حج الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك ذات مرة ، وبينما هو يطوف بالبيت رأى سالما بن عبدالله بن عمر بن الخطاب .
وحذاءه مقطعة في يده وعليه ملابس لاتساوي درهمين .
فاقترب منه وسلم عليه ثم قال له:
يا سالم ألك إليّ حاجة؟!
فنظر إليه سالم مستغرباً وغاضباً، ثم قال له :
أما تستحي ونحن في بيت الله وتريد مني أن أرفع حاجتي إلى غير الله ؟
فظهر على وجه الخليفة الإحراج والخجل الشديدين وترك سالم وأكمل طوافه.
وأخذ يراقبه فلما رآه خارجاً من الحرم لحقه وقال له:
يا سالم أبيتَ أن تعرض علي حاجتك في الحرم فاسألني الآن وأنت خارجه
فقال له سالم : هل أرفع إليك حاجة من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟!
فقال الخليفة :
يا سالم من حوائج الدنيا، فإن حوائج الآخرة فلا يُسأل فيها إلا الله.
فقال سالم :
يا هشام والله ما طلبت حاجة من حوائج الدنيا ممن يملك الدنيا ، فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟!..
عندها دمعت عينا الخليفة هشام بن عبدالملك وقال مقولته الشهيرة :
ليتني مثل سالم بملكي كله !!!
المفضلات