وعندها قال الرسول صلى الله عليه وسلم
أمؤمنون أنتم ؟
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة ذات يوم ، وسألهم:
أمؤمنون أنتم ؟
فسكت الصحابة رضي الله عنهم .
ثم تكلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقال: مؤمنون والحمد لله ، يا رسول الله .
فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم:
إن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة إيمانكم يا عمر ؟
فقال الفاروق رضي الله عنه وأرضاه:
نؤمن بالقضاء ، ونصبر على البلاء ، ونشكر على الرخاء ...
فعندها قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
مؤمنون ورب الكعبة .
كيف أصبحت يا حارثة ؟
وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم ، حارثة بن مالك الأنصاري رضي الله عنه ،
كيف أصبحت يا حارثة ؟
فقال حارثة رضي الله عنه:
أصبحت مؤمنا يا رسول الله .
فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم:
إن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة ما تقول ؟
فقال حارثة:
عزفت نفسي عن الدنيا ، فاستوى عندي ذهبها ومدرها ...
وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، وإلى أهل الجنة كيف ينعمون في الجنة ،
وإلى أهل النار كيف يعذبون في النار ...
فعندها قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
عرفت فالزم ، عبد نور الله قلبه بالإيمان ...
فقال حارثة: ادع الله لي يا رسول الله ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ، بخير ...
فاستشهد في إحدى الغزوات ... فجاءت أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت:
أخبرني يا رسول الله عن حارثة ، إن كان في الجنة صبرت واحتسبت ، وإلا بكيت وجزعت .
فقال لها الحبيب صلى الله عليه وسلم:
أو هبلت يا أم حارثة ، تقولين جنة ، إنها جنان ، وإن حارثة أصاب الفردوس الأعلى .
كيف أصبحت يا حنظلة ؟
سأل الصديق أبو بكر رضي الله عنه ، حنظلة ، كيف أصبحت يا حنظلة ؟
فأجابه حنظلة قائلا: نافق حنظلة !
فتعجب أبو بكر من كلام حنظلة ، وقال له: كيف تقول ذلك يا حنظلة ؟
فقال حنظلة: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيحدثنا عن الجنة والنار ،
كأنا رأي العين ... فإذا فارقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عاشرنا وعافسنا الزوجات والأولاد والضيعات ، فنسينا كثيرا ... فقال له الصديق رضي الله عنه: وأنا أجد مثل ما تجد ... هيا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فذهبا إلى الحبيب المحبوب عليه الصلاة والسلام ، وأخبراه الخبر ...
فعندها قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
لو تدومون على الحال التي عندي ، لصافحتكم الملائكة في الطرقات وعلى فرشكم ...
ولكن ساعة وساعة يا حنظلة ، ساعة وساعة ، ساعة وساعة .
كيف أصبحت يا حذيفة ؟
روي عن سيدنا عمر ( رضي الله عنه ) أنه لقي حذيفة بن اليمان فقال له :
كيف أصبحت يا حذيفة ؟ فقال : أصبحت أحب الفتنة وأكره الحق وأصلي بغير وضوء ،
ولي في الأرض ما ليس لله في السماء . فغضب عمر غضبا شديداً ،
فدخل علي ابن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) فقال له : يا أمير المؤمنين ،
على وجهك أثر الغضب ! فاخبره عمر بما كان له مع حذيفة .
فقال له : صدق يا أمير المؤمنين ، يحب الفتنة ، يعني المال والبنين ،
لأن الله تعالى قال :"إنما أموالكم وأولادكم فتنة ".
ويكره الحق ، يعني الموت. والموت حق .
ويصلي بغير وضوء، يعني أنه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ،
بغير وضوء في كل وقت .
وله في الأرض ما ليس لله في السماء ، له زوجة وولد وليس لله زوجة وولد .
فقال عمر : أصبت وأحسنت يا أبا الحسن ، لقد أزلت ما في قلبي على حذيفة بن اليمان .
وقال له: بئس المقام بأرض لست فيها يا أبا الحسن .
كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟
دخل المزني على شيخه الإمام الشافعي رحمهما الله تعالى ، في مرضه الأخير ...
فسأله: كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟
فقال الشافعي رحمه الله:
أصبحت عن الدنيا راحلاً وللإخوان مفارقاً ، ولكأس المنية شارباً ، ولسوء عملي ملاقياً ،
ولا أدري ، هل نفسي صائرة إلى الجنة فأهنيها ، أم إلى النار فأعزيها ...
ثم أنشد يقول:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي = جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته = بعفوك ربي ، كان عفوك أعظما
المفضلات