درب زبيدة ، مشروع هندسي مميز

زبيدة بنت جعفر حفيدة أبي جعفر المنصور
.........................................
أم جعفر زبيدة بنت جعفر المنصور (766-831م) (149-216هـ)، ويقال أن أسمها أمة العزيز،أما سبب تسميتها باسم زبيدة فقد كان جدها المنصور يرقصها في طفولتها ويقول لها زبيدة أنت زبيدة ، فغلب عليها ذلك الاسم وأصبحت تعرف باسم زبيدة وهي زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، وحفيدة مؤسس الدولة العباسية الخليفة أبو جعفر المنصور من خلال ابنة جعفر. وكُنيتها زبيدة نظرًا لشدة بياضها، وتعتبر من أهم نساء الدولة العباسية وأكثرهم شهرة مما كان لها من دور في دور الخلافة فهي أم الخليفة الأمين الذي قتل على يد أخيه المأمون بعد نزاع على السلطة. من أهم أعمالها بناء أحواض للسقاية للحجاج في دربهم من بغداد إلى مكة فيما عرف بدرب زبيدة، وعين زبيدة في مكة المكرمة تكريمًا لها....كانت السيدة زُبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد امرأة فريدة في العلم والفضل والتقوى والعفاف والثقافة ، فكانت تتمتع بعلوم القرآن والسنة والمعارف والأدب .
ومن أعظم أعمالها مشروعها العظيم "درب زُبيدة" .
بدأت قصة إنشاء الطريق عام 800 م ، عندما شارفت على الهلاك وهي في طريقها لأداء مناسك الحج ، فنذرت على نفسها ألا يعاني الحجاج بعد ذلك من العطش ، فأحضرت الخبراء والمال ومن له دراية بشؤون الهندسة والصناعة وقالت :
احفروا لي منبع ماء ينقذ الناس مما هم فيه ، فبدأوا يبحثون فقالوا : أقرب مصدر ماء ممكن نعتمد عليه ويكون متدفقاً باستمرار ولا ينقطع وفيه آبار ، يبعد عشرة أميال ، ولكن لا تكفي الحجيج ، ولو حاولنا أن نحفر قناة فإن هذه القناة يجب أن تكون فوق الجبال والماء لا يصعد فوق الجبال !
فقالت : اكسروا الجبال .
قالوا : كيف نكسر الجبال هذا يتطلب مبالغ ضخمة جداً .
قالت : وإن كانت ؛ اعملوا ولو كانت ضربة الفأس بدينار .
وبدأ العمل في نحت الصخور وحفر الجبال خارج منطقة الحرم ، واستمر الحفر وشقت الجبال في مشروع من أعظم المشاريع في الزمن القديم ، حيث خدم حجاج بيت الله الحرام من بغداد عاصمة الخلافة العباسية إلى مكة المكرمة .
وقد تكلف هذا العمل مليوني دينار ذهبي ؛ ومع ذلك حفرت " عين زبيدة " ، وخلد التاريخ اسمها واستحقت لقب المهندسة العباسية .
ولما انتهى المشروع وجاء الوكيل إلى زبيدة مع العمال والمهندسين ومعهم الحسابات الختامية للمشروع فرحت فرحاً شديداً ، وقالت : ائتوني بماء ، فجاؤها بالماء فغسلت الدفاتر التي عليها الحسابات وقالت : الحساب يوم الحساب.
ويعد درب زُبيدة مفخرة هندسية لتأمين المياه للحجاج ، ويعد نموذجاً لعبقرية المهندس المسلم .
وقد تم شق الطريق عبر أشد المناطق شحاً بالمياه ، وأصبح أشهر وأطول طريق لخدمة الحجاج ، ويبلغ طوله حوالي 1500 كيلومتر ، ونبض بالحياة طوال 13 قرناً من خلال شبكة هائلة من خزانات المياه عُرفت باسم البِرَك "برك زبيدة" ، لجمع الماء بطريقة ذكية.
حيث تم وضع بركة أسفل كل واد صغير تجمع ماء المطر ، وتبدأ من الكوفة مروراً بالحدود الشمالية من الجزيرة العربية ، ثم يميل الطريق إلى جهة الجنوب الغربي شاقاً الصحراء إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة ، والتي تتوزع على طول الطريق بمسافات لا تزيد عن 40 كيلومتر ، كما تم وضع العلامات على الطريق لإرشاد الحجيج .
وقد ذكرت عين زُبيدة في كتب الجغرافيين والرحالة القدامى من المسلمين وغيرهم من الأجانب.
.
.
المصدر :
هارون الرشيد - منصور عبدالحكيم.