النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مايخص الحج وهذه الأيام )

  1. #1
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 43
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    7 أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مايخص الحج وهذه الأيام )

    [justify]

    قال الإمام الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه العهود المحمدية :

    (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نحي ليلتي العيدين بالصلاة ذات الركوع والسجود لأن إحياءهما بذلك هو المتبادر إلى الأفهام وبدل عليه عمل السلف الصالح كلهم بذلك وإن كان الإحياء يحصل بفعل كل خير من قراءة وتسبيح وغير ذلك كالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    قال سيدي علي الخواص: ويجب أن يستعد لقيام كل ليلة أراد العبد قيامها بالجوع سواء ليلة العيدين أو الجمعة أو ليلة النصف من شعبان أو غير ذلك كالثلث الأخير من الليل إذا كان يقومه فإن من شبع قل مدده اه

    وسمعته رضي الله عنه يقول: الحكمة في إحياء ليلتي العيدين أنه يعقبهما يوما لهو ولعب فيكون نور العبادة في هاتين الليلتين منبسطا على العبد ويمتد إلى النهار فيمسك رج العبد من غير أن يرخي عنانه بالكلية في ميدان الغفلة والسهو بخلاف من بات نائما إلى الصباح أو غافلا عن ربه فإنه يصبح مطلق العنان في الغفلات
    فانظر ما أحكم أوامر الشارع وما أشفقه على دين أمته. فإذا علمت ذلك فكلف نفسك يا أخي في إحياء هاتين الليلتين ولو لم يكن لك بذلك عادة ولا تتعلل بأن السهر يشق عليك فإننا نراك تسهر في ليالي الأعراس كذا وكذا ليلة وربما كان ذلك من غير نية صالحة ولا امتثال لأمر الشارع فامتثال ما أمرك به أولى

    وقد قلت مرة لشخص من أبناء الدنيا تعال اسهر معنا هذه الليلة وكانت ليلة العيد الأصغر فتعلل بأن السهر يضره فقلت له بالله عليك اصدقني إذا أردت أن تفتح مطلبا وأبطأ عليك البخور الذي تطلقه من العشاء إلى الفجر هل كنت تسهر إلى الصباح تترقب مجيئه ؟ فقال نعم فقلت له: فإذا أبطأ من بعد الفجر إلى المغرب هل كنت تترقبه ولا تنام ؟ فقال نعم فدرجته إلى تسعة أيام وهو يجد من نفسه أنه يقدر على السهر من غير وضع جنبه إلى الأرض فقلت له في اليوم العاشر فقال لا أقدر فقلت له: يا أخي فإذا أنت تؤثر الدنيا على الآخرة ؟
    فقال نعم: ولو كنت أحب الآخرة لكان الأمر بالعكس. فقلت له: فإذن يجب عليك اتخاذ شيخ يخرجك من محبة الدنيا وشهواتها حتى تنقلب تلك الداعية التي كانت عندك في فتح المطلب إلى محبة الأجر الأخروي وتصير تحس بنفسك أنك تقدر تسهر في الخير تسعة أيام بلياليها من قوة الداعية كما هو شأن أهل الله على الدوام وذلك أنهم كانوا إذا دعوا للسهر في الخير أجابوا وإذا دعوا للسهر في التفرج على المخبطين لا يجدون لهم داعية وذلك لاعتناء الحق تعالى بهم وراثة محمدية كما ورد أنه صلى الله عليه وسلم عزم ليلة وهو شاب أن يسهر مع فتيان مكة في لهو فأخذ الله بروحه إلى الصباح فلم يسيقظ حتى أحرقه حر الشمس. فاسلك يا أخي على يد شيخ حتى لا تصير تجد ثقلا من العبادة وبمجرد ما يأتي وقت عبادة أمرك الحق تعالى بها تتوفر الدواعي منك على فعلها ولو كان وراءك ألف غرض تركته لئلا يفوتك امتثال أمر ربك أو الأجر الباقي الذي جعله لك الحق في ذلك الأمر بل تعمل إذا عارضك أحد في طريقه ومنعك منه ألف حيلة كما تفعل ذلك في أهوية نفسك فتأمل ذلك والله يتولى هداك
    - روى الطبراني مرفوعا: [[زينوا أعيادكم بالتكبير]]

    قال الحافظ المنذري ولكن فيه نكارة. والله تعالى أعلم [/justify]

  2. #2
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 43
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    7 رد: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مايخص الحج وهذه الأيام )

    [justify]قال الإمام الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه العهود المحمدية :

    - (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نرفع أصواتنا بالتكبير في الأوقات التي ندب إليه فيها كالعيدين وأيام التشريق في المساجد والطرق والمنازل ولا نتعلل بالحياء من ذلك [أي لا نتعلل أنا نستحيي من ذلك] تقديما لامتثال أمر الله تعالى على حيائنا الطبيعي وكذلك نأمر به من حضر عندنا من الأمراء والأكابر بل هم أولى من الفقراء بالتكبير ليخرجوا عن صفة الكبرياء التي تظاهروا بها في ملابسهم ومراكبهم فكأن أحدهم بقوله الله أكبر قد تبرأ من كبرياء نفسه وتعاظمها

    وهنا أسرار أخر في ذلك لا تذكر إلا مشافهة وصفة التكبير ووقته مقرر في كتب الفقه. والله تعالى أعلم

    - روى ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد مرفوعا: [ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا]

    وروى ابن ماجه والحاكم وغيرهما وقال الحاكم إنه صحيح الإسناد: [أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: ما هذه الأضاحي فقال سنة أبيكم إبراهيم ؟ قالوا فما لنا فيها يا رسول الله ؟ قال: بكل شعرة حسنة قالوا: فالصوف ؟ قال بكل شعرة من الصوف حسنة]

    وروى الطبراني مرفوعا: [ما عمل ابن آدم في هذا اليوم - يعني يوم العيد الأضحى - أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحما يوصل]

    وروى الطبراني مرفوعا: [يا أيها الناس ضحوا واحتسبوا بدمائها فإن الدم وإن وقع في الأرض فإنه يقع في حرز الله تعالى]

    وفي رواية له مرفوعا: [من ضحى طيبة بها نفسه محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار]

    وفي رواية له أيضا مرفوعا: [ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى الله من نحر ينحر في يوم العيد]

    وروى الحاكم مرفوعا وموقوفا ولعله أشبه: [من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضرن مصلانا]

    وروى أبو داود والترمذي وغيرهما مرفوعا: [خير الأضحية الكبش] زاد ابن ماجه [[الأقرن]] والله تعالى اعلم[/justify]

  3. #3
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 43
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مايخص الحج وهذه الأيام )

    [justify]

    قال الإمام الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه العهود المحمدية :

    - (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نضحي عن أنفسنا وعيالنا وأولادنا كل سنة ولا نترك التضحية إلا لعذر شرعي.

    والحكمة في ذلك إماطة الأذى عمن ذبحت على اسمه ومغفرة ذنوبه فعلم أن من شرط دفع الضحية البلاء عن أهل المنزل أن تكون من وجه حلال. فليحذر الشيخ أو العالم من التضحية بما يرسله مشايخ العرب أو الكشاف من نهب غنم البلاد وبقرها فإن ذلك يزيد في البلاء على أهل المنزل

    واعلم أيضا أنه لا يكفي شراء اللحم والتصدق به لأن السر إنما هو في إراقة الدم ومن لم يكن له قدرة على شراء أضحية وليس عنده فضل ثوب ولا دابة فليكثر من الاستغفار بدل الأضحية فلعل الاستغفار يجبر ذلك الخلل وكذلك ينبغي للفقراء المتجردين أن يذبحوا نفوسهم بسيوف المخالفات وليس لأحد التهاون بأوامر الله تعالى حسب الطاقة. والله غفور رحيم

    - روى البزار وأبو الشيخ وابن حبان: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: [قومي إلى أضحيتك فاشهديها فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك قالت: يا رسول الله ألنا ذلك خاصة أهل البيت أو لنا وللمسلمين ؟ قال بل لنا وللمسلمين]

    وفي رواية للأصبهاني مرفوعا: [يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب أما أنه يجاء بدمها ولحمها فيوضع في ميزانك سبعين ضعفا. فقال أبو سعيد: يا رسول الله هذا لآل محمد خاصة فإنهم أهل لما خصوا به من الخير أو لآل محمد وللمسلمين عامة ؟ قال: لآل محمد خاصة وللمسلمين عامة]. قال الحافظ المنذري: وقد حسن بعض مشايخنا هذا الحديث. والله تعالى أعلم


    - (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نتصدق بلحم أضحيتنا حتى جلدها كما ورد ولا ندخر اللحم عندنا لنأكله في المستقبل كما يفعله بخلاء الناس فإن ذلك لا يدفع عنا البلاء الذي شرعت له الأضحية وكان هذا البخيل يقول رضيت بأني آكل أضحيتي ولا يندفع عني بلاء وهذا من خفة العقل فربما يحدث ببدنه حكة أو جرب أو جراحات أو جذام أو تهمة باطلة ونحو ذلك فيندم حيث لا ينفعه الندم ثم إن جميع ما يحصل له بعض ما يستحق مع أن ذلك لا يهون قط على الشارع صلى الله عليه وسلم كما لا يهون على الوالد وقوع البلاء والعقوبة بولده العاق له. ومن أشرب قلبه الإيمان ومحبة الشارع صلى الله عليه وسلم ألقى قياده له فإنه لا يأمر قط بشيء إلا وفيه مصلحة للعبد في الدنيا والآخرة. وليحذر المضحي أن يرى له فضلا على من يرسل إليه اللحم من الفقراء بل يرى الفضل عليه للفقير الذي يتحمل عنه البلاء بذلك الورك مثلا بل لو عرض عليه وجع الضرس مثلا حتى يمنعه نوم الليل والأكل والشرب فجاء شخص يتحمل عنه ذلك بالأضحية كلها لسمحت نفسه بها. ومثال الفقير الذي يتحمل البلاء عن صاحب الصدقة مثال من غسل ثوب إنسان من الوسخ أو فصده وأخرج من بدنه الدم الفاسد فلا يليق بصاحب الثوب والدم أن يرى نفسه على من غسل ثوبه أو فصده بل اللائق به إعطاؤه الدراهم والشكر له. {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}

    [/justify]

  4. #4
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 43
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مايخص الحج وهذه الأيام )

    [justify]قال الإمام الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه العهود المحمدية :

    - (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نبادر بالحج إذا استطعناه لاسيما عند خوفنا اخترام المنية ولا نتأخر لعلة دنيوية ولا لخوف الموت في الطريق كما يقع فيه بعض من غلب عليه حب الدنيا وشق عليه مفارقة أهله وأوطانه وشربه الماء الحلو وأكله الفواكه وجلوسه في الظل وجمعه المال من وظائفه وغير ذلك فيموت أحدهم من غير أن يحج حجة الإسلام وذلك في غاية النقص فإنه لا يكمل أركان دين الغني والفقير إلا بالحج

    وقد قلت مرة لبعض طلبة العلم: ألا تحج ؟ فقال لا أستطيع فقالت له: لماذا ؟ فقال: خوفا أن يسعى أحد على وظيفة تدريسي للعلم. فقلت: هذا ليس بعذر شرعي فإن تدريس العلم ما شرع إلا بغير معلوم احتسابا لوجه الله وما أحد يعارض في مثل ذلك فقال: أخاف أن يأخذها أحد لأجل معلوم الذي فيها فقلت له: كم عيالك ؟ فقال أربعة أنفس فقلت له: كم لك من المعلوم كل يوم فقال عشرة أنصاف غير معلوم هذه الوظيفة فقلت: إنها والله تكفيك فتهاون في الحج حتى جاءه شخص فسرق من بيته قبيل موته نحو ثلاثمائة ذهبا فدخلت له فقلت له: أين قولك إنك لا تستطيع الحج فقال حب الدنيا غلب على قلوبنا فقلت له: فيجب عليك أن تتخذ لك شيخا ليسلك بك الطريق حتى يخرجك من محبة الدنيا فقال لا أستطيع مجاهدة نفسي فقلت له فاذهب من هذه الدار فقال ما هو بيدي فقلت له: قل اللهم اقبضني إن كان الموت خيرا لي فقالها فمات بعد شهر رحمه الله

    واعلم يا أخي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل تكفير الخطايا إلا في الحج المبرور الذي لا إثم عليه ومن يترك الصلاة في الطريق أو يخرجها عن وقتها فهو عاص لم يبر حجه فلا يكفر عنه حجه خطيئة واحدة كما ستأتي الإشارة إليه في الأحاديث

    فواظب يا أخي على الصلاة في الطريق وحرر النية الصالحة وحج واعتمر عند القدرة وإلا خسرت فلوسك ودينك والله يتولى هداك

    - روى الحاكم مرفوعا وقال صحيح على شرط الشيخين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة في عمرتها: [[إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك]]. والنصب هو التعب وزنا ومعنى

    وروى الإمام أحمد والطبراني والبيهقي وإسناده حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف]]. وفي رواية [[الدرهم بسبعمائة]]

    وفي رواية للطبراني مرفوعا: [[ما أمعر حاج قط]]. قيل لجابر ما الإمعار ؟ قال: ما افتقر. ورواه البزار ورجاله رجال الصحيح

    وروى الطبراني والأصبهاني مرفوعا: [[إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك وحجك مبرور غير مأزور وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فنادى لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور]]. والله تعالى أعلم


    - (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن ننفق في الحج والعمرة بقدر وسعنا ولا نتكلف لما فوق مقامنا من الجمال أو المحفة أو المحارة أو مؤونة الأكل أو الحلاوات خوفا أن يعقبنا ندم لمعاملتنا غير الله مع إظهار أن ذلك لله تعالى ولا نتقرب إلى الله تعالى بشيء تنقبض النفس للإنفاق فيه عاجلا أو آجلا وإنما اللائق أن ينفق الإنسان ماله في مرضاة الله وهو منشرح القلب والقالب وذلك لا يكون إلا إذا أنفق من ماله حسب طاقته وإلا فمن لازمه غالبا ارتكابه الدين ودخول الفخر وحب السمعة في حجه فإن من أوسع في النفقة فوق طاقته فالغالب عليه وقوعه فيما ذكرنا لا سيما إن كان شيخا أو علما لا كسب له فإن الإنسان ربما ساعدوه بالنفقة حتى الكشاف ومشايخ العرب وغيرهم من الظلمة إذ لو تبع الحل وتورع لما وجد في هذا الزمان أجرة ركوبه على الجمل بلا محمل ولكن والله قد دخل الدخيل في الأعمال لقلة الناصحين من العلماء والصالحين فإن من لا ينصح نفسه لا ينصح الناس ومن يغش نفسه لا يبعد أن يغش الناس

    وقد حج صلى الله عليه وسلم على رحل رث يساوي ثلاثة دراهم ثم قال: [[اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة]]

    واعلم يا أخي أن كل من تكلف ودخله الفخر في حجه فهو إلى الإثم أقرب فإياك يا أخي وقبول المعونة في الحج ممن لا يتورع في مكسبه كالتجار الذين يبيعون على الظلمة والمساكين ولا يردونهم إذا اشتروا منهم أو كمشايخ العرب فإن كسبهم يكاد أن يكون سحت السحت وكذلك جمالهم يأخذونها من بلادهم من الناس غصبا في حجة حمول جماعة السلطان فربما أرسلوا لسيدي الشيخ جملا أو جملين فحج عليها فيذهب غارقا في المعصية إلى أن يرجع أو يموتا منه في الطريق

    وإنما نبهناك يا أخي على مثل ذلك لعلمي بأن النفس غالبة على كل من لم يسلك الطريق على يد شيخ أو لم تحفه عناية الله تعالى فيدخل أعماله العلل والرياء وحب الشهرة بالكرم أو السخاء في الطريق ليقال فإن أبا مرة لا يترك مثل هؤلاء يأتون بأعمالهم كاملة بل ولا ناقصة فيزين لهم أعمالهم ويهون عليهم المساعدة في الحج بمال الظلمة ولا يكاد أحدهم يسلم له شيء من أعماله. وما رأت عيني في الثلاث سفرات التي سافرتها أحدا حج من العلماء وتورع في مأكله وملبسه مثل أخي الشيخ الصالح شمس الدين الخطيب الشربيني المفتي بجامع الأزهر فسح الله في أجله فإني رأيته لا يقبل من أحد شيئا لنفقة نفسه في الطريق ويكري له جملا لا يكاد يتميز من جمال عرب الشعارة ويصير يمشي عن الجمل في أكثر الأوقات ليلا ونهارا فيمشى ويتلو القرآن والأوراد ولا يركب إلا عند التعب الشديد رحمة بالجمل ثم يحرم مفردا فلا يحل من إحرامه حتى يتحلل أيام منى وأكثر أيامه صائما في مكة وغيرها وإن جاءه غداء أو عشاء أطعمه لفقراء مكة وطوى ولا يمل من الطواف بالبيت ليلا ونهارا وفي طول الطريق يعلم الناس مناسكهم ولا تكاد تسمع منه كلمة لغو يبدؤك بها فضلا عن كلمة غيبة في أحد تعريضا أو تصريحا رضي الله عنه وزاده من فضله. فحج يا أخي مثل هذا الأخ وإلا فلا تحج غير حجة الإسلام

    وقد رأيت شخصا أخر أقام من العلماء بمكة سنتين فجلست عنده نحو درجة في الحجر فحرقوا في أهل مكة ثم اتصل إلى علماء مصر فلا خلى ولا بقى فقلت له: يا أخي جلوسك في هذه البلد معصية وجميع ما تحصله من الخير في مكة لا يرضى به واحدا من هؤلاء العلماء الذين استغبتهم يوم القيامة بل أعرف واحدا لا يرضيه جميع أعمالك الصالحة في غيبة واحدة فضلا عن أعمالك التي دخلها الدخيل ثم قلت له: لو علم أهل مصر ما أنت منطو عليه ما حسدك أحد على هذه الإقامة بل كان يستعيذ بالله من حالك فيا طول ما سمعتهم يقولون: هنيئا لفلان. فإياك يا أخي أن تسلك هذا المسلك والله يتولى هداك


    [/justify]

  5. #5
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 43
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مايخص الحج وهذه الأيام )

    [justify]

    (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكثر من التواضع في الحج ونلبس ثياب الدون اللائقة بالخدمة في السفر ونحرم في العباية الغليظة دون الخمسيني الرفيع ونحو ذلك مما يفعله التجار وغيرهم كل ذلك اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فعلم أنه لا ينبغي لبس الثياب الرقيقة والفرجيات المحررات التي فيها خطوط حمر وخضر وصفر ونحو ذلك من لباس أهل الرعونات لأن لثياب الزينة محلا مخصوصا ليس هذا موضعه. وقد أجمع أهل الله تعالى على أن من كان فيه صفة الغنى أو رائحة التكبر لا يدخل حضرة الله تعالى ولا يحصل له شيء من الإمدادات التي تفرق على أهل تلك الحضرة قال الله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} والمتكبر ولابس الثياب الفاخرة فخرا ليس فيه صفة الافتقار ولا مسكنة إنما فيه صفة الجبابرة فينبغي لمن عادته في بلده الملابس الفاخرة أن يبيعها كلها ويأخذ له ثيابا تناسب حالة الفقراء والمساكين في الطريق حتى يرجع من الحج وربما زاد من تلك الثياب على مائة دينار ثم إن احتاج إلى صرف ثمنها في مؤونة سفره نفعته وإن استغنى عنها تصدق منها صدقة مضاعفا كل درهم يرجح على ألف درهم في الحضر فضلا عن ثواب لبس الثياب الفاخرة بقصد إظهار النعمة وقتا آخر ليس هذا موضعه ولعل إركابه عاجزا مرحلة واحدة أفضل من حجه هو ولو أن ثيابه الفاخرة كانت معه في الطريق ربما لا تنفعه لقلة من يشتريها في السفر

    وكذلك ينبغي لمن يحج أن لا يستصحب معه الهدايا من شاشات وأزر وحبر كما يفعله التجار لأن ميزان الحق منصوبة على من ورد تلك الحضرة ولم يقطع عنه علائق الدنيا بأجمعها ثم إنها ربما تسرق منه في الطريق وإن لم تسرق منه نقص بعض رأس ماله في الدين وكان الأولى له أن ينفق ثمن تلك الهدايا على فقراء مكة أو يحملها معه لمن عجز في الطريق عن النفقة أو عن المشي فينبغي للحاج أن تكون له بصيرة. وقد رأيت شخصا من الفقراء أشرف على الموت من الجوع والعطش والتعب فجاء إلى شخص في محمل عظيم فقال اسقني لله أو ركبني لله فقال يفتح الله عليك فقال أعطني دينارا أركب به فقال ما معي شيء فصدقته لكونه مشهورا بالدين فرد الفقير وهو يقول في سبيل الله دورانك في هذه الجبال والله للقمة أو شربة ماء لفقير أرجح من طبل خاناتك ولو أن هذا الراكب في المحمل كان عنده بصيرة لحسب حساب الفقراء والمساكين وأبقى لهم بقية نفقة وإلا ركب مقتبا فإن المحمل مشورا [مشهورا ؟ ؟] ويقصد الناس الراكب فيه فإن لم يقم بواجبه وإلا فليركب في شيء مستور ثم إن راكب ذلك المحمل تخاصم مع زوجته تلك الليلة فسمعته يقول لها: لك معي سبعين بندقيا قم يا فلان عدها من كيسي فتعجبت من رده ذلك السائل في وادي النار قبيل الأزلم بمرحلة مما يلي الينبوع وقد بلغني أن ذلك الفقير مات تلك الليلة فمثل هذا حجه إلى الإثم أقرب. فإياك أن تتبعه في مثل ذلك وقد تقدم في عهد إطالة الجلوس في المساجد وتخفيفه في السوق نبذة صالحة في آداب المسجد الحرام وبيان أن من الأدب أن لا يبيت المقيم بمكة على دينار ولا درهم وهو يعلم أن فيها جائعا أو محتاجا وأن لا يخطر على باله مدة إقامته بمكة معصية وأن لا يمسك طعاما أو شرابا إلا لضرورة فلا بأس بمراجعتها. {والله غفور رحيم}


    - (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكثر من الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني مدة إقامتنا بمكة المشرفة وكذلك نكثر من الصلاة في المقام وندخل البيت لكن بعد الاستعداد بالجوع المفرط حتى تخشع وتذل نفوسنا فإن تلك حضرة لا أقرب منها في سائر المساجد فإن خفنا من الزحمة اكتفينا بدخول الحجر فإنه من البيت إن شاء الله تعالى

    وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: من شبع في مكة فهو كالبهائم لأن الشبعان ينعقد عليه بخار الأكل كأنه بيضة فولاذ سابغة على جسمه فلا يكاد يصيبه شيء من مطر الرحمة النازل هناك ومن كان جائعا فكأنه عريان تحت المطر فيغرق في الرحمة إن شاء الله تعالى

    وأخبرني سيدي علي الخواص أن سيدي إبراهيم المتبولي لما حج كلمته الكعبة وبشرته بقبول حجه تلك السنة ووقع بينه وبينها معاتبات ومباسطات اه

    وكذلك رأيت أنا في الفتوحات المكية أن الشيخ أخبر أنه وقع بينه وبين الكعبة مراسلات ومخاطبات وذكر أنه رآها ناقصة في بعض المقامات فكملها وتتلمذت له حتى رقاها هكذا. قال رضي الله عنه ولكل مقام رجال
    وسمعت سيدي عليا الخواص أيضا رحمه الله يقول إنما كان الحجر الأسود أسود لأنه ليس في الألوان لون يدل على السيادة إلا اللون الأسود وأن معنى [[سودته خطايا بني آدم]] أي جعلته سيدا بكثرة التقبيل قال وكذلك القول في اسوداد جلد آدم لما خرج من الجنة إلى الأرض كان دليلا على حصول السيادة بخروجه من الجنة إلى الأرض لأنها دار خلافته وقد أجمع المحققون على أن الأنبياء لا ينقلون قط من حال إلا لأعلى منها اه

    وسمعت أخي الشيخ أفضل الدين رحمه الله تعالى يقول: إنما أمر خواص بني آدم عليه السلام بتقبيل الحجر مع كونهم أشرف من الحجر ابتلاء من الله تعالى لهم جبرا لما أخذت الخلافة في الأرض من عبوديتهم لأن الخلافة تعطي الزهو والعجب فأمر كل خليفة بتقبيل ما هو دونه لينظر الحق تعالى وهو أعلم بمن ينقاد لأوامر الله تعالى ومن يتكبر عنها اه. {والله عزيز حكيم}
    [/justify]

  6. #6
    المشرف العام
    الصورة الرمزية أبوأيمن

    الحاله : أبوأيمن غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2007
    رقم العضوية: 3
    الدولة: أبوظبي
    الهواية: القراءة والتصفح
    العمر: 43
    المشاركات: 5,392
    معدل تقييم المستوى : 10
    Array

    افتراضي رد: أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مايخص الحج وهذه الأيام )

    [justify]

    قال الإمام الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه العهود المحمدية :

    (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نستعد للعبادة في عشر ذي الحجة بإزالة الموانع التي تمنع العبد من شعوره بأوقات تقربات الحق تعالى لتؤدي الأعمال الصالحة فيها على ضرب من رائحة الكمال كما مر في ليالي القدر فإن من غلظ حجابه لا يشعر بأوقات المواهب ولا يحس بها. وقد جعل الله تعالى تمام الأعمال بحضور العبد فيها مع الله تعالى وجعل نفعها بحسب ما غاب العبد عن شهوده لربه فيها

    - روى البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه والطبراني وغيرهم مرفوعا: [[ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام يعني أيام عشر ذي الحجة قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء]]

    وروى الترمذي وابن ماجه والبيهقي مرفوعا: [[ما من أيام احب إلى الله تعالى أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر]]. وفي رواية للبيهقي: [[إن العمل الصالح فيهن]] يعني في ليالي عشر ذي الحجة]] يضاعف بسبعمائة ضعف]]

    وروى البيهقي والأصبهاني بإسناد لا بأس به عن أنس ابن مالك قال: كان يقال في أيام عشر ذي الحجة كل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة آلاف يوم يعني في الفضل والله تعالى

    وسمعت سيدي عليا رحمه الله يقول: كل من مرت عليه ليالي التقريب ولم ينقطع صوته من شدة البكاء والنحيب فكأنه نائم فوالله لقد فاز أهل الله تعالى بمجاهدتهم لنفوسهم حتى لم يبق لهم مانع يمنعهم من دخول حضرة الله تعالى في ليل أو نهار ووالله لو سجدوا على الجمر ما أدوا شكر الحق تعالى على إذنه لهم في الدخول إلى حضرته لحظة واحدة في عمرهم ووالله لو وقف المريدون على الجمر بين يدي أشياخهم من خلق الله الدنيا إلى انقضائها لم يقوموا بواجب حق معلمهم في إرشادهم إلى إزالة جميع تلك الموانع التي تمنعهم من دخول حضرة الله تعالى. وإذا كان العبد يحب من أعطاه العزيمة والبخور حتى فتح المطلب ولا يكاد يبغضه مع كون ذلك مكروها لله تعالى فكيف بمن يعطيه الاستعداد الذي يدخل به حضرة الله تعالى حتى يصير معدودا من أهلها بل من ملوك الحضرة والله إن أكثر الناس اليوم في غمرة ساهون نسأل الله اللطف بنا وبهم

    وقد سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: لا يطلب من غالب أهل هذا الزمان كمال مقام الإيمان فإنه متعذر جدا وإنما السعيد كل السعيد من خرج من الدنيا ومعه رائحة الإيمان ومن ادعى منهم كمال الإيمان كذبته أفعاله من الانهماك على الدنيا وندمه على فواتها أكثر من ندمه على فوات مجالسة الله تعالى

    وسمعته يقول أيضا من علامة نقص الإيمان في العبد عدم تأثره على فوات شيء من مرضاة الله تعالى وعدم حفظه لجوارحه مع علمه بأنه يحاسب على جميع أفعاله وقد قدمنا عن الحسن البصري أنه كان يقول: أدركنا أقواما كنا في جنبهم لصوصا ولو رأوكم لقالوا إن هؤلاء لا يؤمنون بيوم الحساب وقد كان مالك بن دينار يقول: والله لو حلف إنسان بأن أعمالي أعمال من لا يؤمن بيوم الحساب لقلت له صدقت لا تكفر عن يمينك فتأمل ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك [/justify]

المواضيع المتشابهه

  1. السيدة فاطمة رضي الله عنها وماأدراك مافاطمة
    بواسطة أيمن السيد في المنتدى منتدى التراجم
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06-Jan-2010, 08:27 AM
  2. ما هو القرأن الكريم
    بواسطة أيمن السيد في المنتدى القرآن الكريم وعلومه
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-Jan-2010, 01:38 AM
  3. أثار النبي محمد عليه السلام بالصور
    بواسطة أيمن السيد في المنتدى السيرة النبوية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-Nov-2009, 01:50 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •