النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الشعراوي ... كوكب العلم والدين

  1. #1
    كلتاوي الماسي
    الصورة الرمزية فياض العبسو

    الحاله : فياض العبسو غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2007
    رقم العضوية: 119
    الدولة: حلب
    الهواية: دينية أدبية تاريخية
    السيرة الذاتيه: طالب علم
    العمل: مدرس
    المشاركات: 2,900
    معدل تقييم المستوى : 132
    Array

    الشعراوي ... كوكب العلم والدين

    في الذكرى العاشرة لـ "إمام الدعاة " ...
    الشعراوي كوكب العلم والدين

    ولد في 5 أبريل 1911م في قرية دقادوس مركز ميت غمر في محافظة الدقهلية ،
    وتوفي فجر يوم الأربعاء 23 صفر 1419م الموافق 17 /6/1998م

    في هذه الأيام من شهر يونيو تحيي الأمة الإسلامية الذكرى العاشرة لوفاة رجل يعد عَلماً من أعلامها وكوكباً من كواكب الهداية في سمائها ، عاش عمره في خدمة العلم والقرآن والإسلام رجل يتفق العديد من العلماء على انه ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَنْ يجدد لها دينها ) ، ويرون انه هو من المجددين للآمة دينها وذلك لما حباه الله من فهم للقرآن ورزقهم الله تعالى من المعرفة بأسراره وأعماقه ما لم يرزق غيره ، فله فيه لطائف ولمحات وإشارات ووقفات ونظرات استطاع أن يؤثر بها في المجتمع من حوله .
    إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي رزقه الله القبول في نفوس الناس فاستطاع بأسلوبه المتميز أن يؤثر في الخاصة والعامة في المثقفين والأميين في العقول وفي القلوب إن هذه الميزة بحق لا يوفق إليها إلا القليلون الذين منحهم الله تعالى من فضله . وفى هذه الذكرى نلقى بصيصا من الضوء على حياته حتى تكون نورا ونبراساً لمن يريدون إتباع نهجه .

    نابغة منذ الميلاد:

    ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في الخـامس أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ، واسمه الحقيقي هو أمين ولا يخفى علي أحد المعاني الجميلة التي اشتمل عليها هذا الاسم ، نشأ في أسرة متوسطه الحال ، وبالرغم من ذلك كان يري أنه من الأغنياء ، فستر الحال مع الرضي غنى ، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره .
    في عام 1926 م التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري ، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم ، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م ، ودخل المعهد الثانوي ، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب ، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق ، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، والشاعر طاهر أبو فاشا ، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون .
    وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي ، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة ، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض ، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن ، فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.
    لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.
    فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده ، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية ، فأخذ يغترف من العلم ، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.
    والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م ، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية ، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف ، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.

    وسائل المعرفة عند الشعراوى:

    يقول الشيخ محمد السنراوي ،أحد علماء الأزهر الشريف أن وسائل المعرفة عند الشيخ الشعراوي انحصرت في ثلاثة أشياء الإدراك والاختيار والوجدان ، كما كانت له ثلاث مدارس ، فقد تخلى عما يغضب الله ، وتحلى بما يرضى الله ، فتجلى الله عليه فأعطاه ما أرضاه .
    ويضيف الشيخ السنراوي ، أنه كان للشيخ الشعراوي حسا فنيا راقيا ، حيث تربي علي الأنغام الجميلة التي كان يسمعها من مشايخ طرق الصوفية ، فكانت بدقادوس طرق صوفية كثيرة ، فكانت هناك الخلوانية والشاذلية والباذية والرفاعية ، وكانت هذه الطرق كلها فيها ذكر ، فكان كلها نغم وهذا النغم كله كان يوحد الله عز وجل ، فلا أحد ينكر الرقي الذي يتميز به الشعر الصوفي ، فحينما تعيش معهم في أشعارهم تجد قلبك يهيم ، ونفسك تسمو .
    وعلى الرغم من ضيق حال أسرته إلا أن والده كان من عشاق العلم والعلماء ، فكان يعزم العلماء ومشايخ الطرق الصوفية في بيته رغم ضيق حاله ، فالذي يجعل من نفسه الستر في حاله يستره معاون الأحوال .

    خواطر ذهبية للشعراوي:

    أن من أقوى الخواطر الإيمانية للشيخ الشعراوي ، تبدو في تفسيره لقول تعالى : ( يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ) سورة الأحزاب /41 ،42 ،43 ، فهذه الآيات تحدثت عن ثلاث قضايا : قضية ذكر الله عز وجل ، وقضيه التسبيح ، وقضية الصلاة من الله عز وجل علي المؤمنين .
    فالقضية الأولى : قضية ذكر الله عز وجل ، فكان الشيخ الشعراوى يقول انه لابد أن نذكر الله عز وجل بعدد النعم وعدد النقم ، وقد يتعجب الكثير من لذلك ، فذكر الله عز وجل بعدد النعم ، أمر مفهوم ، أما الأمر الغير مفهوم كيف أذكره بعدد النقم !؟ فيقول الشعراوي أنه إذا ذكرت الله عز وجل بعدد نعمه ، زادك منها قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) سورة إبراهيم /7 ، وإذا ذكرته بعدد النقم بدل الله لك النقم نعم .
    وأما القضية الثانية التي تحدثت عنها الآية فهي قضية التسبيح ، فلابد أن تسبح الله عز وجل مع الكون ، والتسبيح أن ترفع وجهك في السماء ، وتسبح مع الحياة والموت ، وتنظر في أحوال الناس ، هذا الغنى أصبح فقيرا ، وهذا الفقير أصبح غنيا كل هذه الأمور تعد تسبيحا ، فإذا علمت ما يدور في الكون من تحويل الأحوال اشتركت مع الكون في تسبيح الله عز وجل ، قال تعالى : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) سورة الإسراء /44.
    وأما القضية الثالثة التي تحدثت عنها الآية هي صلاة الله وملائكته علي الناس ، والمقصود بصلاة الله الرحمة من عنده ، وفرق كبير بين الرحمن والرحيم ، فالرحمن لمن وحّده ، ولا يكفى أن تقول لا اله إلا الله ، لأن هناك توحيد وتفريد وتجريد فالتوحيد أن تنطق بالشهادة ، والتفريد ألا تسأل غير الله ولا تتوكل إلا علي الله ، وألا تخشي أحدا غير الله ، والتجريد التسليم لأمر لله عز وجل ، قال تعالى : (قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين ) سورة الأنعام /162 ، فإذا وحدت الله فهو الرحمن ، وأما صفة الرحيم فإنه يعطيها لأولادك وأحفادك ذكورا وإناثا .
    وبالإضافة إلى ذلك فإن الملائكة تمشي معك قال تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون ) سورة فصلت /30 ، فلا شك أن الخوف والحزن هما أعداء الإنسان ، فإذا وحدت الله عز وجل ، أمّنك الله من الخوف والحزن لأنك ستكون في معيته تعالى .

    التدرج الوظيفي:

    تخرج الشيخ عام 1940م ، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
    بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا ، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى.
    ولقد اضطر الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. وفي عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود.
    وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية وعين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون ، ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967 ، وقد تألم الشيخ الشعراوي كثيرًا لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر والأمة العربية وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
    وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.
    وقد ترك بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، فهو أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو (بنك فيصل) حيث إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.
    وقال في ذلك: إنني راعيت وجه الله فيه ولم أجعل في بالي أحدًا لأنني علمت بحكم تجاربي في الحياة أن أي موضوع يفشل فيه الإنسان أو تفشل فيه الجماعة هو الموضوع الذي يدخل هوى الشخص أو أهواء الجماعات فيه. أما إذا كانوا جميعًا صادرين عن هوى الحق وعن مراده، فلا يمكن أبدًا أن يهزموا، وحين تدخل أهواء الناس أو الأشخاص، على غير مراد الله، تتخلى يد الله.
    وفي سنة 1987م اختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). وقرَّظه زملاؤه بما يليق به من كلمات ، وجاء انضمامه بعد حصوله على أغلبية الأصوات (40عضوًا).
    وقال يومها: ما أسعدني بهذا اللقاء، الذي فرحت به فرحًا على حلقات : فرحت به ترشيحًا لي، وفرحت به ترجيحًا لي، وفرحت به استقبالاً لي، لأنه تكريم نشأ عن إلحاق لا عن لحوق ، والإلحاق استدعاء ، أدعو الله بدعاء نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أستعيذك من كل عمل أردت به وجهك مخالطاً فيه غيرك. فحين رشحت من هذا المجمع آمنت بعد ذلك أننا في خير دائم، وأننا لن نخلو من الخير ما دام فينا كتاب الله، سألني البعض: هل قبلت الانضمام إلى مجمع الخالدين، وهل كتب الخلود لأحد؟ وكان ردي: إن الخلود نسبي، وهذا المجمع مكلف بالعربية، واللغة العربية للقرآن، فالمجمع للقرآن، وسيخلد المجمع بخلود القرآن.

    استقرار مبكر:

    تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته ، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين ، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة .

    وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين. وعن تربية أولاده يقول: أهم شيء في التربية هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير.
    فالطفل يجب أن يرى جيدًا، وهناك فرق بين أن يتعلم الطفل وأن تربي فيه مقومات الحياة، فالطفل إذا ما تحركت ملكاته وتهيأت للاستقبال والوعي بما حوله، أي إذا ما تهيأت أذنه للسمع، وعيناه للرؤية، وأنفه للشم، وأنامله للمس، فيجب أن نراعي كل ملكاته بسلوكنا المؤدب معه وأمامه، فنصون أذنه عن كل لفظ قبيح، ونصون عينه عن كل مشهد قبيح.
    وإذا أردنا أن نربي أولادنا تربية إسلامية، فإن علينا أن نطبق تعاليم الإسلام في أداء الواجبات، وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها، وحين نبدأ الأكل نبدأ باسم الله ، وحين ننتهي منه نقول: الحمد لله.. فإذا رآنا الطفل ونحن نفعل ذلك فسوف يفعله هو الآخر حتى وإن لم نتحدث إليه في هذه الأمور، فالفعل أهم من الكلام.

    الإنجازات والأوسمة:

    منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/4/1976 م قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر. ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.
    حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
    اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.
    أختير شخصية العام الإسلامية للعام الهجري 1418، ومنح جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم حصل على وسام الشيخ زايد من الدرجة الأولى .

    أعدت حوله عدة رسائل جامعية منها رسالة ماجستير عنه بجامعة المنيا ـ كلية التربية ـ قسم أصول التربية، وقد تناولت الرسالة الاستفادة من الآراء التربوية لفضيلة الشيخ الشعراوي في تطوير أساليب التربية المعاصرة في مصر.
    جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليًا، ودوليًا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.

    الشعراوي للطائعين والعصاة:

    كان الشيخ الشعراوي موجه دعوته للجميع فلم يكرسها فقط للطائعين ، بل كان كذلك سببا في هداية كثير من الناس ، وكان سببا في اعتزال كثير من الفنانين الفن ، وارتداؤهم للحجاب ، والتفرغ للدعوة الإسلامية ، ويحكي السنراوي لن أنسي موقفه عندما أرسلني ببعض المال لسيدة ، لم أكن أعرفها في بداية الأمر، وعندما ذهبت إليها وجدتها متبرجة ، فأعطيتها المال وقلت لها الشيخ أرسل لكي هذا المال ، فقالت لي : أخبره أن المال ناقص ، وعندما أردت أن أعطيها مما معي ، قالت لي : لا ، أخبره فقط أن المال ناقص ، فغضبت جدا من الشيخ ، لماذا يرسلني إليها !؟
    وعندما رجعت إلى الشيخ وسألته عن ذلك ، فقال لي ألا تعرفها ؟ فقلت له : لا ، فقال : إنها الفنانة " ...." ، ولا تغضب يا محمد ويكفى " اللي عرفوها معرفوهاش واللي ماشافوها عرفوها " ، يكفى أنها تشهد أن لا اله إلا الله وتلقى الله بالشهادة ، والشعراوي لم يأت لك فقط ، بل جاء لمحاولة هداية المومس والسكير والحشاش .
    ومن هنا كان خطاب إمام الدعاة الشيخ الشعراوي ليس قاصرا على المهتدين فقط بل والعصاة من قبلهم لمحاولة إعادتهم إلى أنس الإيمان عملا بمبدأ ازرع في أرض جدباء ، واستخرج منها شجرا به فروعا وأوراق وثمار فتحيا بها الناس ، فكان دائما يقول اعلم أن الإنسان هو سيد الكون قال تعالى : ( ولقد كرمنا بنى آدم .....) سورة الإسراء /70، فالأرض تخدم الإنسان والحيوان ، والحيوان يخدم الإنسان ، فاستحق الإنسان أن يكون سيد الكون ، فلذلك أسكنه الله وزوجه وكرمه ، فإذا جعلك الله سيدا وأنت ارتضيت أن تكون ذليلا عبدا ، فلا تلومن إلا نفسك .

    قالوا عن الشيخ الشعراوي:

    الشيخ يوسف القرضاوى:

    " إن الأمة فقدت بموته عَلماً من أعلامها وكوكباً من كواكب الهداية في سمائها ، عاش عمره في خدمة العلم والقرآن والإسلام .. وترك وراءه علماً زاخراً وتفسيراً باهراً للقرآن الكريم " .
    وقال " إن الفقيد كان ممن حباهم الله فهم القرآن ورزقهم معرفة أسراره وأعماقه وله فيه لطائف ولمحات
    وإشارات ونظرات استطاع أن يؤثر بها في المجتمع " .
    وأشار إلى أن كثيرين اختلفوا مع الفقيد في آرائه ومواقفه واجتهاداته لكنهم لم يختلفوا حول قيمته وقدره ودوره في خدمة الإسلام ، وطالب المسلمين بأن يكرموا علماءهم ويقدروهم ويقتدوا بهم كما يفعل العلمانيون والماركسيون واللادينيون الذين يضفون هالات ضخمة على رجالهم .
    وأعرب د.القرضاوي عن حزنه الشديد على موت الشيخ الشعراوي وقال : لا أرى في ساحة الدعوة عوضاً عن الشعراوي ، فقد العلماء بالموت خسارة إنسانية كبرى، إن الناس يحسون عندئذ أن ضوءا مشعا قد خبا، وأن نورا يهديهم قد احتجب، ولقد كان هذا شيئا قريبا من إحساسنا بموت الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمه الله تبارك وتعالى.

    "أحمد بهجت":

    إن الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله كان واحدًا من أعظم الدعاة إلى الإسلام في العصر الذي نعيش فيه. والملكة غير العادية التي جعلته يطلع جمهوره على أسرار جديدة وكثيرة في القرآن الكريم.
    وكان ثمرة لثقافته البلاغية التي جعلته يدرك من أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما لم يدركه الكثيرون وكان له حضور في أسلوب الدعوة يشرك معه جمهوره ويوقظ فيه ملكات التلقي. ولقد وصف هو هذا العطاء عندما قال: "إنه فضل جود لا بذل جهد". رحمه الله وعوض أمتنا فيه خيرًا.

    د."محمد عمارة":

    إن الشيخ الشعراوي قد قدم لدينه ولأمته الإسلامية وللإنسانية كلها أعمالا طيبة تجعله قدوة لغيره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

    د."محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر" :

    فقدت الأمة الإسلامية علما من أعلامها كان له أثر كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبصمات واضحة في تفسير القرآن الكريم بأسلوب فريد جذب إليه الناس من مختلف المستويات الثقافية.

    د."محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف":

    إن الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها ) .

    د."أحمد عمر هاشم ":

    إن الفقيد واحد من أفذاذ العلماء في الإسلام قد بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة في دينها وأخلاقها.

    "الشيخ أحمد كفتارو مفتي سورية رحمه الله ":

    إن الجمعية الشرعية تنعى إلى الأمة الإسلامية فقيد الدعوة والدعاة إمام الدعاة إلى الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنا مطمئنا بعد أن أدى رسالته كاملة وبعد أن وجه المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شئون حياتهم ويسعدهم في آخرتهم. فرحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة وجعله في مصاف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.

    د."فؤاد مخيمر رئيس عام الجمعية الشرعية":

    إن الجمعية الشرعية تنعى إلى الأمة الإسلامية فقيد الدعوة والدعاة إمام الدعاة إلى الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنا مطمئنا بعد أن أدى رسالته كاملة وبعد أن وجه المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شئون حياتهم ويسعدهم في آخرتهم. فرحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة وجعله في مصاف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.

    "د. أحمد هيكل وزير الثقافة السابق":

    لا شك أن وفاة الإمام الراحل طيب الذكر فضيلة الشيخ الشعراوي تمثل خسارة فادحة للفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي بأسره، فقد كان رحمه الله رمزًا عظيمًا من رموز ذلك كله وخاصة في معرفته الشاملة للإسلام وعلمه المتعمق وصفاء روحه وشفافية نفسه واعتباره قدوة تحتذى في مجال العلم والفكر والدعوة الإسلامية وإن حزننا لا يعادله إلا الابتهال إلى الله بأن يطيب ثراه وأن يجعل الجنة مثواه.

    "د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ الإسلامي":

    لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله والإسلام الذي أفرز الشيخ الشعراوي قادر على أن يمنح هذه الأمة نماذج طيبة وعظيمة ورائعة تقرب على الأقل من الشيخ الشعراوي ومع ذلك نعتبر موته خسارة كبيرة، خسارة تضاف إلى خسائر الأعوام الماضية أمثال أساتذتنا الغزالي وجاد الحق وخالد محمد خالد. وأخشى أن يكون هذا نذير اقتراب يوم القيامة الذي أخبرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن من علاماته أن يقبض العلماء الأكفاء الصالحون وأن يبقى الجهال وأنصاف العلماء وأشباههم وأرباعهم فيفتوا بغير علم ويطوعوا دين الله وفقا لضغوط أولياء الأمور ويصبح الدين منقادًا لا قائدًا.
    ونسأل الله أن يجنب الأمة شر هذا وأن يخلفها في الشيخ الشعراوي خيرًا.

    وفي النهاية علينا أن نتمسك بديننا ، حتى يكون النصر حليفنا ، فكما قال الشيخ الشعراوي ، كل دنيا تبنى على غير دين ، فبناء على شفير هار!

    رحم الله هذا الشيخ رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وحشرنا الله وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ً.

    محيط ـ شبكة الإعلام العربية / بدرية طه حسين ... مع بعض الإضافات .
    [align=center][/align]

  2. #2
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 43
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: الشعراوي ... كوكب العلم والدين



    جزاك الله خيراً أخي فيا ض ذكرتنا بهذا الإمام الهمام وحلقاته نور على نور باقية في الأمة تستقي من معينها

    وهذا هو موقع يعرض فيه خواطر للشيخ رحمه الله تعالى :


    http://www.elsharawy.com/

  3. #3
    مشرف
    الصورة الرمزية الخنساء

    الحاله : الخنساء غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2007
    رقم العضوية: 127
    المشاركات: 3,593
    معدل تقييم المستوى : 135
    Array

    افتراضي رد: الشعراوي ... كوكب العلم والدين

    الشعراوي العالم الرباني والذواقة الإيماني وأحد المربين الذين نوروا القلوب بعلم الإسلام000

    عاش عمره في خدمة العلم والقرآن والإسلام ..و ترك وراءه علماً زاخراً وتفسيراً باهراً للقرآن الكريم.

    رحم الله هذا العالم الكبير ونفعنا بإرثه العلمي الغني

  4. #4
    كلتاوي نشيط

    الحاله : أنس أحمد غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2007
    رقم العضوية: 87
    العمر: 43
    المشاركات: 205
    معدل تقييم المستوى : 119
    Array

    افتراضي رد: الشعراوي ... كوكب العلم والدين

    إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".
    رحم الله شيخنا الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة واسعة وجزاه خيرا جزاء ماقدم في خدمة الإسلام والمسلمين

  5. #5
    كلتاوي الماسي
    الصورة الرمزية فياض العبسو

    الحاله : فياض العبسو غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2007
    رقم العضوية: 119
    الدولة: حلب
    الهواية: دينية أدبية تاريخية
    السيرة الذاتيه: طالب علم
    العمل: مدرس
    المشاركات: 2,900
    معدل تقييم المستوى : 132
    Array

    افتراضي رد: الشعراوي ... كوكب العلم والدين

    الإخوة الكرام:
    أبو أيمن
    الخنساء
    أنس أحمد
    شكرا جزيلا على مروركم الكريم ، بارك الله فيكم .
    [align=center][/align]

  6. #6
    كلتاوي ذهبي

    الحاله : أبوعمار غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2007
    رقم العضوية: 46
    الدولة: الإمارات_أبو ظبي
    الهواية: الأبحاث والقراءة
    العمر: 45
    المشاركات: 929
    معدل تقييم المستوى : 122
    Array

    افتراضي رد: الشعراوي ... كوكب العلم والدين

    رحم الله هذا العالم الجليل رحمة واسعة

    وشكرا لك أخي فياض على هذه الترجمة الطيبة
    [justify]إذا فتحَ لكَ وِجْهةً من التَّعرُّفِ فلا تبالِ معها إن قلَّ عملُكَ فإنه ما فَتَحَها لك إلا وهو يريد أن يتعرَّفَ إليكَ . ألم تعلم أن التَّعَرُّفَ هو مُورِدُهُ عليك والأعمال أنت مهديها إليه وأين ما تُهديه إليه مما هو مُورِدُهُ عليكَ [/justify]

  7. #7
    كلتاوي الماسي
    الصورة الرمزية فياض العبسو

    الحاله : فياض العبسو غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2007
    رقم العضوية: 119
    الدولة: حلب
    الهواية: دينية أدبية تاريخية
    السيرة الذاتيه: طالب علم
    العمل: مدرس
    المشاركات: 2,900
    معدل تقييم المستوى : 132
    Array

    افتراضي رد: الشعراوي ... كوكب العلم والدين

    رحم الله شيخ المفسرين
    رحم الله العالم الجليل الداعية الكبير العلامة اللغوي المفسر فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وأسكنه الفردوس الأعلى ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ... جزاء ما قدم لدينه وأمته ، هذا الرجل العظيم الذي وضع الله له القبول في الأرض فأحبه الناس ، كل الناس العقلاء ، لأنه خدم الجميع ... والحقيقة أنا من محبي وعشاق الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه ، ومن المتأثرين به ، وأحفظ سيرته الذاتية وتفاصيل حياته عن ظهر قلب ، وأستشهد بكثير من أقواله ، وقد حضرت عنده درسين في تفسير القرآن الكريم ، في جامع الشيخ سليمان ، وكان يفسر سورة يس ، وكنت أتمنى أن أراه وأقبل يده ، وبسبب صحة الشيخ وازدحام الناس حوله ، وقفت بعيدا أنظر إلى الشيخ الجليل ، فبادلني النظرات رحمه الله تعالى ، فاعتبرتها كرامة له ، والشيخ الشعراوي يرحمه الله ، يعتبر مجددا في تفسير القرآن الكريم ، حيث يورد لفتات ذكية ، لا تجدها في كتاب آخر ، فهي نفحات إيمانية وفتوحات ربانية ، وأسلوبه ميسر يفهمه الكبير والصغير والمتعلم وغير المتعلم ...
    فالشيخ محبوب لدى الجميع ، وخرج في جنازته حوالي مليون رجل ، من جميع الأطياف ... وكما قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: قولوا لأهل البدع ، بيننا وبينكم الجنائز ...
    وشكرا لكل من مر وعلق ودعا وترحم على هذا الإمام الكبير ... رحمه الله تعالى .
    [align=center][/align]

المواضيع المتشابهه

  1. كيف نفكر في الصلة بين العلم والدين؟
    بواسطة الخنساء في المنتدى منتدى الفكر الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-Feb-2008, 04:20 PM
  2. الظن وقضاياه في قواعد علوم الحديث الشريف للدكتور محمود أحمد الزين
    بواسطة أبوأيمن في المنتدى السنة النبوية وعلومها
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-Feb-2008, 11:29 AM
  3. حديث الآحاد بين العلم القاطع والظن الراجح
    بواسطة أبوأيمن في المنتدى السنة النبوية وعلومها
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-Jan-2008, 06:47 PM
  4. الإسلام يتحدى
    بواسطة يوسف ( أبومحمد) في المنتدى المكتبة العلمية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-Nov-2007, 03:06 PM
  5. كتاب البرهان المؤيد للامام الرفاعي
    بواسطة الحنفي1900 في المنتدى المكتبة العلمية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-Aug-2007, 07:51 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •