الضمير يعود على ماذا ؟

قال الله تعالى : ( فانشانا لكم به جنات من نخيل واعناب لكم فيها فواكه كثيره ومنها تاكلون ) سورة المؤمنون آية:19)
1-الضمير ( فيها ) يعود على ماذا؟
2- الضمير ( منها ) يعود على ماذا؟
3- الفواكه تؤكل حتماً فلم ذكر الله جل شأنه (ومنها تأكلون) .
أتمنى إفادتي مع جزيل الشكر.

اختي الكريمة
الضمير في (فيها)يعود الى جنات
والضمير في (منها)يعود الى جنات ومن ابتدائية
وقيل تبعيضية ومضمونها مفعول تاكلون
وجاز ان تكون مجازا او كناية عن التعيش مطلقا اي ومنها تاكلون وتحصلون معايشكم
وهذا جواب التساؤل الثالث
او قولي(ومنها تاكلون) معطوف على مقدر تقديره تنظرون الى حسنه ونضجه ومنه تاكلون

هذه اهم الوجوه وان شئت انظري تفسير ابن كثير وروح المعاني

قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره : ( ( لَكُمْ فِيهَا ) يقول: لكم في الجنات فواكه كثيرة.( وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) يقول: ومن الفواكه تأكلون، وقد يجوز أن تكون الهاء والألف من ذكر الجنات، ويحتمل أن تكون من ذكر النخيل والأعناب ، وخصّ جل ثناؤه الجنات التي ذكرها في هذا الموضع، فوصفها بأنها من نخيل وأعناب ، دون وصفها بسائر ثمار الأرض; لأن هذين النوعين من الثمار كانا هما أعظم ثمار الحجاز وما قرب منها، فكانت النخيل لأهل المدينة، والأعناب لأهل الطائف، فذكَّر القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم، بما أنعم به عليهم من ثمارها.) ا . هـ الطبري
فذكر (تأكلون) مذكرا (القوم بما يعرفون من نعمة الله عليهم، بما أنعم به عليهم من ثمارها. ،، أو أنها أصبحت كالحرفة لهم على غرار قولهم فلان يأكل من حرفة يده كما أشار إلى ذلك أبو حيان رحمه لله في البحر المحيط )والله أعلم


وقال الإمام أبو حيان في البحر المحيط : ( ويحتمل أن يكون قوله { ومنها تأكلون } من قولهم : فلان يأكل من حرفة يحترفها ، ومن صنعة يغتلها ، ومن تجارة يتربح بها يعنون أنها طعمته وجهته التي منها يحصل رزقه) ا.هـ



وقد أشار إلى كل هذه الأقوال الإمام ابن عجيبة رضي الله عنه في تفسيره العجيب البحر المديد فقال : ( { فأنشأنا لكم به } أي : بذلك الماء { جنات من نخيلِ وأعنابِ لكم فيها } أي : في الجنات ، { فواكهُ كثيرةٌ } تتفكهون بها سوى النخيل والأعناب ، { ومنها تأكلون } أي من الجنات تأكلون تغذياً ، وتفكهاً ، أو تُرزقون وتحصِّلون معايشكم ، من قولهم : فلان يأكل من حرفته ، وهذه الجنة وجوه أرزاقكم منها ترزقون وتتمعشون ، ويجوز أن يكون الضميران للنخيل والأعناب ، أي : لكم في ثمرتها أنواع من الفواكه ، الرطب والعنب ، والتمر والزبيب ، والعصير والدِّبْسُ ، وغير ذلك وطعاماً تأكلونه .) ا. هـ ابن عجيبة

بارك الله فيكم جميعاً على هذه الإجابات الواضحة والموثقة