دراسات حديثية لبعض الأحاديث المتعلقة بالحج
بقلم " محمد نور العلي "
الحديث التاسع
( نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى عمر بن الخطاب وتبسم له. فقال يا ابن الخطاب أتدري بما تبسمت إليك ؟ قال: الله ورسوله أعلم . قال: إن الله باهى ملائكته ليلة عرفة بأهل عرفة عامة. وباهى بك خاصة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
تخريج الحديث
أخرجه الطبراني في الكبير 11 / 182 رقم 11430عن ابن عباس به واللفظ له , من طريق يحيى بن عثمان بن صالح حدثني أبي (عثمان بن صالح) حدثنا رِشدين بن سعد عن أبي حفص المكي عن ابن جريج عن عطاء عنه به.
رجال إسناد الطبراني
رجاله موثقون سوى رشدين بن سعد : ضعيف. صالح في دينه. في التقريب و أبو حفص المكي: لم يعرف.
درجة الإسناد
بعد دراسة الإسناد لهذا الحديث تبين أنه ضعيف لأجل (رشدين بن سعد) ولجهالة أبي حفص, وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد في المناقب باب (منزلة عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم) 9/ 70 رقم 14441 عنه. وعزاه إلى الطبراني. وأعله برشدين بن سعد وقال مختلف فيه.
والحديث له شواهد يرتقي بها.
شواهد الحديث
يشهد له ما أخرجه الطبراني في الأوسط 2/ 147 رقم 1273
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن الله عز وجل باهى ملائكته بعبيده عشية عرفة. وباهى بعمر بن الخطاب خاصة " من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه به. ثم قال: لم يروه عن العلاء إلا عبد الرحمن. تفرد به ابنه.
وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد في المناقب باب (منزلة عمر..) 9/ 69 رقم 14440 عنه به. وعزاه إلى الطبراني في الأوسط وقال: فيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص. وثقه احمد وضعفه الجمهور. ويعل أيضا بعبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم الذي تفرد بالحديث. وهو المسمعي. ترجم له الحافظ في اللسان 3/ 309 رقم 1279 وقال: يروي عن أبيه . وهو لا يتابع على حديثه. وقال العقيلي: مجهول بالنقل لا يتابع على حديثه .
ويشهد له ما أخرجه الطبراني في الأوسط 7/ 372 رقم 6722 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة. وباهى بعمر خاصة) من طريق هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا محمد بن مهاجر عن أبي سعيد خادم الحسن بن أبي الحسن. عن الحسن عنه به . ثم قال لم يروه عن أبي سعيد إلا الحسن . ولا عن الحسن إلا أبو سعيد خادمه. ولا عنه إلا محمد بن المهاجر. تفرد به إسماعيل بن عياش. وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد في المناقب باب (منزلة عمر..) 9/ 69 رقم 14439 عنه به. وعزاه إلى الطبراني في الأوسط وقال: فيه أبو سعد خادم الحسن البصري. ولم أعرفه . وبقية رجاله ثقات.
وقال الذهبي في الميزان 7/ 372 رقم 483: أبو سعد خادم الحسن لا يدرى من ذا. وقال خبره باطل وذكر حديثه من طريق هشام بن عمار به. وأقره الحافظ في اللسان 7 / 51 رقم 482
درجة الحديث
بناء على شواهده على ضعفها يتقوى . وخاصة شاهد أبي سعيد فرجاله ثقات خلا خادم الحسن فهو مجهول. وقد روى عنه (محمد بن المهاجر) الأنصاري وهو ثقة , وبناء على ذلك يرتقي الحديث إلى درجة الحسن لغيره.
وقد تشدد الحافظان في بطلانه , والله أعلم
المفضلات