كشف مصدر في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لـ«الشرق الأوسط»، عن أن فريقا علميا بالمدينة، يعمل الآن على إيجاد محرك بحث عربي؛ ليكون بديلاً للمستخدم العربي عن محرك البحث الشهير «غوغل»، وهو ما يأتي ضمن خطط دعم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، خاصة أن دراسة حديثة لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أظهرت أن 83 في المائة من مستخدمي الإنترنت في السعودية، يعتمدون على محرك البحث «غوغل»، بينما تكشف دراسات أخرى أن غوغل لا يزال الأول في العالم العربي، بفارق كبير عن بقية محركات البحث. وقال الدكتور منصور الغامدي، مساعد المشرف على معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المحتوى العربي يتكون من عنصرين مهمين، الأول المحتوى في حد ذاته، بوجود النص الالكتروني المتاح على الإنترنت، والعنصر الآخر يتمثل في الأدوات المعينة على وجود المحتوى»، وأضاف، «لدينا مشاريع تخدم المحتوى، ونحتاج إلى محرك بحث، والمدينة تعمل على إيجاد محرك بحث عربي خاص باللغة العربية». وعن إمكانية منافسة محرك بحث «غوغل»، الذي لا يزال يسجل تفوقاً عالمياً، استشهد الغامدي بأن الصين لا يشكل اعتماد الأفراد فيها على «غوغل»، إلا نحو 20 في المائة فقط، لكون الصينيين لديهم محركات بحث خاصة بهم، وأفاد بأن المستخدم العادي يبحث عن الجودة وليس عن مصدر محرك البحث، قائلاً، «أي مشروع ينجح بالتميز، غوغل تميز بواجهة الاستخدام البسيطة غير المعقدة، واستطاع ملاكه الاستفادة من الموقع بطريقة غير مباشرة ولا تزعج المستخدم، مع فهرسة بلايين المواقع على شبكة الإنترنت وحفظها وإتاحتها للمستخدم بأسرع وقت». وأكد الغامدي على وجود محركات بحث عربية وأجنبية سابقة، لم تستمر أو خرجت بصورة ضعيفة لم تجذب المستخدم، وهو ما أرجعه لافتقادها العديد من الخصائص، في حين أوضح، أن حاضنة بادر لتقنية المعلومات، التابعة لمعهد بحوث الحاسب والإلكترونيات بالمدينة، تتولى احتضان الأفكار الجديدة، وتضم عينات شابة من الجنسين، لديهم طموح وفكر ابداعي، مؤكداً أن مثل هذه المشاريع تحتاج إلى الأفكار المبدعة، التي تخدم المستخدم بأقل تكلفة ويكون مردودها جيدا، وأضاف، «هناك عينات جيدة وصلت لحاضنة بادر، واذا انتقل هذا المشروع لحاضنة بادر قد يتطور ويكون منافساً لغوغل». وفيما يخص منافسة إثراء المحتوى العربي، التي تنظمها مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي، بالتعاون مع شركة «غوغل»، لكتابة أفضل المقالات العلمية، أوضح مساعد المشرف على معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات، في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهي الجهة المسؤولة عن المبادرة، بأنه تم تمديد المنافسة إلى منتصف شهر مايو المقبل، معللاً ذلك بـ«الرغبة في رفع جودة المقالات»، وأفاد بأن المقالات المطلوبة لا بد أن تكون احترافية وتتضمن معلومات علمية دقيقة، مؤكداً أن معظم المقالات المقدمة لم تكن بالجودة المأمولة. وأفصح الغامدي بأن عدد المقالات، التي وصلت حتى الآن يأتي بحدود 400 مقال، وبسؤاله عن العدد المستهدف، قال «المستهدف هو النوعية، فلو وصل 50 مقالا جيدا يعتبر، بالنسبة لنا، كافيا»، وحول المعايير المطلوبة، أفاد بأنه يفترض أن يكون مقالا علميا، لا يتكلم عن موضوع جدلي أو ثقافي عام، قائلاً، «نتطلع لرؤية المواضيع العلمية»، حيث أكد حاجة المحتوى العربي الكبيرة للمواد العلمية، وأضاف، «نحن نثق بأن الطاقات الشابة في جامعاتنا لديها أكثر مما قُدم». وعن مستوى التنافس بين طلاب كل من جامعة الملك سعود بالرياض وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، بصفتهما الجامعتين الوحيدتين المعنيتين بهذه المنافسة حتى الآن، أفصح الغامدي بأن جامعة الملك سعود متقدمة من حيث التفاعل الأكبر، وأكد أن ذلك لا يعيب جامعة الملك فهد ومستوى طلابها، بقوله، «ربما لم تصل الصورة للطلاب بشكل واضح من قبل الممثل»، موضحاً، أنهم وضعوا ممثلاً للمنافسة في كلتا الجامعتين، كي يقوم بالتعريف بها. وتهدف هذه المنافسة، التي انطلقت منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، إلى تحفيز وتشجيع المجتمع لإثراء المحتوى العربي، ونشر الوعي بأهمية المشاركة في تحرير المحتوى، إلى جانب التشجيع على البحث العلمي والاطلاع، فيما تقوم مجموعة من الخبراء في المجالات، التي تستهدفها المنافسة بمراجعة المقالات دورياً، وترشيح أفضلها لنيل الجائزة، حيث رصدت مجموعة كبيرة من الجوائز لأصحاب أفضل المشاركات، بالإضافة إلى شهادات قيمة تحمل اسم مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي وأخرى مقدمة من شركة «غوغل». يذكر أن أحدث الدراسات تكشف أن حجم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لا يزال شحيحاً، ولا يتعدى 0.5 في المائة من مجمل المحتوى العالمي للشبكة، في حين أن نسبة التراث العربي والإسلامي المسجل على شبكة الإنترنت لا تتجاوز نحو 16.5 في المائة مما تم تسجيله عالمياً.

المصدر: الشرق الأوسط