الرحمن علم الفرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بسم الله الرحمن الرحيم

«الرحمن علم القرآن خلق الإنسان» (2)

يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده : لماذا قدم الله «علم القرآن» على «خلق الإنسان» ؟ مع أنه حسب تصورنا القاصر كان ينبغي أن يقول: الرحمن خلق الإنسان علمه القرآن.

والجواب هو أن الله قال : «الرحمن علم القرآن» وعلَّم في اللغة العربية تأخذ مفعولين ، فالمفعول الأول هو القرآن ، أما المفعول الثاني فغير موجود . والسؤال أيضاً لمن علمَ الرحمنُ القرآن ؟

الجواب أيضاً : لما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غار حراء قال له: «اقرأ» وكلمة اقرأ تحتاج إلى مفعولٍ به ، لكنه لم يذكر المفعول به فقد قال : «اقرأ باسم ربك الذي خلق» (1) . ما الذي سيقرؤه النبي ؟ أيضاً المفعول غير موجود ، ولكي نضع المفعولين في الآيتين فإننا نقول : الرحمن علم القرآنُ الإنسانَ ، فكلمة الإنسان محذوفة ، وفي آية اقرأ أيضاً : اقرأ أيها الإنسان القرآن . في سورة الرحمن القرآن موجود وحُذِفَ الإنسان ، أما في سورة اقرأ الإنسان موجود وحُذِفَ القرآن . إذاً : إما أن يوجد المفعولين ( الإنسان والقرآن ) مع بعضهما ، وإما أن يُحذَفا معاً لأنهما متلازمين ، فأنت من دون قرآن لا إنسان ، والقرآن يحتاج إلى إنسان من أجل أن يتزل عليه وأن يطبقه وأن يتحقق به ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين وصفته السيدة عائشة بقولها: { كان خُلُقه القرآن } (2) .

إذن : الرحمن علمَ الإنسانُ القرآن قبل أن يخلق الإنسان الخَلق المادي ، وذلك عندما كان الإنسان في عِلمِ الله في عالم الذر ، في عالم «ألست بربكم» (3) ، طَبَعه بالقرآن ، والقرآن هو قواعد الفطرة ، فكل مولود يولد على الفطرة ، أي على قواعد القرآن ، على قواعد كلام الله عز وجل ، عَلَّمَ القرآنَ الإنسانَ قبل أن يوجده ، ثم خلق الإنسانَ مطبوعاً بالقرآن لأنه علمه القرآن قبل أن يوجده مادة ، الرحمن علم القرآنَ الإنسانَ في أصله قبل أن يوجد مادة ، ثم خلقه مطبوعاً بالقرآن الكريم ، مطبوعاً بالفطرة «فطرة الله التي فطر الناس عليها» (4)، مطبوعاً على قواعد الفطرة ، ثم علمه البيان ، أي زَوَّده بوسائل البيان ، بآلية البيان . فالإنسان يختلف عن غيره من المخلوقات بأنه مُزَوَّدٌ بآلية البيان ، فهو يستطيع أن يوضح ويتكلم ، وهذه الآلية هي من أجل أن تظهر القرآن الذي طبع فيك .

وفي المحصلة : الرحمن علم الإنسانَ القرآن قبل أن يوجده مادة ، ثم خلقه مطبوعاً بطابع القرآن وعلمه البيان ، حتى إذا ما تكلم الإنسان وبَيَّن ينبغي أن يكون بيانه صادراً عن القرآن الكريم ، فإذا كان بيانه صادراً عن غير القرآن الكريم فقد خالف الإنسان فطرته وطريقه.
الإنسان بين قرآن عُلِّمه ، وبين بَيان ، ويجب على الإنسان حال البيان أن يَصدُرَ عن القرآن ، فإذا صدر في حال بيانه عن غير القرآن فهو ليس بإنسان سوي ، ولذلك نقول لأرباب البيان أي أصحاب المبادئ والمعطيات والقوانين والآداب .... الخ .

الإنسان في بيانه لن يكون إنساناً إلا إذا صدر عن القرآن ، لأنه حينها يخالف قواعد الفطرة . فإذا صدرت في بيانك عن غير قواعد القرآن فقد صدرت عن غير الفطرة ، وبالتالي انطبق عليك حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : { فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسانه } (5) إما أن يثبت على الفطرة ، وإما أن يتحول عنها .

_____________________________

(1) سورة العلق .
(2) مسند الإمام أحمد .
(3) سورة الأعراف / 172 / .
(4) سورة الروم / 30 / .
(5) متفق عليه .

بقلم : د. محمود عكام

بالمناسبة أنا لا أرتاح للدكتور محمود عكام .

الدكتور محمود عكام في سطور :

النشأة والتاريخ : ولد في حلب عام 1952

درس في الثانوية الشرعية في حلب, ثم التحق بكلية الشريعة في دمشق وتخرج منها 1975 ثم بعث إلى فرنسا 1979 ليتابع دراسة الإسلام على أيدي المستشرقين والمستغربين والعلمانيين , وعاد إلى سوريا1984 ليلقي على الناس الفكر الإسلامي الذي درسه في فرنسا ؟!

الشيوخ والأساتذة : محمد أركون الذي لا يؤمن بالإسلام كدين منزل من السماء وإنما ظاهرة تاريخية وليدة الزمان والمكان , وغيره من المستشرقين والمستغربين الفرنسيين من اليهود والمسيحيين والعلمانيين

المهنة والوظيفة : مستشار وزير الأوقاف السوري وخطيب جامع التوحيد في حلب, ومحاضر في كلية الحقوق في جامعة حلب , وعين أخيراً مفتياً ثانياً لمدينة حلب.

التحصيل العلمي: دكتوراه الحلقة الثالثة التي لا تعادل إلا ماجستير في كل العالم

الكتيبات :
له كتيبات يتفنن في إعادة عرضها ونشرها , مرة تطبع مفردة , ومرة تضم لأخواتها لتأخذ اسماً جديداً , ومرة فصل من هذا وآخر من ذاك, فكتاب جديد وهكذا ....

مثلاً كتيب (علي بين الثناء والولاء) نشر أولاً في مجلة النور , ثم طبع منفرداً, ثم ضمن كتاب (اللهم هؤلاء أهل بيتي), ثم ضمن كتاب من مقولات الفكر الإسلامي ثم .... الخ

وكذلك بحث (أهل البيت عليهم السلام) , طبع منفرداً , ثم ضمن كتاب (اللهم هؤلاء أهل بيتي) , ثم ضمن كتاب (من مقولات الفكر الإسلامي) وهكذا بقية الكتيبات الذي جمع معظمها في كتابه (من مقولات الفكر الإسلامي) .


في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي يغلي غضباً ويعتصر ألماً لرسومٍ دانمركية أساءت للنبي صلى الله عليه وسلم كتب الدكتور محمود عكام ما يلي :

( ويسألونني عن عدم السماح برسم وتصوير النبى صلى الله عليه وسلم فأقول: إن كان السائل مسلماً فجوابه لدى الفقهاء، وهو مأمور بسؤالهم ، لأنه أقر بذلك ، وأعلن اتباعه - برضى واطمئنان - لما يقوله القرآن الكريم والسنة الشريفة ، عبر قناة الفقهاء الفاهمين المستنبطين.

وأما إن كان السائل غير مسلم فأنا لا أمنعه، غير أني أوصيه بالأمانة وهو يرسم، كما أوصيه بالأمانة حين يتكلم. أوصيه باللباقة والأدب والصدق وهو يتعامل مع الفن كما أوصيه بكل ذلك وهو يتعامل مع الطب والصيدلة والهندسة وسائر فنون العلم.

نعم. أوصيه وصية ناصح صادق حريص على الإنسانية لَبوساً أنيقاً، وليس رداء موحشاً مرعباً، فالإرهاب مرفوض بكل أشكاله وصوره وتجلياته؛ إن بالسلاح أو باللسان أو بالقلم أو بالريشة، وكفى الإنسان اليوم اعتداء ) .اهـ راجع موقع الدكتور محمود عكام على الشبكة العنكبوتية – التعليقات – بعنوان لم لا يغضب العاقل .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى الأخت الكريمة أما بعد
العلماء ورثة الأنبياء هكذا قال الصادق المصدوق
نحن نأخذ بالظاهر والله يتولى السرائر
أعجبني شرح هذه الأية الكريم فأحببت أن أستفيد منها وأفيد أخواني الكرام
على فكرة أنا لا أعرف محمود عكام لا من قريب ولا من بعيد
فأرجو منك أن لا تجرحي بعالم مهما كان ولك الأمر