أدب يا هو
أدب مع الله تعالى: ظاهره وباطنه مع الله، يستحيي أن يطلب من غير الله، أو يعتمد في شيء على سواه، أو يجعل له وجوداً معه، أو حظاً لنفسه بغيره، أو إرادة بغير مراده.
أدب مع الله تعالى: لا يخشى إلا الله، ولا يغفل عنه، ولا تأخـذه في الله لومة لائم .
أدب مع الله تعـالى: ينفذ فيه أوامر الله ويجتنب فيه نواهيه .
أدب مع الله تعالى: يمتحن فيه نفسه بأقداره عز وجل، فيفترض أن يبتليه بفقد زوجته أو ولده أو أي شيء آخر، فلا يجد إلا تفويضا وتسليماً لمولاه .
أدب مع الله تعالى: لا تتطلع نفسه إلى حظ في ولاية أو كرامة أو جاه أو مشيخة.. بل حظوظه في الله لأنه سبحانه وتعالى هو الله لا لشيء آخر.
أدب مع الله تعالى : يصور فيه نفسه جليسا لله تعالى يحافظ فيه على الطـهارة ولا يتجرد في حمام أو غيره
وأدب مع القرآن : يستمع إليه بتدبر ويبكي .
وأدب مع أشياخه : لا يأكل معهم، ويحفظ ودّهم . قال رضي الله عنه : ((كنّا مع أشياخنا مؤدَّبين لا نأكل معهم، من علّمني حرفاً كنت له عبداً )).
وأدب مع طالب العلم: إذا دعاه قال له: يا شيخ....
وأدب مع زوجته: لا يخاطبها باسمها! بل: يا أمّ أحمد . .
وأدب مع أبنائه: لا يدعوهم بأسمائهم بل: يا ابني، يا ولدي .
وأدب في الطريق : نظره على قدميه، قال رضي الله عنه : نظري على قدمي، فإذا سلّم عليّ أحد بدأته بـــ : اللهم صلّ على سيدنا محمد، كيف قلبك مع الله؟ وتركته، حتى لا يتكلم معي بأمور الدنيا . .
وأدب مع الأرض: لا يبصق عليها ولا يتمخط إلا في الأماكن المخصصة.
وأدب مع الجمادات والنباتات: يتلطّف بها، كما لو أنها كائنات حيّة، ويعطي كل ذي حق حقه، فالصابون يغسله بعد أن يغتسل به، والجورب يرتبه ويضعه في مكان يناسبه وقس على ذلك .
وأدب مع النساء، قال رضي الله عنه : : ((أحفظ عيني من النظر إلى النساء كما أحفظ قلبي من الشرك،
أدب مع الناس: لا ينادي أحداً بصريح اسمه بل بكنيته، ولا من وراء جدار!
أدب مع الناس: لا يكشف سترا، ولا يتتبع عورة، ولا ينتقد ولا يسيء الظن ولا ينمّ ولا يغتاب ولا يرى لنفسه فضلا أو مِنَّة على أحد، فإن ظهر له من أحد عيب أو نقص قال: (( الحمد لله الذي عافاني)) ويعتبر بتقصير المقصر ويقول : المقصر أو المسيء يقول لنا : هكذا أنا فلا تكن مثلي . ويلحظ المؤدب فيستفيد من أدبه، وغير المؤدب فيؤدب ـــ بالاعتبار ـــ به نفسه ولا ينسب لنفسه شيئا من الفضل، بل ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشاءُ واللهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظيمِ [الجمعة 4] فــ (أدب يا هو) تشمل عنده الأدب في كل شيء ومع كل شيء، بل هو على مجمل آدابه يقول عن نفسه رضي الله عنه : هذه اللحية تحت كل شعرة منها أدب محمّدي.
المفضلات