اعرفوا أين تضعون زكاة أموالكم ..
لو قراتم هذا المنشور بدقة وتمعن لأجاب عن كثير من أسئلتكم عن المستحقين للزكاة ..
سؤال :
ما هي شروط المستحقين للزكاة من الأقارب وغيرهم ؟
الجواب :
الأصل أنه لا يجوز صرف الزكاة للأصول ، وهم الأب والأم والأجداد والجدات لأن النفقة واجبة عليهم من الأبناء .
قال ابن قدامة : "ولا يعطى من الصدقة المفروضة للوالدين , وإن علوا , ولا للولد وإن سفل "
وقال ابن المنذر : (أجمع أهل العلم على أن الزكاة لا يجوز دفعها إلى الوالدين , في الحال التي يجبر الدافع إليهم على النفقة عليهم , ولأن دفع زكاته إليهم تغنيهم عن نفقته , وتسقطها عنه , ويعود نفعها إليه , فكأنه دفعها إلى نفسه , فلم تجز..)
- وكذلك لا يجوز صرفها للفروع وهم : الأبناء والبنات وأولادهم ; وذلك لأن نفقتهم واجبة على الوالدين , فيستغنوا بها عن أخذ الزكاة . واعطاؤهم الزكاة يسقط بذلك واجباً عن نفسه وهو النفقة عليهم ..
فالأصل أن زكاة مال الوالدين لا تُعطى للأولاد الذين تلزمهم نفقتهم، وذلك لسببين :
الأول : أن الولد مكفي وغني بنفقة والديه
والثاني : أنه بالدفع إليه يجلب الأب إلى نفسه نفعاً وهو منع وجوب النفقة عليه.
وقد قرر أهل العلم أن نفقة الابن غير المستغني بكسبه لعجز أو مرض أو نحوهما واجبة على أبيه الغني، وإلى ذلك ذهب الأئمة الأربعة ..
- كما لا يجوز للزوج أن يعطي زكاته لزوجته لأن نفقتها واجبة عليه وإعطاؤها للزكاة يعود نفعها عليه ..
قال ابن المنذر : (أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ لا يُعْطِي زَوْجَتَهُ مِنْ الزَّكَاةِ لأَنَّ نَفَقَتَهَا وَاجِبَة عَلَيْهِ فَتَسْتَغْنِي بِهَا عَنْ الزَّكَاةِ)
- و يجوز للزوجة إعطاء زكاة مالها لزوجها لسداد ديونه إذا كان متعثرًا معسراً وليس من أجل أن ينفق عليها ..
- كل من يلزمك أن تنفق عليهم كالزوجة والوالدين والأبناء غير المتزوجين لا يصح اعطاؤهم من زكاتك ..
- ويجوز إعطاء الزكاة للإخوة والأخوات والخالات والعمات واولادهم الفقراء غير المكفيين بكسبهم ولا بنفقة غيرهم لأنهم ليسوا من أصولك ولا من فروعك ..
و من يستحق أن نعطيه الزكاة يشترط فيه ثلاثة شروط : أساسية :
1- ألا يكون غنيا
2- ألا يكون قادرا على الكسب والعمل
3- ألا يكون مكفيا بنفقة غيره
عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تحل الصدقةُ لغنيٍّ، ولا لِذِي مِرَّةٍ سَويٍّ» .أخرجه الترمذي،وأَبو داود
والغني الذي لا تحل له الزكاة هو من ملك نصاباً زائداً عن حاجته الأصلية وتحققت فيه شروط وجوب الزكاة ..
أو كان مكفياً بنفقة غيره وإن لم يملك النصاب فلا يصح أن نعطيهم من الزكاة او صدقة الفطر ..
(وذي مرة سوي) القوي و السليم الخلق التام الأعضاء .. القادر على الكسب والعمل ..
فالقوي المكتسب لا تحل له الزكاة و هو من كان صحيحاً في بدنه ويجد عملاً يكتسب منه ما يسد حاجته فهذا لا يعطى من الزكاة لأن الواجب عليه أن يعمل ويكسب ليكفي نفسه وعياله ولا يجوز أن يكون عاطلاً عن العمل باختياره ويمد يده ليأخذ من أموال الزكاة وهذا مذهب جمهور أهل العلم ..
فالأخت المكفية بنفقة زوجها ..
والبنت المكفية بنفقة والدها أو أخوتها ..
والزوجة المكفية بنفقة زوجها ..
واليتيم والأرملة المكفيان بنفقة غيرهما ..
لا يصح اعطاؤهم من الزكاة او صدقة الفطر ..
ولو لم يملكوا النصاب ..
- وكل عامل او موظف يكسب ويعمل ولكن كسبه ودخله لا يكفيه وليس عنده من يعطيه و يكفيه حاجاته نعطيه من الزكاة وصدقة الفطر ..
- وكل عاجز عن العمل بسبب مرض أو شيخوخة وليس مكفيا بنفقة غيره يستحق الزكاة ..
- كل شخص غير مكفي بنفقة غيره في حاجاته الضرورية بحيث يحتاج إلى أحيانا إلى أن يستدين من غيره لتأمينها فهو يستحق الزكاة ..
- المدين الذي يتعذر عليه سداد ديونه التي استدانها بحق ولأمور معيشية من طعام ودواء وترميم بيت يستحق الزكاة
- وليست كل أرملة أو يتيم يستحقان الزكاة .. فالله يقول ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) ولم يقل للأرامل والأيتام ..
- المريض الذي يعجز عن شراء الدواء او عن اجرة عمله الجراحي يستحق الزكاة
- العامل الذي توقف عن العمل بسبب هذه الظروف ولم يعترف رب العمل بحقه في الأجرة ولم يعد عند دخل يستحق الزكاة
- كل من كان دخله وراتبه لا يكفي مصروفه في الحاجات الضرورية بعيدا عن الاسراف والتدخين فيستحق الزكاة ..
مثل شخص يحتاج إلى عشرة ولا يحصل إلا ثمانية مثلا فهذا يستحق الزكاة ..
- البعض لا يرغب أن تخرج الزكاة عن أهل بيته ..
وتحت شعار "الأقربون أولى بالمعروف"
فتريد الزوجة أن تعطي زوجها الذي تعوّد على البطالة من الزكاة ..
و تريد الأم أن تعطي ابنتها المكفية بنفقة زوجها من الزكاة..
ويريد الأب أن يعطي أولاده المكفيين بنفقته من الزكاة ..
- فالمكفية بنفقة زوجها أو أبيها أو أخيها أو أولادها لا يجوز لها أن تأخذ من الزكاة..
وإذا أعطاها أحدهم زكاة ماله ظاناً أنها محتاجة فيجب أن تخبرهم أنها لا تستحق الزكاة حتى لا تأكل حق الفقير ..
والمكفية هي التي لا تنقصها حاجاتها الأساسية والضرورية ولو لم تملك نصاب الزكاة ...
فاتقوا الله واعلموا أن الزكاة فريضة لا تسقط عنك حتى تصل لمستحقيها و تضعها في مكانها الذي فرضه رب العالمين وليس بالعاطفة والمحسوبيات ..
فتنبهوا ..
الشيخ زكريا مندو.
المفضلات