النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحسن البصري

  1. #1
    كلتاوي فضي

    الحاله : Omarofarabia غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    رقم العضوية: 448
    المشاركات: 706
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array

    افتراضي الحسن البصري

    الحسن البصري

    إشراف د.راغب السرجاني

    نسبه وقبيلته:

    هو أبو سعيد الحسن بن يسار البصري، كان أبوه من أهل ميسان، مولى لبعض الانصار، وأمّه (خيرة) مولاة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم...

    مولده:

    21 هـ، 642 م

    البلد التي ولد فيها:

    المدينة المنورة

    البلد التي عاش فيها:

    البصرة

    طفولته وتربيته:

    نشأ الحسن البصري وتربى في بيت أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت أمه (خيرة) مولاة أم سلمة، وكانت خيرة ربما غابت في قضاء بعض الحاجات فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمّه، فدرّ عليه ثديها فشربه، فيرون أن تلك

    الحكمة والفصاحة من بركة ذلك.

    وكان للبيئة الحسنة التي نشأ فيها الحسن البصري رحمه الله أكبر الأثر في تكوين شخصيته العظيمة وتكاملها، فقد نشأ رحمه الله بين الصحابة والتابعين وتربى على أيديهم ونهل من علمهم، وصفَت نفسه برؤيتهم ومجالستهم والسماع منهم.

    أهم ملامح شخصيته:

    كثرة علمة وسعة اطلاعه وفقهه:

    من أهم ما يميّز الحسن البصري رحمه الله كثرة علمة وسعة اطلاعه وفقهه، وقد ألّف ابن مفرج (315 - 380 ه، 927 - 990 م) كتابًا سمّاه (فقه الحسن البصري) ويقع في سبع مجلدات.

    وفي العصر الحديث ألّف الأستاذ محمد روّاس قلعه جي ( موسوعة فقه الحسن البصري) وتقع في جزأين.

    فصاحته وحسن بيانه:

    كان الحسن رحمه الله تعالى فصيحاً بليغاً، قال حماد بن زيد: سمعت أيوب يقول: كان الحسن يتكلم بكلام كأنه الدر، فتكلم قوم من بعده بكلام يخرج من أفواههم كأنه القيء. وهذا الفرق بين من يخرج كلامه من القلب بنور الكتاب والسنة، وبين من يخرجه بتكلف كأنه يقيء قيئاً. وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج بن يوسف الثقفي، فقيل له: فأيهما كان أفصح؟ قال: الحسن. وقال له رجل: أنا أزهد منك وأفصح، قال: أما أفصح فلا -الزهد لا أزكي نفسي به؛ أما الفصاحة فنعم- قال: فخذ عليَّ كلمة واحدة، قال: هذه. أي: التي أنت قلتها الآن. وقيل للحجاج: من أخطب الناس؟ قال: صاحب العمامة السوداء بين أخصاص البصرة. يعني: الحسن رحمه الله تعالى.

    عبادته وحسن خلقه:

    مع كون الحسن البصري جيد الملبس والمطعم، لكنه كان زاهداً، كان يصوم أيام البيض، والإثنين والخميس، وأشهر الحرم. وحكى ابن شوذب عن مطر قال: "دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء -لا فراش، ولا بساط، ولا وسادة، ولا حصير- إلا سريراً مرمولاً هو عليه، حَشْوُهُ الرمل" والسرير المرمول: الذي نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير، فيسمى مرمولاً. وقال حمزة الأعمى: ذهبت بي أمي إلى الحسن، فقالت: يا أبا سعيد! ابني هذا قد أحببت أن يلزمك، فلعل الله أن ينفعه بك، قال: فكنتُ أختلف إليه، فقال لي يوماً: يا بني! أدم الحزن على خير الآخرة لعله أن يوصلك إليه، وابكِ في ساعات الليل والنهار في الخلوة لعل مولاك أن يطَّلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين هذه الوصية بالبكاء من خشية الله، ودمع العين من هيبة الله تعالى وخوفه، وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي -لم يكن يأمر الناس بالشيء وهو لا يفعل، بل كان يقول ويفعل، ويفعل قبل أن يقول- وربما جئت إليه وهو يصلي، فأسمع بكاءه ونحيبه، فقلت له يوماً: إنك كثير البكاء -دائماً تبكي- فقال: يا بني! ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ، يا بني! إن البكاء داع إلى الرحمة، فإن استطعت أن تكون عمرك باكياً فافعل، لعله تعالى أن يرحمك، فإذا أنت نجوت من النار إذا رحمك ستجد نفسك قد نجوت من النار. قال إبراهيم اليشكري: "ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة". كأنه الآن قبل قليل جرت عليه مصيبة. وقال أحد مَن رآه: "لو رأيتَ الحسن، لقلتَ: قد بُث عليه حزن الخلائق". أي: جُمِعَتْ عليه. وقال يزيد بن حوشب: "ما رأيت أحزن من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما، وكانا قليلاً الضحك والمزاح. لأنه إذا كان كثير البكاء من خشية الله فإن ذلك ولا شك سيؤثر في مزاحه وضحكه، فمن كان كثير البكاء كان قليل الضحك، ومن كان كثير الخشية والهيبة كان قليل المزاح. ومن حسن خلقه: أنه كان سمحاً في بيعه وشرائه، فكان إذا اشترى شيئاً وكان في ثمنه كسر جبره لصاحبه، كان يشتري بريال إلا ربع فيترك الربع للبائع، أو بريال ونصف فيترك النصف للبائع، وما ذاك إلا من طيب خلقه، لا يدقق ويفتش ويأخذ الكسور، وإذا اشترى السلعة بدرهم ينقص دانقاً -لأن الدرهم يقسم إلى دوانق، والدانق بعض الدرهم- كمَّله درهماً، يقول: خذ الدرهم كاملاً، أو بتسعة ونصف كمله عشرةً مروءةً وكرماً. والآن بعض الناس يقولون: هناك صناديق للهيئات الخيرية في البقالات، الهيئة الخيرية أولى من صاحب البقالة، وهذا جيد وطيب، يأخذ هذه القروش ويضعها في هذا الصندوق من صناديق التبرعات، وهذا جيد أنه يجود بهذه الكسور لله تعالى. رأيت مرة منظراً غريباً في أحد البقالات الكبيرة: أجنبي كافر أعطى البائع الريالات وأخذ الفكة ووضعها في الصندوق الخيري، مع أنه كافر! لكن صحيحٌ هو لا ينتفع بها عند الله يوم القيامة؛ لأن الله تعالى لا يجزي الكافر بحسناته يوم القيامة: "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً" لكن يعطونها في الدنيا، إنما يؤثر فيك أن ترى كافراً يتبرع لصندوق الإغاثة، أو لصندوق الفقراء.. وهو كافر!! وباع الحسن -رحمه الله- بغلة، فقال المشتري: أما تحط لي شيئاً يا أبا سعيد؟ -اتفقوا على الثمن ورضوا، فقال المشتري: أما تحط لي شيئاً يا أبا سعيد؟- قال: لك خمسون درهماً، أزيدك؟ -أي: هل تحتاج إلى زيادة؟- قال: لا. رضيت، قال: بارك الله لك. وهذا عين ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في الحديث ودعا: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذا اقتضى).

    شيوخه:

    سمع من عثمان رضي الله عنه وهو يخطب، وشهد يوم الدار، ورأى طلحة وعلياً، وروى عن عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وأبي بكرة، والنعمان بن بشير، وجندب بن عبد الله، وسمرة بن جندب، وابن عباس، وابن عمر، وعمرو بن ثعلب، وعبد الله بن عمرو، ومعقل بن يسار، وأبي هريرة، والأسود بن سريع، وأنس بن مالك، وخلق كثير من الصحابة وكبار التابعين؛ كالأحنف بن قيس، وحطان الرقاشي، وقرأ عليه القرآن...

    مؤلفاته:

    له كتاب في فضائل مكة

    ثناء العلماء عليه:

    قال عنه الزركلي في الأعلام: كان إمام أهل البصرة، وحبر الامة في زمنه، وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النسّاك.

    وقال عنه ابن خلّكان:

    كان من سادات التابعين وكبرائهم، وجمع كل فن من علم وزهد وورع وعبادة...

    وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أفصح من الحسن البصري ومن الحجاج ابن يوسف الثقفي، فقيل له: فأيهما كان أفصح قال: الحسن.

    وقال محمد بن سعد: كان الحسن رحمه الله جامعاً، عالماً، رفيعاً، فقيهاً، ثقةً، حجةً، مأموناً، عابداً، ناسكاً، كثيرَ العلم، فصيحاً، جميلاً، وسيماً.

    وقال الذهبي: كان رجلاً تامَّ الشكل، مليحَ الصورة، بهياً، وكان من الشجعان الموصوفين.

    وقال عنه الصفدي:... الفقيه القارئ الزاهد العابد، سيد زمانه، إمام أهل البصرة، بل إمام أهل العصر.

    وقال عنه الإمام الغزالي: ولقد كان الحسن البصري رحمه الله أشبه الناس كلاماً بكلام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأقربهم هدياً من الصحابة رضي الله عنهم اتفقت الكلمة في حقه على ذلك وكان أكثر كلامه في خواطر القلوب وفساد الأعمال ووساس النفوس والصفات الخفية الغامضة من شهوات النفس؛ وقد قيل له؛ يا أبا سعيد إنك تتكلم بكلام لا يسمع من غيرك فمن أين أخذته؟ قال: من حذيفة بن اليمان. وقيل لحذيفة: نراك تتكلم بكلام لا يسمع من غيرك من الصحابة فمن أين أخذته؟ قال: خصني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان الناس يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه...

    وقال عنه أبو نعيم في حلية الأولياء:

    حليف الخوف والحزن، أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن. الفقيه الزاهد، المتشمر العابد، كان لفضول الدنيا وزينتها نابذاً، ولشهوة النفس ونخوتها واقذاً.

    مواقف من حياته:

    كان بين الحسن البصري وبين ابن سيرين هجرة، فكان إذا ذُكر ابنُ سيرين عند الحسن يقول: دعونا من ذكر الحاكة، وكان بعض أهل ابن سيرين حائكاً، فرأى الحسن في منامه كأنه عريانٌ، وهو قائمٌ على مزبلة يضرب بالعود، فأصبح مهموماً برؤياه، فقال لبعض أصحابه: " امض إلى ابن سيرين، فقص عليه رؤياي على أنك أنت رأيتها "، فدخل على ابن سيرين وذكر له الرؤيا فقال ابن سيرين: " قل لمن رأى هذه الرؤيا، لا تسأل الحاكة عن مثل هذا ". فأخبر الرجل الحسن بمقالته، فعظم لديه، وقال: قوموا بنا إليه، فلما رآه ابن سيرين، قلم إليه وتصافحا وسلم كل واحدٍ منهما على صاحبه، وجلسا يتعاتبان، فقال الحسن: " دعنا من هذا، فقد شغلت الرؤيا قلبي".

    فقال ابن سيرين: " لا تشغل قلبك فإن العري عريٌ من الدنيا، ليس عليك منها علقة. وأما المزبلة فهي الدنيا، وقد انكشفت لك أحوالها، فأنت تراها كما هي في ذاتها، وأما ضربك بالعود، فإنه الحكمة التي تتكلم بها وينتفع بها الناس ".

    فقال له الحسن: " فمن أين لك أني أنا رأيت هذه الرؤيا "؟ قال ابن سيرين: " لما قصها علي فكرت، فلم أر أحداً يصلح أن يكون رآها غيرك "

    وكان الحسن في جنازة وفيها نوائح ومعه رجل فهم الرجل بالرجوع فقال له الحسن: يا أخي إن كنت كلما رأيت قبيحاً تركت له حسناً أسرع ذلك في دينك.

    من كلمات الحسن البصري الخالدة:

    فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحاً.

    ومن كلماته: إن المؤمن يصبح حزيناً ويمسي حزيناً ولا يسعه غير ذلك، لأنه بين مخلفتين؛ بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله يصنع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من المهالك.

    ومن كلماته أيضًا: رحم الله امرءاً عرف ثم صبر، ثم أبصر فبصر؛ فإن أقواماً عرفوا فانتزع الجزع أبصارهم، فلا هم أدركوا ما طلبوا، ولا هم رجعوا إلى ما تركوا، اتقوا هذه الأهواء المضلة البعيدة من الله التي جماعها الضلالة وميعادها النار لهم محنة، من أصابها أضلته، ومن أصابته قتلته. يا ابن آدم دينك دينك فإنه لحمك ودمك إن يسلم لك دينك يسلم لك لحمك ودمك وإن تكن الأخرى فنعوذ بالله فإنها نار لا تطفي، وجرح لا يبرأ وعذاب لا ينفذ أبداً، ونفس لا تموت. يا ابن آدم إنك موقوف بين يدي ربك ومرتهن بعملك، فخذ مما في يديك لما بين يديك. عند الموت يأتيك الخبر، إنك مسئول ولا تجد جواباً، إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همه...

    وقال أيضًا: ابن آدم: إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت تعلم فاعمل.

    وفاته:

    قال رجل لابن سيرين قبل موت الحسن: " رأيت كأن طائراً أخذ أحسن حصاةٍ بالمسجد"، فقال ابن سيرين: " إن صدقت رؤياك؛ مات الحسن ". فلم يكن غير قليل، حتى مات الحسن البصري، فبعد عمرٍ امتدّ ما يقرب من تسعين سنة رحل الحسن البصري إلى الله، فقد توفي بالبصرة سنة 110 هـ، 728م، وغسله أيوب وحميد، وأخرج حين انصرف الناس وازدحموا عليه، حتى فاتت الناس صلاة العصر؛ لم تصل في جامع البصرة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

    من مراجع البحث:

    الأعلام....................................... الزركلي

    وفيات الأعيان................................ ابن خلّكان

    الوافي بالوفيات................................ الصفدي

    إحياء علوم الدين.............................. الغزالي

    حلية الأولياء.................................. أبو نعيم



  2. #2
    كلتاوي الماسي
    الصورة الرمزية صهيب ياس الراوي

    الحاله : صهيب ياس الراوي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 17
    الدولة: العراق
    الهواية: طلب العلم
    العمل: امام وخطيب
    المشاركات: 1,335
    معدل تقييم المستوى : 128
    Array

    افتراضي رد: الحسن البصري

    ماشاء عليك اخي في نقلك الموفق لسيرة هذا الامام الطاهر رضي الله عنه ونفعنا به جزاك الله خيرا ورفعك مقاما عاليا امين


    ياأيها الفرد الحبيب نبهان ياعون الغريب لم يبق لي صبر لحين والقلب ذوبه الحبيب

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-Oct-2010, 08:42 PM
  2. تلبس الجني باالإنسان0000!!!!
    بواسطة سهاد الليل في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-Aug-2008, 02:06 AM
  3. من اعلام الطريقة الشاذلية( الشيخ ابو الحسن الشاذلي)
    بواسطة الحنفي1900 في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-Sep-2007, 01:32 PM
  4. كتاب البرهان المؤيد للامام الرفاعي
    بواسطة الحنفي1900 في المنتدى المكتبة العلمية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-Aug-2007, 08:51 PM
  5. إمام المتكلمين أبو حسن الأشعري
    بواسطة د.أبوأسامة في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-Aug-2007, 10:00 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •