النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.

  1. #1
    كلتاوي فضي

    الحاله : Omarofarabia غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    رقم العضوية: 448
    المشاركات: 706
    معدل تقييم المستوى : 117
    Array

    افتراضي العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.

    اعلام علماء الشام



    ترجمة العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ
    محمد أديب الكلاس حفظه الله تعالى



    العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.


    ولادته ونشأته :

    ولد في دمشق الشام في حي القميرية عام 1921 وسمي محمد ديب الكلاس والده أحمد الكلاس كان مجاهداً ضد المستعمر الفرنسي ، وكان ذا حجة بينة مستحضراً لكتاب الله عز وجل ، وكانت له شهرة بإتقانه لعمله . ووالدته هي السيدة درية الكلاس وقد عرفت بسعة الصدر والأخلاق الحسنة والحلم والأدب وقد توفيت والشيخ محمد أديب الكلاس غلام فقامت ببعض شؤونه أخته بشيرة وخالته امرأة أبيه وقد ُُُعرف منذ صغره بنشاطه وذكائه واعترافه بالحق لغيره .


    شيوخه في تحصيل العلوم :

    أودعه والده في كتاتيب المشايخ لتلقي العلوم النافعة وهذه مدارس أهلية تأخذ أقساطاً مقابل تعليم الطلاب رغبةً منه بنشأته بعيداً عن المدارس الحكومية أيام الاحتلال الفرنسي ، فدرس في المدرسة الكاملية ، ثم المدرسة الجوهرية السفرجلانية حيث أدرك الشيخ الجليل محمد عيد السفرجلاني وهو يومئذٍ شيخ الشام على الإطلاق ، ثم انتقل إلى المدرسة الأمينية وكان فيها من الأساتذة الشيخ كامل البغال . ودرسه أيضاً الشيخ محمد خير الجلاد ، ثم انتقل بعد ذلك إلى الكتّاب وجامع الشيخ عبد الله المنجلاني ، ثم إلى مدرسة الإرشاد و التعليم .
    ولما بلغ عشر سنوات عام 1931 قرأ على الشيخ محمد صالح الفرفور الأربعين النووية و مبادئ الفقه بنور الإيضاح ثم وضعه والده بمهنة الخياطة وكان يعمل حتى منتصف الليل ، فلم يستطع متابعة الشيخ محمد صالح الفرفورفي هذه الآونة .
    عمل بعد ذلك مع والده بحرفة الكلاسة ، وصار يتردد إلى حلقتين حلقة مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ سهيل الخطيب وحلقة الشيخ هاشم الخطيب يقرأ ون فيها القرآن الكريم .
    ثم كان سبب عودته لتلقي العلوم على الشيخ محمد صالح الفرفور أن الشيخ أديب الكلاس كان يحل معضلات الحساب لأخيه الأصغر في صفوف دراسته المتقدمة، فيتعجب أخوه منه ويقول له لو درست معي لحصّلت أعلى الدرجات وكان الأخ الأصغر رمزي وهو أخ لأب لا يستطيع شرح الدروس كما تلقاها من أساتذته . فيقول للشيخ محمد أديب الكلاس لو تذهب معي إلى المسجد ستجد جوابا ًلأسئلتك ا لمركزة ، فقال له : أعلم ذلك وعاد لتلقي العلم بشغف وشوق .

    فلما رآه العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور ثانية رحب به وقال له : وجهك أم ضوء القمر . لما عرف منه من نباهته وفطنته وحفظه . وجعله في حلقة الأستاذ عبد الحليم فارس ، فقرأ عليه كتب الدروس النحوية الجزء الثاني ، وحاز المرتبة الأولى بالامتحان به ، وكانت جائزته هدية من المربي العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور كتاباً الرسالة القشيرية ، وما يزال الكتاب عند الشيخ يعتز به ثم قرأ الكتاب الثالث والرابع و ابن عقيل و البلاغة الواضحة ، وقرأ أيضاً عند الشيخ عبد الرزاق الحلبي بعض متون الفقه ، ثم قرأ علم التوحيد من أمهات الكتب المعتمدة على الشيخ العلامة محمد صالح الفرفور، وتعلم منه جل أبواب العلوم والفنون والمنطق والفرائض والتفسير والحديث والفقه والعروض ومصطلح الحديث والتصوف والتجويد وبعضاً من خلاصة الحساب للإمام العاملي .
    كان الفجر عند الشيخ وقتاً للعبادة ثم وقتاً للدرس في حاشية ابن عابدين ومساءً بعد المغرب متابعة للدروس أما نهار الشيخ أديب فكان عملأً مع والده .
    ولقد حفظ الشيخ ألفية ابن مالك وكتب خلاصة دروسه وكررها للحفظ أثناء عمله في النهار .
    نبغ الشيخ نبوغاً كبيراً وكأنه حوى في صدره كل ما قرأه ووعاه حتى غدا جبلاً من جبال العلم يمشي على الأرض و مع ذلك لم يترك مساعدة والده في عمله ، وكان يحرص على نيل رضاه يعمل معه نهاراً و يتابع تحصيله العلمي ليلاً .

    أراد الله له أن يتفرغ لأمور الدعوة إلى الله تعالى ، فكان إماماً وخطيباً في العديد من مساجد دمشق ، ومدرساً للعلوم التي تلقاها من مشايخه ، ثم كلل الشيخ علومه بالقراءة على العلامة الطبيب الشيخ محمد أبو اليسر عابدين مفتي سوريا الذي كان يقول له : " ليتني عرفتك من قبل " لما أعجبه من علمه ، وإطلاعه ، وتدقيقه لمسائل العلوم ، والحجة البالغة والتواضع والزهد .

    قرأ على الشيخ العلامة محمود فايز الديرعطاني بعضاً من سور القرآن الكريم ، وطالما سر العلامة الديرعطاني منه لنباهته وفطنته وكان يسأل في بعض المسائل فيعجبه جواب الشيخ أديب الكلاس .
    كذلك قرأ على الشيخ فوزي المنّير، وعلى الشيخ أحمد عبد المجيد الدوماني وهو من تلاميذ الشيخ محمد سليم الحلواني شيخ القراء في عصره ، كما قرأ أيضاً القرآن على الشيخ أبي الحسن الخبازو كان معروفاً بإتقانهلكتاب الله عز وجل.


    شيوخه في الإجازة :

    أجازه العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور إجازة عامة بالعلوم الشرعية والعربية وغيرها، كما أجازه الشيخ الطبيب أبو اليسر عابدين مفتي الجمهورية العربية السورية سابقاً .
    أيضاً نال إجازة من الشيخ المربي محمد سعيد البرهاني بالطريقة الشاذلية ، وقد أكرمه الله بإجازة من الشيخ أحمد وهاج الصديقي الباكستاني مولداً والمكي إقامة بالطريقة النقشبندية ، والتشتية، والقادرية ، والسهرودية ، والقلندرية .
    وتبادل الإجازة مع الشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ محمد بن علوي المالكي .
    والشيخ وفي أسفاره إلى الحجاز كان يلتقي مع كبار العلماء و المحدثين ويتبادل الإجازات معهم فإذا حضر بعض طلاب الشيخ أو أولاده ذلك عُرف ذلك وإلا فالشيخ لا يذكر ذلك بلسانه تواصفاً وخشيةً من الله أن يدخله العجب بنفسه ويقول أنا كلاس ما عندي شيء والفضل لله وحده .


    عنايته بالعلم والتعليم والإرشاد :

    برع الشيخ بالمناظرة وإبطال الشبهات ، والرد على أهل الأهواء والملحدين والمبتدعين ، كما أن له شغفاً بالتوحيد وعلم الكلام لذلك فهو صاحب حجة وبرهان وإقناع مع رحابة صدر شديدة وتواضع جم وزهد كبير .
    له حظ كبير في علوم الفرائض والفقه و علوم الآلة ، ولعل أحب علم لديه هو الفقه والتوحيد ولقد وصفه الشيخ أبو اليسر عابدين بأنه يشبه الفاروق ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه لما يتمتع به من طبع يقارع الباطل ولا يخشى في الله لومة لائم .
    وكان ُيدرس في معهد الفتح الإسلامي منذ تأسيسه ، والمدرسة الأمينية ، وبعض الثانويات كدار الثقافة وثانوية الشرق .

    وكان يتواضع لطالب العلم ، ولا يرد طالباً ، وكان إذا طلب منه قراءة متن في مبادئ العلوم أو الفقه لا يصرف الطالب أبداً ويقول له هذه أوقات فراغي إن وجدت ما يناسبك فضع الوقت الذي تريده فنقرأ فيه معك وكان يسأل عن تلامذته وطلابه فيقول : هؤلاء أساتذتي فالعلم يزكو بالإنفاق ، والفضل بيد الله ، وكان لا يصدر عن فتوى إلا بالقول الراجح المعتمد، وإذا ضاق الأمر على السائل ذهب معه إلى أصحاب المذاهب الأخرى المعتمدة إن علم أن له جواباً عندهم .
    فتح الشيخ داره لكل سائل يرجو بذلك ثواب الله وحده ، وما دعي إلى خير و إصلاح ذات البين إلا أجاب ، وما دعي إلى معروف إلا وسعى فيه ليتمه .

    تلاميذ الشيخ :

    تلاميذه هم الذين قرأوا عليه أو حضروا دروسه وهم لا يحصون كثرةً من بلاد العالم الإسلامي كله ، و من الذين تخرجوا من معهد الفتح الإسلامي وقد أجاز الشيخ طلابه الذين تخرجوا من معهد الفتح الإسلامي ، أو واظبوا على درسه ورأى فيهم نباهة طلاب العلم ، فأجازهم جميعاً بإجازاته عن شيوخه بالمعقول والمنقول وأوصاهم التزام المذاهب الأربعة الحنفي والشافعي والمالكي والثابت عن الإمام أحمد بن حنبل ، مع مواصلة العلم والتحصيل والدعاء له في ظهر الغيب .

    من قرأ على الشيخ أحبه ومن سأله مرةً يصادقه ، ومن دخل داره يعلم تواضعه ، ومن سمع كلامه علم إنصافه ، ومن نظر إليه رأى نوره وهيبته .

    وظائفه التي تقلدها :

    شغل الشيخ منصب خطيب في مسجد " تحت القناطر " قرب مكتب عنبر وفي مسجد القطط قرب الجامع الأموي وكذلك مسجد السيدة رقية رضي الله عنها في محلة العمارة ، ثم في مسجد تنكز، وكذلك عمل خطيباً وإماما في جامع الخير في حي المهاجرين، ومدرسا فيه للفتوى ، وأخيراً ًشغل منصب خطيب جامع الحمد على رابية قاسيون المطلة على دمشق ، كما و يدرس في معهد الفتح الإسلامي وفي قسم التخصص بفرعيه للإناث والذكور ودرس في ثانويتين دار الثقافة ، وثانوية الشرق ،والمدرسة الأمينية التي كانت في باب الجابية .

    ُطلب الشيخ إلى التوجيه والتعليم والدعوة في بلاد كثيرة عربية وغير عربية فلم ُيعر اهتماماً لذلك وبقي يقول عن شيوخه وطلابه ولا تنسوا الفضل بينكم.


    بعض أخلاق الشيخ :

    كان الشيخ كريماً يجود بكل ما في يده .

    يتواضع لطالب العلم .

    يكره الظلم ويعين المظلوم .

    من استدان من الشيخ مالاً لا يطالبه بماله ولو لم يعطه .

    لا يحب أن يستأثر بالخير لنفسه ويؤثر غيره على نفسه .

    متأدباً مع شيوخه وأهل العلم .

    صاحب دعابة وتودد ولطف .

    يحب صلة الرحم كثيراً ويقوم بشؤونهم .

    يقدم الدرس وطالب العلم على راحته وأهله .

    لا يحب الظهور ويحب التواضع ويكره المتكبرين .

    يحب الرجوع إلى الصواب ويتمناه لعباد الله

    ينظر في الأشياء وما وراءها ولا يغريه منصب ولا مال .

    يذكر أهل المعروف بالخير دائماً ويشجعهم ويدعو لهم بالخير .

    يحب قضاء حوائج الناس ويحب أن يشفع لهم .

    يحسن إلى صديقه ويقدمه على نفسه .

    فطن لكل كلمة تقال ، وصاحب جواب سريع بالحق .

    إذا سأله فقير أعطاه ما في يده ، أو قال أعطيك بعض متاعي فانظر هل يعجبك شيء فخذه .

    يحب الصراحة والبلاغة ، فيها ويكره الغمز على الناس والتعالي عليهم

    يحب المداومة على الحج والعمرة ويحب أن يبقى شهراً كاملاً فترة الحج يتعبد الله ويتقرب إليه .

    يحب قراءة التاريخ ويذكر عبره لطلابه.

    يحب الخلفاء الأربعة بعد رسول الله ويقول عقيدة المسلم فيهم وأمرهم في الفضل كالخلافة ، ويحب آل البيت ويكرمهم وُيجلهم ويدافع عن الصحابة ولا يذكرهم إلا بخير. ويقول : هكذا المسلم العدل كآل البيت يحبون الصحابة جميعاً ولا ينالون من أحد شيئاً.

    يحب الربانيين من عباد الله الصالحين والأولياء الذين لم يعهد عنهم إلا الاستقامة والعمل الصالح .

    يثق بما عند الله وحده ولا يلتفت إلى شيء سواه

    وكتبه ولده أحمد الكلاس خطيب جامع الحمد وعضو مجلس إدارة معهد الفتح الإسلامي وقرأه عليه فقال الشيخ عافاه الله : اللهم يا تواب .
    http://www.alfatihonline.com/genius/alkallas.htm
    التعديل الأخير تم بواسطة Omarofarabia ; 18-Mar-2010 الساعة 12:27 AM

  2. #2
    كلتاوي فضي

    الحاله : Omarofarabia غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    رقم العضوية: 448
    المشاركات: 706
    معدل تقييم المستوى : 117
    Array

    افتراضي رد: العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.

    الشيخ محمد أديب الكلاس رحمه الله تعالى
    في ذمة الله تعالى

    أسرة مجمع الفتح الإسلامي :

    تنعي للأمة الإسلامية فضيلة العلاّمة المربي بقية السلف الصالح

    الشيخ محمد أديب الكلاس رحمه الله تعالى

    عن عمر ناهز (88) عاما ً أفناها في العلم والتعليم.

    والذي توفاه الله تعالى صباح يوم الأربعاء 21/10/2009م

    نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

    الصلاة عليه في جامع بني أمية الكبير بعد صلاة العصر اليوم (الأربعاء)

    ويدفن في مقبرة باب الصغير

    التعزية في جامع أبي أيوب الأنصاري - الزاهرة

  3. #3
    كلتاوي فضي

    الحاله : Omarofarabia غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    رقم العضوية: 448
    المشاركات: 706
    معدل تقييم المستوى : 117
    Array

    افتراضي رد: العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.

    وفاة الشيخ العلامة المُربي الزاهد الفقيه محمد أديب الكلاس ـ رحمه الله تعالى ـ

    رابطة العلماء السوريين وعلماء بلاد الشام والمعاهد الشرعية والجمعيات الخيرية ينعون إليكم بمزيد من الرضا والتسليم وفاة فقيدهم فضيلة الشيخ المُعمَّر المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ: محمد أديب بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي الكلاس.
    وكان الفقيد نموذجا للعالم العامل الصابر المحتسب الذي لم يداهن أو ينافق ، واختار طريق التربية ونشر العلم ، وتثبيت العقائد في قلوب الناس.
    وقد توفي صباح هذا اليوم 2-ذو القعدة – 1430هـ، في مدينة دمشق... عن عمر يناهز 88 عاماً تقريبا ، وسيصلى عليه عصر هذا اليوم في مسجد بني أمية الكبير، وتقام التعزية بجامع أبي أيوب الأنصاري...

  4. #4
    كلتاوي الماسي
    الصورة الرمزية فياض العبسو

    الحاله : فياض العبسو غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2007
    رقم العضوية: 119
    الدولة: حلب
    الهواية: دينية أدبية تاريخية
    السيرة الذاتيه: طالب علم
    العمل: مدرس
    المشاركات: 2,900
    معدل تقييم المستوى : 132
    Array

    افتراضي رد: العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.

    اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ، واقبله وتقبل منه ، وتقبله عندك في عبادك الصالحين ... واخلفه في ذريته ... وعوض الأمة عن مصابها بعلمائها خيرا .
    [align=center][/align]

  5. #5
    المشرف العام
    الصورة الرمزية ابوالفتح

    الحاله : ابوالفتح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 2
    الدولة: الإمارات والقلب في حلب
    الهواية: الحديث وعلومه
    السيرة الذاتيه: طويلب علم
    العمر: 44
    المشاركات: 2,185
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.

    رحمه الله رحمة واسعة
    [align=center]قل آمنت بالله ثم استقم


    لست كاملا ولا أدعي الكمال لكنني إليه أسعى
    فإن رأيت في ّ اعوجاجا فقوّمني وإن رأيت فيك أقوّمك
    ليس منا إلا من رد و رُد عليه
    رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    [poem=font="Simplified Arabic,5,silver,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/38.gif" border="double,8,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    أموت ويبقى كل ماقـد كتبتـه=فياليت من يقرأ مقالي دعا ليا
    لعل إلهـي أن يمـن بلطفـه=و يرحم َ تقصيري وسوء فعاليا [/poem][/align]

  6. #6
    كلتاوي فضي

    الحاله : Omarofarabia غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    رقم العضوية: 448
    المشاركات: 706
    معدل تقييم المستوى : 117
    Array

    افتراضي رد: العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ محمد أديب الكلاس بن أحمد بن الحاج ديب الدمشقي أصلاً و الكلاس شهرةً و عملاً.

    جلسة الوفاء بجامع التوبة دمشق


    ترجمة العلامة المربي الزاهد الفقيه الشيخ
    محمد أديب الكلاس رحمه الله تعالى



    بسم الله الرحمن الرحيم


    وأفضـل الصـلاة وأتم التسـليم عـلى سـيدنا محمد وآله وصـحبه أجـمعين يـا ربنـا لك الـحمد كـما ينبغي لـجلال وجهك ولـعظيم سـلطانك سـبحانك لا نحصـي ثـناءً عـليك أنت كمـا أثنيت على نفسك صل اللهم وسلم وبارك وعظم وأنعم على سيدنا محمد كما تحب أن يصلى عليه وزدنا يا مولانا حباً فيه حتى نلقاك وأنت راض ٍ عنا .

    إخوتي في الله جلسة الوفاء هذه :هي جلسة عهد مع الله ورسوله لنستقيم على العهد، لا نغير ولا نبدل ،حتى نلقى الله تعالى وهو عنا راض فجزاكم الله تعالى خيراً.

    قال تعالى { ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } آل عمران /104/


    أما والله لا أستطيع ترجمة سيدي الوالد رحمه الله تعالى مـَنْ عرفه فقد عرفه ومن لم يعرفه فقد أحبه :


    كيف الـُّسلـُوُّ وكيف صبري بعده ؟ وإذا دُعيت فإنما أ ُكـْنـَى به


    هو العلامة المربي الزاهـد الفقيه الشيخ محمد أديـب الكلاس بنُ أحمدَ بن ِ الحاج ِ دِيــب الدمشقي أصـلاً و الكلاس شــهرةً ، وعـملا ً، والإمـام والخطـيب دعوة ً، والأدب والتواضـع سـِمـة ً وعلو الهمة شرفا ً، وحـب الـفقراء والمـساكين وطـلاب العلم أخـلاقا ً، واحـترام شـيوخه أدباً ومقارعة الشـُبـَه والباطل عـُمـَرياً، وحـُب الخلفاء بكرياً واحترام آل البيت مودة ً ورحمة.


    ولادته ونشأته :


    ولد في دمشق الشام في حي القيمرية عام 1921 وسمي مـحمـد ديـب الـكلاس . والده جدي أحـمد الـكلاس: كـان مجاهداً ضد المستعمر الفرنسي .


    قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ً إن الحياة عقيدة وجهاد


    وكان والـده رحمهما الله ذا حجة بينة، مستحضراً لكتاب الله عز وجل ، وكانت له شهرة بإتقانه لعمله . ووالدته هي السيدة درية الكلاس، وقد عـُرفت بـِسـَعة الصدر، والأخلاق الحسنة ، والحلم والأدب ، وقد توفيت والشيخ محمد أديب الكلاس غلام ، فقامت ببعض شؤونه أخته ،واسمها بشيرة، وخالته امرأة أبيه، وقد عـُرف منذ صغره بنشاطه وذكائه واعترافه بالحق لغيره.


    تواضعُ سيدي الشيخ لم يكن بدعاً ، كان رداءً ألبسه إياه الله عز وجل ، كان مع أقرانه الأولاد في مكان نشأته إذا اجتمعوا للعب قال: أنا مـَع مـَنْ ؟ ولا يـُنشئ حـَلـَقة أخرى للعب يقارع فيها أقرانه أبداً ، فالتواضع كان سمة فيه منذ صغره .


    شيوخه في تحصيل العلوم :


    أودعه والده في كتاتيب المشايخ لتلقي العلوم النافعة، وهذه مدارسٌ أهلية ٌ تأخذ أقساطاً مقابل تعليم الطلاب، رغبةً منه بنشأته بعيداً عن المدارس الحكومية أيام الاحتلال الفرنسي ، وكان الشيخ رحمه الله تعالى لا يشارك في درس اللغة الفرنـسية ويجلس صامتاً ، لأنـه يـعتقد أن هذه اللغـة هي لغـة المحتـل ، حتى إذا أعيـا الطـلابَ ســؤالٌ أداره الأسـتاذ على أسماعهم ، كان الأستاذ يقول : أنا أعرف من يجيب، إنه أخوكم ورفيقكم تلميذنا الـكلاس، انظروا كيف يجيب فيوقد عنده شعلة التحدي لأنه يعلم الإجابة، فيسأله فيجيبه ، ثم وضعه الأستاذ عريف الصف! تحنناً إليه، وتقرباً ،حتى يشارك في دروس الفرنسية ، وقد رأى منه اجتهاداً وذكاءً ونباهة ً فاق أقرانه .


    ثم دَرَسَ في المدرسة الكاملية ، ثم المدرسة الجوهرية السفرجلانية، حيث أدرك الشيخَ الجليل محمد عيد السفرجلاني وهو يومئذٍ شيخ ُ الشام على الإطلاق ، إن ما أقوله لكم الآن أسمعته لوالدي قبل وفاته رحمه الله، وكان على قوة باقية فيه ثم قرأته عليه فقال : يا تواب ( وأضـفت إليه الآن الشعر وبعض القصص التي عشتها معه أو سـمعتها عن تلامذته) ثم انتقل إلى المدرسة الأمينيـة وكان فيها من الأسـاتذة الشـيخ كامل البغال . ودرسه أيضاً الـشيخ محمد خير الجـلاد ثم انتقل بعد ذلك إلى الكتـّاب ومسجد الشيخ عبد الله المنجلاني، ثم إلى مدرسة الإرشاد والتعليم .


    ولمـا بـلغ عـشر سـنوات - عـام - 1931 قـرأ على الشـيخ الراحل العلامة صاحب النهضات في بلاد الشام ، المغفور له مـحـمد صالح الفرفور الحسني ، الأربعين النووية ، ومبادئ الفقه بنور الإيضاح . ثم وضعـه والـده بمـهنة الخياطة وكان يعمل حتى منتصف الليل ، فلم يستطع متابعة الدروس عند الشيخ محمد صالح الفرفور في هذه الآونة .


    عمل بعد ذلك مع والده بحرفة الكلاسة ، والطين العربي ، وكانت خبرة والده ممتازة جدا ً كالمهندس المتفوق بناء ً وعمارةً ، وإنشاء ،ً وصدقا ً، وصار الشيخ أديـب رحمه الله في تـلك الفترة يـتردد إلى حلقتين ، حلقة مجلـس الصـلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ سهيل الخطيب، وحلقة الشيخ هاشم الخطيب التي يقرأون فيها القرآن الكريم .


    ثم كان سبب عودته لتلقي العلوم على الشيخ محمد صالح الفرفور ، أن الشيخ أديب الكلاس كان مرجعـا ً بـمعضـلات الحساب لأخيه الأصغر في صفوف دراسته المتقدمة ، فيتعجب أخوه منه ويقـول له : لـو دَرَسَت معي لحصلت أعـلى الدرجات ! وكان الأخَ الأصغر واسـمه رمزي وهو أخ لأب ، لا يستطيع شرح الدروس كما تلقاها من أساتذته ، فيقول للشيخ محمد أديب الكلاس لو تذهب معي إلى المسجد ستجد جوابا ًلأسئلتك المركزة، التي تحتاج لأستاذ يجيب عنها، فقال له الشيخ أديب : أعلم ذلك وعاد لتلقي العلم بشغف وشوق. وكان الحافزَ لعودته للعلم قصة ٌ، وحكمة ٌ، وعبرة ٌ.


    وذلك بعدما سمع من صاحب مطبعة الترقي، الأستاذ صالح الحيلاني ، قولا ً بليغا ً عمن يصرف وقته إلى جسده، ويترك العلم والمستقبل والروح، وينشغل بالرياضة ، فقال ذلك الحكيم لولده ِ: يا بني أنا لا أعجب من رجل يحمل مائتي رطل ٍ ولكنني أعجب من رجل يَخـط ُخطـا ً فيغير وجه الأرض، فوقـع هذا الـكلام في مسامـع الشيخ موقع الحق والحضارة فـدخل إلى سماء الله في أرضه – إلى المسجد – لأن المسجد يكون في الأرض ولكن السماء تكون فيه .


    فلما رأى عودته العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور ثانية رحب به وقال له : وجهك أم ضوء القمر ، لما عرف من نباهته وفطنته وحفظه ، وبذلك انضم الشيخ رحمه الله تعالى إلى قوله سبحانه { فلولا نـَفرَ مـِن كـُل ِ فـِرقة ٍمنهم طائفة ٌ ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } سورة التوبة الآية /122/


    ثم جعله الشيخ صالح الفرفور في حلقة الأستاذ عبد الحليم فارس رحمه الله ، وكان قريباً للشيخ صالح الفرفور ، فقرأ عليه كتب الدروس النحوية الجزء الثاني، وحاز المرتبة الأولى بالامتحان به ، وكانت جائزته - هدية من المربي العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور- كتابَ الرسالة القشيرية ، وما يزال الكتاب عند الشيخ يعتز به. ثم قرأ الكتاب الثالث والرابع، وابن عقيل والبلاغة الواضحة ، وقرأ أيضاً عند سيدنا ومولانا الشـيخ عبد الرزاق الحلبي حفظه الله وعافاه بعض متون الفقه . ثم قرأ علم التوحيد من أمهات الكتب المعتمدة على الشيخ العلامة محمد صالح الفرفور، وتعلم منه جـُل أبواب العلوم، والفنون ،والمنطق، والفرائض، والتفسير والحديث، والفقه، والعروض، ومصطلح الحديث والتصوف، والتجويد، وبعضاً من خـُلاصة الحساب للإمام العاملي .


    كان الفجرُ عند الشيخ - رحمه الله - وقتاً للعبادة، ثم وقتاً للدرس في حاشية رد المحتار على الدر المـختار لمرجع الـفقه الحنفي ابـن عـابدين بين يدي الشيخ صالح الفرفور رحمه الله ، ومساءً بعد المغرب متابعة ً للدروس ، أما نهارُ الشيخ أديب فكان عملأً مع والده .


    ولـقد حـفظ الـشيخ ألـفية َ ابن ِ مـالك ، وَكـَتـَبَ خلاصة دروسـه ، وكـررها للـحفظ أثناء عمله في النهار .


    حتى إذا أخذ أجره من والده إنقطع في جامع الفتح للدراسة والحفظ فإذا لم يبقَ معه مال لينفقه على نفسه سأل والده هل هناك عمل؟ فإن لم يكن هناك عمل عاد طاوياً بطنه ، وربما لم يدخل شيء جوفه ثلاثة أيام لا يشرب إلا الماء كان يتعفف لأنه يرى أباه شيخاً مسناً وليس من الرجولة أن يشـارك إخوته الصغار طعامهم، ولا يعلم به إلا الله عز وجل، ولا يتحدث عن ذلك ، موقناً أن رزقه مكتوب لا يغيب وإن تأخر .


    أراد الله له أن يتفرغ لأمور الدعوة إلى الله تعالى ، فكان إماماً وخطيباً في العديد من مساجد دمشق ، ومدرساً للعلوم التي تلقاها عن مـشايخه ، ولم يـَفته وهو عند الشـيخ صـالح ومدرسـاً في معهده أن يقرأ على قبلة العلم في بلاد الشام العلامة الطبيب الشيخ [محمد أبو اليسر عابدين] مفتي سوريا الذي كان يقول له :

    " ليتني عرفتك من قبل" لما أعجبه من علمه ، وإطلاعه ، وتدقيقه لمسائل العلوم ، والحُجة البالغة، والتواضع ، والزهد .


    قرأ رحمه الله تعالى على الشيخ العلامة المقرئ محمود فايز الديرعطاني بعضاً من سور القرآن الكريم ، وكثيراً ما سـُر العلامة الديرعطاني منه لنباهته وفطنته، وكان يـَسألـُه في بعض المسائل، فيعجبه جواب الشيخ أديب الكلاس رحمهما الله.


    كذلك قرأ على الشيخ فوزي المنّير، وعلى الشيخ أحمد عبد المجيد الدوماني ، وهو من تلاميذ الشيخ محمد سليم الحلواني شيخ القراء في عصره ، ولقد أكرمني الله عز وجل فقرأت بمعية سيدي الوالد على ذلك الشيخ الجليل رحمه الله تعالى كما قرأ أيضاً القرآن على الشيخ أبي الحسن الخباز وكان معروفاً بإتقانه لكتاب الله عز وجل.

    نبغ الشيخ نبوغاً كبيراً، وكأنه حوى في صدره كل ما قـرأه ووعـاه ، حتى غدا جـبلاً من جبـال العلم يمشي على الأرض ســمعته يقول عن نفسه وهو تـلميذ وقت الامتحان : أنظرُ في الـسؤال ثم أتذكر كلام الشيخ المدرس، والأستاذ ، فأكتب ما قال فآخذ العلامة التامة .

    ومع ذلك لم يترك مساعدة والده في عمله ، وكان يحرص على نيل رضاه يعمل معه نهاراً، و يتابع تحصيله العـِلمي ليلاً.

    شيوخه في الإجازة :


    أجازه العلامة الـشيخ محمد صالح الـفرفور إجازة عامة بالعلوم الشرعية، والعربية ، وغيرها كما أجـازه الشـيخ الطبيب أبو اليسر عابدين ،ونال أيضاً إجازة من الشيخ المربي محمد سعيد البرهـاني بالـطريقة الشاذلية ، وقد أكرمه الله بإجازة من الشـيخ أحمد وهاج الصديقي الباكستاني مولداً والمكي إقامة بالطريقة النقشبندية ، والتشتية ، والقادرية ، والـسهرورية والقلندرية .

    وتبـادل الإجـازة مع مـولانا الشـيخ الحـافظ عـبد الـرزاق الحلبي حفظه الله في دمشـق ، والشـيخ محـمد بـن عـلوي الـمالكـي في مكة المكرمة .

    والشيخ رحمه الله كان في أسفاره إلى الحجاز يلتقي مع كبار العلماء، و المحدثين من العالم الإسلامي ، ويتبادل الإجازات معهم ، فإذا حـَضرَ بعضُ طلاب الشيخ ، أو أولادُه عُرف ذلك وإلا فالشيخ لا يـَذكرُ ذلك بلسانه تواضعاً وخشية ً من الله أن يـَدْخـُلـَه العـُجب بنفسه ، ويقول : أنا كلاس ما عندي شيء والفضل لله وحده .


    عنايته بالعلم والتعليم والإرشاد :


    بـرع الشـيخ بالمناظرة ، وإبطال الشـبهات ، والرد على أهـل الأهـواء ، والمـلحدين والمبتدعين كما أن له شغـفاً بـالـتوحيد وعلم الكلام ، لذلك فـهو صاحب حـُجة وبـرهان ، وإقناع مع رحـَابة صدر شديدة وتواضع جم وزهد كبير .


    لـه حـظ كبـير في عـلوم الفرائض، والـفقه ، وعلوم الآلة ، ولعل أحب علم لديه هو الـفقه والـتوحيد ، وأذكـر ونحـن نقرأ بين يديه مثالا ً كيف تتعلق القدرة بالممكن فقط فلا تتعلق بالمستحيل ولا تتعلق بالواجب عندما كان يشرح جوهرة التوحيد عند قوله :

    وقدرة ٌ بممكن تعلقت بلا تناهي ما به تعلقت

    فـقال الـقدرة تتعـلق بالممكن ، ولا تتعلق بالمسـتحيل ، مثال ذلك لو أخذتَ ورقة ً مكتوبة ووضعتها على أذنـك أتقـول إن الأذن لـم تقرأ الورقة ؟ لا يـمكن أن تقول ذلك ، لأن وظائف الأذن تتعـلق بالمسـموع فـقط ، فلا نقـول الأذن عـاجـزة ، وكـذلك سـأله مفتي درعا الأسـتاذ (أبا زيد) حفظه الله ، وكان في قسم التخصص، في مجمع الفتح الإسلامي، كيف لا تتعلق القدرة بالمستحيل ؟ فأعطاه دليلا ً في درسه مختصرا ً واضحا ً يزيل كل شبهة ، وقد سـُرًّ به وذكره يوم تعزيته بالشيخ أديب رحمه الله تعالى .


    وصف الشيخ أبو اليسر عابدين الشـيخَ أديبَ الكلاس بقوله إنك تشبه الفاروق (عمر بن الخطاب) رضي الله عنـه لما يتمتع به من طبع يقارع الباطل ، ولا يخشى في الله لومة لائم .

    دَرَّس الشيخ في معهد الفتح الإسلامي منذ تأسيسه بيد الشيخ محمد صالح الفرفور، والمدرسة الأمينية ، وبعض الثانويات كدار الثقافة ، وثانوية الشرق .


    وكـان رحمه الله يتواضع لطلاب العلم ، ولا يـرد طالباً ولو كان مبتدءاً ، و إذا طـُلب منه قراءة متن في مبادئ العلوم أو الفقه ، لا يصرف الطالب أبـداً ويقول له: هذه أوقات فراغي إنْ وجـدتَ ما يناســبك ، فضـع الوقـت الذي تريـده فـنقرأ فيـه مـعك إن شاء الله تعالى .


    ألا رُبَّ مكروب ٍ أجبت َ وخائف ٍ أَجـَرْتَ ومعروف ٍ لديك ومـُعـْجـَب ِ


    إذا سـُئل عـن تـلامـيذه وطـلابه ، فيقـول مـادحاً ومتواضعاً لهم : هـؤلاء أسـاتذتي ، فالعلم يزكـو بالإنفـاق ، والفضـل بيـد الله . وكـان لا يـَصدرُ عـن فتوى إلا بالقول الراجح المعتمد، وإذا ضاق الأمـرُ على السـائل ذهـب معـه إلـى أصـحاب الـمذاهب الأخـرى الـمعتمدة إن علـم أن لـه جواباً عندهم بالراجح من القول .


    فتح الشيخ داره لكل سائل ، يرجو بذلك ثواب الله وحده ، وما دُعي إلى خير و إصلاح ِ ذات البين إلا أجاب، وما دُعي إلى معروف إلا وسعى فيه ليتمه ، فكان في خـُلقه كما مـُدح رسول الله حين عـَرَّف الفرزدق بزين العابدين رضي الله عنه .

    ما قال لا إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم ُ

    (فائدة) نـعم

    فـي البيت هي حرف جوابي مبني على السكون في محل نصب خبر كان حـُرِكَ بالضم للروي أنقلها عن شــيخ القـراء الشيخ كريم راجـح حفظـــه الله


    تلاميذ الشيخ :


    تلاميذه هم الذين قرأوا عليه أو حضروا دروسه ، وهم لا يـُحصَون كثرةً من بلاد العالم الإسلامي كلـِّه ، و من الذين تخرجوا من معـهد الفـتح الإســلامي ، وقد أجاز الشـيخ طـلابه الذين تخرجوا من معـهد الفـتح الإسلامي ، أو واظبوا على درسه ورأى فيهم نباهة طلاب العلم ، فأجازهم جميعاً بإجازاته عن شيوخه بالمعقول والمنقول، وأوصاهم التزام المذاهب الأربعة الحنفي والشافعي والمالكي والثابت عن الإمام أحمد بن حنبل ، مع مواصلة العلم والتحصيل والدعاء له في ظهر الغيب .


    من قرأ على الشيخ أحبه ، ومن سأله مرةً يـُصادِقه ، ومن دخل داره يعلم تواضعه وفرحه بضيف الله ، ومن سمع كلامه علم إنصافه ، ومن نظر إليه رأى نوره وهيبته .


    وأذكر قصة لأحد تلاميذ الشيخ وكان فتىً يقرأ بعض المتون ، طلب الدرس وحده ، وكان سيدي الوالد يقرأ من بعد الفجر فتأخر ذلك الفتى عن وقت الدرس ، فدخل سيدي الوالد إلى غرفة أخرى مستلقياً ، فجاءت والدتي رحمها الله بالطعام فأبى أن يأكل وقال الآن وقت الدرس ولعل الطالب يأتي متأخراً قليلاً ، ثم ما لبث أن غـَفى ، فطـُرق الباب وفتح أخي ، وقال الطارق : أريد أن أدخل إلى الشـيخ لأقرأ له الدرس، فقيل له : نام الشـيخ قال: إذاً لا توقظه ثم انطلق ، واستيقظ والدي فقال : ألم يأتِ ؟ قالوا : بلى ولكننا قلنا إنك نائم ، قال: ويحكم لا تغلقوا باب رزقي مع الله عز وجل ، لا تفعلوا ذلك أبداً أنا والله لو كنت بائعاً أبيع وأشتري ، ثم جاءني رجل يريد أن يشتري بخمس ليرات أفلا أبيعه ؟ وكذلك بيعي وشرائي وربحي مع الله عز وجل بتدريسي العلم والله وحده هو الذي يعطيني الأجر والثواب .


    ترى الحـَمدَ يـَهوي إلى بيته يرى أفضلَ الكسبَ أن يـُحمدا (ولكن عند الله تعالى)


    وظائفه التي تقلدها في دمشق :


    تقلد الشيخ منصبَ خـَطيب ٍ في مسجد " تحت القناطر" قرب مكتب عنبر، ووظيفة إمام في جامع الصحابي الجليل أ ُبي بن كعب الأنصاري في مـدخل الـغوطة الـشرقية ، وفي مسجد القطط بحي القيمرية قرب الجامع الأموي وكذلك مسجدِ السيدة رُقـَية رضي الله عنها في محلة العمارة ، ثم في مسجد تنكز، وكذلك عمل خطيباً وإماما في جامع الخير في حي المهاجرين، ومدرسا فيه للفتوى ، وخطيباً في جامع الشمسية ، ثم أخيراً استقر في جـامـع الحـمـد علـى رابيــة قاسـيون خطيباً ، كما درّس الفقه الحنفي وهو في ريعان شبابه في مسجد العارف بالله الشيخ محي الدين بن العربي .


    وأذكر حادثة ً عندما كان يـُدِّرس في مسجد الخير، وقد طـُلب إليه ذلك ليجمع الشباب على تعلم الفقه ، فتستطيع أن تقول إنه أقرأهم في ذلك المسجد الفقه المقارن ، فكان يقرأ الحُكـَمَ ودليـله وحدث يوم من الأيام أن جلس طالب من الشباب وكان بفكره بعض الشك ، فلما ذ ُكر الشيخ الأكبر قال الشاب : الشيخ الأكفر!! عن الشيخ محي الدين رحمه الله وأعلى قدره، فأغلق والدي الكتاب، ثم نظر إليه وقال: يا ولدي أريد أن أسألك سؤالاً تجيب عليه ، أنت تقول الشيخ الأكفر هـَبْ أننا جعلناك بما يـُعرف اليوم رئيساً لمحكمة الجنايات بيدك قتل إنسان وبيدك إبراؤه مما نسب إليه ، وكنت في زمن دولة إسلامية فيها شيخ الإسلام ، أكنت ترسل سيافك وجندك لقتله في داره لهذا الذي تـَنـْعته بالكفر !؟ أم تـأتـي بـه لتسـأله ؟ قال: آتي به لأسأله ، قال: إذاً هذه واحدة لم تقتله ، فإذا سألتـَه فأجابك جواباً يـُقر به الـشرع أكـنتَ تقتله ؟ قال: لا ، قال هذه ثانية . فإن أجابك جواباً لم تعرف معناه وفقهه ، فأتيت بالعلماء فقالوا: إنه صواب لابأس به ، أكنت تقتله؟ قال: لا، قال: هذه ثالثة. وبدأ يـُعدد حتى عد تقريباً عدد أصابع اليدين ، ثم قال له : فلو قال لك كـلاماً كـُفراً بـَواحاً أ َكنتَ تقتـلـه ؟ قال : نعم ، قال الشيخ: واحدة مقابل عشرة !! يا أخي من كـَفـَّر مؤمناً فقد باءَ بها أحـَدُهما ، أين كتاب الشيخ بخط الشيخ ؟ حتى نقول كتاب الشيخ وخط الشيخ .

    لقد كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفيتورعون أن يكذبوا على عـُلماء وصلحاء الأمة ؟ ثم قال له : [قاعدة أساسية في دين الإسلام] نحن نعتبر كل كلام مخالف للشريعة الإسلامية هو مدسوس على الشيخ محي الدين بن العربي رحمه الله تعالى ، وفي ذلك كل الإنصاف والعدل.


    ُطلب الشيخ إلى التوجيه والتعليم والدعوة إلى الله في بلاد كثيرة عربية وغير عربية فلم ُيعر اهتماماً لذلك ، وفاءً لشيوخه بالسير على نهجهم ، وبقي يقول عن شيوخه [ ولا تنسوا الفضل بينكم.]


    فلا والله لا تـَسْـلاََ َكَ نفسي لـِفـَاحشة ٍ أتـَيـْتَ ولا عـُقـُوق ِ


    بعض أخلاق الشيخ :


    ● كان الشيخ كريماً يجود بكل ما في يده .


    حـَدَثَ مرة ً أن قالت زوجة الشـيخ لقد بـَلـيتْ الجـُبة من أكمامها ، فلابـد من واحدة جـديدة ليـوم الجمـعة ، فقال الشيخ : إن شاء الله ندخر ثمنها وثمن خياطتها . ولما اشتراها الشيخ وخاطها ذهب بها إلى خطبة الجمعة ،وخرج يرتديها يوم السبت لمعهد الفتح وكان المكان قريباً من باب السلام في دمشق القديمة ، وعـاد الشيخ بعد الظهر إلى منزله ولا يلبسها !،فقالت أمي : رحمها الله وَهي زوجته يا سيدي أين الجبة ؟ فقال : عندك بالخزانة ! قالت : أسالك عن الجـُبة الجديدة ؟! فقال : افتحي الخزانة وستجدين جبةً !! فقالت : لعلك نسيتها في المعهد أو في المسجد ، دعني أرسل ولدنا أحمد فيحملها إليك فقال: لا لاتفعلي . فانفعلتْ وحلفتْ أن يـخبرها أين الجبة الجديدة !! فقال : - لا حول ولا قوة إلا بالله - الجبة ذهبت . احمدي الله أنني لم أذهب معها ، قالت : لابد أن تخبرني ، فقال: وهو لا يريد أن يتكلم لقد أَعجبتْ طالباً تركياً فـَأعطيتـُها له ، وقلتُ له هي هدية بارك الله لك بها . فقالت : أوَ فـَعلتَ ؟! قال : نعم والحمد لله أني لم أذهب مع الجـُبة ! - يريد مباستطها ومؤانستها - . فقالت : وما نفعل بالمهترئة القديمة . قال : لابأس بها سأصنع بها بعض ما تعلمته من الخياطة ، وسـتعيـش معنـا عمراً آخر . وكان ذلك .


    ● يتواضع لطالب العلم .

    ● يكره الظلم ويعين المظلوم .

    ● من استدان من الشيخ مالاً لا يطالبه الشيخ بالدين ولو لم يـُرجعه المدين .

    تـَعـِفُ و تـَعـْرِفُ حقَّ القـِرى وتتخذ ُ الحمدَ ذ ُخراً وكنزاً

    ● لا يحب أن يستأثر بالخير لنفسه ، ويؤثر غيره على نفسه .

    ما دَرَى نـَعـْشـُه ولا حاملوه ما على النعش ِ من عـَفاف ٍ وَجود ِ

    ● متأدباً مع شيوخه وأهل العلم ، وهكذا العلماء العاملون .

    ● صاحب دعابة وتودد ولطف . [ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ]

    ● يحب صلة الرحم كثيراً ، ويقوم بشؤون أرحامه .

    جـَميلُ المـُحيـِّا ضاحـِكٌ عند ضـَيفـِه ِ أغرُّ جـَميعُ الرأي ِ مـُشـَتـَركُ الرَّحل ِ

    ● يـُقـَدُم الدرسَ وطالبَ العلم على راحته وأهله، ويقول:هؤلاء رزقي عند ربي [ وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ].

    ● لا يحـب الظهـور ويحـب الـتـواضع ويكـره المتكـبرين ولا يحب مجالسـتهم [ وعبـاد الرحمـن الذيـن يمشـون على الأرض هوناً ]

    ● يحب الرجوع إلى الصواب ويتمناه لعباد الله جميعاً .

    لايُمسكُ الفحشاءَ تحت ثيابه حـُلوٌ شـَمائـِلـُه عفيفُ المـِئـَزر ِ

    ● ينظر في الأشياء بتبصر وما وراءها ولا يـُغـريه منصب ولا مال .

    وَقـُورٌ إذا القوم الكـِرامُ تقاولوا فـَحـُلـَّتْ حـُباهـُم واستـُطـِيرُوا من الجـَهْل ِ

    ● يذكر أهل المعروف بالخير دائماً ويشجعهم على ذلك ويدعو لهم .
    ويقول مشجعاً ما ورد [أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ].

    ● يحب قضاء حوائج الناس ويحب أن يشفع لهم كما يقول صلى الله عليه وسلم : إشفعوا تؤجروا ثم يقضي الله على لسان نبيه ما يريد .

    فلئن صارَ لا يـُجيب لقد كان سميعاً هـَشـَّا ً إذا هو نودي

    ● يحسن إلى صديقه ويقدمه على نفسه .

    إذا القوم قالوا: مـَنْ فتىً لـِمـُلـَّمـِة ٍ فما كـُلُّهـُم يـُدعى ، ولكنه الفتى

    ● فطن لكل كلمة تقال ، وصاحب جواب سريع بالحق .

    لـَبيباً أعانَ اللـُّبَ منه سماحة ٌ خصيباً إذا ما رائدُ الجـَدْب أَوْضـَعـَا

    ● إذا سأله فقير أعطاه ما في يده ، أو قال أعطيك بعض متاعي فانظر هل يعجبك شيء ! فخذه.

    ولقد حـَدَثَ أن جاءه رجل يريد الزواج ، ويشتكي أنه لا يجد المال لذلك ، وقال لـه : يا سـيدي لو ذهـبتَ معي إلى التاجر فلان ، فإنـه سيعطيني المـال، فـقال الـشيخ :رحمـه الله ولكني لا أعرفه . فقـال الـسائل : يـا سـيدي هو يعرفكم ، وذهب معه والدي رحمه الله تعالى ولم يجتمعا بالتاجر فعادا ، ثم طلب في يوم آخر أن ينزل معه الشيخ أديب رحمه الله تعالى ، فلبى طلبه لكنهما لم يجتمعا به للمرة الثانية ، فرجع والدي وقال : يا أخي خذ مكتبتي فبعها ! واشترِ ما تحتاجه فليس عندي غيرها ، أو تأخذ هذه الآرائك ( طقم كنبات ) ( حفر ) لا يوجد مثله اليوم ، فقام الرجل السائل فجعل يقلبه ، وظن أن فيه عيباً ، وتعجب أخي الموجود في منزل الوالد الشيخ أديب واتصل بي هاتفياً وقال : إن في منزلنا رجل نصاب يريد أن يأخذ متاع الشيخ ، أو مكتبته في وضح النهار ويدعي فقره واحتياجه ، فأريد أن تحضر أنت ، وجئت إلى بيت سيدي الوالد الشيخ أديب ، وسلمت عليه فرحب بي ، وقلت : يا سيدي ألم تعلمنا ما ذكره الفقهاء: من موانع الرجوع في الهبة ، وهي مجموعة بحروف دَمـْع ٍ خـَزِقـَة قال: بلى ، قلت : وقلت لنا : إن الزاي للزوجية قال هذا صحيح ، فقلت له : ألم تهب هذه الآرائك لزوجتك أمي ، فقال: نسيت ، ثم التفت إلى الرجل وقال : والله لقد نسيت يا أخي خذ مكتبتي فبعها، وكان قد ظهر شيء من الضيق على الشيخ ، فنظر الرجل كيف صنع واستحى من قلة حيائه وانصرف .


    إذا القوم قالوا: مـَنْ فتىً ؟ خـِلتُ أنني عـُنيت فلم أًَََََََََكـْسـَلْ ولم أتـَبـَلـَّد ِ

    ● يحب الصراحة والبلاغة فيها ، ويكره الغمز على الناس والتعالي عليهم.

    ● يحب المداومة على الحج والعمرة ، ويحب أن يبقى شهراً كاملاً فترة الحج يتعبد الله ويتقرب إليه .

    ● يحب قراءة التاريخ ويذكر عـِبـَره لطلابه.

    فإن تـَكنْ الأيامُ فرَّقنَ بـَيننا فقد بانَ محموداً أبي يومَ وَدَّعـَا

    ● يحب الخلفاء الأربعة بعد رسول الله ويقول : عقيدة المسلم فيهم وأمرهم في الفضل كالخلافة ، ويحب آل البيت ، ويكرمهم ، وُيجلهم ، ويدافع عن الصحابة ، ولا يذكرهم إلا بخير.

    ويقول : هكذا المسلم العدل كآل البيت ، يحبون الصحابة جميعاً ولا ينالون من أحد شيئاً.

    ● يحب الربانيين من عباد الله الصالحين والأولياء الذين لم يـُعرف عنهم إلا الاستقامة والعمل الصالح .

    ● يـثق بمـا عـند الله وحـده ، ولا يـلتـفت إلـى شـيء سـواه ، ويـعرف كـُنـَه الحقيقة وهي : أن العبرة بروح النعمة لا بمقدارها ، وبذلك كان يعيش هادئاً مستريحاً ، كأنْ ليس في الدنيا إلا أشياؤها الميسرة .


    تـَجرَّى عـَلىَّ الناسُ لما فقدتـُه ولو كان حياً لاجترأتُ على الظلم


    وكان رحمه الله يـَخشى من فساد الناس أن يتفاضلوا فيما بينهم بالمال تختلف درجاتهم به وتكون مراتبـُهم على مقداره تكثـُر به مرة ً وتـَقـِلُ مرة – إلا إذا فسدوا بفكرهم – وبطلت قضية العقل الصحيح وتعطل موجب الشرع ، وأصبحت السجايا تتحول، يملكها من يملك المال ويخسرها مـَنْ يخسره، فيكون الدين على النفوس كالدخيل المزاحـِم لموضعه والمتدلى في غير حقه ، وبهذا وللأسف يرجع باطل الغني دِيناً يتعامل الناس عليه ، ودينُ الفقير بـَهـْرَجاً لا يروج عند أحد ، وليس هذا من ديننا ، دين النفس والخلق ، وإنَّ ألفَ بعير يقنوها الرجل خالصة ً عليه ثابتة ً له ، لا تزيد في منزلة دينه قـَدَر نملة ولا ما دونها .

    والحجران – الذهب والفضة – قد يكون شعاعـُهما في هذه الدنيا أضوأ َ من شمسها وقمرها ولكنهما في نور النفس المؤمنة كحصاتين يأخذهما من تحت قدميه ويذهب يزعم لك أنهما على قدر الشمس والقمر .

    هـكذا كـان الشيخ غناه في نفسه ، وثقته بربه ، واتكاله عليه ، رحمـه الله وآنــسه وجعــله مع حبيـبـه المصـطفى وجمـعنـا به في مستقر رحمته .


    صبر على مرض وفاته وكان حامداً لله شاكراً ويقول : أنا عبد لله يفعل بي ما يشاء .


    توفي رحمه الله يوم الأربعاء 21/10/2009 – 3 ذي القعدة /1430 هجرية .

    والناسُ مـَأتـَمـُهـــم عليــه واحــــــدٌ

    في كـُلِّ دار ٍ رَنــَّة ٌ وزَفيـــــــــــــــــرُ

    أمـــا القبــور فـإنـهـن أوانــــــــــــسٌ

    بـجـوار قـبـرك والـديــار قـبــــــــــــور

    ردتْ صـنـائــعــــه إليــه حـيـاتــــــــه

    فـكــأنــه مـِنْ نشــره منـشــــــــور






    رحم الله عـُلماءنا الأجلاء فهو عام الحزنُ والله في دمشق .

    فلم أرَ مـِثلـَهم ماتوا جميعاً ولم أرَ مثلَ هذا العام ِ عاما


    وصُلـِي عليه في مسجد بني أمية الكبير بعد صلاة العصر من يوم وفاته ، وكانت جنازته مهيبة حضرها العلماء ، وخرج فيها عشرات الآلاف من الناس ، ودفن في باب الصغير رحمه الله تعالى وجمعنا به في مستقر رحمته .

    هذا وإنني أشكر الأمة الإسلامية بما أظهرت من حبها لعلمائـها ، كما وأشـكر سـادتنا العلماء وأتوجه إلى الله سبحانه أن يوفق ولاة أمور المسلمين لما يحب ويرضى ، وأن يجعل لهم بطانة خير تعينهم على الحق يا أرحم الراحمين .

    وأشكر فضيلة الأستاذ الداعية المربي الدكتور محمد هشام البرهاني حفظه الله وأمد بعمره وأسأله سبحانه أن ننهج نهج أولئك القوم في الاستقامة والعلم والعمل ، وترك الحقد والحسد لنلقَ الله وهو عنا راض إنه سميع قريب مجيب .


    أخوتي في الله : إن أحسنت فمن فضل الله وحده لا شريك له ، وإن أسأت فمن ذنوبي ، وأسـأل الله أن يعفـو عنـي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


    إن الشيخ في هذه العجالة لم يـُعط َ حقه وهو أعظم من أن يـُتـَرجم في جلسة ٍ واحدة ٍ .


    اللهم اخلفنا خيراً منهم بجاه حبيبك سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .

    كتبها وألقاها ولده الشيخ أحمد الكلاس
    في جلسة الوفاء 8/محرم/1431هـ بجامع التوبة دمشق

المواضيع المتشابهه

  1. العلامة الهمام الفقيه المقرئ عبد الرزاق الحلبي حفظه الله
    بواسطة Omarofarabia في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 04-Feb-2012, 03:21 PM
  2. العلاّمة الرباني الشيخ إبراهيم الغلاييني رحمه الله
    بواسطة Omarofarabia في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-Nov-2007, 04:42 AM
  3. الشيخ محمد سعيد الإدلبي رحمه الله
    بواسطة أبوأيمن في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 21-Oct-2007, 01:19 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •