بسم الله الرحمن الرحيم
هو سيدي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مصطفى بن عبد
الرحمن عابدين – المشهور بالشاغوري- من أهل البيت النبوي
الكريم,
ولد سنة 1914 في مدينة حمص ونشأ يتيم الوالدين حيث رعاه
أخيه الأكبر- محمد-الذي أتى به إلى دمشق العام 1922 ثم بدأ
بحضور مجالس الذكر والعلم والفقه. تلقى علوم التوحيد
والتصوف وذاق حقائقه وأخلاقه على يد شيخه الكبير المرشد
محمد الهاشمي رحمه الله تعالى شيخ الطريقة الشاذلية
الدرقاوية العلية في بلاد الشام وكان يقرا العبارة في درس
شيخه وصحبه ملازما لدروسه العامة والخاصة قرابة ثلاثين
عاما و أجازه بالطريقة الشاذلية وهذه الإجازة هي الأصل .
وقال شيخه الهاشمي فيه سيدي عبد الرحمن يصلح للطريقة ويقصد
بذلك اهليته للإرشاد والتسليك أجازه الشيخ سعيد الحمزاوي
رحمه الله تعالى نقيب الأشراف في دمشق بما أجازه به
الهاشمي.
جاهد ضد الفرنسيين أثناء احتلالهم لسورية واشترك في الثورة
السورية وهو دون العشرين من العمر . عرف بين علماء عصره
بالتواضع والاستقامة وعدم التلون لذلك أصبح معتقدا عند
العامة والخاصة محبوبا عند الجميع رضي الله عنه وأرضاه.
ومن أجمل ما قرأت لهذا الشيخ الفاضل :
سكرنا في الغرام بغير خمر --- ولكن حسن من نهواه أسكر
فلا فجر ولا قمر منير --- ولا شمس إذا المحبوب أسفر
به همنا وزمزمنا غراما --- لان جماله قد آن يظهر
فقطعنا القلوب بسيف وجد --- وصحنا مذ بدا الله أكبر
وله:
يا جمالا بوصالي وعدا .. بعدما عني تناءى وعدا
قارب الحب فؤادي لحظة .. فرماه بالتصابي و عدا
قد كفاني في الهوى ما حل بي .. فزفيري من ضميري صعدا
وسوادي من فؤادي مكلم .. وهتوني من عيوني رعدا
وعذولي قائم في عذله .. وغدا صبري مثالا مقعدا
قلت هب لي الآن قربا قال لا .. قلت وصلا قال تبغي الأبعدا
قلت أدخلني حماكم قال لا .. قلت في ظل حماكم مقعدا
قال لا قلت فزرني في الكرى .. قال من يهوى يجافي المرقدا
قلت حسبي أن لي في حبكم .. نسبة أنجو بها قال غدا
قلت يا نفس اقنعي لا تقنطي .. وعده حق حباك المصعدا
المفضلات