[align=right]لقاء مع الدكتور مصطفى البغا حفظه الله
أجراه معه مباشرة: فياض العبسو
نبذة عن فضيلة الدكتور حفظه الله ورعاه:
الاسم:
مصطفى ديب البغا الميداني الدمشقي الشافعي .
المولد:
ولد بدمشق ـ حي الميدان ـ عام 1938 م ... ونشأ بها وترعرع .
الدراسة:
تخرج من معهد التوجيه الإسلامي ، الذي أسسه الشيخ الجليل حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى ، وذلك في عام 1959م .
ثم درس في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، لمدة أربع سنوات ، وتخرج منها عام 1963م ، ثم حصل على الماجستير ، والدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة الأزهر ، وذلك في عام 1974م ، وكان موضوع رسالة الدكتوراه: أثر الأدلة المختلف فيها في الفقه الإسلامي .
أهم الشيوخ والأساتذة:
الشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى ، وتلامذته .
والشيخ خيرو ياسين رحمه الله ، قرأ عليه القرآن الكريم ، عندما كان في المرحلة الثانوية ، وحفظه ، فأجازه به ، كما درسه الأستاذ هاني المبارك رحمه الله ، مادة التاريخ ، في المرحلة الثانوية ، والشيخ حسين خطاب ، رحمه الله ، شيخ القراء بدمشق سابقا ، والشيخ محمد كريم راجح شيخ قراء الشام حاليا .
وأما الأساتذة في كلية الشريعة:
الدكتور مصطفى السباعي ، والأستاذ محمد المبارك ، والدكتور مازن المبارك ، والشيخ محمد أمين المصري ، والأستاذ عمر الحكيم ، والشيخ وهبي سليمان غاوجي الألباني ، والشيخ القاضي محمد الشماع ، والشيخ محمد المنتصر الكتاني ، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة ، والدكتور مصطفى سعيد الخن ، والدكتور أحمد فهمي أبو سنة من مصر ، أيام الوحدة بين سورية ومصر ، وغيرهم ، ومعظمهم قد توفي رحمهم الله تعالى ، ولم يبق منهم إلا الشيخ وهبي سليمان غاوجي الألباني ، والدكتور مازن المبارك ، حفظهما الله تعالى .
أهم الشيوخ الذين تأثر بهم:
الشيخ حسن حبنكة الميداني ، والشيخ خيرو ياسين ، والشيخ حسين خطاب ، شيخ قراء الشام سابقا ، والشيخ محمد كريم راجح ، شيخ القراء الحالي .
أهم الأقران والزملاء:
الدكتور أحمد الحجي الكردي ، خبير الموسوعة الفقهية بالكويت ، والدكتور حسن ضياء الدين عتر ، والدكتور محمد عبد العزيز عمرو ، من الأردن ، وغيرهم .
أعماله ووظائفه:
في المساجد:
خطب في مسجد الغواص بدمشق سابقا ، ثم مسجد زين الدين ، بدمشق ، ولا يزال خطيبا فيه حتى الآن .
كما أعطى دروسا في الفقه والحديث والتفسير وغير ذلك ، في عدة مساجد بدمشق:
مسجد الإمام الشافعي ، ومسجد الغواص ، ومسجد علي بن أبي طالب ، ومسجد القيسري ، ومسجد زين الدين .
التدريس في المدارس والجامعات:
درس مادة التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية ، بمحافظة الحسكة ، لمدة سنتين ، ومحافظة السويداء ، لمدة سنتين أيضا أو تزيد ، ثم في ثانويات دمشق .
ثم عين مدرسا في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، وذلك من عام: 1978 ـ وحتى عام: 2000م .
ثم تعاقد مع كلية الشريعة بجامعة قطر ، لمدة خمس سنوات: ( 2000 ـ 2005م )
كما درس في كلية الشريعة بجامعة اليرموك بإربد في الأردن لمدة سنة: ( 2006م ).
نشاطه ومشاركاته:
ـ حضر عددا من المؤتمرات الدولية:
مؤتمر في مكة المكرمة ، عند اجتياح العراق للكويت .
مؤتمر الوحدة الإسلامية ، في إيران .
مؤتمر التراث ، في عدن باليمن ، وكان معه الدكتور محمد مصطفى الزحيلي .
ـ كما زار عددا من الدول العربية والإسلامية:
مصر ، للدراسات العليا بالأزهر الشريف ، الجزائر ، أستاذ زائر ، وحضور ملتقيات ، قطر للتدريس في كلية الشريعة بجامعة قطر لمدة خمس سنوات ، الأردن ، للتدريس في كلية الشريعة بجامعة اليرموك لمدة سنة ، السعودية ، لحضور مؤتمر ، وللحج والعمرة ، وقد حج مرتين ، الإمارات العربية المتحدة ، ولأكثر من مرة ، للمشاركة في فعاليات المنتدى الإسلامي بالشارقة .
ـ كما له مشاركات في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، كقناة الرسالة السعودية ، والفضائية السورية ، وإذاعة القدس ، وجريدة الوطن القطرية ، وكان له صفحة يومية ، خمسة أيام في الأسبوع ، بعنوان: ( دين ودنيا ).
ـ كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه ، ما بين ( 50 ـ 60 ) رسالة ، في سوريا ولبنان والجزائر والسودان .
كما عمل وكيلا للشؤون الإدارية ، لمدة سنتين .
وكذلك وكيلا للشؤون العلمية لمدة سنتين ، في كلية الشريعة بجامعة دمشق.
مؤلفاته وآثاره العلمية:
جمع الشيخ حفظه الله ، بين التأليف والتحقيق ، وينصح بالتحقيق ، لأنه أكثر فائدة .
1ـ في مجال التأليف:
1ـ التذهيب في أدلة متن الغاية والتقريب .
2ـ أصول الفقه: دراسة عامة .
3ـ الجوانب التربوية في علم أصول الفقه .
4ـ مضامين تربوية في الفقه الإسلامي .
5ـ الفقه المنهجي في الفقه الشافعي ( ثلاثة مجلدات ) بالاشتراك مع الدكتور مصطفى الخن رحمه الله ، والشيخ علي الشربجي حفظه الله .
6ـ الواضح في علوم القرآن ، بالاشتراك مع الدكتور محيي الدين مستو .
7ـ الدعاوى والبيانات والقانون في القضاء ... بالاشتراك مع د. عبد الرحيم القرشي ودكتور آخر من قطر .
8ـ تسهيل المسالك بشرح وتهذيب عمدة السالك وعدة الناسك لابن النقيب ...
حذف منه مسائل العبيد ، مع بعض الإضافات والزيادات .
9ـ الهدية المرضية شرح وأدلة المقدمة الحضرمية .
10ـ التحفة الرضية في فقه السادة المالكية ( شرح متن العشماوية ).
كتب كلية الشريعة:
11ـ نظام الإسلام
12ـ فقه المعاوضات
13ـ بحوث في علوم الحديث ونصوصه .
14ـ بحوث في الفقه المقارن .
كتب الثانويات الشرعية:
15ـ كتب الحديث.
16ـ وكتب علوم القرآن الكريم .
17ـ وكتب أصول الفقه .
18ـ وكتب الفقه الحنفي .
2ـ في مجال التحقيق:
ـ القرآن الكريم:
19ـ تفسير الجلالين .
20ـ مفحمات الأقران في مبهمات القرآن للسيوطي .
21ـ الإتقان في علوم القرآن ( مجلدان ) للسيوطي .
22ـ أسباب النزول للواحدي النيسابوري .
ـ الحديث الشريف:
23ـ صحيح البخاري ( ستة مجلدات + مجلد فهارس ) تحقيق وتعليق وضبط .
24ـ صحيح مسلم بشرح النووي ، تحقيق وتعليق .
25ـ مختصر صحيح البخاري ، المسمى التجريد الصريح لصحيح البخاري ، للزبيدي ، تحقيق وتعليق .
26ـ مختصر صحيح مسلم للمنذري ، تحقيق وتعليق .
ـ تهذيب السنن الأربعة ، لكل واحدة مجلد ، حذف الأسانيد فقط ، مع التحقيق والتعليق:
27ـ مختصر سنن أبي داود .
28ـ مختصر سنن ابن ماجه .
29ـ مختصر سنن الترمذي .
30ـ مختصر سنن النسائي .
31ـ نزهة المتقين في شرح رياض الصالحين للإمام النووي ( مجلدان ) بالاشتراك مع د. مصطفى سعيد الخن رحمه الله ، ود. محيي الدين مستو ، والشيخين: علي الشربجي ، ومحمد أمين لطفي .
32ـ الوافي في شرح الأربعين النووية ( مجلد ) بالاشتراك مع الدكتور محيي الدين مستو .
33ـ مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث ، تحقيق وتعليق .
34ـ التقريب إلى كتاب الترغيب والترهيب ، لابن الديري ، ( 1ـ 2 ) تحقيق وتعليق ... بالاشتراك مع الأستاذ محمد عصام عرار .
35ـ الرحبية في علم الفرائض .
36ـ تنوير المسالك بشرح وأدلة عمدة السالك لابن النقيب ، تحقيق وتعليق .
وصيته لطلاب العلم والدعاة:
يوصي الشيخ حفظه الله ، طلاب العلم والدعاة ، بالتمكن في العلم ، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، والعمل والسلوك ، والبعد عن المدح والقدح .
أسرته:
الشيخ متزوج من أربع زوجات إحداهن مطلقة ، وله ثمانية بنين ، أكبرهم الدكتور محمد الحسن ( 1966م ) وبه يكنى ، وقد حصل على درجة الدكتوراه في أصول الفقه من الجامعة الأردنية ، وموضوع رسالته: ( درء المفسدة ) وعمل مدرسا في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، ورئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في كلية الشريعة بجامعة دمشق ، لمدة سنتين ، وهو الآن عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق ، اعتبارا من بداية عام: ( 2008م ) ، خلفا للدكتور فاروق العكام ، ومن الأبناء ، أنس ، ويحضر للماجستير ، وثماني بنات . ثنتان منهن: حصلتا على الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة دمشق ، وثنتان حصلتا على الماجستير من كلية الشريعة بجامعة دمشق ، وهما تحضران للدكتوراه ... ( ثلاث منهن يدرسن في السعودية ، والرابعة مقيمة مع زجها في قطر ، وتحضر للدكتوراه في الحديث ).
( هذه الترجمة مستفادة مباشرة من فضيلة الشيخ الدكتور حفظه الله تعالى ) .
والآن ، إلى نص المقابلة مع فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى ديب البغا ، حفظه الله .
فضيلة الأستاذ الدكتور العلامة الشيخ الفقيه مصطفى ديب البغا ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
لدينا بعض الأسئلة ، نود طرحها عليكم ، ونرجو منكم التكرم بالإجابة عليها ، بغية العلم والفائدة ... وجزاكم الله خيرا .
السؤال الأول:
ما رأيكم في إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة ، وهل هي من عادات بلاد الشام ؟
الجواب:
رأيي في ذلك ، مثل رأي الفقهاء في هذه المسألة ، فالحنفية لا يجيزون صلاة الجمعة إلا في مصر ( مدينة ) ، وبإذن الحاكم .
والمالكية ، لا يجيزون صلاة الجمعة إلا في المسجد الجامع .
والشافعية ، يعيدون الظهر عند عدم اكتمال العدد أربعين ممن تنعقد بهم الجمعة ، أو عند تعدد المساجد وخطب الجمعة لغير ضرورة ، لان الجمعة لمن سبق ...
وأنا لا أعيد صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة ، وآخذ بقول: العبرة بمن يحضر الصلاة ، فعند عدم وجود دواعي لا نعيد ... ولكن لا نمنع ، ولا نلزم ...
السؤال الثاني:
ما رأيكم في تعدد الزوجات ، وهل أصبح ضرورة لحل مشكلة العنوسة ، والمطلقات والأرامل ؟
الجواب:
تعدد الزوجات قضية شخصية ، وهو أمر مشروع ، لا واجب ولا ممنوع ، يحتاج إلى تفكير قبل فعله والإقدام عليه ، وكل حسب وضعه وظروفه ، فهو يقدر وضعه وظروفه
فإن كان عنده امرأة صالحة وأولاد ، فلماذا يعدد ، وأما إن كان بحاجة إلى التعدد ، كأن لم يكن بينه وبين زوجه تفاهم ، أو كانت مريضة ، أو ليس عنده أولاد ، فليعدد .
السؤال الثالث: ما حكم ما يلي:
ـ زواج المسيار:
الجواب:
هل هو مستوفي الشروط والأركان ، إذن حلال ، وهل هذا هو الزواج الذي شرعه الله تعالى ؟! هذا الزواج ، نتيجة خلل في المجتمع ، فمن أجل أن تعف المرأة نفسها تتنازل عن بعض حقوقها ، وهذا دليل على تدينها وإيمانها ، ولكن الفقهاء قالوا: إذا تنازلت الزوجة عن شيء من حقوقها ، جاز لها المطالبة به في المستقبل .
ـ الزواج بنية الطلاق:
الجواب:
أجازه العلماء مع الكراهة ، ولكن طالما أن الطلاق من حق الزوج ، فلماذا ينوي الطلاق عند زواجه ؟ وقد قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: ( لعله يغتبط فيرتبط )
أي ربما يكون قصده من هذا الزواج ، أن يطلق بعد حين ، فيؤلف الله بين قلبيهما ويجعل بينهما مودة ورحمة ، فيمسك زوجه ولا يطلقها .
ـ الزواج العرفي:
الجواب:
الزواج العرفي نوعان: زواج مستوفي للشروط والأركان وبعلم الأهل ورضاهم ، ولكنه غير مسجل في المحكمة ، فهذا زواج جائز وحلال .
أما الزواج بغير علم الأهل ولا رضاهم ، فهذا لا يجوز ، وهذا غش وخداع للفتاة .
فلا بد من علم الأهل ورضاهم ، لقوله تعالى: ( فانكحوهن بإذن أهلهن ) .
السؤال الرابع:
ما رأيكم في الإجازات من المشايخ لطلابهم وتلامذتهم ، وما شروطها وأركانها ؟
الجواب:
هذه الإجازات ، لا بد أن يقرأ الطالب على الشيخ ، وأن يعرفه الشيخ ، وأن تؤخذ هذه الإجازات من أهلها ، وتعطى لمن يستحقها ، لأنها أمانة .
السؤال الخامس:
ما رأيكم في الوصية الواجبة ، ومن الذي أوجبها ، علما بأن أولاد ما يسمى بالمحروم ، وهو من مات قبل والده ، محجوبون من الميراث ، والذي حجبهم هم أعمامهم ؟
الجواب:
الوصية الواجبة ، ليس لها دليل شرعي ، قال ابن تيمية رحمه الله: فإن لم يوص ، فهو آثم .
وفي القانون السوري: يعطى الأبناء ، ما كانوا يرثونه من أبيهم ، لو توفي بعد وفاة أبيه ... بدعوى الرحمة والشفقة .
ولا يعطون أولاد البنت التي توفيت في حال حياة والدها ؟!
أما في القانون المصري: فإنهم يعطون أولاد الابن ، وأولاد البنت ... وهذا جيد .
وللرد على ذلك ، فإني أتساءل:
1ـ لماذا لا يعطون أولاد البنت ، التي توفيت قبل أبيها ؟
2ـ لو توفي رجل ، وليس له أبناء ، وله ثلاثة إخوة مثلا ، وتوفي واحد منهم في حياته ، هل يعطون أولاده شيئا من الميراث ؟
3ـ توفي رجل ، وليس له ورثة ، إلا أعمام ، وتوفي واحد من أعمامه في حياته ، هل يورثون أولاه شيئا ؟
السؤال السادس:
ما ردكم ، على من يزعم ، بأن الإسلام ظلم المرأة في الميراث ، حيث جعل للرجل ضعف نصيب المرأة ؟
الجواب:
أوجب الإسلام للمرأة على الرجل ، حق السكنى والنفقة والمهر ، والنفقة على الأسرة ، ولم يكلفها الشرع بشيء من ذلك ، ثم لماذا يركزون على نصيب البنت مع الأبناء فقط ؟! فالمرأة في بعض الحالات ، تأخذ مثل نصيب الرجل ، وربما أكثر ، كنصيب الجد والجدة ، ونصيب البنت والبنتين ، إذا لم يكن هناك أبناء ، وغير ذلك ، فهذا نوع من التشكيك والمغالطات .
السؤال السابع:
هل يعتبر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، هو مؤسس علم أصول الفقه ؟
الجواب:
نعم ، هذا هو المشهور والمعروف من خلال كتابه: الرسالة .
السؤال الثامن:
المشهور لدى الكثير من طلاب العلم ، فضلا عن غيرهم من العامة ، أن الإمام الشافعي رحمه الله ، عندما ذهب إلى مصر ، فإنه غير مذهبه القديم في العراق ، ولم يبق إلا ثلاث عشرة مسألة ، بينما الصحيح هو عكس ذلك تماما ، فما رأي فضيلتكم ؟
الجواب:
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، غير بعض المسائل ، حيث تغير اجتهاده في بعض المسائل المحصورة ، ولو أخذنا كتاب المنهاج للإمام النووي رحمه الله ، لوجدناها مسائل محصورة ومعدودة .
السؤال التاسع:
يثير بعض المشككين ، شبهات حول صحيح البخاري رحمه الله ، بدعوى أن فيه أحاديث آحاد ومعلقات ، وغير ذلك ، فما ردكم عليهم ؟
الجواب:
هؤلاء ليسوا مختصين في علم الحديث ، وكلامهم لا يؤخذ به ، ولا يلتفت إليه ، بل لا بد من الرجوع إلى ذوي الاختصاص ، الذي عرفوا بأنهم محدثون ، وأخذوا الحديث من أهله .
السؤال العاشر:
علماء المغرب يقدمون صحيح مسلم ، على صحيح البخاري ، وعلماء الهند يقدمون موطأ مالك ، على صحيح البخاري ، فما قولكم في ذلك ؟
الجواب:
هذه آراء ، الإمام مسلم رحمه الله ، يأتي بالروايات في موضع واحد ، ومن الخطأ أن يقال: إن الإمام البخاري رحمه الله ، يجزئ الحديث ، بل يذكر الروايات ، وأحصيت الأحاديث المكررة في صحيح البخاري ، كتكرار محض: ( 17 ) حديثا فقط .
ولما استدرك الدار قطني رحمه الله ، في كتابه: الإلزام والتتبع ، على صحيح البخاري ، رد عليه علماء الحديث ، كما رد عليه الإمام النووي رحمه الله ، في شرحه لصحيح مسلم .
ـ فما رواه البخاري ، بصيغة الجزم ، تتبعه العلماء ، فرأوا أنها صحيحة .
وذكره لها بصيغة الجزم ، إشارة منه إلى صحتها ، ولم يذكرها مسندة ، لأنها خالفت شرطه ، وشرطه العام: هو أن لا يذكر حديثا مسندا ، في سنده راو مختلف في توثيقه .
ـ وما ذكره بصيغة التمريض ، ترك العهدة على القارئ ، وقد يكون صحيحا ، وذكره له في الصحيح يدل على أن له أصلا .
السؤال الحادي عشر:
ما سبب ما نشهده من الغلاء وارتفاع الأسعار ؟
الجواب:
في رأيي ، أن سبب الغلاء هو الجشع والطمع ، جشع الناس والتجار .
وكما قال الله تعالى: ( وإنه لحب الخير لشديد ) ومعنى الخير هنا: هو المال .
والمطلوب: أن تعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به .
السؤال الثاني عشر: ما رأيكم في:
الموسوعة الفقهية ، هل تعتمد للفتوى ، أم لا بد من الرجوع إلى كتب المذاهب ، وكتاب الفقه الإسلامي وأدلته للعلامة الفقيه الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله ، وكتاب: فقه السنة للسيد سابق رحمه الله ؟
الجواب:
التقيت بالدكتور أحمد الحجي الكردي حفظه الله ، منذ فترة قريبة ، فأخبرني أن الموسوعة الفقهية تعتمد للفتوى ، وهو خبير بها كما هو معلوم ... ولا شك أن الرجوع إلى كتب المذاهب هو الأفضل .
وأما كتاب الفقه الإسلامي وأدلته ، فهو كتاب جيد ، وجهد يشكر عليه ، وحينما نناقش رسالة ماجستير أو دكتوراه ، ونجد أن الطالب عزا إليه ، نقول له: ارجع إلى مصادره.
وأما كتاب فقه السنة ، فقد سماه مؤلفه: فقه السنة ، ولم يتقيد بمذهب ، وله آراء واجتهادات خاصة ، وعليه ملاحظات ... فنحن مذهبيون .
ـ حضرنا درسا لفضيلة الدكتور في جامع المغفرة بالشارقة ، بعد صلاة الصبح ، وكان يقرأ في كتاب الأدب ، من صحيح البخاري رحمه الله ، ومنه اقتبسنا هذه الأسئلة:
ـ ما معنى هذه الأحاديث النبوية الشريفة ؟
1ـ " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ... كيف يكون قتاله كفرا ؟
الجواب:
قوله: وقتاله كفر: أي يجر إلى الكفر ، وذلك إذا استحل القتل ، ويغلب هذا إذا انتشر القتل بين المسلمين ، أو لأنه شأن من شؤون الكفار .
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ، في خطبة حجة الوداع: " فلا ترجعوا بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض " : أي لا تفعلوا كما يفعل الكفار ، ولا تشبهوا بهم
2ـ " افترقت بنو إسرائيل إلى ثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة: كلهم في النار ، إلا واحدة ، قيل: وما هي يا رسول الله ؟ قال: مثل ما أنا عليه وأصحابي " .
الجواب:
قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: هذه الفرق كلها ، لم تخرج عن دائرة الإيمان .
ومعنى كلها في النار: أي تعذب في النار ، ثم تدخل الجنة ، ولا تدخل الجنة مباشرة ، إلا من كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم .
ـ لماذا عقوبة المنتحر ، أشد من عقوبة القاتل ؟
الجواب:
لأنه إذا عزم على قتل غيره ، قد لا يتمكن من ذلك ، وليس فيه مظهر من مظاهر السخط على الله تعالى ، وأما قاتل نفسه فهو أسهل عليه ، والسخط على الله تعالى ظاهر .
أجريت هذه المقابلة مع فضيلة الدكتور مصطفى البغا حفظه الله ،
في يوم السبت 17 جمادى الثانية 1429هـ / الموافق لـ 21 / 6 / 2008م .
في مقر الدكتور ، في فندق صحارى بالشارقة ، بدولة الإمارات العربية المتحدة ، كضيف زائر ، للمشاركة في فعاليات المنتدى الإسلامي .
فياض العبسو[/align]
المفضلات