها مسلم ، مؤمن ، ... وهكذا .
فإذا عرفنا هذا يجب أن ندرك أن وجود التاء في كلمة ( مرضعة ) من الآية الكريمة جاءت لفائدة التفريق بين امرأتين الأولى ( مرضع ) بدون تاء وهي كل امراة في سن الإرضاع أو أرضعت من قبل أو عندها ولد رضيع ، والثانية ( مرضعة ) بتاء : وهي اسم لكل امرأة تقوم بعملية الإرضاع فعلاً .
ولذلك قال علماء التفسيرعند تفسيرهم لهذه الآية :
فإن قيل: لم قال مرضعة دون مرضع؟
والجواب :
المرضعة هي التي في حال الإرضاع وهي ملقمة ثديها الصبي والمرضع شأنها أن ترضع، وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به، فقيل مرضعة ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته من فيه لما يلحقها من الدهشة.[/align]
[align=center]وقال ابن مالك رحمه الله تعالى :
ومــــا من الصفات بالأنثى يخص * * * عن تاء استغنى لأنّ اللفظ نص
وحيث معنى الفعل تنوي التاء زد * * * كذي غدت مُرضعة طِفلاً وُلِــــد[/align]
المفضلات