يقول السيد محمد علوي المالكي رحمه الله :


إبليس لم يضره قلة العلم..وإنما ضره قلة الأدب..كان إبليس عالما من الجن العابدين المجتهدين .. حتى أن الله رفعه فى الملأ الأعلى وأصبح ذا مكانة عليا بين الملائكة .. لكن ذلك لم ينفعه بشىء عندما أساء الأدب .

تقوّض بنيانه إلى القواعد .. وذهب جهده هباء منثورا .. وأصبح ملعونا فى الدنيا والآخرة .

أصبح نموذجا حيا ناطقا .. لكل من يسىء الأدب .. سواء أساء الأدب مع الله أو مع رسوله .. أو مع أوليائه وأحبابه .. أو مع عموم المؤمنين .. أو مع سائر خلق الله أجمعين .

سوء الأدب جهل وجحود وكفر بنعمة الله .

قيل : من لا أدب له لا سير له .. ومن لا سير له لا وصول له .. فبالأدب تُطوى المسافات . لذلك قامت التربية على الأدب ..

وقال أبو حفص النيسابورى :
لكل وقت آداب .. ولكل حال آداب .. ولكل مقام آداب .. فمن لزم الأدب بلغ مبلغ الرجال .. ومن حُرم الأدب فهو بعيد من حيث يظن القرب .. مردود من حيث يظن القبول .

الأدب ثمرة الوقوف على جوهر العلم .. وسوء الأدب ثمرة الاغترار بقشوره وهياكله .

وصدق ابن المبارك حين قال :

نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم .

اللهم أدِّبنا بأدبك ..