[align=center][/align]
[align=center][/align]
الحمد لله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد :
فإن علم الكلام يعتبر من البدايات الأولى لنشوء الفلسفة الإسلامية، وكان مختصاً بموضوع الإيمان العقلي بالله عز وجل، وغرضه الانتقال بالمسلم من التقليد إلى اليقين، حاول به المتكلمون التصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالاعتقادات القديمة.
ويعرّفه ابن خلدون بأنّه : "علم يتضمّن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلّة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة " (انظر : ابن خلدون، المقدّمة، ص291 ).
وسمي علم الكلام بتسميات مختلفة :
وتسمية علم الكلام أهم تسمية لها وجاءت هذه التسمية من خوض هذا العلم في مسألة كلام الله هل هو مخلوق ؟
ومنهم من يذهب إلى أنه سمي بذلك لأنه يورث قدرة على الكلام في المواضيع الإلهية والتفسير الأول أرجح.
ويسمى كذلك"علم التوحيد" لأن محوره الأساسي هو إثبات وجود الله ووحدانيته.
ويسمى "علم العقائد" لأنه يبحث أساساً فيما يعتقده الإنسان لا فيما يفعله.
وكذلك يسمى أصول الدين
ويسمى "الفقه الأكبر" مقابلة له بفروع الفقه.
وهذه التسميات المختلفة ترجع كلها إلى الموضوع وتوجد تسمية ترجع إلى أهم خصائص المنهج وهي علم النظر والاستدلال.
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم يسألونه عن الحق لصحة الاعتقاد ، ويسألونه عن الباطل والشر للتمكن من المجانبة حتى قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:
" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني " رواه البخاري، كما قال الشاعر:
عرفتُ الشرَّ لا للشرّ لكن لتوقيه * * * ومن لا يعَرف الشر من الناس يقع فيه
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر في زمن الإسلام فرق مختلفة تخالف ما عليه المتمسكون بالكتاب والسنة، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة, وهي الجماعة" رواه ابو داود.
ثم ظهرت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فرق عديدة منها :
القدرية : وسموا بذلك لإنكارهم القدر وعلى رأسهم معبد بن عبد الله الجهني وغيلان الدمشقي، ويقولون بحرية الإرادة ، ويزعمون أن الله تعالى لا يعلم الأمور إلا بعد حصولها ، كما عبر عن ذلك يحيى ابن يَعْمَر حين قال لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم (أي يجمعون العلم)، وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أُنُف ، قال : ( فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم ، وأنهم بُرآءُ مني ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثلَ أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ) .
والجهمية: ويسمّون الجبرية أتباع جهم بن صفوان يقولون إن العبد مجبور في أفعاله لا اختيار له ، وإنما هو كالريشة المعلقة في الهواء يأخذها الهواء يمنة ويسرة، ومن مبادئهم:
القول بخلق القرآن وإنكار رؤية الله في الآخرة وفناء الجنة والنار بعد نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار، والقول بنفي صفات الله تعالى حتى لا يشبه الناس.
يقول الشهرستاني في "الملل والنحل" :
" (الإنسان [عند الجبرية] لا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة، وإنما هو مجبور في أفعاله، لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار، وإنما يخلق اللّه تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، وتنسب الأفعال إليه مجازاً كما تنسب إلى الجمادات ، كما يقال : (أثمرت الشجرة) و(جرى الماء) و(تحرك الحجر) و(طلعت الشمس وغربت) و(تغيمت السماء وأمطرت) و(اهتزت الأرض وانبتت) إلى غير ذلك) ".اهـ
وحكى بعضهم أن جهم بن صفوان الترمذي كان يدعو الناس إلى مذهبه الباطل وحوله أقوام كثيرة فجاء أعرابي ووقف حتى سمع مقالته فأرشده الله تعالى إلى بطلان هذا المذهب فأنشأ يقول : [ طويل ]:
ألا إن جهماً كافر بان كفره * * * ومن قال يوماً قول جهم فقد كفر
لقد جن جهم إذ يسمي إلهه * * * سميعاً بلا سمع بصيراً بلا بصر
عليماً بلا رضياً بلا رضا * * * لطيفاً بلا لطف خبيراً بلا خبر
أيرضيك أولو قال يا جهم قائل* * * أبوك امرؤ حر خطير بلا خطر
مليح بلا ملح بهي بلا بها * ** طويل بلا طول يخالفه القصر
حليم بلا حلم وفي بلا وفا * * * فبالعقل موصوف وبالجهل مشتهر
جواد لا جود قوي بلا قوى * * * كبير بلا كبر صغير بلا صغر
امدحاً تراه أم هجاء وسبة * * * وهزأً كفاك الله يا أحمق البشر
فإنك شيطان بعثت لأمة * * * تصيرهم عما قريب إلى سقر
فألهمه الله عز وجل حقيقة مذهب أهل السنة ورجع كثير من الناس ببركة أبياته وكان عبدالله بن المبارك يقول : إن الله تعالى بعث الأعرابي رحمة لأولئك .اهـ ( انظر : جلاء العينين في محاكمة الأحمدين تأليف : خير الدين الألوسي صفحة : 151).
وقد ذابت القدرية والجبرية في غيرهما من المذاهب ولم يعد لهما وجود مستقل وظهر على أثرهما مذهب المعتزلة.
والشيعة : الذين يرون أن الأحق بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ولما لعلي من المكانة الممتازة في الإسلام أخذوا ينشرون نحلتهم على الناس، ولما جاء العصر الأموي ووقعت المظالم على العلويين ورأى الناس في علي وأولاده شهداء هذا الظلم انتشر المذهب الشيعي وكثر أنصاره.
ومن مبادئهم :
1- إن الإمامة ليست من المصالح العامة التي تفوض إلى نظر الأمة، بل هي ركن الدين، ولا يجوز للنبي إغفالها.
2- عين رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً للخلافة بنصوص ينقلونها ويؤولونها لا يعرفها نقلة الشريعة وأهل الحديث.
3- علي أفضل الخلق في الدنيا والآخرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4- ولم يكن الشيعة على درجة واحدة، بل منهم المغالي والمقتصد وقد اقتصر المعتدلون على تفضيله على بقية الصحابة من غير تكفير أو تفسيق لأحد. واعترفوا بصحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل.اهـ( انظر : تبسيط العقائد الإسلامية لحسن أيوب).
والخوارج : الذين خرجوا على سيدنا علي رضي الله عنه ويكفرون مرتكب الكبيرة ومن رجالهم عبد الله الراسبي ونافع بن الأزرق ونجد بن عامر، ولقد حاربهم علي كرم الله وجهه وهزمهم كما كانت لهم حروب مع الأمويين.
وقد قال الإمام علي في آخر أيامه: "لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه".
وقال عمر بن عبد العزيز في شأنهم: "إني قد علمت أنكم لم تخرجوا مخرجكم هذا لطلب الدنيا أو متاع ولكنكم أردتم الآخرة فأخطأتم سبيلها".( انظر: تبسيط العقائد الإسلامية لحسن أيوب).
والمرجئة : الإرجاء في اللغة : التأخير، وفي الاصطلاح تأخير العمل وإخراجه عن حقيقة الإيمان، قال ابن كثير في بيان سبب تسمية المرجئة بهذا الاسم: " .. قيل مرجئة لأنهم قدموا القول وأرجؤا العمل - أي أخروه "
وهم الذين كرهوا هذا الخلاف بين الشيعة والخوارج وابتعدوا عن الفريقين وأرجؤوا الحكم فيهما لله، وقالوا: العبارة المشهورة لهم: (لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة) بمعنى : لا يعاقب عصاة المؤمنين في الآخرة ، وقد ذابت هذه الفرقة بعد العصر الأموي.
والكرّامية : نسبة إلى مؤسسها محمد بن كرام السجستاني في القرن الثاني الهجري ( ت 255 هـ) وكانت دعوتهم الأولى إلى التجسيم، وزعموا أن المعبود جسم له حد ونهاية، وقالوا إن له وجهاً ويدين، يد لا كالأيدي ووجه لا كالوجوه واثبتوا جواز رؤيته، واعتنقوا فكرة التحسين والتقبيح العقليين، وأن جميع رسل الله ( صلوات الله عليهم ) يعصون الله تعالى في جميع الكبائر والصغائر عمداً حاشا الكذب في التبليغ فأنهم معصومون فيه .
ثم دخلت الفلسفة واشتغل الناس بها ، ونتج عن ذلك أمر خطير هو تحكيم العقل في نصوص القرآن والسنة ، فيما يتعلق بمعرفة الله تعالى ومعرفة صفاته وبأمور الغيب .
والعقل في هذه الجوانب الإيمانية الغيبية عاجز إذا لم يستضئ بأنوار الوحي، لأن شأنه يتعلق بالمحسوسات.
أما ما وراء محسوسات الإنسان فإن العقل عاجز وغير قادر على الحكم فيها ، ولذلك ضلََّ كثير من الناس عندما حكَّموا العقل في أمور الغيب .
ولعل انفتاح هذا العلم على العقل أتاح أمام الفلسفة فرصة التغلغل في مسائله، وبرز هذا الاتجاه في مصنّفات الشهرستاني(548هـ)" نهاية الأقدام في علم الكلام" والفخر الرازي (606هـ) "محصل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين من العلماء والحكماء والمتكلمين" والبيضاوي(685هـ) " طوالـع الأنوار ومطـالع الأنظار" وفي كتاب" المواقف " لعبد الرحمن بن أحمد الإيجي(765هـ) وشرحه للشريف الجرجاني(811هـ).
يقول ابن خلدون عن هذه النقلة في مسار علم الكلام :
"ثمّ توغّل المتأخرون من بعدهم في مخالطة كتب الفلسفة والتبس عليهم شأن الموضوع في العلمين فحسبوه واحداً من اشتباه المسائل فيهما وقد اختلطت الطريقتان عند هؤلاء المتأخّرين والتبست مسائل الكلام بمسائل الفلسفة... كما فعله البيضاوي في الطوالع ومن جاء بعده من علماء العجم في جميع تآليفهم إلاّ أنّ هذه الطريقة قد يعنى بها بعض طلبة العلم للإطّلاع على المذاهب والإغراق في معرفة الحجاج لوفور ذلك فيها " ؟.اهـ( انظر : ابن خلدون، المقدّمة، ص294 ).
ولما ترجم أناس كتب الفلاسفة والملاحدة والثنوية من الفرس في سبيل نشر الإلحاد بين المسلمين ، أمر المهدي ( في العصر العباسي ) العلماء من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على هؤلاء فأقاموا البراهين وأزالوا الشبه وأوضحوا الحق وخدموا الدين.
وسط هذا الاضطراب الفكري والمبادئ التي كونتها كل فرقة لنفسها قام جماعة من المخلصين يشرحون عقائد المسلمين على طريقة القرآن. ومن أشهرهم الحسن البصري، وكان من أثر اختلافه مع تلميذه واصل بن عطاء أن تكونت فرقة المعتزلة التي كان لها الفضل الأكبر في الدفاع عن العقيدة وكان هذا في أوائل القرن الثاني الهجري.
المعتزلة : تعود هذه التسمية إلى كون مؤسس المذهب واصل بن عطاء اعتزل دروس أستاذه الحسن البصري بعد أن اختلف معه في قضية مرتكب الكبيرة أهو منافق أم فاسق أم كافر؛ ويرجع البعض أصل التسمية إلى كون المعتزلة اعتزلوا الصراع السياسي الدائر حول الخلافة منذ مقتل عثمان، وانقطعوا للدين والعلم.
وانتشر مذهب المعتزلة في العراق واعتنقه بعض خلفاء بني أمية كما اعتنقه بعض الخلفاء العباسيين وكان لهم في العصر العباسي مدرستان، إحداهما بالبصرة والثانية ببغداد وقام بين المدرستين جدال وخلاف في كثير من المسائل.
مبادئ المعتزلة:
1- القول بالمنزلة بين المنزلتين فمرتكب الكبيرة الذي مات ولم يتب مخلد في النار وليس مؤمناً ولا كافراً.
2- القول بأن العبد يخلق أفعال نفسه بقدرة أودعها الله فيه.
3- القول بالتوحيد، ولهذا نفوا صفات الله تعالى القديمة حتى لا يشبه المخلوقين، ودعاهم إلى هذا قيام جماعة تجسد الإله وتشبهه بالحوادث.
4- قولهم بأن العقل يحكم بحسن الأفعال وقبحها.
5- القول بخلق القرآن وعدم رؤية الله في الآخرة.
وقد سمي المعتزلة (القدرية) لأنهم وافقوهم في إثبات قدر العباد واختبارهم، كما لقبوا بالجهمية (الجبرية) لأنهم وافقوهم في نفي الصفات وخلق القرآن وعدم رؤية الله تعالى في الآخرة، والمعتزلة يتبرأون من الاسمين.
يقول سعد غراب في بحثه (علم الكلام هل تجاوزه الزمن ؟ ) :
ويعد المعتزلة أول المتكلمين ... فهم في استعمال العقل قد بلغوا أعلى المراتب، وفي مبدأ التوحيد أكدوا بصورة خاصة على وحدة الذات والصفات ونفوا كل صفات خارجة عن الذات، ومن هنا كانت مشكلة خلق القرآن إذ القرآن هو كلام الله فهو إذن صفة من صفاته فلا يمكن أن يكون قديماً كما ذهب إلى ذلك أهل السنة.
ويبدو أن مبدأ قدم القرآن قد أوجد أمام المعتزلة الأولين عراقيل تتعلق بنشر الدعوة الإسلامية في اتجاه النصرانية إذ أن النصارى كثيراً ما يحاجون المسلمين بأن الاعتقاد بألوهية عيسى مطابق في الحقيقة لما ورد في القرآن إذ أنه سمي فيه ( بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ) ( سورة آل عمران : 45 ).
وروى ابن النديم :
أن محمد بن إسحاق الطالقاني سأل قيثون النصراني فقال : ما تقول في المسيح ؟ قال : ما يقوله أهل السنة من المسلمين في القرآن" ( انظر : ابن النديم، الفهرست، ص230 ).
وذكر السكوني خبراً آخر يعبر عن حيرة شبيهة بهذه قال :
" روي أن هارون الرشيد كان له علج طبيب له فطنة وأدب فوَدَّ الرشيد أن لو أسلم فقال له يوماً : "ما يمنعك أن تسلم؟
فقال : " آية في كتابكم حجة على ما انتحله"
قال : " وما هي؟
قال: قوله تعالى عن عيسى عليه السلام : ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" ( سورة النساء : 171 ).
فعظم ذلك على الرشيد وجمع له العلماء فلم يحضرهم جواب ذلك ، حتى ورد قوم من خراسان فيهم علي بن وافد من أهل علم القرآن ، فأخبره الرشيد بالمسألة فاستعجم عليه الجواب ثم خلا بنفسه وقال :
" ما أجد المطلوب إلا في كتاب الله فابتدأ القرآن من أوله وقرأ حتى بلغ سورة الجاثية إلى قوله تعالى : ( وسخر لكم ما في السماوات والأرض وما في الأرض جميعاً منه) ( سورة الجاثية : 13 ) فخرج إلى الرشيد وأحضر العلج فقرأها عليه وقال له : إن كان روح منه يوجب أن يكون عيسى بعضاً منه تعالى وجب ذلك في السموات والأرض " فانقطع النصراني ولم يجد جواباً، فأسلم النصراني وسُرَّ الرشيد بذلك وأجزل صلة ابن وافد." ( انظر : أبو علي السكوني، عيون المناظرات، منشورات الجامعة التونسية، تونس1976، الفقرة 284 ).
وتلاحظون أن الحل الذي وجده ابن وافد مستمد أساساً من النقل فهل يكون هذا إنباء بان علم الكلام الاعتزالي يسير في طريق مسدود بمبالغته في استعمال العقل ودعواه إيجاد حلول لكل المشاكل الدينية بالاعتماد عليه؟
ستتأكد هذه النظرية مع مرور الأيام ولكن مما زاد الأمر تشعباً أن الخلافة العباسية في عهود المأمون والمعتصم والواثق ستجعل هذه النظرية مذهباً رسمياً للدولة تضطهد من أجله القضاة وسائر الفقهاء وكل من لا يقول بخلق القرآن، ومحنة ابن حنبل شهيرة في هذا الصدد ... وسبب ذلك ردود فعل عنيفة في عهد المتوكل وقد عبر أحمد أمين عن كل ذلك بكلمة بليغة عندما قال :
" من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة وعلى أنفسهم جنوا" .اهـ ( انظر : أحمد أمين، ضحى الإسلام، القاهرة، 1965، ص 207 ).
وفي أواخر القرن الثالث ظهر الإمام "أبو منصور الماتريدي" واشتغل بالرد على أصحاب العقائد الباطلة وتكونت منه ومن أتباعه الماتريدية.
أما الأشعرية : فنسبة إلى الإمام "أبو الحسن الأشعري" والذي أعلن انفصاله عن المعتزلة .
كانت العقلانية المفرطة في تفسير الظواهر الدينية عند المعتزلة السبب الرئيس في حدوث أول انصداع هام في صميم علم الكلام بخروج الإمام "أبو الحسن الأشعري" (ت324/935) عن المذهب الاعتزالي، وجل المصادر تجعل السبب المباشر لخروج الأشعري عن الاعتزال مناظرة وقعت بينه وبين شيخه الجبائي (ت303/915) ومحورها الأساسي تفنيد النظرية الاعتزالية القائلة ( بوجوب مراعاة الأصلح من قبل الله تعالى ) وهذه المناظرة تعرف بمناظرة الإخوة الثلاثة ومضمونها:
تناظر الأشعري والجبائي يوماً وسأله عن ثلاثة إخوة ماتوا:
الأكبر منهم مؤمن بر متقي، والأوسط كافر فاسق شقي، والأصغر مات على الصغر لم يبلغ الحلم.
فقال الجبائي: أما الزاهد ففي الدرجات وأما الكافر ففي الدركات بناء على أن ثواب المطيع وعقاب العاصي واجبان على الله تعالى وأما الصغير فمن أهل السلامة لا يثاب ولا يعاقب"
فقال الأشعري :" إن طلب الصغير درجات أخيه الأكبر في الجنة ؟ "
فقال الجبائي : "يقول الله تعالى: الدرجات ثمرة الطاعات"
فقال الأشعري : فإن قال الصغير : ليس مني نقص أو تقصير، فإنك إن أبقيتني إلى أن أكبر لأطعتك ودخلت الجنة"
فقال الجبائي:" يقول الباري تعالى: قد كنت أعلم منك أنك لو بقيت لعصيت ودخلت العذاب الأليم في دركات الجحيم فإن الأصلح لك أن تموت صغيراً "
فقال الأشعري : " إن قال العاصي المقيم في العذاب الأليم منادياً من بين دركات النار وأطباق الجحيم: يا إله العالمين، يا أرحم الراحمين، لم راعيت مصلحة أخي دوني وأنت تعلم أن الأصلح لي أن أموت صغيراً ولا أصير في السعير أسيراً، فماذا يقول الرب؟ فبهت الجبائي في الحال وانقطع عن الجدال." اهـ ( انظر: السبكي، طبقات الشافعية ج2، 245 ).
هذه المناظرة إقرار بعدم الاعتراف للعقل الإنساني بالقدرة الكلية على فهم مختلف الأمور خاصة الماورائية منها.
يقول ابن النديم :
" كان-الأشعري- أولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصرة في يوم الجمعة رقي كرسياً ونادى بأعلى صوته:
" أنا فلان ابن فلان كنت أقول بخلق القرآن وأن الله لا يرى بالأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها وأنا تائب مقلع معتقد للرد على المعتزلة مبين لفضائحهم ومعائبهم..." .اهـ ( انظر : ابن النديم، الفهرست، ط فلوغل ،ص181 ).
وبذلك أعلن الإمام أبو الحسن الأشعري مبادئه الجديدة التي وافق عليها خيرة علماء المسلمين وظهرت بهذا فرقة الأشاعرة ومن هاتين الفرقتين ( أي : الماتريدية والأشاعرة ) تكونت جماعة أهل السنة.
فكانوا يفهمون من الآيات القرآنية مسائل العقائد وما أشبه عليهم منها حاولوا فهمه بما توحيه أساليب اللغة ولا تنكره العقول فإن تعذر عليهم توقفوا وفوضوا.
وملأ أبو الحسن الأشعري ـ رحمه الله تعالى ـ الدنيا بكتبه وكتب أصحابه في السنة والرد على أصناف المبتدعة والملاحدة، وتفرق أصحابه في بلاد العراق وخراسان والشام وبلاد المغرب ومضى لسبيله، وبعد وفاته استعاد المعتزلة بعض قوتهم في عهد بني بويه لكن الإمام ناصر السنة أبا بكر الباقلاني قام في وجههم وقمعهم بحججه، وبعث في جملة من بعث من أصحابه إلى البلاد أبا عبد الله الحسين بن عبد الله بن حاتم الأزدي إلى الشام ثم إلى قيروان وبلاد المغرب فدان له أهل العلم من أئمة المغاربة حتى وصل إلى صقلية والأندلس، وقام بنشر المذهب الأشعري في الحجاز راوي الجامع الصحيح الحافظ أبو ذر الهروي وأخذ عنه من ارتحل إليه من العلماء.
كان المطلوب من علم الكلام الدفاع عن الإسلام ونشر تعاليمه لدى غير المسلمين، ولكنه بعد هذا التمزق والتفرق أصبح شحذ أسلحة حروب فكرية داخلية، هذه الحروب الكلامية الداخلية التي شنها المسلمون على بعضهم البعض آلت في كثير من الأحيان إلى التبديع والتكفير ، واعتبر انحرافاً خطيراً في علم الكلام تفطن إليه الإمام الغزالي وقاومه بشدة عندما بدأ في أوائل كتابه " فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة" بهجوم عنيف على التقليد لأن بعض الناس قد لاموه لأنه خالف بعض كتبه" الأصحاب المتقدمين والمشائخ المتكلمين وأن العدول عن مذهب الأشعري ولو قيد شبر كفر..." ( انظر : الغزالي، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، ط دار الحكمة، دمشق،1986، ص 32 ).
ويجيب الإمام الغزالي قائلاً :
ولِمَ صار الباقلاني أولى بالكفر بمخالفة الأشعري من الأشعري بمخالفته الباقلاني؟ ولما صار الحق وقفاً على أحدهما دون الثاني أكان ذلك لأجل السبق في الزمن؟ فقد سبق الأشعري غيره من المعتزلة، فليكن الحق للسابق عليه..." ( انظر : فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، ص 40 ).
وكان هذا الانفصام بين المتكلمين وواقع الحياة الإسلامية قد جعل البحوث الكلامية تتقوقع ، ووقع التفريق بين ما سمي بطريقة المتقدمين وطريقة المتأخرين.
وأرى أن في كلام المتقدمين من المتكلمين ما ينبغي أن يسترشد به القائمون بالدفاع عن الدين في كل عصر، فيجب على المسلمين أن يتفرغ منهم جماعة لتتبع الآراء السائدة في طوائف البشر والعلوم المنتشرة بينهم وفحص كل ما يمكن أن يأتي من قبله ضرر للمسلمين لاسيما في المعتقد ، فيدرسون هذه الآراء والعلوم دراسة أصحابها أو أكثر ليجدوا فيها ما يدفعون به الشكوك التي يستثيرها أعداء الدين بوسائط عصرية حتى إذا صوّب أحدهم سهامه نحو التعاليم الإسلامية في العقيدة والأحكام ردوها إلى نحره ، فإن لم يفعلوا ذلك يسهل على الأعداء أن يجدوا مراتع خصبة بين المسلمين تنبت فيها بذور تلبيساتهم ووساوسهم بحيث يصعب اجتثاث عروقها ، وتسري سموم الإلحاد في قلوب خالية تتمكن فيها فيهلك الحرث والنسل .
فتبين من ذلك أن نشأة علم الكلام كان ضرورة وقتها دعت إليها الحاجة للرد على أهل البدع من المعتزلة والمجسمة وغيرهما من الفرق الضالة.
قال القاضي أبو المعالي بن عبد الملك ( كما في تبيين كذب المفتري : 354- 355 ) :
"من اعتقد أن السلف الصالح رضي الله عنهم نهوا عن معرفة الأصول وتجنبوها أو تغافلوا عنها وأهملوها فقد اعتقد فيهم عجزاً وأساء بهم ظنّاً لأنه يستحيل في العقل والدين عند كل من أنصف من نفسه أن الواحد منهم يتكلم في مسألة العول وقضايا الجد وكمية الحدود وكيفية القصاص بفصول ويباهل عليها ويلاعن ويجافي فيها ويبالغ ويذكر في إزالة النجاسات عشرين دليلاً لنفسه وللمخالف ويشقق الشعر في النظر فيها ثم لا يعرف ربه الآمر خلْقَه بالتحليل والتحريم والمكلّف عباده للترك والتعظيم فهيهات أن يكون ذلك، وإنما أهملوا تحرير أدلته وإقرار أسئلته وأجوبته فإن الله سبحانه وتعالى بعث نبينا محمداً صلوات الله عليه وسلامه فأيده بالآيات الباهرة والمعجزات القاهرة حتى أوضح الشريعة وبيَّنها وعلَّمهم مواقيتها وعينها فلم يترك لهم أصلاً من الأصول إلا بناه وشيده ولا حكماً من الأحكام إلا أوضحه ومهده لقوله سبحانه وتعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{44} [سورة النحل]، فاطمأنت قلوب الصحابة لما عاينوا من عجائب الرسول وشاهدوا من صدق التنزيل ببداءة العقول والشريعة غضة طرية متداولة بينهم في مواسمهم ومجالسهم يعرفون التوحيد مشاهدة بالوحي والسماع ويتكلمون في أدلة الوحدانية بالطباع مستغنين عن تحرير أدلتها وتقويم حجتها وعللها، كما أنهم كانوا يعرفون تفسير القرءان ومعاني الشعر والبيان وترتيب النحو والعروض وفتاوى النوافل والفروض من غير تحرير العلة ولا تقويم الأدلة. ثم لما انقرضت أيامهم وتغيرت طباع مَن بعدهم وكلامهم وخالطهم من غير جنسهم وطال بالسلف الصالح والعرب العرباء عهدهم أشكل عليهم تفسير القرءان ومَرَن عليهم غلط اللسان وكثر المخالفون في الأصول والفروع واضطروا إلى جمع العروض والنحو وتمييز المراسيل من المسانيد والآحاد من التواتر وصنفوا التفسير والتعليق وبينوا التدقيق والتحقيق، ولم يقل قائل إن هذه كلها بدع ظهرت أو أنها محالات جمعت ودونت بل هو الشرع الصحيح والرأي الصريح، وكذلك هذه الطائفة كثّر الله عدَدهم وقوى عُدَدهم، بل هذه العلوم أولى بجمعها لحرمة معلومها فإن مراتب العلوم تترتب على حسب معلوماتها والصنائع تكرم على قدر مصنوعاتها، فهي من فرائض الأعيان وغيرها إما من فرائض الكفايات أو كالمندوب والمستحب، فإن من جهل صفة من صفات معلومة لم يعرف المعلوم على ما هو به، ومن لم يعرف البارئ سبحانه على ما هو به لم يستحق اسم الإيمان ولا الخروج يوم القيامة من النيران " اهـ.
لقد علمنا فيما مضى أنه كان جانب من منهج الأشعرية في ردِّ ضلالات الفلاسفة والمعتزلة أنهم قاوموا ضلالاتهم بمثل أسلحتهم ، وخاطبوهم بلغتهم ، وناقشوا معهم أموراً بعيدة عنا اليوم ، وبعيدة أيضاً عما كان عليه الناس في عصر الصحابة رضي الله عنهم ، لكن هذه الضلالات كانت مطارق تطرق أسماع الناس في ذلك الزمن وما بعده صباحاُ ومساءً , بحيث لا يستطيعون التغافل عنها وهم يرون تأثر الناس بها ، وقد أطلق على ذلك الجانب فيما بعد اسم ( علم الكلام ) وكان مرتبطاً بفلسفة اليونان .
كان علم الكلام من أهمّ العلوم في أوج ازدهار الثقافة الإسلامية ، وذلك جليّ في قول الجاحظ المعتزلي:
" إنّه لولا مكان المتكلّمين لهلكت العوامّ من جميع الأمم، ولولا مكان المعتزلة لهلكت العوامّ من جميع النحل" (الجاحظ، الحيوان طبعة عبد السلام هارون، القاهرة، ج 1، ص 620 )
وإذا اجتهد بعض أهل العلم في ذلك الزمن ورأوا أن الحاجة ملحة إلى ذلك المنهج فإن بعض المحققين من العلماء رأوا أنه لا حاجة إليه في العصور اللاحقة أيضاً.
ولكن محمّد عبده رأى الحاجة ملحّة إلى علم الكلام الجديد لنهضة الإسلام الجديدة وذلك من خلال مجموع دروسه المجموعة في كتاب" رسالة التوحيد" ولكنّ محاولته ما لبثت أن استحالت إلى التصلّب .
ويرى سعد غراب أنّ حاجة الفكر الإسلاميّ إلى علم الكلام ملحّة فيقول :
" فالحقيقة أنّه لابدّ من مراجعة كلّية لعلم الكلام حسب مفهومه القديم، لا شكّ أنّ الإسلام ما زال في حاجة إلى "دفاع عنه" ضدّ المذاهب الإلحاديّة المختلفة والأديان التي تناصبه العداء ومختلف تحدّيات العصر لكن ليس بالصورة المَرَضيّة المتخلّفة وبطرق الحجاج التي استعملت في القرون الماضية." ( انظر : سعد غراب، علم الكلام هل تجاوزه الزمن؟ ضمن سلسلة الدروس العموميّة، كليّة الآداب بمنّوبة، عدد1، منشورات كليّة الآداب بمنّوية،1990 ص : 127 ).
حتّى أنّ الإمام الغزالي اعتبر أنّ "الخوض في هذا العلم مهمّ في الدين... إذ أنّ مقصوده إقامة البرهان على وجود الربّ تعالى وصفاته وأفعاله وصدق رسله."
ثم قال :
" فالخوض في هذا العلم وإن كان مهمّا فهو في حقّ بعض الخلق ليس يهمّ بل المهمّ تركه." ( انظر : الغزالي، الاقتصاد في الاعتقاد، طبعة أنقرة، 1962، ص4 ـ 6 )
وألّف كتاباً وسمه بـ "إلجام العوام عن علم الكلام" .
حتى قال ابن خلدون :
" إنّ هذا العلم الذي هو علم الكلام غير ضروري لهذا العهد على طالب العلم إذ الملحدة والمبتدعة قد انقرضوا والأئمة من أهل السنّة كفونا شأنهم فيما كتبوا ودوّنوا من الأدلّة العقليّة." ( انظر : ابن خلدون، المقدّمة، ص294 ).وبذلك تصلب هذا العلم حتى تكلس.
وهذا هو منهج الإمام النووي وابن الصلاح وإمام الحرمين في التحذير من علم الكلام.
قال الإمام النووي في مقدمة كتابه ( المجموع ) في فصل آداب الفتوى عن ابن الصلاح رحمهما الله تعالى :
" إن المفتي يمتنع عن الفتوى في مسائل علم الكلام ، ويمنع مستفتيه من الخوض فيه ، أو شيء منه وإن قلَّ "
وذكر أن ذلك هو الصواب من أئمة الفتوى وهو سبيل سلف الأمة وأئمة المذاهب المعتبرة وأكابر العلماء والصالحين .
ثم قال :
" والمتكلمون من أصحابنا معترفون بصحة هذه الطريقة ، وأن الغزالي كان منهم في آخر أمره وأنه كان شديد المبالغة في الدعاء إليها والبرهنة عليها ، ثم نقل مثل ذلك عن إمام الحرمين وغيره ، بل نقل عن الغزالي أن مَن يدعو العوام إلى الخوض في صفات الله تعالى كالخوض في صفة الكلام ليس من أئمة الدين وإنما هو من المبطلين" . اهـ (النووي ، المجموع الجزء الأول صفحة 87 ـ 88 ).
وكان شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري سيفاً مسلولاً على المتكلمين فألف كتابه : " ذم الكلام وأهله ".
وهكذا بقي علم الكلام في مرحلة الترديد والتكرار فترة من الزمن إلى أن فقد الإضافة التي تكفل له الاستمرار، وبذلك تحجّر هذا العلم ليصبح متْحَفيّاً بعد أن انغلق عند نقطة الإمام الأشعري الذي يرى ابن حجر الهيتمي أنّه :
"بيّن مناهج الأوّلين ولخّص موارد البراهين لم يحدث فيه بعده سلف إلاّ مجرّد الألقاب والاصطلاحات وقد حدث ذلك في كلّ فنّ من الفنون." ( انظر : ابن حجر الهيتمي، الفتاوى الحديثيّة، مطبعة التقدّم العلمية، القاهرة، 1346 هـ، ص.207 ).
وأخيراً :
إن لنشأة هذا العلم ( أعني علم الكلام ) أسباب داخلية وأخرى خارجية.
أما الأسباب الداخلية فهي:
1- تعرض القرآن بجانب دعوته إلى التوحيد لأهم الفرق والديانات التي كانت منتشرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليهم ونقض أقوالهم، فكان طبيعياً أن يسلك علماء المسلمين مسلك القرآن في الرد على المخالفين، وكلما جدد المخالفون وجوه الطعن جدد المسلمون طرق الرد.
2- انتهى العصر الأول في إيمان خالص من الجدل، ولما فرغ المسلمون من الفتح واستقروا أخذوا ينظرون ويبحثون، فاستتبع هذا اختلاف وجهة نظرهم فاختلفت الآراء والمذاهب.
3- خلافهم في المسائل السياسية كان سبباً في الخلاف الديني، وأصبحت الأحزاب فرقاً دينية لها رأيها: فحزب "علي كرم الله وجهه" تكون منه الشيعة، ومن لم يرض بعلي رضي الله عنه تكوَّن منهم الخوارج، ومن كره خلاف المسلمين كَّن فرقة المرجئة وهكذا.
أما الأسباب الخارجية فهي:
1- كثير ممن دخل الإسلام بعد الفتح كان من ديانات مختلفة يهودية ونصرانية ومجوسية وصابئة وبراهمة وغيرها وقد أظهروا أحكام شرائعهم في لباس دينهم الجديد.
2- جعلت الفرق الإسلامية الأولى وخاصة المعتزلة همها الأول الدفاع عن الدين، والرد على المخالفين، وكانت البلاد الإسلامية معرضاً لكل الآراء والديانات، يحاول كل فريق تصحيح رأيه وإبطال رأي غيره، وقد تسلحت اليهودية والنصرانية بالفلسفة فدرسها المعتزلة ليستطيعوا الدفاع بسلاح يماثل سلاح المهاجم.
4- حاجة المتكلمين إلى الفلسفة اضطرتهم إلى قراءة الفلسفة اليونانية والنطق والتكلم في شأنها والرد عليها.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع :
1ـ ابن خلدون، المقدّمة.
2 ـ الشهرستاني ،الملل والنحل .
3 ـ خير الدين الألوسي ، جلاء العينين في محاكمة الأحمدين.
4 ـ حسن أيوب، تبسيط العقائد الإسلامية.
5 ـ سعد غراب ، علم الكلام هل تجاوزه الزمن ؟
6 ـ ابن النديم، الفهرست.
7 ـ السكوني، عيون المناظرات، منشورات الجامعة التونسية، تونس1976، الفقرة 284.
8 ـ أحمد أمين، ضحى الإسلام.
9 ـ الإمام السبكي، طبقات الشافعية.
10 ـ حجة الإسلام الغزالي، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة.
11 ـ القاضي أبو المعالي بن عبد الملك، تبيين كذب المفتري.
12 ـ الجاحظ، كتاب الحيوان.
13 ـ حجة الإسلام الغزالي، الاقتصاد في الاعتقاد.
14 ـ الإمام النووي ، المجموع.
15 ـ ابن حجر الهيتمي، الفتاوى الحديثيّة.
المفضلات