الترغيب في حسن الثناء
واصطناع المعروف
من العقد الفريد لأبن عبدربه

قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أردتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا ما يتبعه من حسن الثناء.
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: اعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن مالك عند الله مثل ما للناس عندك.
وقيل لبعض الحكماء: ما أفادك الدهر؟ قال العلم به. قيل: فما أحمد الأشياء؟ قال: أن تبقى للإنسان أحدوثة حسنة.
وقال بعض أهل التفسير في قول الله تعالى: " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " . إنه أراد حسن الثناء من بعده.
وقال أكثم بن صيفي: إنما أنتم أخبار، فطيبوا أخباركم.
أخذ هذا المعنى حبيب الطائي فقال:
وما ابن آدم إلا ذكر صالحة ... أو ذكر سيئة يسري بها الكلم
أما سمعت بدهر باد أمته ... جاءت بأخبارها من بعدها أمم
وقال أبو بكر محمد بن دريد:
وإنما المرء حديث بعده ... فكن حديثاً حسناً لمن وعى
وقالوا: الأيام مزارع فما زرعت فيها حصدته.
ومن قولنا في هذا المعنى وغيره من مكارم الأخلاق:
يا من تجلد للزما ... ن أما زمانك منك أجلد
سلط نهاك على هوا ... ك وعد يومك ليس من غد
إن الحياة مزارع ... فازرع بها ما شئت تحصد