كان أهل حلب يحرصون على أن يكون المؤذّن حَسَنَ الصوت مُجيداً الآذان على إيقاع المقام ومن غير نشاز، وما أكثر الاصوات الحسنة في حلب وبها اشتهرت.
كان يُرسل الجيران اولادهم ليقول للمؤذن" أبي يسلم عليك ويسألك أن تؤذن اليوم اليوم على مقام البيات"،
فإذا كان يوم آخر سأله أن يؤذّن على الحجاز أو الرست، فيستجيب لهم ويزيد بعد الآذان على المقام نفسه الصلوات والتسليم، كقوله :
"الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله، الصلاة والسلام عليك يا من عظّمك الله، يا من بالمؤمنين شفّعك الله، يا من بالمدينة المنوّرة أسكنك الله"
وأمتع اللحظات وأكثرها جلالاً حين يصعد المؤذّن في عتمة السحر ويبدأ التجويق من مقام البيات تمهيداً لأذان الفجر بمثل هذه العبارات:
" يا حيُّ يا قيّوم .. يا بديع السماوات والأرض .. يا ذا الجلال والإكرام .. يا ذا الطول والإنعام"
ويصمت قليلاً ثم يضيف .."لا إله إلا الله" .. ثم يتابع التسبيح والتوحيد .. "سبحان الواحد الأحد .. سبحان الفرد الصمد ..
سبحان من لم يتخذ صاحبة ولا ولد .. لا إله إلاّ الله سبحان من رفع السماوات بغير عمَد.. سبحان من بسط الأرضين على ماء جمد .. سبحان من قسم الأرزاق بين عباده ولم ينس من فضله أحد .. لا إله إلا الله"
وعادةً ما يسبق أذان العشاء في جميع الايام وبخاصة الخميس، وأذان الظهر من يوم الجمعة تسميع يبدؤه المؤذن ويكرره:
"إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين أمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما"
وهكذا حتى يحين موعد الأذان


& المصدر : كتاب التواشيح والاغاني الدينية في حلب