السلطان عبدالحميد واليهود

إن حقيقة الصراع بين السلطان عبدالحميد الثاني واليهود من أهم الأحداث في تاريخ السلطان المسلم الغيور عبدالحميد الثاني.
إن امر اليهود وعداؤهم للإسلام يعود جذوره الى ظهور الاسلام منذ أن أنتصر الاسلام وأجلاهم رسول الله  عن المدينة المنورة لخيانتهم المتكررة وعداواتهم الدائمة ومن ثم عن سائر الجزيرة العربية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وهم يكيدون له وقد تظاهر بعضهم بالاسلام وبث السموم في جسم الامة الاسلامية عبر تاريخها الطويل وما عبدالله ابن سبأ والقرامطة والحشاشين والراوندية والدعوات الهدامة التي ظهرت في تاريخ المسلمين عنهم ببعيد.
لقد أهدى تتار بلاد القرم للسلطان سليمان القانوني في القرن الخامس عشر الميلادي فتاة يهودية روسية كانوا قد سبوها في إحدى غزواتهم فتزوجها السلطان سليمان القانوني وأنجبت له بنتاً فما إن كبرت تلك البنت حتى سعت أمها اليهودية من اللقيط الكرواتي رستم باشا ثم إمعاناً منها في الغدر تمكنت من قتل الصدر الأعظم ابراهيم باشا ونصبت صهرها اللقيط بدلاً عنه ثم قامت بتدير مؤامرة اخرى استطاعت بها أن تتخلص من ولي العهد مصطفى ابن السلطان سليمان من زوجته الأولى ونصبت ابنها سليم الثاني ولياً للعهد.
في ذلك الزمن كان اليهود قد تعرضوا للاضطهاد في الأندلس وروسيا وتشرد الكثير منهم هرباً من محاكم التفتيش فتقدمت تلك اليهودية من السلطان وسعت لديه بالحصول على إذن لهم بالهجرة الى البلاد، وبالفعل فقد استقر قسم منهم في إزمير( 1) ومنطقة أدرنة، ومدينة بورصه والمناطق الشمالية والغربية من الاناضول ، وبعد استقرارهم في الدولة العثمانية، طبقت الحكومة عليهم أحكام الشريعة الاسلامية حيث تمتعوا في ظلها بقدر كبير من الاستقلال الذاتي، وفي الواقع أن يهود إسبانيا لم يجدوا المأوى فقط في تركيا العثمانية بل وجدوا الرفاهية والحرية التامة بحيث أصبح لهم التسلسل الهرمي في الدولة، إذ تغلغلوا في المراكز الحساسة منها مثل دون جوزيف ناسي، وغيرهم وتمتع يهود إسبانيا بشيء كبير من الاستقلال وأصبح رئيس الحاخاميين مخول له السلطة في الشؤون الدينية والحقوق المدنية بحيث أن مراسم وقرارات هذا الحاخام كانت تصدق من قبل الحكومة الى درجة تحولت الى قانون يخص اليهود(2 ).
وتجدر الاشارة في هذا المجال ، أن علي باشا وزير الخارجية (أصبح فيما بعد الصدر الأعظم ، قد شارك في بعثته الدبلوماسية عدد من اليهود في عام 1865م المرسلة الى الاقطار الأوروبية المسيحية)(3 ).
إن اليهود تمتعوا بكافة الامتيازات والحصانات بموجب قوانين رعايا الدولة( 4) ووجدوا السلم والأمان وحرية الوجود الكامل في الدولة العثمانية( 5).

( 1)تاريخ الدولة العثمانية، د. علي حسون،ص241.
( 2) انظر: اليهود والدولة العثمانية، د.احمد النعيمي، ص37.
(3 ) اليهود والدولة العثمانية، د.احمد النعيمي، ص37.
( 4) اليهود والدولة العثمانية، د.احمد النعيمي، ص38.
(5 ) انظر: اليهودوالدولة العثمانية، د.احمد النعيمي، ص39.

من كتاب الدولة العثمانية للدكتورعلي الصلابي


وللموضوع بقية

يتبع إن شاء الله
.

هذا الموضوع في غاية الأهمية , حيث يسلط الضوء على حقبة زمنية تتسم بالخطورة وقد كان لها ما بعدها , لكن لي رجاء لو يوضع هذا البحث على حلقات حتى يتمكن الجميع من استيعابه . شكرا لك على هذا الموضوع القيم

تشرفت بمروركم الكريم وسأعمل على تقسيم الموضوع إلى حلقات كما طلبتم

شكرا لك اختي الكريمة

لكن موضوعا كهذا لا بد أن تحشر له كل المراجع والمصادر حتى يكون ناصعا كالشمس ونبتعد بأنفسنا عن نظرية المؤامرة

كان الله معك بما قصدت اليه

شكرا للمرور الكريم أخي الفاضل تم إضافة المصدر

نشكر الأخت الفاضلة الخنساء على هذه السلسلة التي هي بصددها ونتطلع إلى بقية حلقاتها علّ إعادتنا للتاريخ قراءة وتمحيصاً وجلاءه للناس وإظهار حقائقه وإزالة ما دس فيه وعلق به من سموم المغرضين والحاقدين الذي شوهوا صورته وأرادوه تاريخاً مفصلاً على هواهم ووفق رغباتهم ونياتهم الخبيثة ، أقول علّ ذلك يعيد ثقتنا بتاريخنا المجيد وخصوصاً القريب منا منه - أعني حياة السلطان الداهية الكبير عبد الحميد الذي أخر سقوط الخلافة 30 عاماً بالتمام والكمال، ووفى ديوناً على الامبراطورية العثمانية تبلغ ملايين الليرات العثمانية الذهبية ، ثم توج ذلك التاريخ الحافل بكل إباء وشمم بعدم تنازله عن شبر من أرض فلسطين الطاهرة سقاها أجداده بدمائهم ورووها بعبيق دمهم الطاهر .

من المصادر الأمينة في هذا الموضوع:
العثمانيون تاريخ وحضارة ...
السلطان عبد الحميد الثاني ...
وكلاهما للدكتور محمد حرب .
ومذكرات السلطان عبد الحميد ... نشرته ابنته عاشة .
ويهود الدونمة ... لمحمد علي قطب .
ويهود الدونمة ... وأسرار الانقلاب العثماني ... وكلاهما للمؤرخ التركي مصطفى طوران .
والأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية ... د. مصطفى حلمي .
وما كتبه المؤرخ التركي أورخان محمد علي .

وشكرا لكم حسن صنيعكم .

شكرا للمرور الكريم

عفوا أختي الخنساء

انا لم أقصد اساءة إنما ألمحت إلى ما ذكره الاخ فياض

وهو الاصلاع أكثر والقراءة المتعددة لأكثر من كاتب حتى نستخلص النتيجة الصحيحة

شكرا للاخت الكريمة على هذه المعلومات الهامة القيمة
وننتظر السلسلة
وشكرا للاخ فياض على هذه المصادر
وعلى جهده المتواصل