[justify]ربما كنا نسمع عندما كنا صغاراً عبارة ( كفاكم لعباً ، كفاكم ضياعاً للوقت ) وربما نرددها اليوم مع أطفالنا ، ولكن لو سألنا أنفسنا : هل اللعب مضيعة للوقت ؟! أم له فوائد لكنها خفيت علينا ؟!
أجل !!
إنه في حقيقة الأمر واحد من أقوى الدعامات للصحة النفسية و أسلوب جذاب ومفيد لغرس المبادئ والقيم التي نريد من الطفل أن يتعلمها .
وفوائد اللعب كثيرة ، يمكن أن نلخصها في النقاط التالية :
عندما يلعب الأطفال :
1ـ يكتشفون عالمهم .
2ـ يعبرون عن أنفسهم .
3ـ يطورون مهاراتهم البدنية .
4ـ يفهمون كيف تعمل الأشياء .
5ـ يطورون مهاراتهم العقلية .
6ـ يطورون مهاراتهم الاجتماعية .
إن الملاعبة والفكاهة يرتبطان بصورة وثيقة بالصحة النفسية والنمو العقلي ، بالإضافة إلى الابتكار والقدرة على حل المشكلات ، بل والإنتاجية في العمل !!
لذا لجأ العلماء لاستخدام اللعب كوسيلة للعلاج ، لأنه يهيئ جواً مناسباً للتنفيس عن مشاعر الطفل المكبوتة و عن الضغوط التي تعرض لها في فترة ما ، كالمخاوف والإحساس بالقهر أو الوحدة .
وأحياناً يمر الأطفال بأوقات عصيبة يصعب عليهم التعايش معها بسهولة كانفصال الأبوين ، والانتقال إلى منزل جديد ، أو تعرض الطفل لإساءة نفسية أو جسدية ، وهو ما يؤدي أحياناً لأن يكون الطفل عدوانياً أو عصبياً .
كما أنه يساعد الأطفال ذوي الأمراض المزمنة ، كما يخدم بعض حالات ذوي الاحتياجات الخاصة ، والذين لديهم مشاكل في التكيف الاجتماعي ، أو مشكلات في التعبير عن أنفسهم .
ويناسب العلاج باللعب الأطفال من عمر سنة إلى ( 11) سنة
لماذا نحتاج إلى العلاج باللعب ؟
*لأنه يسهم في خلق بيئة آمنة يستطيع الأطفال فيها أن يعبروا عن أنفسهم .
*لأن الأطفال لا يملكون القدرة اللغوية الكافية أو الإدراك الناضج للتعبير عن مشاعرهم بوسيلة مجردة كالكلمات ، فالألعاب هي كلماتهم .
*يعاني بعض الأطفال من وجودهم حول مجموعة من البالغين الذين لا يفهمونهم أو لا يحترمونهم الاحترام الذي يعزز ثقتهم بأنفسهم ويفجر طاقاتهم الكامنة .
*كما يعانون من أحياناً من عدم التقبل أو السخرية ، والتي تؤدي بدورها إلى العديد من المشكلات النفسية والسلوكية .
أهداف العلاج باللعب :
•إدخال عنصر الإيجابية في لعب الطفل لتفريغ انفعالاته
•تنمية قدراته للتعبير عن مشاعره ومخاوفه بطريقة ملائمة .
•تقدير الذات وتنمية الشعور بالمحبة.
•تشجيعه للتعبير عن حقوقه ومتطلباته .
•تنمية قدراته لحل مشكلاته ، وطلب المساعدة عندما يحتاج لذلك .
•تنمية شعوره بالأمان مع مراعاة خصائصه وحاجاته .(1)
لهذا كله ينبغي علينا أن نلعب مع أطفالنا لنكتشف أخطاءنا معهم بأنفسنا ونصلحها ، ولنصل إلى أعماق نفوسهم البريئة ونمسح عنها الروتين والرتابة في الأوامر والنواهي ، (لا تقل كذا ولا تفعل هذا ...الخ)
وهذه الطريقة نافعة جداً ، سواء للطفل الهادئ الخجول أم للطفل الاجتماعي المندفع .
فأسلوبنا في الحياة عامة ومع أطفالنا خاصة ، يحتاج للتنويع والتجديد ، للابتعاد عن الروتين والرتابة ، و ليكون أدعى لقبولهم توجيهنا ونصحنا والتزامهم بما نريده منهم .
ورب طفل لاعبته أمه لعبة الضيوف مثلاً ، وأرشدته خلالها عن الآداب والقواعد السلوكية التي ينبغي عليه الالتزام بها ، أنفع وأجدى ويتقبلها الطفل أكثر من عشرات العبارات : افعل ولا تفعل .
ورب طفل قد أرهقت أمه بتعليمه، وهي تحاول جاهدة أن يحفظ بضع آيات من القرآن الكريم ، لو حاولت أن تغير من طريقتها بين آونة وأخرى ( كأن تأخذ بيده ثم تمشي إلى غرفة أخرى وكأنها تذهب به إلى مكان ما ، وتحاول أن تلعب معه دور المعلمة وكأنهم في صف ، وتحاوره وكأنه طفل متميز بين مجموعة أطفال في صف واسع ) لحفظ ما هو مطلوب منه ، وربما يطلب منها كل يوم أن تفعل ذلك ، رغم أنه كان من قبل يتهرب من الحفظ والتلاوة .
هذه الأفكار جربتها مع أطفالي ، سواء التعليم عن طريق اللعب أم التوجيه عن طريق اللعب ، ورأيتها طرق مفيدة وموصلة للهدف المنشود بجهد أقل ، لكنها تحتاج إلى صبر وهدوء . والله ولي التوفيق .
(1) من كتاب الأطفال المزعجون ـ مصطفى أبو سعد بتصرف .[/justify]
المفضلات